دور المثقف في منظومة المرجعية

د. ابراهيم الاشيقر الجعفري· 

نائب رئيس الجمهورية  العراقية ورئيس الوزراء الاسبق في الفترة الانتقالية ووزير الخارجية العراقية ورئيس التحالف الوطني العراقي

 

دور المثقف في منظومة المرجعية

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)([1])

المدخل:

العلاقة بين المرجعية الدينية والأمة هي علاقة تعاط مستمر في كل ما يتعلق بحاجاتها، على مستوى المفاهيم الدينية المرتبطة بالحياة؛ أو على مستوى تحديد المواقف العملية في مجالات العبادات، والمعاملات، على الصعد الاجتماعية المختلفة؛ انطلاقاً عن تحديد من قاعدة (لا تخلو واقعة إلا ولله فيها حكم)؛ ما يجعل المرجع الديني مسؤولا الموقف العملي للمكلف إزاء كل قضية يواجهها بينما يجد المكلف في المقابل نفسه لأحكام الشريعة؛ وكلما تعمق الالتزام لدى المكلفين، وزاد وعيهم تأكد اعتمادهم على المرجعية الدينية .

ربما تقلصت دائرة التعاطي بين مراجع المسلمين وابناء الامة بناء على عزوف الامة عن الرجوع لهم تارة وعدم تصدي بعض المراجع في تلك المجالات تارة اخرى لسبب او

لأخر؛ بيد ان ضيق دوائر التعاطي، واتساعها بين المرجعية والامة لم يلغ وفي اي مرحلة من مراحل تصدي المرجعية لحقيقة التعاطي هذه .

سر التعاطي هذا هو الشعور بالمسؤولية الشرعية امام الله تعالى قبل كل من الطرفين .. المرجع فيما يقع عليه من تكليف في الافتاء لغرض "تحديد الموقف" من جانب؛ والمسلم المكلف بالاستفتاء من اجل "اخضاع سلوكه وكل ما يرتبط بحياته لأحكام الشرعية" من الجانب الاخر .

وعلاقة الافتاء والاستفتاء هذه تتطور بناء على تطور اليات التعاطي، مثلما تتطور الاليات هي الاخرى بناء على شدة العلاقة وعمقها، وهذه العلاقة الجدلية في التعاطي بين المرجعية والامة كانت سمة بارزة في تاريخ المرجعية، والرسائل العملية للفقهاء مثلاً لم تكن متعارفة في مرحلة ما ثم اخذ الناس يبعثون بأسئلتهم الى المجتهدين الذين يقومون بالإجابة عليها .

وصدرت كتب مثل (جواهر الفقه) للقاضي ابن البراج، و(اجوبة السائل النيسابورية) للشيخ المفيد، و(المسائل التي وجهها الشيخ ابو جعفر الطوسي) للشيخ المفيد، و(اجوبة المسائل الطرابلسية) و(اجوبة المسائل الموصلية) للسيد المرتضى وغيرها. و الفت كتب خاصة بالفتوى فقط مثل (جمل العلم والعمل) و (النهاية) للشيخ الطوسي، و(السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي) لابن ادريس، و(تبصرة المتعلمين) للعلامة الحلي وغيرها ....

هذه الاساليب المتنوعة لبيان الاحكام الشرعية ظلت متداولة منذ القرن الرابع الهجري وحتى العقد العاشر. وقد نتجت عنها اثار قيمة تعد سراجاً ينير طريق الفقهاء المسلمين .

بعد هذه الحقبة ظهر نمط جديد في ساحة بيان الاحكام الشرعية يتناسب وظروف العصر. فقد بدأ مراجع التقليد بإصدار رسائل عملية (كتب تحوي الفتاوي والاحكام الشرعية) تضم كل المسائل والاحكام التي تلبي شؤون العصر ومتطلباته ....

وكانت النتيجة ان شاع اعتماد المكلفين على هذه الرسائل بسبب سلاسة اسلوبها وشمولية احكامها واحتوائها على المسائل الجديدة المنبثقة من هذا السياق كتاب (جامع عباسي) وهي الرسالة العملية للشيخ البهائي. وبعدها توالى صدور الرسائل بفوارق طفيفة فيما بينها في الاسلوب وغيره .([2])

ومن الواضح ان هناك عوامل اسهمت في تطوير هذه الالية منها ما يرتبط بظروف المكلف الاجتماعية والشخصية بما هو متلق ومنها ما يرتبط بالمرجع من ناحية الامكانات المتوافرة لديه بما هو معط .

