تحت شاعر ( عز الدين سليم .. كتاب لم تقرأ اجمل فصوله .. ودرب لم تنته محطاته )  أقامت هيئة الحشد الشعبي / مكتب البصرة جلسة استذكاريه بالذكرى الثالثة عشر لاستشهاد المفكر عز الدين سليم والقيت عدد من الكلمات شارك فيها شخصيات من أهالي البصرة وتضمنت الجلسة ورقة لرئيس مؤسسة الهدى حسين جلوب الساعدي بعنوان           ( محطات الفكر والمبادرة في حياة الشهيد عز الدين سليم ) جاء في مقدمتها الشهيد عز الدين سليم عالم ومفكر ومبادر وحركي وواقعي وموضوعي وانسان تكاملت صفاته الفكرية والحركية والإنسانية في أجواء البيئة والنشأة والعمل والآمال والأهداف الكبيرة التي سعى اليها وينتهي من مقدمته بالقول الشهيد عز الدين سليم مفكر اسلامي كبير اتحف المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب في مجال الفكر الإسلامي ومعالجة القضايا على هدي الإسلام.
 وذكر الساعدي سبعة محطات من الفكر والمبادرة في شخصية الشهيد أولها وعيه المبكر فهو تميز بالوعي المبكر في فهم التكليف الشرعي وضرورة العمل الإسلامي الذي دفعه للانتماء للحركة الإسلامية عام 1961 التي مثلت محطة مهمة في تاريخ حياته وجهاده ونتاجه العلمي حيث تنقل في مواقع العمل ويختم هذه المحطة بالقول وازدادت المهمة بعد الهجرة الى ايران عام 1980 ليأسس مجلة الجهاد والمركز الإسلامي السياسي في طهران ويصدر مجلة التقرير السياسي . أما المحطة الثانية بعد الهجرة الى ايران بعد أن ظهرت أشكال الخلاف بين الدعاة التي انتهت بالانقسام وكان الشهيد ذو رأي وموقف ومبادرة جعله يمثل خطا ً أصيلا ً ملتزما ًوبعد توضيح هذه المحطة المهمة يتحول الساعدي المحطة الثالثة وهي تأسيس المجلس الأعلى ويقول فيها : بعد أن تعددت واجهات العمل في آيران اخذت القوى الإسلامية وبرعاية الجمهورية الإسلامية في آيران تبحث عن أطار عمل مشترك بينها فصارت عدة مبادرات كان أخراها وأنماها في ذلك الوقت مشروع المجلس الأعلى الذي ساهم الشهيد في تأسيسه وأدارته ليكون عضو الشورى المركزية وكان الشهيد يترفع عن أجواء الخلافات والمناكفات وكان صادقاً أمينا ً واضحا ً وصريحا ً . وجاء في المحطة الرابعة حقوق الشيعة وهنا يذكر الساعدي بالقول كان الشهيد يدرك وبعمق ما يتعرض له الأكثرية الشيعية في العراق من أضطهاد وتهميش وأقصاء وانتهاك لحقوقهم السياسية والمدنية وما تعانيه من أبادة جماعية ودمار لقدراتهم الاقتصادية جراء سياسة الأنظمة المتعاقبة فأخذت تلك القضية مساحة كبيرة من تفكيره ومبادراته . والمحطة الخامسة كانت عن مؤتمر لندن وأسقاط النظام اعتمادا على العامل الدولي وتميز الشهيد بموقف واضح وصريح من بين الجميع للاعتماد على العامل الدولي وأعتبره فرصة لإنقاذ العراق وحين ودعناه للسفر الى لندن للحضور في المؤتمر قال ( أن ذهابي الى لندن مضطر اليه كاضطرار أكل الميته ) ووجد في جيبه قصاصة ملطخة بدمه الطاهر يوم استشهاده مكتوب فيها ( جازفنا بسمعتنا وأرواحنا من أجل أنفاذ الشعب العراقي ) وبعد أن حصل القرار بأسقاط النظام شارك الجميع في العملية السياسية التي نعيش أجوائها أن موقف الشهيد في هذه القضية كلفه الكثير من النقد والتجريح لكن بعد حين ألتحق الجميع بلا أستحياء وأصبح الجميع ينعم بجراءة وأقدام الشهيد في تلك المبادرة . ويتحول الساعدي الى المحطة السادسة شكل نظام الحكم في العراق ويوضح فيها أفكار ومبادرات الشهيد في هذا المجال ويقول هنا : كان الشهيد يؤكد على جملة من المباديء التي يجب أن يتضمنها نظام الحكم التي منها الفدرالية والديمقراطية والفصل بين السلطات . ويذكر الساعدي في المحطة السابعة والأخيرة مشروع دولة الأنسان الذي طرحه الشهيد قبل استشهاده ونظرَ له في كتابه ( مكانة الأنسان في الإسلام ) وكذا أدرك الشهيد بوعيه لطبيعة الشعب العراقي وتعدد أنتماءه القومي والديني والمذهبي والسياسي الذي يلتقي عند مقصد الأسلام لسعادة الأنسان . ويختم الساعدي قائلا ً كان الشهيد مفكرا ً مبادرا ً في كل محطات حياته وكان على درجة عالية من التفاؤل والأمل في تحقيق أفكاره . رحم الله الشهيد عز الدين سليم ورفيق دربه الحاج طالب الحجامي.