دور المرجعية في تصحيح المسار

انباء الاستبصار إنموذجاً

الباحث : م . د علي ابراهيم عبيد الموسوي (البصير)

الجامعة المستنصرية  / كلية الآداب / قسم التاريخ

 

المقدمة

لقد جسّد اهل البيت المشروع الإلهي على هذه المعمورة من خلال تبني مضامين جميع الرسائل السماوية ولاسيما خاتمة الرسائل المتمثلة بالإسلام الحنيف وتعاليمه الجامعة لما سبق من تلك الرسائل ، اذ سعوا في ادوارهم المختلفة الى هداية الناس واصلاح احوالهم والنهوض بشؤونهم الى ما اراده الله سبحانه من حقيقة وجود الانسان على هذه المعمورة وهو الاستخلاف الحقيقي لله سبحانه عليها ، فأسسوا رغم معاناتهم وظروفهم لذلك المشروع الكبير اسساً وقواعد رصينة شمخ في بنيانها تلاميذهم واتباعهم من بعدهم بشكلٍ ابرز واقعية الامتداد الحقيقي لمرجعيتنا الرشيدة لتلك المسيرة التكاملية والنهج القويم التي اعتمدها اهل البيت  فحافظت على جوهر ومضمون تلك الرسائل فكانت سداً منيعاً وسوراً حصيناً لمبادئ وتعاليم ذلك المشروع الالهي الكبير، من خلال ادامة المسيرة في الهداية والاصلاح للبشرية عموماً واهل الاسلام خصوصاً مقتفين بذلك آثار أئمتهم الكرام في اعتماد الجانب الفكري أساساً ومنطلقاً لطريق الهداية ، لما له من تأثير في الميادين الاخرى ، وهذا ما بيناه في بحثنا المتواضع هذا الذي قسمناه الى مبحثين رئيسيين جاء الاول بعنوان (الدور الاصلاحي للمرجعية في المجتمع الاسلامي) اذ تضمن ثلاثة محاور اولها : (الجانب الفكري) الذي بينا فيه اثر الارث الفكري لبعض أعلامها وما لذلك الارث من دور فعال في ابراز الحقائق وهداية الناس ، اما المحور الثاني فكان بعنوان (الجانب الاجتماعي) اذ بينا فيه تفاعل المرجعية مع المجتمع وتماسها المباشر مع عموم طبقاته ، بحيث اسهم هذا التفاعل في حل مشكلاته مواجهة الاخطار المهددة لحاضره ومستقبله ومنها مواجهة الحملات التبشيرية ، اما المحور الثالث فقد جاء بعنوان( الجانب السياسي) والذي بينا فيه تعاطي المرجعية المباشر مع هذا الجانب من خلال تصدي بعض اعلامها الى مناصب ومسؤوليات حكومية مهمة ، وغير مباشر من خلال المتابعة والتوجيه المستمر لمشاريع وسياسات الحكومات المتعاقبة ، اما المبحث الثاني فقد انطوى تحت عنوان (سبل المرجعية في التوجيه والهداية) والذي شمل محورين كان عنوان الاول ( الهداية الى معرفة حقيقة مدرسة اهل البيت من خلال التأليف) اذ رصدنا فيه عدد من الشخصيات التي اعتنقت مذهب اهل البيت بسبب من تأثرها ببعض نتاجات اعلام اتباع هذه المدرسة المباركة ، وأما الثاني ، فقد حمل عنوان( التأثير في الاخرين من خلال التجسيد الحقيقي لأخلاق اهل البيت ) حيث اكملنا بحثنا بأيراد اسماء عدد من المستبصرين الذين اهتدوا الى اتباع مذهب اهل البيت (ع)من خلال التأثر بأخلاق بعض المراجع الاعلام واسلوبهم ، اذ وجدوا فيهم وفي اخلاقهم وعطائهم أنموذجاً حياً لروح الاسلام ومبادئه السامية التي جسدها خاتم الانبياء والمرسلين وعترته الطاهرة في نهجهم القويم واخلاقهم الرفيعة وعلومهم المستفيضة .

المبحث الاول :ـــــ الدور الاصلاحي للمرجعية في المجتمع الاسلامي

 لقد شهد التاريخ الانساني على امتدادهِ حركات اصلاحية كثيرة تفاوتت بأسبابها وعطاءها ونتائجها ، فكان التاريخ الاسلامي رائداً في هذا المجال من خلال سعة مثل تلك الحركات في ارثه المعطاء ، حيث تميز بأبراز نتائج عظيمة ظلت آثار فوائدها قروناً طويلة ، وذلك بسبب متانة أسسها وقواعدها ورصانة اساليبها وطرقها وسمو ونزاهة قادتها ، اذ ان السهم الاوفر في نجاح تلك الحركات يعود الى مثل هذه العوامل ، وكون ان اتباع اهل البيت  التزموا نهج قادتهم من ائمة الهدى صارت حركاتهم الاصلاحية مضرباً للأمثال ومُقتداً للأجيال ، من حيث عظيم اثارها وامتداد عمرها ، اذ ان ائمة اهل البيت حازوا على الصدارة والريادة في قيادة مثل تلك الحركات فتعددت ادوارهم واختلفت طرقهم في هداية الامة وارشادها الى خيرها وصلاحها ([1]) . وقد تجسد سمو تلك الحركات بوحدة اهدافها وعظيم نفعها للإنسانية عموماً واهل الاسلام خصوصاً ، فكانت سيرة اهل البيت ونتاجاتهم المصدر الاول لتلك الحركات التي قادها اتباعهم من بعدهم ، اذ انهم وضعوا أساس ذلك من خلال تربية اصحابهم وتلاميذهم على إمكانية وضرورة الاصلاح والتغيير وقد بدأ ذلك واضحاً بالخطوة المباركة التي قام بها الائمة الكرام بدأ من الامام الجواد ومن بعده ولده الهادي مروراً بحفيده الامام العسكري وانتهاء بالإمام الخاتم  والمتمثلة بإيجاد وانشاء شبكة نيابية ([2]) تتبنى دور الاتصال بالامة وتتلمس معاناتها ومعالجة مشكلاتها ، وحتى ان كانت هذه الخطوة هي خطوة تمهيدية لقضية الغيبة ، الا انها اوجدت المساحة المطلوبة في نفوس، الناس لتعزيز الثقة في الاتصال بمن يمثل المعصوم من جهة ، ومن جهة اخرى دفعت اولئك الممثلين بأخذ زمام المبادرة في الحفاظ على إرث ائمتهم في قيادة الامة وتوجيهها ورعاية شؤونها ومواجهة التحديات والاخطار المهددة لمستقبلها ، وقد تمثل ذلك في :

1ـــــ المحافظة على تراث أهل البيت عليهم السلام وفكرهم من خلال دراسة احاديثهم وروياتهم وتحليلها ورواياتهم فكان ذلك مشروعاً اصلاحياً كبيراً في هداية الامة وارشادها وتوعيتها ، وقد شكلت هذه الخطوة مرتكزاً اساسياً في فكر مدرسة أهل البيت، إذ حافظ أعلام الشيعة على روح التشيع الفكري والعقائدي، وايضاً وجهوا الاجيال المتعاقبة الى ذخائر العلم وكنوز المعرفة في ذلك التراث الذي مثل خط الاسلام الاصيل ، وقد اسهمت هذه الخطوة في ايجاد مصادر للأشعاع الفكري ومراكز وقادة لروح الثورة ضد الظلم والفساد ، وبهذا اصبحت مواجهة الاخطار والتحديات سمة تميز بها اتباع اهل البيت ومن تأثر بهم عن غيرهم .

2ــــ التأليف في جوانب مختلفة اعطيت الاولوية فيها الى الامور العقائدية والفقهية والتربوية لكي تُكمل حلقة الاستفادة من الارث المنقول عن ائمة  اهل البيت  فسارت اجيال العلماء على مثل ذلك وتطويره ، فظهرت مؤلفات ومصنفات في شتى الميادين أسهمت اسهاماً فعالاً في اغناء التراث الاسلامي ودفعت عجلة الحركة العلمية والمعرفية نحو الرقي والازدهار الى أن اضحت سمة اخرى لأتباع اهل البيت ودافعاً لغيرهم في الاقتداء بهم .

وقد اسهمت هاتان الخطوتان اسهاماً فعالاً ومباشراً في دعم الحركة الاصلاحية وتطوير اساليبها وطرقها من خلال جوانب متعددة اهمها :

1ـــــ الجانب الفكري 

   لقد اعتمد اهل البيت ومن بعدهم اتباعهم في توعية الامة وتوجيهها وارشادها على تطوير الجانب الفكري والمعرفي بين ابناءها لما له من دور محوري في بلوغ الاهداف وتحقيق الغايات سيما في الاصلاح ومواجهة الانحراف وقد اشتهر في هذا المجال رجالاً أكفاء تمتعوا بمواصفات عالية ونادرة ، فحرك كل واحد منهم اتجاهاً معرفياً معيناً تماشى مع الحركة الإصلاحية التي تناغمت مع ارائه وتوجهاته فشكّل كلاهما حركة تجديدية برزت في عصره ومجتمعه ، امتازت بالسعة والشمولية اذ استوعبت كل افاق الحاضر والمستقبل فظلت تمتلك مقومات الاستمرار والمواصلة  حيث جسدت المشروع المعرفي والاصلاحي الناجح افضل تجسيد بوساطة معطياتها ونتائجها واثارها وما حققته من مكاسب ومنافع حينها اذ تأثر بها من ادرك اثارها ومنافعها ، ومن بين اهم الشواهد على ذلك ما ظهر في  النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، من حركات إصلاحية تجديدية في الفكر الشّيعي تمثلت في حفظ تراث أئمة أهل البيت فقد كتب محمد بن الحسن الصّفار الأعرج (ت 290)([3]) كتابه (بصائر الدّرجات في علوم آل محمد) الّذي كان بداية حقيقية للموسوعات الحديثة، وبادرة تجديدية في هذا الحقل الحساس من حقول المعرفة الإسلامية ، ثمّ تلاه الشّيخ الكليني (ت:329هـ) ([4]) في تدوين كتابه (الكافي)، والكليني أحد رموز المعرفة و التجديد في عصره، وأحد الخالدين في التاريخ الثقافي الشّيعي ، كما برز الشّيخ ابن بابويه القمي (ت 329) ([5]) ضمن حركة المعرفة والإصلاح والتجديد هذه ليضيف لها أبعاداً جديدة، فهو أول من ابتكر طرح الأسانيد وجمع النظائر، وأتى بالخبر مع القرينة، ثمّ أكمل منهجه ابنه الشّيخ الصّدوق (ت: 381هـ)([6]) الّذي تجاوزت تأليفاته الثلاثمائة كتاب من أشهرها كتابه (من لا يحضره الفقيه) وهو أحد اركان كتب الحديث الأربعة للشيعة الّتي ظلت ممتدة عبر الزّمن تحتفظ بتألقها وبريقها اللامع وأهميتها العلمية المتميزة .

وقد اسهمت نشاطات ونتاجات اولئك الاعلام في اغناء الساحة الفكرية والتي ساعدت بدورها على دفع حركة الاصلاح الى الامام وعلى مختلف الاصعدة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً الخ ، وقد أسفر ذلك عن بلورة اتجاه فكري وحديثي وثقافي رائد في تاريخ التشيع وكان مركز الفقهاء المحدثين في مدينة قم المقدسة التي وصل عدد محدثيها الى قرابة مائتي الف محدث([7])،

وهذا الرقم الكبير يشير إلى قوة تلك الحركة الفكرية وإمكانيتها على التأثير في الحياة الإجتماعية وقدرتها في التحول إلى تيار عام مؤثر في الحياة الثقافية والسياسية آنذاك ، الذي تحول بدوره الى حركة اصلاحية تجديدية في ميادين شتى ، وخلال تلك الفترة أيضاً ظهر الشّيخ المفيد (ت 413هـ)([8]) كرائد لمدرسة تجديدية في الكلام والفقه والتاريخ، وقد طور مدرسته تلميذه السيد المرتضى (ت 436هـ)([9]) اذ كان من أوائل المنادين بالإجتهاد، وترك أثره الخالد (الشافي في الإمامة).

وقد امتدت هذه الحركة واستطاعت أن تحتل موقعها في الحياة العلمية الإسلامية بشكل مؤثر ممتد مع الزّمن على يد الشّيخ الطوسي (ت 460هـ)([10]) الّذي تتلمذ على يد المفيد والمرتضى وأسس فيما بعد حوزة النجف الأشرف ، اذ بلغ عدد تلامذته أكثر من ثلاثمائة مجتهد  ، وترك تراثاً غنياً لا يزال حيّاً معتمداً إلى اليوم مثل كتابه (الإستبصار) وكتابه (التهذيب) وهما من الكتب الأربعة الّتي لا يمكن الإستغناء عنها عند علماء الشّيعة . والشّيخ الطوسي هو أول من فتح باب الإجتهاد المطلق، وهو الّذي نظم مناهج الإستنباط والبحث الأصولي([11]) ويجب أنّ لا ننسى إنّ هذه الحركة كانت تتطور وتسبق الأحداث في ظل ظروف صعبة من الناحيتين السياسية والإجتماعية.