ومهما تكن طبيعة الظروف التي تحيط بالأمة والمرجعية الدينية فأن الدور المنوط بها على مستوى توعية ابناء الامة وترشيد مسيرتهم يبقى سمة متميزة وثابتة، ومسؤولية تتطلب اقصى درجات الوعي في مواكبة التطورات الحاصلة في الحياة على هدي الشريعة الاسلامية المقدسة سواء على مستوى وعي الموضوعات او على مستوى وسائل الاتصال او على مستوى المناهج الدراسية او على مستوى تحقيق الحضور الميداني لها في حياة المكلفين .

يتناول البحث الاسئلة التالية :

  • ما هي المرجعية الشيعية ؟
  • من هو المثقف الاسلامي وما هي الثقافة ؟
  • ما هي خصوصيات المثقف ومسؤولياته ؟
  • ما هي الحقول المعرفية والاختصاصات الاكاديمية ذات العلاقة بالمرجعية ؟
  • ما هي الاوساط العملية التي تتحرك فيها المرجعية ؟
  • ماذا عن بعض مواقف المرجعية ؟
  • ما هي طبيعة العلاقة بين المرجعية والمثقف وكيف ينبغي ان تكون ؟

ما هي المرجعية ؟

من المناسب ان نحدد معنى المرجعية من حيث اللغة ومن حيث الاصطلاح .

- في اللغة : رجع يرجع رجعاً ورجوعاً ورجعى ورجعاناً ومرجعاً ومرجعة : انصرف وفي التنزيل : ان الى ربك الرجعى، اي الرجوع والمرجع مصدر على فعلى وفيه : الى الله مرجعكم جميعاً اي رجوعكم .... وقوله عز وجل : (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ؛ يعني العبد اذا بعث يوم القيامة وابصر وعرف ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه : ارْجِعُونِ أي ردوني الى الدنيا)([3]) ما يفيد ان المرجعية باللغة الجهة التي يرجع اليها ويرد لها في موارد معينة متعلقة باختصاصها .

- في الاصطلاح : لم يرد مصطلح المرجعية في اية قرآنية كريمة او في حديث شريف وعليه فهو ليس مصطلحاً اسلامياً بالقدر المعبر عن مؤسسة تقليد وانما هو مصطلح تعارف عليه المسلمون؛ فهو اذن مصطلح متشرع او مصطلح مسلمين وليس مصطلحاً شرعياً ؛ "ويعرف (المصطلح الشرعي) بورود اللفظ في معناه في القرآن الكريم او الحديث النبوي الشريف، من دون ذلك لا يوجد المصطلح الشرعي"([4]). "مصطلح تقليد ومصطلح مرجعية. هذان المصطلحان وما يرادفهما ويناسبهما غير موجودين في أي نص شرعي وانما هما مستحدثان وليس لهما اساس من حيث كونهما تعبيرين يدلان على مؤسسة ومرجعية"([5]) .

وقد اختلف العلماء والمراجع في تحديد مفهوم المرجعية الشيعية؛ فمنهم من عدّها – من موقع التعامل – مقصورة على الجانب الفقهي بالمعنى الاخص وابتعد في تصدية عن المجالات السياسية والاجتماعية ومنهم من لم يجد اقامة الحكومة الاسلامية من مسؤوليته؛ ومنهم من قال بولاية الفقيه قبال من لم يقل بها؛ ومن قالوا بالولاية للفقيه اختلفوا في دائرة الولاية من وسع كالإمام الخميني (رض) : "فللفقيه العادل جميع ما للرسول والائمة (ع) مما يرجع الى الحكومة والسياسة" ([6]) ومنهم من ضيق كالسيد الخوئي (رض)" سؤال 6 : هل ترى سماحتكم ولاية الفقيه المطلقة ام لا ؟ الخوئي : في ثبوت الولاية المطلقة للفقيه الجامع للشرائط خلاف ومعظم فقهاء الامامية يقولون بعدم ثبوتها وانما ثبتت في الامور الحسبية فقط والله العالم"([7]).

