بمناسبة ولادة سيد الكائنات النبي الخاتم محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآلة وسلم ) أقامت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية ندوة فكرية حوارية أدارها الدكتور (غانم حميد الزبيدي ) أفتتح الندوة قائلا ً الاحتفال بولادات الأنبياء هو أفضل من الأحتفال بوفاتهم ولاحظنا الوعي الشعبي يؤسس الأحتفال بوفاة الأنبياء , والأفضل هو الأحتفال بولادة لكون الأنبياء لديهم مشروع متكامل هو النبوة وقدمت فيها ورقتان بحثيتان الأولى قدمها الدكتور (علي موسى عكله الكعبي) بعنوان ( ما تفرد به الرسول ( ص ) عن باقي الرسل والأنبياء ) بدأ الكعبي حديثه قائلا ً درج المسلمون من القرن الرابع والخامس الهجريين على احياء مولد الرسول(ص) بشتى أنواع القرابات , مضيفا ً حين نحتفل بمولد الرسول (ص) فأننا نحتفل بمولد الرسالة , ونذكر الناس بسيرة أنسان أصطفاه الله دون خلقه , ووصفه بالخلق العظيم حيث قال ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وأعدته العناية الألهية ليحمل الرسالة العالمية الخاتمة للبشرية جمعاء , ويوصل النور الألهي الى كل أنسان عبر الأزمان.
ويؤكد الكعبي على أننا عندما نحتفل بذكرى مولد النبي (ص) فانه يجب علينا أن نهتدي بمحمد المعلم ومحمد القدوة , نهتدي بهديه ونتأسى بسلوكه ونتحلى بأخلاقه الكريمة التي نحن في أمس الحاجة أليها اليوم . ويذكر الباحث أهم الخصائص التي تفرد بها الرسول (ص) عن باقي الرسل والأنبياء (ع). ومنها خلود المعجزة ويشرح ابسط تفسير لها , هي التعليق الوقتي لعمل القانون الطبيعي , وهي أمر خارق للعادة يظهره الله على مدعي النبوة تصديقا ً له في دعواه مقرونة بالتحدي مع عدم المعارضة , وكلك أختص نبينا الكريم (ص)على سائر من سبقه من الرسل بخلود معجزته الكبرى , وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , الى أن يرث الله الأرض وما عليها , بينما أنقضت معجزات الأنبياء السابقين بزمانهم , فالقرآن كتاب خالد لا ينضب معينه , وتناول الكعبي في ورقته البحثية عدد من المعاجز التي تناولها الخطباء في حديثهم والتي أنكرها البعض , فيما يطوف خلال حديثه الى جملة الخصائص التكريمية والتي ذكرها الرسول (ص) بقوله ( فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم , ونصرت بالرعب , وأُحلت لي الغنائم , وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا ً , وأرسلت الى الخلق كافة , وختم بي النبيون ) ووضح الكعبي هذه الخصائص بشرح وافي ومتكامل وشارك الحضور بطرح الأسئلة والملاحظات والتعقيب على ما جاء في الورقة وجاوب الكعبي على كل ما طرح .
وبعدها جائت ورقة الدكتور ( حسين علي جبر) بعنوان (الخوارق قبل البعثة ) وبدأ بالقول ربما لما يعطى لنا المجال في التاريخ بالحديث عن سيرة النبي وعن التاريخ الأسلامي بصورة عامة والتاريخ هو أبو العلوم , فيما يشير جبر الى المصدر قبل البعثة هو سيرة أبن أسحاق هو الوحيد الذي تحدث في المبتدأ والمبعث والمغازي , وذكر جبر الروايات التي رفضت من قبل مذهب أهل البيت التي تحدثت عن الرسول الكريم (ص) , وشارك الحضور ما طرحه بعدد من المداخلات والتساؤلات ورد عليها الباحث مستندا ً على مجموعة من المصادر والدراسات والأبحاث .
وشارك في الندوة عدد من الأساتذة والباحثين وطلبة الدراسات العليا في ميسان ووسائل الأعلام