فعلى الصعيد السياسي كانت السلطة البويهية تعيش فترة التدهور والضمور في بغداد نتيجة الإضطرابات والأوضاع القلقة.. وعلى الصعيد الإجتماعي كانت الطائفية تتأجج نارها بشدة حتّى وصل الأمر إلى إحراق المكتبات والأضرحة ([12]) ، فضاع نتيجة لذلك تراث كبير من نتاجات علماء الإسلام لن يعوض أبدا ، على الرغم من صعوبة تلك الظروف الّتي كانت تسير بشكل معاكس للحركة العلمية، إلاّ أنّ حركة الإصلاح والتجديد ظلت مستمرة، واستطاعت أن تفرض وجودها بقوة على الواقع وإن تغير حركة الزّمن لصالحها، وهذه هي ميزة المشاريع الّتي تستند إلى الموضوعية والأصالة.

إنّ اصحاب تلك المشاريع الفكرية والاصلاحية رموزاً واعلاماً برزوا بوصفهم نجوماً في سماء المعرفة وبيارق عاليةً في ميادين الاصلاح و كل واحد من هؤلاء الرموز هو مجدد كبير لا يرقى إليه الشك، وهم جميعاً ينتمون إلى حركة فكرية تجديدية واحدة في مجال الحديث والرواية، وإنّ هذه الحركة ما كان لها أن تتبلور بالشكل الّذي حدث والّذي فرض نفسه على امتداد العصور وواكب بكفاءة حركة الزّمن، لولا تضافر جهود رموزه واستكمال اللاحق منهم لجهود السابق، مما جعل الحركة حية قادرة على الإستمرار والعطاء، وكذلك جعلها تختزن عناصر استمراريتها وتجددها من خلال اعداد الأجيال الّتي تحمل رايتها ومعالم منهجها، فلم تتحجم داخل اطارها الخاص ولم تتوقف في مراحل مسيرتها، بل امتدت بأمتداد الزّمن متميزة بقوة التأثير وبعد العطاء وعظيم النتاج وسعة الاتباع .

الجانب الاجتماعي

      لم يقتصر دور المرجعية المباركة بعنوانها العام او بأسماء اشخاصها المنتمين لها على التفاعل مع الجانب الفكري والاصلاحي في هذا الجانب فحسب ، كون خطهم في الاساس هو علمي ومعرفي ، وانما نجد تفاعلهم في جوانب اخرى كان واضحاً وفعالاً ولاسيما الجانب الاجتماعي ، لان خطهم لما لهم من مساحة واسعة في نفوس الناس وتأثير كبير في المجتمع من جهة ، ومن جهة اخرى قربهم من المجتمع ورصدهم لحوائجه او نقاط الضعف فيه والاسراع في المبادرة بأيجاد حول ناجعة لذلك ، وهذا التفاعل امتد بأمتداد عمر هذه المؤسسة المباركة اذ لم يقتصر على مرحلة زمنية معينة او يبرز في مكان دون اخر ، وانما كانت فاعليته وحيويته متجددة ومتماشية مع مقدار الحاجة له ، ولكننا نأتي بشواهد ونماذج لأثبات دور المرجعية في الاصلاح والتوجيه الاجتماعي على سبيل الايجاز والاختصار كون ان آثار دورها المبارك في هذا المجال واضحة ومستفيضة وغنية ، ومن بين اهم ادوارها في التفاعل والاصلاح الاجتماعي هو :

1ــــــ الحفاظ على حقيقة وجوهر الشعائر الحسينية المباركة

   للشعائر الحسينية المباركة حضور وتأثير فعال في نفوس الناس بشكلٍ مميز ، بحيث لا يوجد ما يؤثر في النفوس والعقول كتأثيرها ، لذا نجد ان علماءنا الاعلام ومرجعيتنا الرشيدة كانت ترعى هذه الشعائر المباركة على الدوام وتتابع وتراقب اثارها في المجتمع ، وعندما يطرأ على هذه الشعائر طارئ معين ايجابياً كان ام سلبياً نلحظ تفاعل المرجعية معه بنفس مقدار وقعه في النفوس ، لذا نرى ان الكثير من علماؤنا الاعلام ومنهم السيد محسن الامين([13]) الذي كان له الاثر في الحفاظ على جوهر هذه الشعائر وروحها واصالتها اذ اصدر كتاباً بعنوان:(التنزيه لاعمال الشبيه) شجب ونهى فيه عن الممارسات التي اعتاد عليها الناس في شهر محرم من قبيل اللطم المبرح على الصدور والضرب بالسلاسل، وجرح الرأس بالسيف، وغير ذلك من الممارسات التي كانت تقام في كل منطقة من مناطق الشيعة، وقد توارثتها الأجيال حتى أصبحت جزءاً من تقاليدهم الثابتة ، وقد  اثار الكتاب ضجة كبيرة، فلم يألف الناس معارضة لهذا الجانب من حياتهم ، وقد تصدى للسيد الأمين بعض كبار العلماء والمجتهدين في معارضته في هذا المنهج الاصلاحي، وفي المقابل وقف إلى جانبه آخرون، كان في طليعتهم السيد ابو الحسن الأصفهاني([14]) الذي أصدر فتواه بحرمة ضرب الرؤوس بالسيوف وغيرها من الممارسات([15])، وقد كان السيد محسن الأمين يمتلك شخصية إصلاحية في المجالات الاجتماعية والتبليغية والسياسية، لكن الاصلاح الخاص المتعلق بمسألة الشعائر الحسينية والمنبر الحسيني هي التي غطت على مشاريعه الاصلاحية الأخرى، وقد تكون ردة الفعل المضادة التي تعرض لها هي التي جعلته يركز على هذا الجانب، ويصر على إحداث الاصلاح رغم كل العقبات والتحديات .

وهكذا كان دور المرجعية في الحفاظ على أصالة هذه الشعائر المباركة التي كانت وما تزال وستبقى العنوان الاول لهوية التشيع والتبعية لآل الرسول .

2ــــــــ مواجهة الحملات التبشرية

منذ سقوط العراق بيد الاستعمار البريطاني، كانت الحملات التبشيرية الصليبية نشطة في تحركها بشكل كبير، فهي مدعومة من قبل السلطة البريطانية ، وقد ظلَّ هذا الدور مستمراً حتّى بعد تشكيل الحكومة العراقية عام 1920م. لأن السلطة الحقيقية كانت بيد الانكليز([16]) ، وقد تنبه إلى خطورة الحملات التبشيرية عدد من المراجع والعلماء، وكانت لهم مساهمات ملحوظة في مواجهة التبليغ الصليبي، لكن أحد علماء الشيعة، وهو الشيخ حبيب العاملي ([17]) وجد أن المواجهة لاتحقق أغراضها عن بعد، وأن المطلوب القيام بعمل ميداني يتصدى له عالم الدين بنفسه ليقف على الحاجات الميدانية والاجواء الحقيقية للعمل الاسلامي في مواجهة التبليغ الصليبي، والذي يظهر لنا أن الشيخ العاملي إنطلق من فكرته هذه عندما وجد أن التبشير الصليبي لم يقتصر على المدن والمراكز الادارية الكبيرة ، بل راح يغطي حتّى القرى والأرياف والمناطق البعيدة عن العاصمة في شمال البلاد وجنوبها ([18]) ، فقرر أن ينفذ مشروعه الاصلاحي بنفسه، وأن يبدأ عملياً في مواجهة التبشير في المناطق البعيدة عن العاصمة وعن المراكز الادارية الكبيرة، فقرر الاقامة في مدينة العمارة جنوب العراق ، ومن هناك بدأ عملاً إصلاحياً له أهميته في العمل الاجتماعي الاسلامي ، فقد أسس الشيخ العاملي رحمه الله مكتبة إسلامية عامة في مقابل المكتبة التبشيرية، وعقد اتفاقاً خاصاً مع أحد الأطباء لمعالجة المرضى على نفقته الخاصة، ثم أصدر فتواه بحرمة مراجعة المستشفى التبشيري الذي كان يعالج المرضى مجاناً([19]).

ونلاحظ على منهج الاصلاح عند الشيخ العاملي، أنه كان يقدم البديل المطلوب قبل أن يأتي على منع الناس عنه عبر الفتوى الشرعية، وهذا يعني أنه كان يعيش الحاجة الاجتماعية بوعي كبير، فقد يمتنع بعض الناس عن عمل معين التزاماً بفتوى العالم أو المرجع التي تمس حياتهم المعاشية والحياتية، لكن الغالبية لا يمكن لهم الالتزام بالفتوى إذا كانت البدائل غير موجودة ، اذ فمن الصعب أن يلتزم المريض الذي يعاني من الألم بفتوى دينية تحرم عليه مراجعة المستشفى الصليبي وتحمل الالم ومعاناة المرض، دون أن تقدم له بديلاً ولو أقل منه كفاءة ومستوى تقلل من الألم ، وقد يكون البديل في بعض الحالات وحده محفزاً كافيا لترك الناس التردد على المراكز المضادة للاسلام، واللجوء إلى المراكز الإسلامية بكل رغبة وإندفاع، فليس اللجوء إلى الحملات التبشيرية وغيرها رغبة خفية تحرك الناس بدون وعي أو شعور، إنما غياب البديل هو الذي يدفع بهم إلى اللجوء إلى تلك المراكز، ولو أنهم وجدوا عند المرجعية البدائل التي توفر لهم حاجاتهم لما انصرفوا عنها إلى غيرها

لقد كانت تجربة الشيخ حبيب العاملي ناجحة إلى أبعد الحدود داخل الوسط الذي تحرك فيه، فلقد استطاع رحمه الله أن يمنع تأثير الحملة التبشيرية بشكل ملحوظ، وأن يحفظ شباب المسلمين من الارتداد عن عقيدتهم الإسلامية ، ويرجع هذا النجاح إلى المبادرة الميدانية التي أقدم عليها الشيخ العاملي في مشروعه الاصلاحي على الصعيد العقائدي الاجتماعي ، فلو افترضنا أنه إستعاض عن نفسه برجل آخر لما كان من المؤكد أن يحقق ما حققه الشيخ العاملي، ففي الاعمال الاصلاحية ليس بالضرورة أن تنجح النيابة والوكالة في إنجاح العمل، لأن المطلوب في مثل هذه الحالات هو الشخصية المبادرة المتحسسة لعمق المهمة وجسامة المسؤولية، وليس الاشراف والمراقبة .

3ــــ التوجيه التربوي ورعاية الشباب

    لقد تعرض العالم الاسلامي خلال تاريخه الطويل عموماً والقرن العشرين خصوصاً الى تيارات ثقافية متنوعة ونظريات وروى اجتماعية مختلفة هدف اغلبها الى مواجهة المد الاسلامي الهادر في الاوساط الغربية ، وذلك من خلال اشاعة جملة من الثقافات المناهضة للفكر الاسلامي او البعيدة عنه على اقل تقدير ، وكذلك بث العادات والتقاليد الغريبة عن اخلاق وتعاليم الاسلام وكل ذلك من اجل اضعاف ذلك المد انطلاقاً من قواعده ، اذ يُسهم مثل هذا الاسلوب في الحد من جملة النشاطات والممارسات الفاعلة في نشر روح الاسلام وتعاليمه ، لذا انتبه عدد من العلماء الاجلاء كان من بينهم سماحة الشيخ محمّد أمين زين الدين رحمه الله ([20]) والذي مثل نموذجاً حياً ومتميزاً في الحركة الاصلاحية. فقد ركز جهوده على طرح الفكر الإسلامي بطريقة عصرية، وباسلوب جميل، يخاطب به أبناء الأُمّة من الشباب ، وعالج الشيخ زين الدين الكثير من القضايا العقائدية والتربوية والثقافية، وقد ابدع في طريقة معالجته العلمية الشيقة، وهذا ما جعل مؤلفاته تنتشر بشكل كبير في أوساط المثقفين والشباب وأن تؤثر في قطاعات الأُمّة  التي ركز الاعلام الغربي جهوده نحوها كونها الاكثر تأثيراً وتأثراً من غيرها ، وذلك من خلال اسلوبه الهادئ والهادف الذي تميز بعدم التكلف والميل الى العبارات المعقدة ، فنراه يلجأ إلى تبسيط الفكرة، وعرضها باسلوب انسيابي فيه رقة العبارة وجمال التصوير، حتّى ان القارئ يشعر أنه يقرأ لأديب معاصر، أو استاذ متخصص في القضايا التربوية والاجتماعية المعاصرة وليس لشيخ كبير السن، وأحد الفقهاء في الوسط الشيعي ، والذي زاد من قاعدة الشيخ الجماهيرية هو ان اسلوبه الاجتماعي كان مشابهاً لأسلوبه في التأليف وطرح الاراء ،اذ تميز بالوداعة والروح الظريفة الشفافة، والخلق الرفيع، فهو يترك أثراً كبيراً في نفس كل من يلتقي به ويزوره  وكان الشباب المثقف، وطلبة الجامعات، يقصدون زيارته بعد ان يقرأوا كتبه، فيعودون بصورة أكثر تعلقاً واعجاباً من السابق وتشدهم إليه عاطفة خاصة، مما دفع العديد من الشباب إلى أن يحرصوا على إجراء عقود الزواج على يده الكريمة