ومنهم من قسمها على اساس دائرة التصدي فقال بان المرجعية الشرعية غير المرجعية الدينية وهما غير المرجعية السياسية فالمرجعية الشرعية عنده تتولى تحديد الحكم الشرعي اما المرجع الديني فهو من يذهب ابعد من ذلك ليحدد مفاهيم الدين مما يستدعيه معرفة بالدين اشمل واعمق من المرجع في الشريعة واما المرجع السياسي فهو الذي يتولى مشروعاً سياسياً وهذا - من وجهة نظره – هو الذي يتحرك على اساس انه مشروع قيادة ومرجع القيادة تجاوز مستوى توضيح ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺘﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ؛ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ (ﺭﺽ) : ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻣﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ .ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻠﺸﺮﺍﺋﻂ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ.ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ .ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻖ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ، ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻛﻔﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ....ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺍﻥ ﻧﺒﺤﺚ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻦ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻟﻠﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺍء ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ .ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﺝ ﺧﻂ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .

ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﺍﻟﻘﺪﻣﺎء .... ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﻭ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻗﻴﺎﺩﺓ، ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻜﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻻﻭﻝ...ﻭﺿﻊ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، ﻓﻠﺴﻔﻪ ﺃﻭ ﺷﺮﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﻴﺔ، ﻭﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ (رض)([8]) .

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺼﺪﺭ (قدس سره) فقد ارخ ﻟﻠﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺑﻤﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ﺍﻻﺭﺑﻊ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺎﻁﺖ ﺑﻬﺎ، ﻭﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ؛ ﻛﻤﺎ صب ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ الصالحة محدداً ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻮﺿﺤﺎ، ﻫﻴﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ يسهل ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ .ﻓﻤﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ :ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ ﻟﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ مر بعدة مراحل :

1- ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ .

2- ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﻭﺃﻅﻦ - ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ - ﺍﻧﻪ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ الشهيد الاول (رض) ..

3- ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ..ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺎﺷﻒ ﺍﻟﻐﻄﺎء .. ﻭﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ مدة ﻁﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻗﺒﻞ عصر الاستعمار ...

4- ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﺪﺃ -ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ - ﻳﺘﺴﻠﻢ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ .. ﺑﺪﺃ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻭﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ([9]) .

ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﻁﺮﻭﺣﺔ ﻟﻠﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ :ﺇﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻟﻼﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ  ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ، ﻭﺇﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ، ﻓﻬﻲ :

ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻫﺎﺩﻓﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻭﻭﻋﻲ ﻭﺗﺘﺼﺮﻑ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺑﺮﻭﺡ ﺗﺠﺰﻳﺌﻴﺔ ﻭﺑﺪﺍﻓﻊ ﻣﻦ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩﺓ؛ ..ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﻻﻫﺪﺍف :

1- ﻧﺸﺮ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ..

2- ايجاد تيار ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺔ .

3- ﺇﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ .

4- ﺍﻟﻘﻴﻤﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ .

5- اعطاء مراكز العالمية من المراجع([10]) ..

ﻟﻢ ﻧﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻻﻣﺜﻠﺔ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﻷﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺮ، ﻭﻻ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﺎ؛ ﺑﻞ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻫﻲ :ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﺘﻴﻘﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﻫﻮ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻻﻣﺔ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺑﺄﻱ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ؛ ﻭﻻﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﺭ ﻣﻬﻢ ﻭﺧﻄﻴﺮ ﻟﻠﻤﺜﻘﻒ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ؛ ﻓﻼ  ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ  ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻩ ﺍﻥ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ؛ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻼﻣﺔ.

ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ

1- ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻻﻓﺘﺎء ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻻﻣﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ يقربها من الله (عز وجل) ﻭﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ، ( ..... فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)([11]) .

2- ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻲ المرجعي – المرجعية - ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ، ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﻧﻈﺮﻫﻢ، ﻟﻴﺘﺤﻘﻖ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ الى حالة من الاستهلاك؛ وما ينعكس سلباً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﻴﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﺮﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻳﻀﺮ ﺑﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ .

3- ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ؛ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺙ ﻓﻜﺮﻱ، ﻭﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﺳﺘﺪﻻﻟﻴﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ؛ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ .

4- ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻻﻓﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺴﻊ ﺍﻻﻣﺔ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﻭﻻ ﺍﻗﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺑﺎﻻﺻﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﺔ؛ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ ﺣﻴﻦ ﺗﺘﺤﺴﺲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻟﻠﺘﺠﺎﻭﺏ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ؛ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻛﻞ ﺳﺎﺣﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ في ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻮﺯﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﻴﺎﺕ ﺃﺑﻨﺎء ﺍﻻﻣﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .

5- ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ، ﻭﻟﺪﻯ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻬﺎ؛ ﻭﻫﻲ ﻭﺍﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﻭﺍﻟﻀﻴﻖ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﺎ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ، ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﺮﻙ  ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ، ﻭﺍﻥ ﻣﺎ ﺍﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻓﻲ المرجعية الصالحة من اهداف، يمثل محوراً مشتركاً ومهماً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻻﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺳﻴﻨﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ تتصدى المرجعية لتحقيقه وهو ما يميز ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ، ﻓﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ بالحسبان؛ و ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ نفسه ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻬﻤﺎﺗﻪ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ، ﻭﻳﻜﻮﻥ -ﺑﺬﺍﺗﻪ - ﺫﺭﺍﻋﺎ ﻣﻦ ﺃﺫﺭﻉ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯ .

من هو المثقف وما هي الثقافة :

ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻁﺎﻟﺐ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ،  ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ! و يطرح المثقف مقابل الملتزم من الجانب الثاني ! وهذا خطأ كبير في الجانبين معاً؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ؟ ﻟﻨﺪﺭﻙ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ .

- ثقف الرجل ثقافة : أي صار حاذقاً خفيفاً ... ومنه المثاقفة وهو غلام لقون ثقف أي ﺫﻭ ﻓﻄﻨﺔ ﻭﺫﻛﺎء، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻧﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻴﻪ .

والثقاف : حديدة تكون مع القواس يقوم بها الشيء المعوج ... الثقاف خشبة تسوى بها الرماح([12]) .

ثقف : الثقف الحذق في ادراك الشيء وفعله ومنها استعير المثاقفة ورمح مثقف أي ﻣﻘﻮﱠﻡ...، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺛﻘﻔﺖ ﻛﺬﺍ ﺍﺫﺍ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﺑﺒﺼﺮﻙ ﺑﺤﺬﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺛﻢ ﻳﺘﺠﻮﺯ ﺑﻪ ﻓﻴﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)[13] ﻭﺃﺻﻞ ﻣﺎﺩﺓ (ﺛﻘﻒ) ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺬﻕ ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻲء ﻭﻓﻌﻠﻪ، ﺃﻱ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻖ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻲء .

ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ (ﺹ) :ﻏﻼﻡ ﺷﺎﺏ ﻟﻘﻦ ﺛﻘﻒ ﺃﻱ :ﺫﻭ ﻓﻄﻨﺔ ﻭﺫﻛﺎء، ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ([14]) , ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺛﻘﻒ ﻭﻳﺜﻘﻒ ﻭﺛﻘﻔﺎ ورجلاً ثقف لقف : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ محكماً لما يتناوله من الامور([15]) .

ﻣﻤﺎ ﻁﺮﺡ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﺬﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ؛ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ؛ فكان ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ، ﺍﺳﺘﻌﻴﺮ -مجازاً- ﻻﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻰ ﻋﻘﻞ ﺍﻻﺧﺮ؛ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻗﻔﺔ ﻫﻲ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﺭ؛ ﻭﻣﻨﻪ ﻧﺴﺘﻮﺣﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻠﻢ ،، ﻓﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻤﻌﻨﻰ (الثقافة) : ﺍﻧﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺳﻠﻮﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ .ﺍﺫ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻬﻴﻰء ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻨﺎﺓ، ﻭﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ،،([16]) .

ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،، ﻫﻲ ﺍﻻﺭﺙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﺤﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻻﺩﺑﻲ والقيمي ويتجسد في الرموز والافكار والمفاهيم والنظم وسلم القيم  ﻭﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ الخ . والشق الثاني يتكون من مجمل النتاج الاقتصادي والتقني..([17]).

- ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ : فقد عرفت : ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﷲ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻥ والحياة ... ﻋﻦ ﷲ بوصفه ﺨﺎﻟقاً ﻭمشرعاً ﻟﻼﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻤﺴﺨﺮ ﻟﻼﻧﺘﻔﺎﻉ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﻋﻦ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺴﺘﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺽ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺔ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﺍﺳﻼﻣﻴﺔ ([18])...،، واياً ﻳﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ الفصل ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻛﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﺑﺎﻗﻲ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﺧﺮ؛ ﻭﺇﻣﻌﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ ﺑﻴﻦ ﺃﺟﺰﺍء ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺑﻨﺎء ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﻁﻴﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﺰﻭﺩ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺍﻻﺻﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭﻩ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ بوصفه ﻤﻨﻬﺞ ﻋﺒﺮ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻓﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﻓﺮﺕ ﺍﻁﻼﻟﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻮﺯﻭﻳﺔ، ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ المقرات ﺍﻟﺤﻮﺯﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺘﺪ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ؛ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ؛ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻻﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺘﻘﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺍء ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻓﻲ السلوك؛ وحتى حضور الدرس فهو لم يعد محصوراً في الحيز المكاني في بلد ما او حوزة معينة، بل يتعداه الى فضاء التلقي العلمي .

