المرجعية الدينية وبعض ملامح المتغيرات السياسية العراقية

دراسة تاريخية تحليلية في مضمون الأدوار

الدكتور محمد حسين زبون الساعدي

جامعة ميسان / كلية التربية

المقدمة

لقد أدت المؤسسة الدينية ممثلة بالمرجعيات الدينية دوراً اساسياً وحاسماً في صياغة التوجهات الاجتماعية والسياسية في العراق وذلك لما لهذه المؤسسة من أهميه واحترام لدى الناس ، وقد تجلى هذا الأمر بصورة واضحة خلال حقبة التاريخ الحديث والمعاصر عندما تعرض العراق الى موجات من الهيمنه والتسلط سواء أكان ذلك خلال الحقبة العثمانية أم حقبة الاحتلال البريطاني ، غير أن الأخير قد أظهر وبشكل أوضح من التحدي الثاني ( الاحتلال العثماني ) قدرة وحنكة هذه المؤسسة في مواجهة التحدي وذلك من منطلق القواعد والنصوص الشرعية التي ارتأتها تلك المؤسسة والتي هي وبدون شك قد جاءت من أجل الصالح العام وبناء الامة بناءً صحيحاً يستند الى ركائز الاسلام المحمدي الأصيل ، فنجد أن هذه المؤسسة قد تعاملت مع القضايا الحرجة بما يصب في خدمة العراق من دون المساس بالآخر أو التعدي على حقوق الشرع ، كما وان تعاملها جاء ضمن سياقات الاستقراء الموضوعي للحالة العامة للمجتمع العراقي ، أي أن القدرات التي يختزلها المجتمع كانت من أولويات هذه القرارات أو الفتاوى وقد لوحظ هذا الأمر خلال الحقبة التي تم وضعها في مجال الدراسة .

ومن هذا المنطق جاء تسليط الضوء على موضع المرجعية الدينية للكشف عن ادوار ومواقف هذه المؤسسة التي اخذت على عاتقها مسؤولية تقويم وتقييم المسارات السياسية والاجتماعية العراقية ، حيث تضمن البحث مجموعة من المواضيع تقدمتها نبذة عن تعريف المرجعية لغةً واصطلاحاً ، و تناولت الدراسة بشيء من التفصيل الطرق والأساليب التي انتهجتها المدرسة المعادية لتراث أهل البيت عليهم السلام ومدى تأثيرها على الساحة السياسية الاسلامية بشكل عام والعراق بشكل خاص ، في حين تناول البحث من جانب آخر استجابة المؤسسة الدينية لتلك التحديات منذ الاحتلال البريطاني للعراق وحتى الحقبة المعاصرة موضحاً من خلالها ما آلت اليه الدولة العراقية من نجاحات ارتقت الى مستوى التحديات المذكوره كما جاء في ثنايا البحث خاتمة الدراسة التي تضمنت أهم النتائج التي تمخضت عن موضع الطرح وفي الختام لا يسعنا الا أن نسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع ونلتمس العذر فأن الكمال لله وحده .

 

المرجعية:

المرجعية الدينية اصطلاح اشتق من الرجوع إلى الشيء ، وقد يكون هذا الرجوع مبنياً على مقتضى الحاجة الملحة التي تفرض نفسها آنياً ، وهي بطبيعة الحال تكون على انواع . فتارة يكون الرجوع مادياً له علاقة بالمحسوسات المادية التي لها علاقة بالمعطيات المادية المحسوسة كالرجوع الى الطبيب المتخصص ، كي يحدد الداء والدواء في الوقت نفسه وهو أمر دال على احترام العلم والتسليم إليه ، وهي سُنة ثبتتها أدبياتنا الإسلامية بشكل عام ومن أشهر مادوّن بهذا الخصوص ما وردنا عن النبي الاكرم (ص) " اطلب العلم من المهد الى اللحد " بما في هذا الحديث من مضامين ومدلولات عميقة لعلّ في مقدمتها ، الحرص على طلب العلم بطريقة التواصل والاستمرارية غير المنقطعة فضلا عن التربية الصحيحة التي تتمخض بالضرورة عن المعطيات العامة عن فريضة طلب العلم بصورة خاصة ، وفي مورد اخر من الحديث النبوي الشريف " العلم علمان علم الاديان وعلم الأبدان " لما لهذين المجالين من اهمية كبيرة في حياة المجتمعات على طول التاريخ وبمراحله المحددة القديم والوسيط والحديث .([1])