وكان الشيخ يعالج قضايا العصر، ويقدم فكر الإسلام الاصيل لما يعانيه المجتمع من مشاكل وانحرافات، فقد كتب (إلى الطليعة المؤمنة) وهو الكتاب الذي لاقى صدى كبيراً في الأوساط المثقفة، حيث عالج فيه أهم القضايا الفكرية والثقافية والتربوية التي تهم الشباب، وقد ظل هذا الكتاب رائداً في بابه ، وعندما كانت ظاهرة التبرج تنتشر في المجتمعات الإسلامية، كتب كتابه الشهير: (العفاف بين السلب والايجاب) وكان معالجة تربوية واجتماعية لهذه الظاهرة، سجل فيها أفكاره البناءة بالاسلوبين المباشر وغير المباشر، فقد كان رحمه الله يريد أن يبث الفكر الإسلامي وأخلاقه السامية في نفوس الشباب ، كما أصدر كتابه الرائع: (الإسلام.. ينابيعه، مناهجه، غاياته) الذي كان من أهم كتبه الرائدة، فقد عرض أفكار الإسلام بطريقة علمية هادئة وبالاسلوب الجميل الذي تميز به ([21]) وقد كان الكتاب موضع تداول الفئات الشبابية والمثقفة ، كما ترك الشيخ زين الدين (قدس سره) ثروة علمية وفكرية، في الوسط الإسلامي، واختط منهجاً في الاصلاح الثقافي والاجتماعي، له ريادته وعطاءه الثر، والذي اسهم بشكل فعال ومباشر في مواجهة التيارات الثقافية الغربية ، بل وحد منها بشكل افشل اهداف تلك الموجات الثقافية من جهة ، وعبر من جهة اخرى عن الدور الاصلاحي والتربوي الذي اتسمت به مرجعيتنا المباركة وتميز به افذاذها من علماؤنا الاعلام .

الجانب السياسي

     ان الدور الشمولي للمرجعية المباركة هو الذي ميزها عن غيرها واعطى لها هذه المساحة الجماهيرية الواسعة ، كما انه كان السبب الرأيسي في ديمومتها واستمراريتها ، اذ نرى اثارها في شتى الميادين سيما الميدان السياسي الذي يمثل الحلقة الاهم في التأثير على الجانبين الفكري والاجتماعي ، لذا نرى ونلمس مدى اهتمام المرجعية في رعاية هذا الجانب ومتابعته ومراقبته من خلال توجيهاتها وارشاداتها تارة ، و ومباشرة الحياة السياسية لبعض اعلامها تارة اخرى ، ومن بين اولئك الاعلام هو

1ـــــ السيد هبة الدين الشهرستاني([22]) اذ  لم يكن رحمه الله، يرى بأساً من التدخل في العمل السياسي بكل قوة، والمشاركة في الحكومة كجزء منها، وهي نظرة ليست مستساغة  في الجو الحوزوي بشكل عام ، فقد شارك السيد هبة الدين الشهرستاني، وزيراً في الحكومة العراقية الملكية، وهو المجتهد الشيعي الوحيد الذي شارك في الحكومة وتسلم منصباً وزارياً ، وكانت له مواقفه المعارضة لسياسة الدولة فهو لم يكن من الوزراء الذين يسكتهم المنصب عن إبداء الرأي، بل جعل من المنصب الوزاري منطلقاً لتسجيل الموقف الرافض للممارسات والاجراءات الخاطئة او غير المدروسة التي من شأنها الحاق الضرر او حتى عدم تقديم النفع والفائدة على اقل تقدير ، اذ لم تقتصر إصلاحات السيد الشهرستاني، على الجانب السياسي، وحده، بل كانت له مشاريعه الاصلاحية ذات الطابع الجماهيري التثقيفي، فقد كان يقيم المهرجانات الجماهيرية الكبيرة في بعض المناسبات الإسلامية، كما أسس مكتبة الجواد العامة في الصحن الكاظمي الشريف، وأصدر مجموعة من الكتب ذات الطابع العلمي الحديث ، كما أصدر مجلة العلم ولعلها من أوائل المجلات الثقافية التي صدرت في العراق في تلك الفترة ([23]) .

 إن السيد هبة الدين الشهرستاني، وإن لم يصل إلى المرجعية، لكنه كان من المجتهدين البارزين، وكان من طلائعهم الاصلاحية في الفترة التي عاشها، وهو إمتداد لمدرسة الآخوند الخراساني ([24]) الاصلاحية في المجال السياسي ، وقد أضاف عليها تطورات اخرى في المجال الاجتماعي والثقافي، وهذه هي ميزة المصلحين المجددين، فهم لا يقفون عند الحدود السابقة، بل يسعون إلى التوسع تبعاً لحاجات الأمة المتجددة بحسب تطور الأوضاع والظروف السياسية والثقافية والاجتماعية .

2ـــــ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ([25])لقد اشتهر باهتمامه الاصلاحي العام لواقع المسلمين الاجتماعي والسياسي ، وقد تميز بشخصية قوية مؤثرة، ووعي سياسي كبير، كما مكنته ملكاته الكتابية والخطابية والأدبية من القيام بأدوار مؤثرة على الساحة العراقية خصوصاً و الإسلامية عموماً ، وهو المجتهد الوحيد الذي قام بجولات واسعة في البلاد الإسلامية من أجل الاصلاح في الواقع الاسلامي العام، وشارك في مؤتمرات عديدة دفاعاً عن قضايا الأمة الاساسية ،

وقد بلغ تأثيره الاجتماعي والسياسي درجة أن ساهم في إسقاط عدة وزارات من خلال دعمه للعشائر العراقية في معارضتها للسلطة ايام الحكم الملكي. وحاول عدد من رجال السياسة الاحتماء بقوته، واستغلال قوته الشعبية في مشاريعهم السياسية الخاصة، لكنه لم يسمح لهم بالالتفاف عليه، وواجههم بالشجاعة والمبدأية التي تمثل جزءً من شخصيته القيادية ، فقد حدث في عام 1934م أن اجرت وزارة علي جودت الأيوبي([26]) إنتخابات برلمانية، لم تكن نزيهة كما هي العادة، وقد أثار ذلك معارضة رؤساء العشائر العراقية في الفرات الأوسط، الذين كانوا قد رشحوا للانتخابات، لكنهم لم يفوزوا بها لعدم نزاهتها ، كما أن ممارسات الوزارة كانت تثير نقمة الجماهير العراقية لا سيما في المناطق الشيعية ، وازاء هذه الأوضاع، قام رؤساء العشائر بعقد إجتماعات متواصلة من أجل التضامن وتوحيد الموقف المعارض لوزارة الأيوبي. وحاول رجال السياسة المحترفين أن يستغلوا الموقف العشائري المعارض، لمصالحهم الخاصة، لكن الشيخ كاشف الغطاء، إستوعب الموقف وحوّله من مجرد معارضة سياسية محدودة إلى معارضة شاملة من إجل الاصلاح في سياسة الحكومة العامة تجاه الشعب المسلم ، فقد تم عقد إجتماع موسع في منزله بالنجف الأشرف بدعوة منه، حضره نحو مائتي رئيس من رؤساء العشائر، كان محوره ضرورة تحقيق الاصلاح السياسي في البلاد، وتم كتابة بيان في هذا الخصوص لتقديمه إلى الملك وإلى رئيس مجلس النواب والأعيان([27]).

لقد ادركت وزارة الأيوبي خطورة الموقف بعد أن تدخل الشيخ كاشف الغطاء ودعم موقف رؤساء العشائر، فأقدمت على خطوة مضادة، حيث عبأت رؤساء العشائر الموالين لها من أجل التصدي ضد العشائر المعارضة، وكان الغرض من ذلك تصعيد الموقف إلى الحدود القصوى بما في ذلك إشعال حرب داخلية بين العشائر لشغلها فيما بينها عن معارضة الحكومة ، أوشكت خطة الحكومة أن تنجح، لولا أن اصدر الشيخ كاشف الغطاء فتواه الحاسمة التي أطفأت نار الفتنة المفتعلة، وكانت الفتوى عبارة عن بيان عام نختار بعض المقاطع منه لأهميته التاريخية، ولأنه يبين طريقة تفكير الشيخ كاشف الغطاء في الاصلاح:

"من البداهة بمكان أن محاربة العشائر بعضهم لبعض، واستعمال القتال والمضاربة فيما بينهم، هو من أفظع المآثم وأعظم الجرائم وأكبر المحرمات. ومحاربة المؤمنين فيما بينهم محاربة لله ورسوله، وفساد في الأرض كبير، ومعاذ الله أن نرضى بها، ويرضى بها مسلم، ومن نسب الينا ذلك فقد افترى على الله واقترف اثماً كبيراً، ومن رضى بذلك فجزاؤه جهنم خالدا فيها... وقد علم كل ذي حس أن خطتنا ومخاطباتنا لا تزال مقصورة على دعوة الناطقين بكلمة التوحيد إلى توحيد الكلمة، وجمع الشمل، ولمّ الشعث، ولا نرى سلماً للسلامة وسبباً للسعادة إلا بالاتفاق والوحدة، والتعاون والتضامن... وهذا واجب على كل واحد من أبناء الأمة، وكبار مفكريها وقادتها وزعمائها... وإن غرضي الأسمى وهدفي الأعلى الذي قد أخذ الله عليّ العهد والميثاق في القيام به والدعوة اليه، من غير توان ولا فترة، هو تعزيز قضيتنا المقدسة والسعي في الاصلاح لتضميد بعض الجراح الذي نزف به جسم الأمة دماً زكياً و الاصلاح هو أقصى ما نروم، وغاية ما نحاول، وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب..."([28]) .

لقد تمكن الشيخ كاشف الغطاء من إستيعاب حركة المعارضة، وتوجيهها نحو مشروعه الاصلاحي، وقد أسفرت جهوده في إسقاط الوزارة، وتشكيل وزارة أخرى. لكن الوزارة الجديدة لم تأت للاستجابة لمطالب الأمة، فاستمرت المعارضة وتصاعدت بدعم من الشيخ طاب ثراه، فسقطت بعد اسبوعين([29]).

كانت السلطة العراقية من ملك ووزراء ورجال سياسة يحسبون للشيخ كاشف الغطاء حساباً خاصاً، نظراً لحسه السياسي وحركته النشطة، وتصديه السريع للأحداث السياسية، وتفاعله مع قضايا الشعب العراقي بكل إخلاص وتضحية. وربما كان إهتمامه بالاصلاح السياسي وإنشغاله بمجرياته هو الذي جعله لا يصل إلى المرجعية العامة.

ولم تنحصر الحركة الاصلاحية للشيخ على السياسة العراقية وحدها، بل كانت اشمل من ذلك فلقد تصدى بقوة إلى الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وقام بدور كبير لم يقم به غيره من مجتهدي الشيعة، فكان يحضر المؤتمرات الدولية بشأن قضية فلسطين، ويلقي خطبه المبدأية الواعية أمام الحكام والزعماء والرأي العام، محملاً حكومات الدول العربية مسؤولية ضياع فلسطين. وقد جمعت خطبه في كتاب صدر بعد وفاته رحمه الله بعنوان:(قضية العرب الكبرى). كما نشر الكثير من القصائد الرائعة حول القضية الفلسطينية والموقف المطلوب من الحكومات والشعوب الإسلامية ([30]) .

ان ما تقدم لا يمثل سوى جزءاً يسيراً من دور المرجعية الاصلاحي في شتى الميادين ، بل انه غيض من فيض عطاء هذه المؤسسة المباركة التي كان لها الدور الابرز في الحفاظ على تراث هذه الامة على الصعيد الفكري والاجتماعي والسياسي الخ ، حتى صار لها موقع الصدارة في المجتمع الاسلامي من خلال نتاجاتها وعطاءاتها المباركة ، وقد امتد خير هذا النتاج والعطاء الى اقتداء كثيراً من العلماء بنهج مرجعيتنا الرشيدة وطريقها الحق ، بل ان خيره امتد الى هداية عدد ليس بالقليل من ابناء الاسلام اذ التحقوا بمدرسة اهل البيت متأثرين بالنهج القويم لخط هذه المدرسة المتمثل بالمرجعية المباركة واعلامها الافذاذ ، وذلك من خلال التعامل المباشر مع هؤلاء الاعلام مرة ، او من خلال التأثر بنتاجاتهم الفكرية والسلوكية مرة اخرى ، وهذا ما سنتحدث عنه في المبحث القادم ان شاء الله تعالى لما له من ابعاد مادية واخرى معنوية مبينة بشكلٍ جلي دور هذه المؤسسة المباركة وعلى مختلف الاصعدة .