خصوصيات المثقف الاسلامي ومسؤولياته :

ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ، ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻛﺠﻬﺎﺯ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ؛ ﻣﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻭﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﻣﻊ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﻬﺎ .

ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺍﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :

1- التمتع بثقافة اسلامية (علماً ومعرفة) ترتقي ﺑﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺻﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺰﻭﺩ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺼﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺍﻻﺳﺮﻱ ﻭﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .

2- ﺑﻨﺎء ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ بناءً ايمانياً  ﻳﺮﻗﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ، ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺼﻴﺔ ﺟﻬﺪ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ .

3- معرفة الموضوعات التي يبتلى بالتعامل معها خصوصاً حين يكون في وسط تكثر في الشبهات وتشتد التحديات .

4- ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ حاجة .

5- وعي المخاطر التي تحيط به على المستوى الفكري او السلوكي لغرض التمول بالفكر والروحية التي تؤهله الثبات والاستمرار على جادة الاستقامة .

6- ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺃﺩﺍء ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻐﻲ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻭﺳﻂ  يكون حاضراً ﻓﻴﻪ .

7- ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ (ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ) ﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﺘﺎﺛﻴﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺍء ﻣﻌﻬﻢ؛ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺎﻁﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ .

8- ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺧﺮ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﻣﺎ تستحق من مادة فكرية؛ تصلح لان تكون رداً كافياً للتأثير بالاخر او الثبات امام تحدياته .

9- ﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻭﺍﻟﻈﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ .

مراتب المثقفين

ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ : 

1- فهناك المثقف المبدع والمولد للافكار والذي يمتلك باعا طويلاً من الاحاطة بالعلوم ذات العلاقة  ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻟﻪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ، ﻭﻟﻪ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺝ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻣﻦ الحيز النظري الى الحيز التطبيقي .

2- ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺴﻌﺔ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻻﺑﻮﺍﺏ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻤﺘﺎﺯ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ،ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ .

3- ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻻﻟﻤﺎﻡ ﺍﻻﺟﻤﺎﻟﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻬﻤﺘﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻣﻊ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ .

4- ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻊ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ .

5- ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻴﺪ ﻓﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﻳﺤﺴﻦ ﻓﻦ ﺍﻻﺩﺍء ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺣﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ؛ﺍﺫ ﺍﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺷﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (*) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (*))([19]) .

ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﺍﻻﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ:

1- ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﺜﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ الحقل من اشكالات وشبهات تتطلب الرد خصوصاً ان عالم الانترنت اختزل المسافات ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺗﺮﺍﺛﻪ ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ، ﻭﻳﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻅﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﺧﺮ ﺗﻘﺘﺤﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻭ ﻣﺼﺎﻧﺔ، ﻭﻟﻢ تعد ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ونظريات السلوك ومسائل الفقه حكراً ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻓﺔ، ﻛﺎﻟﺤﻮﺯﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻻﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ أي منها ﺑﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺘﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﺎﺕ، ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺓ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭالادعاءات ﻭﺍﻻﺷﻜﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ :

أ- ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺧﻔﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺻﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺑﻨﺴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ (20%) يتنعم بغالبية الخيرات التي تقدر بنسبة (80%) فيما ترزح الغالبية السكانية (80%) تحت طائلة الفقر والجوع والمرض والتخلف .

ب- حقوق الانسان وما شكل ﻣﻦ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻟﻼﻓﺘﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﻅﻠﻬﺎ ﺷﺘﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﻰ حد ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ بجر الكثير الى سدة ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ .

ج- ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻣﺎ ﺻﺤﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﺎ ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ واستعمال ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻀﺮﺑﻬﺎ .

د- ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻁﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺤﺖ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺃﻭ اليات ﺃﻭ ﺍﺗﺨﺬ ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .

2- حقل المستجدات في الموضوعات ما يقتضي المواكبة لتغيير الحكم تبعاً لتغيير ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ؛ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺴﺎﺥ ﻭﻫﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻁﻔﺎﻝ ﺍﻻﻧﺎﺑﻴﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ، ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﺳﺘﺪﻻﻟﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ابواباً واسعة من الحقول ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺛﻘﻴﻦ؛ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﻁﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ .

3- ﺣﻘﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻭﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﻭﺣﻘﺎﺋﻖ ﺗﺨﺪﻡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﺗﺜﺮﻱ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﻭﻫﺠﻮﻡ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺫﻟﻚ؛ ﻓﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﻌﺰﺯﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻮﻻﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻤﺪﻧﺔ مثل ﻨﺒﺬ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﺤﺮﻳﻢ الاجهاض ومفاسد الخمر والزنا الخ؛ وما يثار ظلماً ﻣﻦ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻟﺼﻖ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ!، ﻭﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ!، ﻭﻅﻠﻢ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ !ﻭﻗﺴﻮﺓ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺮﺩﺓ!.. الخ كل ذلك يحتاج الى رد مسؤول ﻭﻭﺍﻉ ﻭﺳﺮﻳﻊ ﻭﻣﻠﻤﻮﺱ ﻟﺪﻯ ﺍﺑﻨﺎء ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؛ ﻭﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﻳﻮﻓﺮ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻁﺮﺣﻪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻻﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﻛﺜﺮ؛ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﻟﺒﺚ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻌﺎء .

4- ﺣﻘﻞ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭﺍﻻﻭﺳﺎﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺽ ﻣﻨﺎﺧﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ بناءة تارة ، او تقليدية تارة ثانية او مضادة تارة ثالثة؛ ما جعلها تسهم والى حد كبير في التأثير سلباً او ايجاباً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭﺍﻻﺳﺮﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﻮﺗﺮ ﻭﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻷﺑﻨﺎء ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺧﺬ ﻣﻨﺤﻨﻰ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺳﻮء ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ شكلاً حاداً ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ، ﻭﻛﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ؛ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﺧﺮﻯ تصاعداً ملحوظاً في ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻮﺷﺎﺋﺞ، ﺃﻭ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺇﺣﻴﺎء ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ .

5- الحقل السياسي وما يفرز من تعاط على مستوى الاداء والتعامل على صعيدي المعارضة والحكم ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻳﺸﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻭﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻨﺎﻣﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﻭﺻﺤﻮﺓ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﻣﺲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺪﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ، ﻭﻳﺠﻨﺒﻪ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻘﺎﺕ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺩﻭﺭﻩ ﺑﺄﺩﺍء ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ .

6- ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻻﻁﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺪﻭﻝ؛ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻮﺯﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺧﺼﻮﺻاًﻭﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺮﺭﺍﺗﻬﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻁﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺴﺮﻱ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮﺭ، ﻭﺗﻨﻔﺬ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺗﻔﺮﺽ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎء؛ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺗﺤﺖ ﻁﺎﺋﻠﺔ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻵﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺍﻵﻟﻲ؛ ﻓﺎﻧﺘﻬﻜﺖ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺳﻤﺎؤﻫﺎ ﻭﺗﻬﺪﺩﺕ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﻭﺧﻴﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑﺬﺭﺍﺋﻊ ﻣﺨﺘلفة .

7- ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻓﺮﻭﻋﻪ (علم النفس السياسي علم النفس الجنائي علم نفس الطفل الخ) ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ، ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺦ؛ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺗﺨﺮﻳﺞ ﺭﻋﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘصين فيها ﻟﺤﻤﻞ ﻟﻮﺍﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻻﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ؛ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ؛ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺄﺳﻠﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺗﺴﺨﻴﺮﻫﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ؛ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﺑﻌﻀﻬﺎ في المنهج المقرر في الحوزةوتبني المختصين في هذه الحقول لغرض اثراء المتبنيات الاسلامية على مستوى الفكر والممارسة .

ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻟﻄﺮﺣﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻧﻈﺮﺗﻪ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ والموارد الطبيعية عموماً والانهار مثلاً ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺑﻠﺪ ﺍﻟﻤﻨﺒﻊ ﺃﻭ ﺑﻠﺪ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺯ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ، ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺛﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ...ﺍﻟﺦ .