 فمنذ ان خلق الله تعالى البشرية سعى الإنسان إلى إيجاد عناصر فكرية تجمع بين الموردين ( البدني والديني ) لأنهما ـ وبحسب الاعتقاد ـ مترابطين ترابطاً عضوياً لا يستطيع الانسان تغافلهما وقد كان اساس هذا الاعتقاد الخوف من المجهول لهذا صيغت الأساطير حول ما يدور في سماء المجهول والانسان " عدو ما جهل " رغم ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان عبثاً وذلك من خلال خلقه بمعية مكملات العقل البشري ونتاجه الحق، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " افحسبتم انما خلقناكم عبثاً وانكم الينا لا ترجعون" ([2]) صدق الله العلي العظيم فهذه الاية الكريمة انما هي مصداق لهداية الناس وإلزامهم الحجة في كل عصر وزمان ، ويقيناً إن الله سبحانه وتعالى قد أرسل لكل أمة من الامم نبياً يهديهم الى الحق ويضئ لهم الدرب ، في سبلهم الحياتية العامة

بدءاً من التوحيد وانتهاءً بمقتضيات الحياة اليومية العامة ، غير انّ الانسان يختلف في مساحات التقبل و الطاعة للأنبياء والرسل بحسب امور عدة اهمها التوفيق الإلهي والتوفيق هنا " بمعنى الارتكاز على طاعة التوحيد " وكل ما هو ناتج عنها فالتوفيق الإلهي لا يأتي من فراغ وانما يأتي بمستويات مختلفة على قدر استجابة الفرد للحق عز وجل ، فموسى (ع) آمن برسالته بعض الناس ورفضها بعضهم الاخر وهناك طائفة ثالثة انشقت عن المجموعة التي تبعت موسى بالحق وهم عبدة العجل إتباع ألسامري ([3]) وكذلك النبي عيسى (ع) واغلب الأنبياء ([4]) اما نبينا الكريم محمد (ص) فله خصوصية في هذا المجال بوصفه خاتم الرسل والأنبياء وقد فاق الأنبياء جميعا في مسألة ما لاقاه من الأذى والألم المباشر وغير المباشر وهذا ما ذكره في حديثه الكريم " ما أوذي نبيُ مثل ما أذيت " وقد يسأل سائل كيف انتفت مآسي الأنبياء امام مأساة النبي في الاذى وتعنت القوم؟ والجواب على ذلك يقتضي جملة من الامور ذات البعد الفلسفي الأول يتعلق بالمجتمع العربي الموجود في شبه الجزيرة العربية بسم الله الرحمن الرحيم " الأعراب أشدّ كفراً و نفاقاً و أجدرُ ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"([5]) صدق الله العلي العظيم  ، والثاني يتعلق بموقف النبي محمد (ص) والإرادة الصلبة التي انطوت في  شخصيته العظيمة يا عم  " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته". وهنا يعطينا الرسول (ص ) درسا عظيما ومبتكرا في بناء ركائز الإصلاح الديني والسياسي الذي يبني المجتمعات بصورة سليمة وصحيحة وعدم التخاذل من فكرة الإصلاح مهما اكتنفها من مخاطر و صعوبات ربما تؤدي الى التصفية الجسدية ، وهذا مؤشر واضح وصريح على ضرورة تحديد الوقت والمكان المناسبين في اتخاذ القرار المناسب للموقف المناسب ، فالقرار الحازم الذي يستهدف بناء التركيبة المجتمعية في الأصعدة كافة وخاصة البنية الدينية للمجتمع تحتاج الى أمور عديدة من أهمها ، نفاذ البصيرة  وقوة العزيمة وعدم التردد وجمع معلومات كافية وموسعة حول ما وصل اليه المجتمع من درجة عالية من الإخطار التي قد تداهم بناءهِ العام ، فالمجتمع   العربي في شبه الجزيرة العربية قد وصل الى منحى وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز ، بسم الله الرحمن الرحيم   " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها"([6]) صدق الله العلي العظيم . هذه صورة عزيمة منقذ البشرية وخاتم الرسل و الأنبياء محمد ابن عبد الله ، وهناك امر لا بد من الإشارة اليه لا يقل عن معالجة الأمور الآنية ومواجهة النبي محمد (ص) للقضايا الهامة في حينها الا وهي مسألة مستقبل الامة وما سيؤول بها وقد كان ذلك شغل الرسول الشاغل ، و يمكن ملاحظته من خلال جملة من الأحاديث التي تنأولت المستقبل وتحذيره من شرها ومطالبته التمسك بخيرها ، ففي الحديث الشريف قال عليه أفضل الصلاة والسلام " يأتي زمانٌ على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار" وفيه دلالات كثيرة وخطيرة فضلا عن تجأوزه الحدود الزمنية والمكانية فبعد انتقال الرسول الكريم الى جوار ربه اخذت الامور توضع في غير مقاماتها مما ادى الى نشأة الفتن وتلاقحها وتناسلها بشكل أثر على مسارات التاريخ فبعد خطبة الوداع وتنصيب الامام علي(ع) اماماً ووصيّاً على الامة اخذت الامور بالانحراف ووضعت الاشياء بغير مواضعها واستمر هذا الحال طيلة  حقبة الائمة الاثني عشر عليهم السلام ولكن الامر لم يترك فشرع الأئمة المعصومون (ع) بتوجيه  الناس على نهج الرسول محمد (ص) وهم أئمة و مرجعية الامة  العلمية والفقهية والسياسية من بعد الرسول (ص) ، واخذ المعسكر الاخر يسير في الضد من هذا التوجه ، غيضاً وحسداً متكئين على عكازة غيض مرحلة انبثاق الاسلام وعدم قدرتهم على صده مستحضرين ما جرى في بدر وحنين والاحزاب حروب الرسول (ص) جميعها التي مثلت مرتكزا في صياغة الاسلام المحمدي الاصيل ،وبهذا نجد ان ظاهرة الحقد قد انتقلت الى مراحل من جاء بعد الرسول محمد (ص) من الائمة الاطهار (ع) وبعد غيبة الحجة (عج) سنة ٣٢٩هـ  ([7]) واستمر المنهج المحمدي الاصيل من منطلق ان  الامة لا تترك من دون نبي أو وصي أو امام غير ان مسألة الغيبة فيها شيء من اختلاف المضمون الفرعي لا الاصل لا سامح الله ، ونقصد هنا ان غيبة الامام الحجة (عج) جاءت غيبة دنيوية لا اخروية ينتقل فيها الجسد الى عالم الاخرة فجاء التركيز على مسألة التحضير و الاعداد الى ما بعد الغيبة حيث جاءت الوصايا من الرسول محمد (ص) اذ روعنه (ص) انه قال " اللهم ارحم خلفائي فقيل له يا رسول الله ومن خلفاؤك قال الذين يأتون من بعدي يروون عني حديثي وسنتي فيعلمونها الناس من بعدي" وهنا اتصال في المعنى الذي اشار له الرسول (ص) من المورد نفسه اذ انه قال " أن العلماء ورثة الانبياء" ([8]) وهنا انطلاقة الدلالات والمعاني التي احتواها هذا الحديث ففي غياب الحجة اصبحت مرجعية الناس لرواة الحديث ( فقهاء المذهب ) واجباً و إلزاماً وهو أمر أضاف للمذهب الاثني عشري  قوة ومنعة قل نظيرها في المذاهب الاسلامية الاخرى وعلى طول التاريخ بل واستمرت الضغائن والاحقاد تصب حقدها بطريقة ابتعدت كل البعد عن منهج الدراية و الرواية النقلية والعقلية وبدون هوادة من اجل تفكيك عرى أواصر التلاحم بين العامة ومراجعهم ، غير ان التاريخ حفط لنا عدم قدرة هؤلاء على تحقيق غاياتهم في تحطيم مشروع المرجعية العظيم بل وزادته قوة ومتانة .([9])