المبحث الثاني سبل المرجعية في التوجيه والهداية 

ان الدور العظيم الذي تبنته المرجعية المباركة على امتداد تاريخها سجل لها حضوراً واسعاً في ميادين مختلفة سيما الميدان الفكري والاجتماعي والسياسي وغيرها ،  تحدثنا بأيجاز عن

بعضها في المبحث الاول ، واما هذا المبحث فسنخصصه لبعض اثار ذلك الدور والحضور والمتمثل في مدى الاعجاب والاقتداء الذي حازت عليه المرجعية في نفوس عموم الناس ، سواء كانوا من اتباع مدرسة اهل البيت  او من ابناء المذاهب الاسلامية الاخرى ، إذ أن هذه المؤسسة المباركة سعت على الدوام على تعميم توجيهاتها وارشاداتها وجلب الفائدة والخير للجميع دون استثناء وكذلك دفع الضرر عن الجميع ، فكان هذا النهج والاسلوب محط اكبار واعجاب في نفوس الكثير من غير اتباعها ، اذ لم يتميز بمثل ذلك احداً غيرها بمقدار تميزها ذاك ،لذا بدأ تأثير هذا النهج القويم يبرز ويظهر من خلال رغبة عدد من المسلمين في قراءة نتاجات واثار اعلام تلك المؤسسة المباركة تارة ، او الاتصال بهم بشكلٍ مباشر والحضور عندهم او في مجالسهم للسؤال والاستفهام تارة اخرى ، فكان هذا سبباً لنتائج عظيمة عادت على المجتمع الاسلامي بألوان من الخير والفائدة كان من ابرزها :

1ـــــ اجواء الالفة والمودة التي سادت نفوس كثيراً من المسلمين اذ اُعجبوا بحيادية هذه المؤسسة وابتعادها عن التعنصر والتعصب ورغبتها في تعميم الخير والفائدة على الجميع .

2ـــــ الاستقرار النسبي الذي اسهمت في ايجاده سياسات وتدابير المرجعية الرشيدة في كثير من المراحل التي اتسمت اجواءها بالتوتر والشحن الطائفي اذ اسهمت تلك التدابير في تهدئة النفوس وترجيح صوت العقل والقضاء على اصوات الفتنة قبل اعتلائها .

لذا بدأ وبشكلٍ ملحوظ تشخيص قسم من المسلمين تميز هذه المؤسسة عن غيرها بمثل هذه الاجراءات والتدابير ، فكانت ردة الفعل منهم بعد اظهار الاعجاب والاكبار لهذه المؤسسة هو التعرف على اعلامها ونتاجاتهم ، وكون ان ابوابها المباركة مشرعة للجميع على حدٍ سواء ودون تمييز اصبح ذلك الاعجاب يترسخ تدريجياً في تلك النفوس ، بل وينقل الى الاخرين لما فيه من اجواء تجسد الاخلاص والصدق والتوجه الى بلوغ مرضاة الله سبحانه افضل تجسيد ، اذ اسهم هذا في تعرف اولئك المسلمون على الفكر الحقيقي لمدرسة اهل البيت ، حيث كان هذا الفكر غير معروف عندهم مرة ، ومبهم او مشوه مرة اخرى وكان هذا التعرف سبباً رئيسياً في اتباع اولئك المسلمون هذا المذهب وتعاليمه المباركة ، وقد تجسد هذا التعرف والاتباع في خطين رئيسيين :

الاول:ــــ التعريف بحقيقة مدرسة اهل البيت من خلال التأليف .

الثاني:ـــ التأثير في الاخرين من خلال التجسيد الحقيقي لأخلاق اهل البيت  

فأما الصنف الاول فقد كان لبعض مؤلفات ونتاجات اعلام مدرسة اهل البيت اثراً فعالاً في تحفيز بعض المسلمون على رغبة التعرف على حقيقة هذه المدرسة المباركة والتعمق في الاطلاع على احوالها ومفاصلها ، فكان هذا سبباً رئيسياً في اتباع اولئك تعاليم هذه المدرسة ونهجها القويم ، ومن بين امثال اولئك الذين سنذكر بعضهم متبعين في ذلك ترتيبهم حسب الحروف الهجائية :ـــ

1ــــ اسعد وحيد القاسم

ولد في فلسطين سنة 1965 م من أسرة حنفية المذهب ، حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية والماجستير في إدارة الانشاءات والدكتوراه في الإدارة العامة ([31])، دفعه اطلاعه على بعض كتب الوهابية التي تهاجم مذهب أهل البيت  إلى قراءة بعض كتب الشيعة ، ثم التحقق مما جاء فيها من صحاح السنة ، وهو الأمر الذي قاده إلى اعلان تشيعه بعد بحث مستفيض طال سنتين ، وقرأ الدكتور أسعد كتاب ( المراجعات ) الذي ينقل حواراً لكاتبه الشيعي([32]) مع عالم سني من الأزهر ([33]) ، فيقول الدكتور أسعد في هذا المجال :" وأشد ما لفت انتباهي في هذا الكتاب وغيره من الكتب الشيعية هو استدلالها على ما تدعي بآيات قرآنية وأحاديث موثقة عند أهل السنة لا سيما في صحيحي البخاري ومسلم . ولشدة قوّة ووضوح بعض الروايات التي استدل عليها من صحيح البخاري ، دفع ذلك بعض أصدقائي من دعاة الوهابية إلى القول بأنّه لو وجدت بحق مثل هذه الروايات في صحيح البخاري لكفرنا بهذا الكتاب الجامع الصحيح ، ولما عكفت على دراسته للتحقق من مصادر الروايات الهامة التي استدل بها ، وجدتها جميعاً كما أشير إليها وحينئذ فقط تيقنت من صحة دعوى الشيعة القائلة بخلافة الأئمة الاثني عشر من أهل البيت " ([34]) فأعتنق الدكتور هذا المذهب واتبع تعاليمه و سار على نهج اعلامه اذ تبحر في البحث والدراسة وكانت له في ذلك نتاجات عدة اهمها

أـــــ أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة

ب ــــــ حقيقة الشيعة الاثني عشرية

ج ـــ " تحليل نظم الإدارة في الاسلام " : وهي رسالته للدكتوراه

2ــــ ( بنت الهدى ) رفيق الموسوي 

ولدت سنة 1972 م في الأردن ونشأت في أسرة سنّيّة المذهب ، ثم حفظت القرآن الكريم وهي في سنّ الثالثة عشر من عمرها ، وكانت تشترك كثيراً في مجالس الدروس الدينيّة على مدى أعوام طويلة ، ثمّ حازت على شهادة الدبلوم في إدارة المكاتب .

واما بدايات تشيعها فقد نقلت بنت الهدى انها التقت صدفة بسيّد جليل من أبناء العراق ،"  وتعرّفت من خلاله على مذهب التشيّع ، وصحّح لي الأفكار الخاطئة التي كنت أحملها عن الشيعة وبيّن لي الحقائق التاريخيّة المؤلمة بحقّ أهل البيت .... ثمّ أهداني هذا الرجل الفاضل - الذي أصبح فيما بعد والد زوجي - كتاب ثمّ اهتديت للدكتور الفاضل التيجاني الذي أدعو له في كلّ صلاة أصليها ، فتأثّرت جدّاً بكتابه وذلك لأنّني شعرت أنّه أقرب إلى العقل والمنطق ممّا تربّينا عليه أجيالا ! وفي ليلة واحدة أنهيت قراءة الكتاب ، وكان هذا الأمر بالنسبة لي منطلقاً للبحث لأنّ الدكتور التيجاني كان يستند في كلامه إلى أمّهات كتبنا ، وكنت أقرأ ولسان حالي يقول : يا إلهي ، هل هذه الحقائق موجودة في كتبنا ونحن لم ننتبه إليها ؟ فصرت ابحث من خلال ارتياد المكتبة العامّة بشكل شبه يوميّ من الصباح حتّى المساء ، أستنبط من الكتب والصحاح التي يشير إليها التيجاني فأسجّل بعض الحقائق في مفكّرتي ، وأسأل واستفسر وأحلّل الأحداث من أجل بناء معتقداتي على قاعدة متينة من الحجج والبراهين حتّى توصّلت شيئاً فشيئاً إلى الكثير من الحقائق التي أخذت بيدي وأدخلتني في رحاب مدرسة أهل البيت  " اما نتاجاتها الفكرية فتمثلت بمؤلفها شيّعتني الصحاح الستّة  وهو مخطوط ، وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائديّة تعرّضتْ في هذا الكتاب إلى قصّة رحلتها إلى مذهب أهل البيت  ، ثمّ بيّنت الحقائق الموجودة في الصحاح والتي من خلالها تبيّن لها أحقّيّة مذهب التشيّع ([35]) .

3ــــ جمال محمد صالح اليوزبكي : ولد في دولة العراق بمدينة الموصل ، وترعرع في أوساط أُسرة تنتمي إلى المذهب الحنفي ، خاض جولة علمية في بطون الكتب العقائدية وطالع الكثير من الكتب الاسلامية ليصل إلى قناعه تامة في مجال العقيدة ، فكانت النتيجة أن دفعته الأدلة إلى ترك المذهب الحنفي والتعلّق بأذيال مذهب أهل البيت  ([36]).

4ـــــ حسن بن محمد الكاف

ولد سنة ( 1950 م ) في أندونيسيا حاصل على الشهادة الإعدادية ، نشأ في أسرة شافعيّة المذهب ، ولكنه تحوّل سنّة ( 1986 م ) من مذهبه الموروث إلى مذهب أهل البيت  وكان سبب استبصار الكاف قراءته لكتاب « المراجعات » وهو كتاب قيّم عبارة عن حوار جرى بين عالمين بارزين من علماء الفريقين عن طريق المراسلات وهذان العالمان هما السيد عبد الحسين شرف الدين والشيخ سليم البشري ، وتوصّل الكاف من خلال إمعان النظر في كتاب « المراجعات » إلى النتيجة التي توصّل إليها الشيخ سليم البشري ، وتعرّف على حقائق كثيرة منها عدم اهتمام كتب أهل السنّة بذكر فضائل أهل البيت  ([37]).

5ـــــ  صباح علي البياتي

ولد عام 1953 م في العراق بمدينة الموصل ، واصل دراسته الأكاديمية حتى تخرّج من كلية التربية قسم اللغة العربية جامعة صلاح الدين ، كان شافعي المذهب ، ثم اعتنق مذهب أهل البيت عام 1995 في العراق بمدينة الموصل .

ويقول الأستاذ صباح : " اكتشفت عبر البحث التاريخي أن التلاعب السياسي لعب دوراً هاماً في سيطرته على نظام التاريخ وتصرفه في السيرة ، وهذا ما استدعاني إلى إثارة الشكوك حول الكثير مما جمعته كتب التاريخ ، ولكنني قلت في نفسي : إنّ التاريخ الذي بين أيدينا وإن كان متضمناً للكثير من التزييف والتشوية ولكنه لا يخلو من حقائق يطمئن إليها الباحث، فعزمت من هذا المنطلق على البحث والتتبع حتى تبينت لي الكثير من الحقائق التي حاول حكام الجور طمس معالمها ، ثم قرأت كتاب ( نهج البلاغة ) بتمعن وطالعت شرح ابن أبي الحديد ، فلما بلغت الخطبة الشقشقية استعرضت في نفسي الأحداث التي وقعت في أوساط الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، فتبين لي أهداف المؤامرة التي حيكت في السقيفة للإطاحة بأهل البيت وعزلهم عن الساحة الاسلامية فتأثرت لذلك كثيراً واستغربت من الأمور التي قام بها بعض الصحابة ، وقد استغرق بحثي في هذا المضمار مدة عامين وأقمت نوعاً من الموازنة بين آراء الشيعة وأبناء العامة في المسائل الدينية ولا سيما مسألة الإمامة والخلافة ، حتى تبيّن لي أن التشيع هو المذهب الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه لأنّه مذهب لم تتدخل أيادي السلطة في التلاعب به ، بل بقي نقيّا في صدور عترة الرسول الذين كانوا ينشرونه في أوساط الأمة الإسلامية " ([38]) اما اهم اثاره الفكرية ، فقد تمثلت

أــــ لا تخونوا الله والرسول

ب ــــ  الصحوة ( رحلتي إلى الثقلين )

ج - حقيقة التشيع :.