ﻛﻤﺎ ﺃﻥ الامة ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺴﻌﺔ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ، وتعدد بلدانها وتنوع اتجاهاتها الكلامية ﻭﻣﺬﺍﻫﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ بأمس ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﻬﻮﺩ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﺗﻘﺮﺃ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ، وتستشرف مستقبلها وتنظر ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺡ، واذا كان السلف الصالح من الفقهاء قد بذلوا جهوداً ﺣﺜﻴﺜﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ يحفظ لها عزتها ﻭﻳﺼﻮﻥ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ، ﻭﻳﻌﻴﺪ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﻣﺎ ﺣﺒﺎﻫﺎ ﷲ ﻣﻦ نعم معنوية ومادية فان المعول ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺟﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ نفسه ، ﻭﻳﺮﺗﻘﻮﺍ ﺑﺎﻻﻣﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﷲ (ﻋﺰ ﻭﺟﻞ)، ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺃﻣﺮﻫﺎ .

ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻒ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ؟

ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ أعم ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻁﺎﻟباً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ، ﺃﻭ ﻣﻨﺘﺴباً ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺘﺰﻭداً ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺩ في ﺿﻮﺋﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺃﻭ ﻁﺎﻟﺐ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺰﻭﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء؛ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺘﺪ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻴﺪﺍﻥ يكون ﻓﻴﻪ؛ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩﻳﺔ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ / ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﺎء ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻠﺤﻮﺯﺓ وﺗﻮﻓﺮ ﻟﻠﺤﻮﺯﺓ ﺇﻁﻼﻟﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ؛ ﺧﺼﻮﺻاً ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻗﺪ ﻭﻓﺮﺕ ﺍﺧﺼﺐ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ .

ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺘﻼﺯﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻤاس ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ بوصفه مختصاً ﺑﺎﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ؛ ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻻﻱ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻜﻴﻤﺎﻭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﺃﻭ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﺃﻭ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﻣﻮﺍﻧﻊ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ ﻧﻘﻞ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻔﻘﻴﻪ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ ﻭﻫﻠﻢ جرا ﻻﺻﺒﺢ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ؛ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺑﻊ ﺗﻜﻮﻳﻨﻲ ﻭﻣﻤﺘﺪﺓ ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ .

ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ :

1- ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺑﻊ ﺗﺸﺎﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺣﺎﻁﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺍﻹﻓﺘﺎء ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ :

(ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﻓﺘﺎء، ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ . لاسيما ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻀﺎﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺍﻟﻤﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﻮﺯﺓ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﺘﺢ ﺍﻻﺑﻮﺍﺏ اما هؤلاء واعطائهم دوراً فعالاً ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺑﻬﻢ ﻭﺧﺒﺮﺍﺗﻬﻢ ﻻﻋﻄﺎء ﺍﺣﻜﺎﻡ ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ)([20]) .

2- ﺗﺰﻭﻳﺪﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺑﺤﻮﺙ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺴﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺳﺔ ﻟﻠﻤﺜﻘﻔﻴﻦ .

3- ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ .

4- ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ  ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻛﻼء ﻻﺩﺍء ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺤﻘﻪ ﺃﻭﻻ، ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻭﻟﺘﻮﻁﻴﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺛﺎﻟﺜﺎ .

5- ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻜﻞ ﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻻﻣﺔ ﻟﻐﺮﺽ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ .

6- ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺗﻮﻅﻴﻒ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺑﻊ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .

7- ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺃﻭﺳﻊ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﺍﻻﻣﺔ .

8- ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﻦ ﻁﺮﻳﻖ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﺮﺟﻊ ﻣﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ .

ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ

ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎء ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺑﻤﺎ ﺃﺣﺎﻁﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺳﺪﺍﺩ ﻟﻴﺒﺴﻂ ﻅﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﺄﺣﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺣري ﺑﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻮﻥ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻮﺗﻬﻢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻨﻴﺮﺓ؛ و ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻳﻐﻔﻠﻮﺍ عما ﻳﻜﻴﺪ ﺍﻻﻋﺪﺍء ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺸﻖ ﺻﻒ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻕ ﺇﺳﻔﻴﻦ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻟﻬﻢ .

والحمد لله ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ

مصادر البحث :

  • القران الكريم

1- اراء في المرجعية الشيعية : مجموعة من الباحثين / دار الروضة للطباعة والنشر . الطبعة الاولى.

2- المراجع والرسائل العملية : السيد عباس ميري .

3- لسان العرب : لابن منظور .

4- معالم المدرستين : السيد مرتضى العسكري / المجمع العلمي الاسلامي . الطبعة الرابعة .

5- المرجعية والتقليد عند الشيعة : الشيخ محمد مهدي شمس الدين .

