أقامت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية ندوة ثقافية بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشر لرحيل العلامة السيد مرتضى العسكري (رض ) مع مأدبة أقطار للحضور . أدار الندوة وقدمها الدكتور علي حسن هذيلي مستذكرا ً الدور الريادي للعلامة العسكري في مجال الفكر والتحقيق والبحث العلمي وتأسيس الحركة الإسلامية في العراق وأثره في أقامت المشاريع العلمية وكان أبرزها كلية أصول الدين التي كان لها حضورا ً علميا ً من أحد تلاميذه في ميسان الأستاذ حسين جلوب الساعدي .
فيما كانت الورقة الأولى في الندوة للدكتور عبد الحسين طاهر تناول فيها منهج العلامة العسكري في البحث التاريخي أستعرض فيها دور سيف أبن عمر في تخريف الحوادث التاريخية وأختلاقه لعدد من الصحابة والذين لاوجود لهم سوى في خيال سيف أبن عمر الكذاب وأختلاقه شخصية وهميه عبد الله أبن سبأ ووضع أدوار في حرب الجمل ونسبها للتشيع وقد وقع كبار المؤرخين في الخطء كالطبري وأبن حجر وغيرهم من أعتمادهم على مرويات سيف الكذاب في القضايا التاريخية حتى جاء العلامة العسكري ليكشف هذه الشخصية التي وصفت بالكذب والوضع والزندقة ليصدر العديد من الدراسات التي غيرت مسار البحث التاريخي وفي مقدمتها كتاب (عبدالله ابن سبأ ) وكتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) فقد كان العسكري قامة كبيرة في مجال البحث العلمي والتحقيق الذي غير منهج المحدثين في تتبع الروايات وجمعها وتصنيفها وحصرها بسيف ليعطي فيها حكمه بالأختلاق .
وفي الورقة الثانية تناول الدكتور علي موسى الكعبي آراء العلامة العسكري في مجال تحقيق التراث أدرج فيها ذكرياته معه حين كان يعمل في مؤسسة البعثة للتبليغ الإسلامي وكان العسكري حريص في أرشاد المحققين للكتب المهمة التي تستدعي أخراجها في عالم المخطوطات الى مجال الطباعة والنشر ومنها مناقب ال ابي طالب للمغازلي الواسطي وأراءه في تحقيق تفسير العياشي التي حذفت أسانيده وانتشار موضوعات أحمد أبن محمد ابن سيار السياري في تحريف القرآن وأختتم حديثه بالقول العلامة العسكري كان شخصية المشاريع والمبادرة وقد تأثر به طلابه في تأسيس المشاريع العلمية والثقافية وخير دليل ما قام به أحد طلابه ( حسين جلوب الساعدي ) الذي عرف بالمبادرة والتأسيس للأعمال الثقافية في ميسان .
واختتمت الندوة بكلمة للأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس مؤسسة الهدى قدم فيها الشكر للباحثين والترحيب بالحضور واستذكار مشاريع العسكري العلمية في مجال البحث والتحقيق وفي مجال المؤسسات العلمية والخدمية معبرعن ما يقوم به كل عام في أحياء ذكراه كجزء من الوفاء لاستحضار دور الشخصيات العلمية القيادية التي ينعم بعطائها العراق وأبناء الحركة الإسلامية . وبعد نهاية الندوة وأقامت صلاة الجماعة قدمت مأدبة أفطار حضرها أساتذة الجامعة وشخصيات اجتماعية وثقافية .