د - التبرك : ([39])

6ــــ عبد اللّه العريضي

ولد في مدينة أندونيسيا ، ونشأ في أسرة شافعيّة المذهب ، أتمّ المرحلة العالية في معهد دار اللغة والدعوة ، ثمّ عمل مدرساً ومبلّغاً لأحكام الدين الشريف، وكان عبد اللّه العريضي معجباً بالثورة الإسلامية التي حصلت في إيران وبقائدها السيد الخميني ( رحمه الله ) ، ولمّا علم أنّه شيعي موال لأهل البيت ، بدأ بالتحقيق حول هذا المذهب ، وشرع بالسؤال من أخيه الأكبر الذي استبصر قبله ، فأعطاه أخوه كتاب « المراجعات » ، وقد أعجب عبد اللّه العريضي بهذا الكتاب ، ورأى أنّ أدلّته قويّة وحججه بالغة ، وهي موجودة في كتب أهل السنّة أنفسهم ، فبدأ يشكّ بمذهبه الذي رأى أنّ الأدلة من القرآن والسنّة تخالفه ولا تدعمه ، ومن ثم قرأ بعض الكتب الأخرى ومنها كتاب الإسلام الصحيح للسيد محمد أمير القزويني ، فوجد أنّ الحجة قد تمّت عليه ، وليس له عذر بعد ذلك إلاّ اللجوء إلى مذهب أهل البيت الذين أمر القرآن الكريم بمودّتهم ولأنّ الحقّ أحقّ أن يُتّبع ، فأعلن استبصاره ،وعقد العزم على الولاء التام لأئمة أهل البيت  ([40]).

7ــــ عبد المعطي محمّد سراج الجبرتي

ولد سنة 1959 م في منطقة إثيوبيا ، وترعرع في أسرة شافعيّة المذهب ، ثمّ درس في المساجد والمدارس الدينيّة دروس الفقه والحديث والتفسير وفق المذهب الشافعي ، كما أنّه حضر عند العديد من شيوخ المذهب الشافعي في منطقته ومنهم والده المفتي محمّد سراج ، الذي هو من العلماء البارزين في إثيوبيا ،كان عبد المعطي من اسرة تنتسب الى اهل البيت ونشأ في  بيئة تكنّ الحبّ والاحترام لهم ، وتسود فيها عادات وتقاليد قائمة على الاعتزاز بكلّ من ينتسب إليهم ، لذا كان مهتماً بمطالعة مؤلفات اعلام التشيع واحدها كتاب المراجعات الذي كان من جملة الكتب التي وقعت بيد عبد المعطي أثناء دراسته لعقائد مذهب التشيّع ، فوجده سِفراً عظيماً يتضمّن حواراً علميّاً متّصفاً بالنزاهة والموضوعيّة ، بين عالمين جليلين أحدهما من أهل السنّة والآخر من الشيعة ، فطالع عبد المعطي هذا الكتاب بتأمّل ، فازدادت بمرور الزمان محبّته إلى أهل البيت ، وتحوّلت إلى ولاء عميق وتمسّك وثيق ، وعرف أنّ أهل البيت هم الطريق الصحيح والمضمون الذي يمكن الاعتماد عليه في تلقّي العلوم والمعارف التي جاء بها الرسول وبعد ذلك اعلن استبصاره ([41]).

8ــــ عصام علي يحيى العماد

ولد عام 1968 م في اليمن بمدينة ، نشأ في أسرة سنّية ومتأثرة بالتيار السلفي الوهابي ، واصل دراسته الأكاديمية حتّى نال شهادة الدكتوراه وكانت أوّل حادثة دعت الدكتور عصام لتجديد النظر في رؤيته وتقييمه للكيان الشيعي هي أنّه حصل على كتاب ( الإمام الصادق ) لمؤلفه محمد أبي زهرة ([42]) ، فكان هذا الكتاب أوّل كتاب أتاح للدكتور عصام فرصة النظر من زاوية أخرى إلى الشيعة ، ويقول الدكتور عصام حول هذا الكتاب : " إنّ هذا الكتاب - وإن كان يحتوي على نقد للمذهب الجعفري - لكنّه كان يمتاز بأسلوب موضوعي في مناقشة مباني وعقائد الشيعة وكان إسلوبه يختلف عن منهج الكثير من الذين تطفح كتاباتهم بالأساليب غير الموضوعية والفاقدة للإتزان "  وبعد ذلك اطلع على احدى كتب الشيخ المفيد وعلى اثر ذلك اعلن استبصاره ، وقد فصل قصة استبصاره هذه في احدى كتبه ([43])

9ــــ لاسينا جباتي

ولد في ساحل العاج ، ونشأ في أسرة مالكيّة المذهب ، حصل على الشهادة المتوسّطة باللغة الفرنسيّة ، ثُمّ أخذ شهادة الدبلوم في الخياطة ، وتوجّه إلى مهنة الخياطة ، وأصبح خيّاطاً معروفاً وذا نفوذ كبير بين الناس، استبصر عام( 1996 م )على أثر قراءته لكتاب ثُمّ اهتديت للدكتور التيجاني ، عرف لاسينا من خلال قراءته لكتاب ثُمّ اهتديت حقيقة الصحابة الذين كان يعتبرهم خطوط حمراء وكان يضفي عليهم هالة من القداسة والجلال التي لا يجوز المسّ بها بنقد أو توجيه إشكال وقد تأثّر بصورة عامة بكلام الدكتور التيجاني وبكتبه ولاسيما كتاب ثُمّ اهتديت وكان هذا الأمر محفزاً له لإعادة النظر في قناعاته الموروثة ، وبعد فترة من مواصلة البحث توصّل لاسينا إلى أنّ مذهب أهل البيت هو المذهب الحقّ ، فأعلن استبصاره ([44]) .

10ـــــ  نذير العطاونة

ولد سنة 1980 م في الأردن ، وترعرع في أسرة تعتنق مذهب أهل السنّة ، واصل دراسته الأكاديميّة حتّى حصل على شهادة الليسانس في الهندسة ، وكان نذير العطاونة يؤمن بمبدأ الحوار والانفتاح على الآخرين فيما لو كان ذلك متبنياً على الأسس العلميّة ، وذات يوم حيث كان  في رحلة إلى دمشق فبادر إلى زيارة مقام السيّدة رقيّة ( عليها السلام ) ، فالتقى هناك بإمام جماعة المرقد ، ومن ثمّ توفّرت له الفرصة المناسبة للتعرّف على مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) من لسان أتباع هذا المذهب فطرح نذير مجموعة أسئلة حول مذهب التشيّع لإمام جماعة المرقد ، فأجابه بأجوبة مقنعة وذكر له جملة من عقائد الإماميّة مع ذكر الأدلّة والبراهين التي يعتمد عليها الشيعة وأهدى له كتاب المراجعات ، وبعد مطالعة عميقة لذلك الكتاب وغيره اعلن نذير استبصاره ودخوله الى مدرسة اهل البيت ([45]) .

ولم يقتصر تأثير مؤلفات اعلام اتباع مدرسة اهل البيت على هؤلاء الكرام فحسب ، وانما شمل العشرات بل المئات من عموم المسلمين وقد تبنت جملة من الدراسات تسليط الضوء على بعضهم كان من اهمها موسوعة المستبصرين الصادرة عن مركز الابحاث العقائدية حيث فصلت في احوالهم وشؤونهم وكيفية تشيعهم وما لديهم من اثار فكرية وكل هذا كان بفضل البعد المعرفي لأصحاب تلك المؤلفات فضلاً عن الاسلوب والمنطق الرفيع المدّعم بالحقائق الدامغة والحجج العلمية الرصينة .

الثاني:ـــ التأثير في الاخرين من خلال التجسيد الحقيقي لأخلاق اهل البيت  

كما كان للأثار الفكرية والنتاجات العلمية دوراً في اتباع عدد من المسلمين مذهب اهل البيت ، كان لبعض اصحاب تلك الاثار والنتاجات مساحة في نفوس عدداً اخر من المسلمين ، وذلك لخُلقهم الرفيع واسلوبهم المتميز ومنطقهم الراقي والمتوج بفكرهم الوهاج ، حيث اُعجب بهم من التقى بهم من المسلمين وتدرج ذلك الاعجاب الى الاقتداء ومن ثم الاهتداء الى مذهب اهل البيت  بفضل اولئك الاعلام بعد منّ الله وفضله على اولئك المستبصرين الذين سنقتصر على ذكر نماذجاً منهم متبعين اسلوب الترتيب الهجائي لأسمائهم :

1ــــ الأسعد بن علي

ولد عام 1964 م تونس ، ترعرع في أسرة مالكية المذهب ، واصل دراسته الأكاديمية حتى أتم الثانوية ثم دخل الجامعة في فرع العلوم الطبيعية .

تبلور اهتمامه في مطالعة الكتب والمقالات المختصة بالعلوم الحديثة والأفكار المعاصرة المهتمة بشأن طرح الايديولوجية من المنظور الاسلامي ، وجعل يتصفّح ما يُقال في هذا المجال ، وجعل يبحث حول التاريخ ونواميسه وقوانين حركته ليصل إلى رؤية شمولية حول التاريخ الذي يندمج فيه الانسان من جديد في الكون مع الله وبالله جل جلاله ، قد اجتهد في رحلة بحثه هذه أن يتعرّف على الشخصيات المتبحرة في هذا المجال ، فتعرّف خلال بحثه على السيد محمد باقر الصدر ( قدس سرّه الشريف ) ، فوجد انتاجه يشكل نسيجاً متماسكاً لمدرسة إسلامية متكاملة الأبعاد فانبهر بشخصيته وذاب في عطائه الفكري .

وكانت من جملة المواضيع التي نالت اعجابه من كتب السيد محمد باقر الصدر هي مسألة التجديد الكلامي والمضامين والأفكار الاعتقادية التي خاضها في ضوء منهجه الجديد

ومن هذا المنطلق انفتح على التراث الشيعي ، وبدأ يتعرّف بالتدريج على أصول ومبادئ هذا المذهب ، والمرتكزات الفكرية التي يعتمد عليها اتباع هذا المذهب وتعرّف خلال مطالعته لكتب السيد محمد باقر ومراجعته لباقي الكتب الشيعية على مسألة الإمامة ومكانتها في الدين ، وتبيّن له أن الإمامة كالنبوة حاجة حضارية متأصلة في حركة المجتمع والتاريخ ، وأن الإمام كالنبي شهيد وخليفة لله في الأرض من أجل أن يواصل الحفاظ على الثورة ضد الجاهلية والانحراف بكل محتواه الفكري والنفسي وبكل جذوره ومظاهره المختلفة من استبداد واستغلال ، غير أن جزء من دور الرسول يكون قد اكتمل وهو إعطاء الرسالة والتبشير بها والبدء بالثورة الاجتماعية على أساسها ، فالوصي ليس صاحب رسالة ولا يأتي بدين جديد بل هو المؤتمن على الرسالة والثورة التي جاء بها الرسول ([46]) ، لذا اعلن تشيعه واتباعه لهذا المذهب بفضل شخصية السيد الصدر (رحمه الله )وطروحاته المتقدمة .

2ـــــ امير الدين بن محمد مستقيم

ولد في مدينة جنك الباكستانية وهو من عائلة حنفية المذهب ، كان مثقّفاً دينياً ، ومتبحّراً بقراءة كتب التاريخ والرجال وعلم الحديث والتفسير ، اضافة الى مهنته في الطب ، فبرز كأحد الشخصيات المهمة في مجتمعه ، فتوثقت علاقته بأحد علماء هرات الأفغانيين الشيعة - وهو الشيخ عبد العلي الهروي المتوفّى سنة 1342 ه‍ / 1922 م – ([47])ونظراً للثقافة الواسعة التي كان يتميّز بها فقد كان مؤهّلاً للدخول مع الهروي في مناقشات مذهبيّة صريحة للوصول إلى نتائج الاختلاف بين الفرق الإسلاميّة في المسائل الاعتقادية ومن خلال هذه المناظرات والبحث في كتب التفسير والحديث والرجال والتاريخ انتهى المطاف بتبنّي أمير الدين للمذهب الإمامي ، والانتقال إليه ، فبدأ امير الدين حواره مع استاذه الشيخ عليّ محمّد فتح الدين ([48])اذ نتج عن ذلك الحوار قيام الشيخ بدراسة التشيّع على أسس علمية بحتة غير خاضعة للمؤثرات المتوارثة ، وقد شرع بذلك عام 1911 م ، وبعدما يقرب من العقد ( وبالتحديد سنة 1921 م ) بدأ الحافظ فتح الدين بتسجيل قناعاته برجحان مذهب الشيعة في كتاب مستقل سماه ( فُلك النجاة في الإمامة والصلاة ( هذا ، وقد قام  " أمير الدين " بترجمة هذا الكتاب إلى لغة الأردو حيث كتبه الشيخ عليّ محمّد باللغة العربية ، وطبع الكتاب في مجلد واحد ( مكتوباً بخط اليد ) مع ترجمته باللغة الأوردية عام 1925 م  وقد حاز الكتاب شهرة واسعة حال صدوره هذا وأصبح الكتاب مصدراً لطلاب الحقيقة من الباحثين ، وسميّ ( كتاب البركة ) نتيجة تأثيره العميق في نفوس قرّاءه من أهل السنّة ، وإحداثه بدايات التحوّل والتغيير لدى الكثير منهم ([49]) .