6- المكاسب كتاب البيع مبحث ولاية الفقيه السيد الامام الخميني (قدس سره) .

7- صراط النجاة في اجوبة الاستفاتاءات : زعيم الحوزة العلمية اية الله العظمى ابو القاسم الخوئي .

8- هكذا قال الصدر في محنة وحب الدنيا : السيد الشهيد محمد باقر الصدر .

9- المعالم الجديدة للمرجعية عند الشيعة : السيد سليم الحسني .

10- محمد باقر الصدر دراسة في سيرته ومنهجه : السيد محمد الحسني .

11- مفردات غريب القرآن : الراغب الاصفهاني / دار المعرفة بيروت .

12- مواهب الرحمن في تفسير القرآن : السيد عبد الاعلى السبزواري .

13- الجامع لاحكام القرآن : القرطبي / دار الكتاب العربي .

14- محاضرات في الثقافة الاسلامية : احمد محمد جمال / دار الكتاب العربي . الطبعة السادسة .

15- الموسوعة السياسية : د عبد الوهاب الكيالي .

16- منهاج الصالحين : السيد عبد الاعلى السبزواري . الطبعة الرابعة .

17- السيرة النبوية : الشهيد مرتضى مطهري .

18- المثل العليا في الاسلام لا يحمدون : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء . الطبعة الاولى .

 

  •  

    نائب رئيس الجمهورية العراقية ورئيس الوزراء الاسبق في الفترة الانتقالية ووزير الخارجية العراقية ورئيس التحالف الوطني العراقي.

 

 

[1]  ) سورة الاحزاب : 72 .

 

 

 

[2]  ) مجموعة من الباحثين / اراء في المرجعية الشيعية / دار الروضة للطباعة والنشر / الطبعة الاولى / السيد عباس ميري / المراجع والرسائل العملية / صفحة 482 .

 

 

 

[3]  ) ابن منظور / لسان العرب / ج8 / ص 114 .

 

 

 

[4]  ) السيد مرتضى العسكري / معالم المدرستين / الطبعة الرابعة / المجلد الاول / ص108 .

 

 

 

[5]  ) الشيخ محمد مهدي شمس الدين / مجموعة من الباحثين / المرجعية والتقليد عند الشيعة / اراء في المرجعية الشيعية / ص574.

 

 

 

[6]  ) الامام الخميني / مبحث ولاية الفقيه / من كتب البيع / ص520 .

 

 

 

[7]  ) السيد الخوئي / صراط النجاة في اجوبة الاستفتاءات / ج1 / المبحث الاول / الاجتهاد وولاية الفقيه / سؤال رقم 6 .

 

 

 

[8]  ) الشيخ محمد مهدي شمس الدين / لمجموعة من الباحثين / المرجعية والتقليد عند الشيعة / اراء في المرجعية الشيعية / ص 577، ص580 .

 

 

 

[9]  ) السيد الشهيد محمد باقر الصدر / هكذا قال الصدر في المحنة وحب الدنيا / ص 31 .

 

 

 

[10]  ) السيد سليم الحسني / العالم الجديد للمرجعية الشيعية / ملحق رقم 1 / ص 166 .

 

 

 

[11]  ) سورة النحل / 43 .

 

 

 

[12]  ) العلامة من منظور / لسن العرب / م9 / ص19 / طبعة 1405 قم ايران .

 

 

 

[13]  ) مفردات غريب القرآن / الراغب الاصفهاني / دار المعرفة بيروت / ص85 .

 

 

 

[14]  ) السيد عبد الاعلى السبزواري / مواهب الرحمن / م3/ص117 .

 

 

 

[15]  ) القرطبي / الجامع لاحكام القرآن / دار الكتاب العربي / الجزء الثاني / ص351 .

 

 

 

[16]  ) احمد محمد جمال / محاضرات في الثقافة الاسلامية / الطبعة السادية / دار الكتاب العربي / ص14 .

 

 

 

[17]  ) د. عبد الوهاب الكيالي / موسوعة السياسية / م1 / 844 .

 

 

 

[18]  ) احمد محمد جمال / محاضرات في الثقافة الاسلامية / الطبعة السادسة / دار الكتاب العربي / ص15 .

 

 

 

[19]  ) سورة الصف 2،3 .

 

 

 

[20]  ) اراء في المرجعية الشيعية / لمجموعة من الباحثين / حسين شرفي / المرجعية والمؤهلات الاخلاقية / ص 425 .