3ــــــــ محمد التيجاني السماوي

ولد الدكتور التيجاني السماوي عام 1943 م في تونس ، عمل في سلك التدريس 17 عاماً ، نشأ وترعرع في أوساط عائلة متدينة منتمية إلى المذهب المالكي ومتشربة بالطريقة الصوفية التيجانية المنتشرة في شمال أفريقيا ، انتهز الأجواء الدينية المحيطة له لينال اسمي درجات التكامل العلمي والمعرفي والديني في أقصر مدة ممكنة ، فحفظ نصف القرآن وهو بعد لم يبلغ العاشرة من عمره ، وقد تشرّف بحج بيت الله الحرام وله من العمر ثمانية عشر عاماً ، حصل على شهادة الماجستير من جامعة باريس في العلوم الدينية والحديثة ثم الدكتوراه ، فسافر إلى العراق ، ثم التقى هناك بكبار علماء الشيعة في مدينة النجف الأشرف كالسيد الخوئي والشهيد الصدر الاول ، فبينوا له هؤلاء الكرام بعض حقائق مذهب التشيع ، كما تبيّن للدكتور التيجاني أن جميع الصور السلبية التي كان يعتقد بها عن الشيعة ليست إلاّ إشاعات وإدعاءات باطلة وأنّ التشيّع يحمل فكراً منطقياً يدخل العقول والقلوب  بدون استئذان ، وبعد التقاءه بهم بدأت الشكوك تساور الدكتور وبدأ يبحث في الكتب التي اهدوها اياه الى اعلن استبصاره ، وقد خلف اثار كثيرة لاقت قبولاً واسعاً وساعدت على استبصار كثير من الناس منها ثم اهتديت ، لأكون مع الصادقين ، فأسألوا اهل الذكر ، الشيعة هم اهل السنة ، وغيرها ([50])

4ــــــ سليم البشري

ولد عام 1248 ه‍ الموافق لسنة 1832 م في محلة بشر بمحافظة البحيرة في مصر ليكون علماً من أعلامها البارزين ، نشأ على المذهب المالكي ، اذ درس في جامعة الأزهر حتى توصّل إلى مرتبة من العلم والفقاهة والدراية ، إذ تمكن تولية مشيختها مرتين : الأولى عام ( 1317 ه‍ / 1900 م ) إلى سنة ( 1320 ه‍ / 1904 م ) ، والمرة الثانية من سنة ( 1327 ه‍ / 1909 ) حتى سنة وفاته عام ( 1335 ه‍ / 1916 م ) ([51]) تميزت فترة توليته لمشيخة الأزهر بالحزم وحسن الإدارة حيث طبق في عهده نظام امتحان الراغبين في التدريس بالأزهر كما أنه رغم تقبله مشيخه الأزهر وتحمله أعباء مسؤوليتها لم يترك مهمة التدريس ، وقد التقى البشري بالعلامة عبد الحسين شرف الدين الموسوي وذلك عند زيارته لدولة مصر عام (1329هــ) حيث كان السيد راغب في لقاء علماء الازهر والذين كان من بينهم البشري ، حيث تعددت لقاءاتهما فكان حصيلة ذلك مناقشات دارت بينهما في المسائل الجديرة بالبحث والمذاكرة ، كموضوع الإمامة وأهم أسباب الاختلاف الواقع بين أهل السنة والشيعة .

فكانت تلك المناقشات سبباً في اتصال المودة بينهما وسبيلاً إلى الاحترام المتبادل وباعثاً لاطراد مراسلات خطّية جرت بينهما بعد عودة السيد رحمة الله إلى وطنه عام 1330 ه) ، ومن ثم استبصار الشيخ البشري واعلان اتباعه لمذهب اهل البيت ([52])

5ـــــــ كروب هوناتيان ( عليّ إسلامي (

كان مسيحياً أرمنياً اعتنق الدين الإسلامي وبالخصوص المذهب الجعفري عام 1381 ه‍ بعد ما رأى أنّ الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يحافظ على المعنوية والروحية وقد قال:" السبب الذي رغّبني في الإسلام هو حبي لتعاليم هذا الدين ومن ابرزها الحجاب والحشمة ، اذ عاينت ذلك من خلال صحبتي لأصدقاءٍ مسلمون فبعث ذلك في نفسي اعجاب ورغبة في الاطلاع على تعاليم هذا الدين ، وعندها بدأت احضر عند ( الشيخ محمّد عليّ موحد ) ([53]) الذي جاء من مدينة قم من قبل المغفور له المرجع الكبير آية الله السيّد البروجردي ([54]) للتصّدي للأمور الدينية هناك ، فأعتنقت الإسلام وصرت من أتباع أهل البيت " ([55])

6ــــــ محمد مرعي الأمين الأنطاكي

ولد عام 1314 ه‍ في سوريا بقرية تدعى " عنصو " التابعة إلى مدينة أنطاكية ، ترعرع في أسرة تنتمي إلى المذهب الشافعي ([56]) ولما بلغ الشيخ محمد مرعي سن الرشد وقع في نفسه حُبّ أهل العلم والعلماء ، فتتلمذ على يد مجموعة من المشايخ في انطاكية ، ومن ثم سافر الى مصر ودخل الازهر حتى بلغ مراتب متقدمة ، وبعد عودته الى بلده راح يماريس الخطابة والافتاء وامامة الجماعة ، وقد ابدا اعتراضه على الوهابية بعد دراسته لتعاليمهم واحوالهم ، ونتيجة رغبته العالية في الاطلاع وتحصيل العلوم اتصل ببعض علماء الشيعة فبدأ بفكره الوقاده يقف على حقيقة مواطن التشهير والتشنيع بهذه الطائفة ،ونتيجة تأثره بأولئك العلماء بدأ يطالع مؤلفات الشيعة لاسيما كتاب المراجعات الذي اعجب به كثيراً ، اذ توصل الى النتيجة النهائية من خلاله عندما اعلن تشيعه مع اخيه الشيخ احمد ، ولما شاع نبأ ذلك اهتدى بهم خلقاً كثيراً كما نقم عليهم خلقاً كثيراً ، فبادر السيد شرف الدين حيث كان حياً انذاك  نجدتهما بشتى الصور ، احدها انه رفع كتاباً إلى المرجع الديني الكبير السيد البروجردي ( رحمه الله ) ، يحثه فيه على دعمهما ورعايتهما والأخذ بأيديهما لئلا يقعا فريسة التعصب الأعمى وبالفعل سارع السيد البروجردي إلى أسعافهما وتبنيهما ([57]) ، وكانت هذه الخطوة الكبيرة اسناداً لهما في عملهما التبليغي ، ورفعاً لشأنهما في أوساط المجتمع

وهكذا يتبين لنا دور المرجعية في الحفاظ على قواعد هذا الدين وتراثه المعطاء من خلال اثارها الفكرية واساليبها الاجتماعية وادوارها السياسية والذي اسهم بشكلٍ فعال في تماسك المجتمع ودفع الشبهات وهداية الراغبين في الوصول الى الحقيقة ، حيث كان نتاجها الفكري وعطائها الاجتماعي سبباً في الحفاظ على الاواصر الاجتماعية من التفكك وترسيخ الاعتقاد بدين الاسلام في المجتمعات غير الاسلامية ، اذ اذهل ذلك اعداء هذا الدين ونبههم الى مدى خطورة هذه المؤسسة على وجودهم ومصالحهم ، فراحوا يجتهدون في عدائها وحربها وعلى مختلف الاصعدة ، ولكن هذه المؤسسة المباركة باقية محفوظة بحفظ الله ورعايته لأنها تمثل ارادته الحق والتي اراد سبحانه تجسيدها من خلال انبيائه ورسله الكرام على ارجاء هذه المعمورة .

الخاتمة

لقد تضمن هذا البحث المتواضع معلومات عن دور المرجعية في التوجيه والهداية والاصلاح فأبرزت هذه المعلومات جملة من النتائج كان من بينها

1ـــــ التمثيل الحقيقي لخط الاسلام الاصيل والنهج القويم لأهل البيت  من خلال المواقف المجسدة لمبادئ الاسلام وتعاليمه السامية من جهة ، ومن جهة اخرى لحقيقة الامتداد الواقعي والعملي لنهج ال الرسول

2ــــ اعتماد الاسس التي ارساها اهل البيت  في معالجة المشاكل التي واجهت مجتمعات ذلك الزمان والمتمثلة بالاعتماد على الجانب الفكري كأساس رأيسياً في مواجهة مثل تلك المشاكل ، لما له من دور واقعي في توسيع الاذهان لرصد تلك المشاكل ، وتحصين الافكار من التلوث بسمومها ، وبعد ذلك امكانية التغلب عليها من خلال استنتاج حلولاً ناجعة لمثل تلك المشاكل .

3ـــــ الاهتمام بالمجتمع من خلال التقرب منه والتعايش معه وتلمس معاناته عن قرب ، اذ يسهم ذلك في تقوية القاعدة الجماهيرية للمتصدي للأصلاح من جهة ، ومن جهة اخرى يسمح له في معاينة وتشخيص الاخطاء والاخطار التي يمكن معالجتها والتي توسع من قاعدة ذلك المتصدي ونفوذه وتأثيره

4ـــــ ملئ الساحة السياسية من خلال مراقبتها ومتابعتها بعناية ودقة مرة او التصدي لبعض جوانب مفاصلها ومسؤولياتها مرة اخرى حسب ما يقتضيه الظرف ، لما لهذا الجانب من تأثير فعال ومباشر على الجانبين السالفين الذكر اي الاجتماعي والفكري

5ــــــ نجاح المرجعية في متبنياتها بدأً من التشخيص ومروراً بالحلول وانتهاءاً بالنتائج ،تؤكد حقيقة مفادها ان هذه المرجعية المباركة هي السبيل الامثل والطريق الاسلم لبناء مجتمع متماسك ومتكامل خالي من الاضغان والاحقاد ورافضاً للخلاف والفرقة وذلك من خلال منهاجها الاصلاحي الواسع والذي تميز بشموليته وحيويته ، فنال اعجاب بعضاً من النفوس التي كانت تنظر اليها نظرة عداء وازدراء غير انها تلمست بركة هذه المؤسسة المباركة من خلال تبنيها لمشروع الاصلاح الشامل الذي لم يميز طائفة دون اخرى تحت أي عنوان او مسمى ، بل كان يهدف الى هداية الجميع ورعاية شؤونهم واحوالهم دون تمييز وقد برز ذلك في نتاجات اعلامها واخلاقهم واساليبهم وتعاملهم المعبر عن روح الاسلام وجوهر تعاليمه الصحيحة المتمثلة في التواضع والتسامح والعطاء .

قائمة المصادر

/ ابن الاثير ، ابو الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري ، (ت : 630ه)

 1ــــــــ الكامل في التاريخ ، ل.ط ، دار صادر ، (بيروت ــــ 1386ه) .

/ الاردبيلي ، محمد بن علي الغروي الحائري ، (ت : 1101ه)

2ـــــ جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والاسناد، ل.ط، مكتبة المحمدي،(د.م ــــ د.ت)  .

/ التفرشي ، السيد مصطفى ، (ت : ق11ه)

3ـــــ نقد الرجال ، تحقيق ونشر: مؤسسة ال البيت   لاحياء التراث ،ط1،(قم ــــ 1418ه) .

/ ابن الجوزي ، ابي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ، (ت : 597ه)

4ـــــ  المنتظم في تاريخ الملوك والامم ، دراسة وتحقيق : محمد عبد القادر عطا ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، (بيروت ـــ 1412ه) .

/ العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر ، (ت : 726ه)

5ــــــــ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال ، تحقيق : الشيخ جواد القيومي ، ط1 ، مؤسسة نشر الفقاهة ، (د.م ــــــ 1417ه) .

/ ابن داود الحلي ، تقى الدين الحسن بن علي ، (ت : بعد 707ه)

 6ــــــ رجال ابن داود ، تحقيق : السيد محمد صادق آل بحر العلوم ، منشورات مطبعة الحيدرية ، (النجف الأشرف ــــــ 1392ه) .

 / الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي ، (ت : 965ه)

7ـــــــ الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، تحقيق : السيد محمد كلانتر ، ط1 ، منشورات جامعة النجف ، (د.م ــــــ 1386ه)

 / الصدوق ، ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، (ت : 381ه) .

8ـــــ علل الشرائع ، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم ، ل.ط ، منشورات المكتبة الحيدرية ، (النجف الاشرف ـــــ 1385ه) .

/ الصفدي ، صلاح الدين بن ايبك بن عبد الله ، (ت : 764ه) ،

9ــــــــ الوافي بالوفيات ، تحقيق : احمد الارناؤوط ، ل.ط ، دار احياء التراث ، (بيروت ـــ 1420ه) .

/الطوسي ، محمد بن الحسن بن علي ، (ت:460هـ)

10ــــــــ اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي ، تحقيق : السيد مهدي الرجائي ، ل.ط ،  مؤسسة ال البيت لأحياء التراث ، (قم ــــــ 1404ه)

11ـــــ الغيبة ،تحقيق : الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح ، ط1 ، مؤسسة المعارف                           الاسلامية ، (قم ــــــ1411م) .

/ النجاشي ، الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد ، (ت : 450ه)

12ـــــــ فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍رجال النجاشي ، ط5 ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، (قم ـــــ 1416ه) . 

قائمة المراجع

/ اسعد وحيد القاسم 

1ــــــــ حقيقة الشيعة الاثني عشرية ، ط1 ، دار الزهراء ، (قم ــ1412هـ)

 / الامين ، حسن 

2ـــــ مستدركات اعيان الشيعة ، دار التعارف ، (سوريا ــ1409هـ) .

/ الامين ، محسن ، (ت : 1371ه)

3ــــــ اعيان الشيعة ، تحقيق : حسن الامين ، ل.ط ، دار التعارف ، (بيروت ـــ د.ت) . 

/ الانطاكي ، محمد مرعي

4ــــــ لماذا اخترت مذهب الشيعة مذهب أهل البيت ، تحقيق : الشيخ عبد الكريم العقيلي ، ط1 ، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ، (د.م ــــــ 1417ه) .

/ التيجاني ، محمد السماوي

5ــــــ ثم اهتديت ، ط1 ، مركز الابحاث العقائدية ، ( قم ـ 1429هـ)

/ الجلالي ، محمد حسين

6ـــــــ فهرس التراث ، ط1 ، مطبعة نكارش ، (قم ــــــ1422هـ)

/  الحنفي ، علي محمد فتح الدين (ت:1371هـ) .

 7ــــــ فلك النجاة في الامامة والصلاة ،ط2  مؤسسة دار السلام ،( د.م،1418هــ) .

/ الخوئي ، ابو القاسم الموسوي ، (ت : 1413ه)

8ــــــــ معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة ، ط5 ، ل.ن ، (د.م ـــــــ 1413ه) . 

/ الزركلي ، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الدمشقي،(ت: 1396ه)

9ـــــــ الاعلام ، ط15 ، دار العلم للملايين ، (بيروت ـــ 1422ه)

/ السبحاني، جعفر

10ـــــــ موسوعة طبقات الفقهاء ، ط1 ،مؤسسة الامام الصادق،(قم ــ 1418هـ)

/ الشامي ، حسين بركة

المرجعية الشيعية من الذات الى المؤسسة ، ط3 ، دار الاسلام ، (بغداد ــ2006م) .

 / الصدر

 11ـــــــ اهل البيت تنوع ادوار ووحدة هدف .

/ عبد الله محمد علي

 12ــــــ معجم المؤلفات الاسلامية في الرد على الفرقة الوهابية ، ط1 ، دار الصديقة الشهيدة ، (د.م ـــ 1430ه)

/ علي ال محسن ،

 13ـــــــ مسائل خلافية حار فيها اهل السنة ، ط1 ، دار الميزان،(بيروت ــ1419هـ) ، ص258 .

/ العماد ، عصام علي يحيى

 14ــــــــــ المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابين( محاولة للتقريب بين الاثني عشرية والوهابية ) ، ط1 ، مؤسسة الكوثر للمعارف الاسلامية ، (قم ـــــ 1423هـ) .

/ العنبكي ، قحطان حميد كاظم

15ــــــ  تاريخ العراق السياسي المعاصر (1914ــ1968م) ، مطبعة جامعة ديالى ، (ديالى ــ2016م) ، ص76 .

/ الطهراني اغا برزك

16ــــــــ اقا برزك (ت:1389هـ) ، الذريعة ، ط3 ، دار الاضواء ، (د.م ــ د.ت) ج16 ، ص246 .

 17ــــــــــ طبقات اعلام الشيعة ، ل.ط ، ل.ن ، (ايران ـــــ د.ت) .

/ كاشف الغطاء ، محمد الحسين النجفي ، (ت : 1373ه)

 18ـــــ اصل الشيعة واصولها ، تحقيق : علاء ال جعفر ، ط1 ، مؤسسة الإمام علي ، (د.م ـــــ 1415ه)

/ كحالة ، عمر بن رضا بن محمد بن عبد الغني الدمشقي ، (ت : 1408ه)

19ــــــــ معجم المؤلفين ، ل.ط ، مكتبة المثنى ، (بيروت ـــ د.ت) ، ج9 ، ص25 .

/ الكوراني ، علي محمد قاسم العاملي

20ـــــــ كيف رد الشيعة غزو المغول ، ط1 ، المركز الثقافي للعلامة الحلي ، (بابل ـــــــ 1426ه) ، ص10 .

/ المازندراني ، الشيخ محمد بن اسماعيل ، (ت : 1216ه)

21ــــــ  منتهى المقال في اسماء الرجال ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت لإحياء التّراث ، ط1 ، (قم ــــــــ 1416ه) .ج6 ، ص118 .

/ اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق

 22ـــــ موسوعة طبقات الفقهاء ، تحقيق : جعفر السبحاني ، ط1 ، مؤسسة الإمام الصادق  ، (قم ــــ 1418ه)

/ مركز الابحاث العقائدية

23ــــــــ موسوعة المستبصرين ، ط1 ، مركز الابحاث العقائدية ، (قم ــ1428هـ) ،ج4 ، ص92 

/ الميلاني ، السيد علي الحسيني

24ــــــــ تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات ، ط4 ، مركز الحقائق ، (قم ــــ 1427ه) ، ج1 ، ص14 .

/ اليوزبكي ، جمال محمد صالح 

25ــــــــ وانقضت اوهام العمر ، ط1 ، مركز الابحاث العقائدية ، (قم ــ1427هـ) ، ص9ــ23 .

 

[1] . الصدر ، اهل البيت تنوع ادوار ووحدة هدف .

 

[2] . الطوسي ، محمد بن الحسن بن علي ، (ت:460هـ) ، الغيبة ،تحقيق : الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح ، ط1 ، مؤسسة المعارف الاسلامية ، (قم ــــــ1411م) ، ص346 .

 

[3] . أبو جعفر الأعرج محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصّفار :كان ثقة عظيم ، ومن من أصحاب الإمام العسكريّ ، له كتب منها : بصائر الدّرجات مات بقم سنة 290 ه . ينظر: العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر ، (ت : 726ه) ، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال ، تحقيق : الشيخ جواد القيومي ، ط1 ، مؤسسة نشر الفقاهة ، (د.م ــــــ 1417ه) ،ص260 ؛ اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق ، موسوعة طبقات الفقهاء ، تحقيق : جعفر السبحاني ، ط1 ، مؤسسة الإمام الصادق  ، (قم ــــ 1418ه) ، ج3 ، ص493 .

 

[4] . محمّد بن يعقوب بن إسحاق ، أبو جعفر الكليني الرّازي ، ثقة الإسلام ، وحاله في الفقه والعلم والحديث والورع وعلوّ المنزلة أشهر من أن يحيط به قلم ويستوفيه رقم ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكافي في عشرين سنة مات سنة 329 ه . ينظر: التفرشي ، السيد مصطفى ، (ت : ق11ه) ، نقد الرجال ، تحقيق ونشر: مؤسسة ال البيت   لاحياء التراث ،ط1،(قم ــــ 1418ه). ج4 ، ص352 .

 

[5] . علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن ، شيخ القميين في عصره ، ومتقدمهم ، وفقيههم ، و ثقتهم ، قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود ، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد . فكتب إليه : " قد دعونا الله لك بذلك ، وسترزق ولدين ذكرين خيرين " . فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد له كتب ، منها : كتاب التوحيد ، كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة . ينظر : النجاشي ، الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد ، (ت : 450ه) ، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍رجال النجاشي ، ط5 ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، (قم ـــــ 1416ه) ، ص261 .

 

[6] . محمّد بن علي بن الحسين : ابن بابويه القمّي ، يكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، بصير بالفقه والأخبار والرجال ، ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة كان جليلًا حافظاً للأحاديث بصيراً بالرجال ناقداً للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه ، له نحو من ثلاثمائة مصنَّف ، مات بالري سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة . ينظر : الطوسي ، ابي جعفر محمد بن الحسن ، (ت : 460ه) ، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي ، تحقيق : السيد مهدي الرجائي ، ل.ط ،  مؤسسة ال البيت لأحياء التراث ، (قم ــــــ 1404ه) ، ص237 ؛ المازندراني ، الشيخ محمد بن اسماعيل ، (ت : 1216ه) ، منتهى المقال في اسماء الرجال ، تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت لإحياء التّراث ، ط1 ، (قم ــــــــ 1416ه) .ج6 ، ص118 .

 

[7] . الصدوق ، ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، (ت : 381ه) ، علل الشرائع ، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم ، ل.ط ، منشورات المكتبة الحيدرية ، (النجف الاشرف ـــــ 1385ه) ، ج1 ، ص3 ؛الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي ، (ت : 965ه) ، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، تحقيق : السيد محمد كلانتر ، ط1 ، منشورات جامعة النجف ، (د.م ــــــ 1386ه) ، ج1 ، ص45 .

 

[8] . محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام العكبري ، يرفع نسبه إلى قحطان ، أبو عبد الله ، المفيد ، ويعرف بابن المعلم : محقق إمامي ، انتهت إليه رئاسة الشيعة في وقته ، كثير التصانيف في الأصول والكلام والفقه . ولد في عكبرا ( على عشرة فراسخ من بغداد ) ونشأ وتوفي ببغداد . له نحو مئتي مصنف . ينظر: الصفدي ، صلاح الدين بن ايبك بن عبد الله ، (ت : 764ه) ، الوافي بالوفيات ، تحقيق : احمد الارناؤوط وتركي مصطفى ، ل.ط ، دار احياء التراث ، (بيروت ـــ 1420ه) ، ج1 ، ص108 ؛ الزركلي ، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الدمشقي،(ت: 1396ه) ، الاعلام ، ط15 ، دار العلم للملايين ، (بيروت ـــ 1422ه) ، ج7 ، ص21 .

 

[9] . الشريف المرتضى: علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أبو القاسم المرتضى : حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه ، وسمع من الحديث فأكثر ، وكان متكلما ، شاعرا ، أديبا ، عظيم المنزلة في العلم والدين والدينا ، صنف كتبا كثيرة . ينظر:  الاردبيلي ، محمد بن علي الغروي الحائري ، (ت : 1101ه) ، جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والاسناد، ل.ط، مكتبة المحمدي،(د.م ــــ د.ت) ، ج1 ، ص575 ؛ الخوئي ، ابو القاسم الموسوي ، (ت : 1413ه) ، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة ، ط5 ، ل.ن ، (د.م ـــــــ 1413ه) ، ج12 ، ص400 .

 

[10] . محمد بن الحسن بن علي الطوسي أبو جعفر شيخنا شيخ الطائفة وعمدتها ، قدس الله روحه ، ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق سنة ثمان وأربعمائة وتوفي ليلة الاثنين ثاني عشري المحرم من سنة ستين وأربعمائة بالمشهد الشريف الغروي ودفن بداره . ينظر: ابن داود الحلي ، تقى الدين الحسن بن علي ، (ت : بعد 707ه) ، رجال ابن داود ، تحقيق : السيد محمد صادق آل بحر العلوم ، منشورات مطبعة الحيدرية ، (النجف الأشرف ــــــ 1392ه) ، ص170 .

 

[11] . السبحاني، جعفر موسوعة طبقات الفقهاء ، ط1 ،مؤسسة الامام الصادق،(قم ــ 1418هـ)، ج2، ص273.

 

[12] . ابن الجوزي ، ابي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ، (ت : 597ه) ، المنتظم في تاريخ الملوك والامم ، دراسة وتحقيق : محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا ، ط1 ، دار الكتب العلمية ، (بيروت ـــ 1412ه) ، ج16 ، ص16 ؛ ابن الاثير ، ابو الحسن علي بن ابي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري ، (ت : 630ه) ، الكامل في التاريخ ، ل.ط ، دار صادر ، (بيروت ــــ 1386ه) ، ج9 ، ص517 .

 

[13] . محسن بن عبد الكريم بن علي بن محمد ( الأمين ) بن أبي الحسن موسى الحسيني ، العاملي الشقرائي ، الدمشقي ، صاحب « أعيان الشيعة » .كان من مشاهير علماء عصره ، فقيها إماميا ، أديبا ، شاعرا ، مؤلفا قديرا ، ذا ثقافة واسعة وعقلية متفتحة ، ولد في شقراء ( التابعة لناحية هونين من أعمال مرجعيون ) سنة أربع وثمانين ومائتين وألف .و توفّي في بيروت سنة - إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف . ينظر: الزركلي ، الاعلام ، ج5 ، ص287 ؛ اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق ، موسوعة طبقات الفقهاء ، ج14 ، ص505 .

 

[14] . أبو الحسن الأصفهاني : أبو الحسن بن محمد بن عبد الحميد بن محمد الموسوي ، الأصفهاني ، النجفي . كان من أعلام فقهاء الإمامية ، ومن أشهر مراجع التقليد . ولد سنة (1284هـ) في إحدى قرى أصفهان ، وتعلَّم بها . وانتقل في شبابه الباكر إلى أصفهان ، فدرس بها وأخذ عن محمد الكاشي ، وغيره توفّي بالكاظمية في (1365هـ) . ينظر: اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق ، موسوعة طبقات الفقهاء ، ج14 ، ص33 .

 

[15] . الشامي ، حسين بركة ، المرجعية الشيعية من الذات الى المؤسسة ، ط3 ، دار الاسلام ، (بغداد ــ2006م) ، ص131 .

 

[16] . العنبكي ، قحطان حميد كاظم ، تاريخ العراق السياسي المعاصر (1914ــ1968م) ، مطبعة جامعة ديالى ، (ديالى ــ2016م) ، ص76 .

 

[17] . حبيب بن محمد بن حسن بن إبراهيم المهاجر العاملي كان عالما إماميا كبيرا ، فقيها ، أديبا ، مؤلفا ، من رجال الإصلاح ، ولد في حنويه ( بقرب مدينة صور في جنوب لبنان ) سنة أربع وثلاثمائة وألف وتعلَّم في قريته ، ودرس بها وتوفّي في بعلبك سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وألف . ينظر: اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق ، موسوعة طبقات الفقهاء ، ج14 ، ص171 .

 

[18] . الكوراني ، علي محمد قاسم العاملي ، كيف رد الشيعة غزو المغول ، ط1 ، المركز الثقافي للعلامة الحلي ، (بابل ـــــــ 1426ه) ، ص10 .

 

[19] . اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق ، موسوعة طبقات الفقهاء ، ج14 ، ص171 .

 

[20] . الشيخ محمد أمين بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي بن زين الدين - وإليه النسبة - بن علي بن مكي بن بهاء البحراني البصري النجفي وهو عالم أديب ، ولد في نهر خوز من قرى البصرة 1333 ه ، وبها نشأ وأخذ أوليّات العلوم وبعض المقدمات ، ثم هاجر إلى النجف للتكميل في سنة 1351 ه ، وهو من الفضلاء البارزين في حلقات دروس أعلام العصر ، وممن يشار إليه في الكتابة والنظم والتقوى وحسن السيرة ،

كان قدّس سرّه مدافعا عن الاخبارية ، ولم يكن له قدّس سرّه في مراعاة الأدب تجاه الأصوليين نظير ، توفي قدّس سرّه في النجف الأشرف في 29 صفر 1419 ه في ظروف غامضة حيث توالت اغتيالات العلماء في النجف . ينظر: الطهراني ، اغا برزك ،(ت:1389هـ)  ، طبقات اعلام الشيعة ، ل.ط ، ل.ن ، (ايران ـــــ د.ت) ، ج14 ، ص689 .

 

[21] . الجلالي ، محمد حسين ، فهرس التراث ، ط1 ، مطبعة نكارش ، (قم ــــــ1422هـ) ، ج2 ، ص688 .

 

[22] . السيد هبة الدين الشهرستاني ، وهو السيد محمد علي بن السيد حسين الحسيني الحائري ولد في سامراء وانتقل مع أبيه إلى كربلاء سنة 1312 ه‍ ، وتعلم المبادئ والمقدمات هناك إلى عام 1319 حيث توفي والده فرحل إلى النجف الأشرف لإنهاء دروسه العالية فحضر دروس العلمين الحجتين الكاظميين الطباطبائي والخراساني واختص بالأخير ولازمه ، وحضر أيضا على شيخ الشريعة الأصفهاني - رحمه الله -وتوفي في 26 شوال 1386 بالكاظمية .ينظر: الامين ، محسن ، (ت : 1371ه) ، اعيان الشيعة ، تحقيق : حسن الامين ، ل.ط ، دار التعارف ، (بيروت ـــ د.ت) ،ج10 ، ص261 .

 

[23] . الزركلي ، الاعلام ، ج6 ،ص309 ؛ اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق ، موسوعة طبقات الفقهاء ، ج14 ، ص760 .

 

[24] . الشيخ ملا كاظم بن ملا حسين الهروي الخراساني النجفي المعاصر المعروف بالشيخ الآخوند ، كما عرف أيضا بين المعاصرين ان أباه وجده من أهل ( هراة ) ولد المترجم له في طوس سنة 1255 ه ونشأ فيها وقرأ مقدماته العلمية في بلدة خراسان ، هاجر إلى العراق شابا وكان عمره حدود24 سنة توفى في النجف فجأة فجر الثلاثاء 20 ذي الحجة سنة 1329 ه‍ . ينظر: الامين ، اعيان الشيعة ، ج9 ،ص187 .

 

[25] . محمد حسين بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء فقيه ، أصولي ، مجتهد ، محدث أديب ، شاعر ولد بالنجف سنة (1877م) ، وتلقى علومه فيها ، وتصدر للتدريس ، ورحل إلى سورية ولبنان ومصر وفلسطين وإيران وباكستان وغيرهما ، وساهم في الثورة العراقية ضد الاستعمار البريطاني ، وتوفي بقرية كرند بإيران ( 1954م)، ونقل إلى النجف ودفن في مقبرته الخاصة في وادي السلام . ينظر: كحالة ، عمر بن رضا بن محمد بن عبد الغني الدمشقي ، (ت : 1408ه)، معجم المؤلفين ، ل.ط ، مكتبة المثنى ، (بيروت ـــ د.ت) ، ج9 ، ص25 .

 

[26] . علي جودت الايوبي هو قائد المفرزة الشمالية ورئيس وزراء العراق لسنة 1918 . ينظر: الامين ، حسن ، مستدركات اعيان الشيعة ، دار التعارف ، (سوريا ــ1409هـ) ، ج5 ، ص155 .

 

[27] . العنبكي ، تاريخ العراق السياسي المعاصر ، ص199 .

 

[28] . الشامي ، المرجعية الشيعية ، ص125 .

 

[29] . العنبكي ، تاريخ العراق السياسي المعاصر ، ص201 .

 

[30] . الزركلي ، الاعلام ، ج6 ،ص106 ؛ اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق(ع) ، موسوعة طبقات الفقهاء ،ج14 ، ص684 .

 

[31] . علي ال محسن ، مسائل خلافية حار فيها اهل السنة ، ط1 ، دار الميزان،(بيروت ــ1419هـ) ، ص258 .

 

[32] . عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، ابن السيد يوسف بن جواد بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن زين العابدين بن نور الدين بن أخي صاحب ( المدارك ) ولد في الكاظمية سنة 1290 وتوفي في صور سنة 1377 ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف فدفن فيه درس في النجف وفي سامراء على أعلامهما أمثال والخراساني وشيخ الشريعة والشيخ محمد طه نجف  وفي سنة 1329 زار مصر والتقى هناك الشيخ سليم البشري الذي تراسل معه في عدة رسائل أنتجت كتاب المراجعات وقد انتشر انتشارا واسعا وطبع طبعات كثيرة. ينظر : الامين ، اعيان الشيعة ، ج7 ، ص457 ؛ الطهراني ، الذريعة ، ط3 ، دار الاضواء ، (د.م ــ د.ت) ج16 ، ص246 .

 

[33] . سليم بن أبي فراج بن سليم بن أبي فراج البشري ، المالكي شيخ الأزهر ولد في محلة بشر من قرى مديرية البحيرة بمصر(1832م) ، وتوفي في ذي الحجة (1917م) وهو صاحب المراسلات المشهورة مع الإمام عبد الحسين شرف الدين رحمه الله والمسطرة في كتاب المراجعات ذائع الصيت له من المؤلفات : حاشية تحفة الطلاب بشرح رسالة الآداب ، وضع المنهج ، شرح نهج البردة لأحمد شوقي ، التوحيد ، وتقرير على جمع الجوامع . ينظر الزركلي ، الاعلام ، ج3 ،ص 119 ؛ كحالة ، معجم المؤلفين ، ج4 ، ص249 .

 

[34] . حقيقة الشيعة الاثني عشرية ، ط1 ، دار الزهراء ، (قم ــ1412هـ) .

 

[35] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ط1 ، مركز الابحاث العقائدية ، (قم ــ1428هـ) ،ج4 ، ص92 

 

[36] . وانقضت اوهام العمر ، ط1 ، مركز الابحاث العقائدية ، (قم ــ1427هـ) ، ص9ــ23 .

 

[37] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج5 ، ص91 .

 

[38] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج2 ، ص505 .

 

[39] . عبد الله محمد علي ، معجم المؤلفات الاسلامية في الرد على الفرقة الوهابية ، ط1 ، دار الصديقة الشهيدة ، (د.م ـــ 1430ه) ، ص95 .

 

[40] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج5 ، ص254 .

 

[41] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج4 ، ص50 .

 

[42] . محمد بن أحمد أبو زهرة: أكبر علماء الشريعة الإسلامية في عصره. مولده بمدينة المحلة الكبرى (1316هـ) وتربى بالجامع الأحمدي وتولى تدريس العلوم الشرعية والعربية ثلاث سنوات، وعلم في المدارس الثانوية سنتين وبدأ اتجاهه إلى البحث العلمي في كلية أصول الدين (1933) وعين أستاذا محاضرا للدراسات العليا في الجامعة (1935) وعضوا للمجلس الأعلى للبحوث العلمية. وكان وكيلا لكلية الحقوق بجامعة القاهرة، ووكيلا لمعهد الدراسات الإسلامية وأصدر من تأليفه أكثر من 40 كتابا ، توفي سنة (1394هـ)ِ . ينظر : الزركلي ، الاعلام ، ج6 ، ص25 .

 

[43] . المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين( محاولة للتقريب بين الاثني عشرية والوهابية ) ، ط1 ، مؤسسة الكوثر للمعارف الاسلامية ، (قم ـــــ 1423هـ) .

 

[44] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج7 ، ص432 .

 

[45] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج4 ، ص154 .

 

[46] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج2 ، ص129  .

 

[47] . لم اعثر له على ترجمة .

 

[48] . ولد الشيخ علي محمد في أحد العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر الميلادي في مدينة جنك بالبنجاب ، وهي المدينة التي تقع حالياً في دولة باكستان ، وترعرع في أسرة تنتمي إلى المذهب الحنفي ، ثم التحق بإحدى حلقات تدريس القرآن الكريم ، فساعده ذلك على حفظ القرآن وهو في سن مبكّر وقد تحول من المذهب الحنفي الى الامام عن طريق تلميذه امير توفي سنة(1371هـ) . ينظر : مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج3، ص111 .

 

[49] . الحنفي ، علي محمد فتح الدين (ت:1371هـ) ، فلك النجاة في الامامة والصلاة ، تحقيق وتقديم: الشيخ ملا أصغر علي محمد جعفر ط 2 ، مؤسسة دار السلام ، ( د.م ، 1418هــ) ، ص3 .

 

[50] . ثم اهتديت ، ط1 ، مركز الابحاث العقائدية ، ( قم ـ 1429هـ) ، ص211ــــــ395 .

 

[51] . كاشف الغطاء ، محمد الحسين النجفي ، (ت : 1373ه) ، اصل الشيعة واصولها ، تحقيق : علاء ال جعفر ، ط1 ، مؤسسة الإمام علي ، (د.م ـــــ 1415ه) ، ص98 .

 

[52] . الميلاني ، السيد علي الحسيني ، تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات ، ط4 ، مركز الحقائق ، (قم ــــ 1427ه) ، ج1 ، ص14 .

 

[53] . لم اعثر له على ترجمة .

 

[54] . حسين بن علي بن أحمد بن علي نقي بن جواد بن مرتضى الطباطبائي الحسني ، البروجردي ، نزيل قم .

ولد في بروجرد سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف وكان فقيها متبحرا ، أصوليا من مشاهير علماء الإمامية وأكابر مراجع التقليد والإفتاء وتصدى السيد أيضا للتدريس ، فحضر عليه كثيرون ، وذاع صيته في الأوساط العلمية ، ورجع إليه في التقليد بعض الناس ، واتجهت إليه الأنظار بعد وفاة مرجع الطائفة السيد أبو الحسن الأصفهاني سنة ( 1365 ه ) ، ولم تمض إلَّا مدّة يسيرة ، حتّى أصبح من أكابر زعماء الإمامية ، وأشهر مراجع التقليد ومن اهم اثاره جامع احاديث الشيعة ، توفّي في النجف سنة (1380هـ) . ينظر: اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق ، موسوعة طبقات الفقهاء ، ج14 ، ص214 .

 

[55] . مركز الابحاث العقائدية ، موسوعة المستبصرين ، ج5، ص541 .

 

[56] . الجلالي ، فهرس التراث ، ج2 ، ص483 .

 

[57] . لماذا اخترت مذهب الشيعة مذهب أهل البيت ، تحقيق : الشيخ عبد الكريم العقيلي ، ط1 ، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ، (د.م ــــــ 1417ه) ، ص33ـــ75 .