أساليب المخالفين في محأولة اضعاف الدور المرجعي

    تعددت الأساليب والتوجهات في محاولات اضعاف مشروع المرجعية الشيعية في العالم بشكل عام و العراق على وجه الخصوص ، لأسباب عدة منها مكانة العراق الاسلامية لامتداده التاريخي في توجهات التشيع وانطلاقها من هناك لمختلف بقاع العالم التي جاءت بالنتيجة كمنابع تمحور جلها حول نقل الامام علي (ع) مركز الخلافة الاسلامية من الحجاز الى الكوفة وبذلك اصبحت الكوفة خلال امامة الامام علي (ع) وخلافته هي قبلة المسلمين المرجعية في امورهم الدينية والدنيوية حيث امتدت خلافته (ع) من ٣٥هـ الى ٤٠ هـ ، وخلال هذه الحقبة استطاع الامام علي (ع) ان ينشأ قاعدة عريضة للتشيع الذين يؤمنون بالقاعدة الايمانية المحمدية الخالصة ، فكانت هي الصفوة التي يعتمد عليها خلال امامة الامام الحسن (ع) ومن بعده الامام الحسين (ع) ووصول ذروتها في واقعة الطف سنة ٦١هـ واستشهاد سبط الرسول محمد (ص) واهل بيته واتباعه من الصفوه الخالصة  ، وأصبحت واقعة كربلاء المرتكز الثاني بل اصبح في ميزان التفوق على العامل الأول في مسألة صقل مذهب التشيع في العراق ومن ثم انتقاله الى باقي انحاء العالم الاسلامي ومن هنا جاءت اساليب الرد والمحأولات في عرقلة مشروع التشيع وعلى مدى التاريخ لكن دون جدوى وقد اختلفت اساليب المواجهة بثقل اختلاف مصادر حق مذهب التشيع وبالإمكان اجمالها بالاتي :

التحريف في تدوين الروايات  : ان التدوين التاريخي أحد أكثر المجالات المعرفية تعرضا لمسألة تحريف الحقائق فهو يتأثر بشكل واضح وكبير بميول الكاتب وتصوراته المبنية على اساس العقيدة والمذهب وحتى التبعية السياسية ونحن نعرف ان التاريخ له تعريفات متعددة بتعدد الاتجاهات والميول والتأثيرات العقائدية الاخرى ومن هذه التعريفات , انه  العلم الذي يهتم بدراسة احوال الماضين والتعرف على مجريات حياتهم السياسية و الاقتصادية ومجالات الحياة الاخرى  وذلك من اجل الوقوف على ما هو صالح ويتبع وما هو طالح فيترك ، وبحسب النظرة الاسلامية التي تعطينا تعريفاً اخر للتاريخ ان التاريخ اذا تمحور ضمن النظرة الضيقة للتاريخ فانه يتعرض للتهوين والتقزيم فالتاريخ بحسب النظرة الاسلامية هو دراسة مجريات الاحداث القائمة على اساس الحق والباطل فلا توجد منطقة بين تلك المنطقتين فالحق حق يجب اتباعه والباطل باطلاً يجب اجتنابه وهذا ما اثبته العقل قبل النقل والدراية قبل الرواية، ولهذا نجد التاريخ قد كتب                  بطريقتين:ـ

 الأولى في كنف القصور والبلاطات الملكية والثانية جاءت بكنف التكتم والخفية وتحت سراجات الضياء الخفيف خوفا من يد السلطان ونوازعه ورغباته وحبه للسلطة ، ومن الطبيعي فان الأول قد كتب بأيدي تريد التقرب الى الجاه والسلطان والتقرب الى الدنيا بالنتيجة ، في حين ان الثاني كتب للحفاظ على الحقيقة والتقرب الى الله عز وجل وبهذا الصدد لأدت المدرسة الاموية دوراً بارزاً في الطرق على هذا الباب فقد امتازت هذه المدرسة باعتمادها التوجهات القبلية والقومية التي تنادي بالحسب والنسب العربي من دون التقوى التي جاء بها الاسلام , فقد جاء في الحديث الشريف " لا فرق بين عربي و اعجمي الا بالتقوى " وهذا يعني ان المدرسة الاموية قد ركزت على حاجاتها الدنيوية التي تصب في خدمة التمسك بالسلطان بل ذهبت ابعد من ذلك عندما جعلتها وراثة وسار على نهجهم العباسيون ، واخذوا يتصدون لكل من يحأول التنديد بحكمهم حتى وان كان اقرب المقربين للرسول محمد (ص) وهذا ما قاموا بفعله مع الأئمة الاطهار (ع) وهنا أدى التدوين التاريخي المنحرف لعبته في التضليل وتحريف الحقائق ونجد ان من قام بهذه المهمة اعتمدوا مبدأ التدليس وتحريف الحقائق ، ممزوجة بشيء من الاجتهاد سيما اذا كان من دون التاريخ قد خاض في مسائل الفقه وهنا نذكر مثالا لا الحصر كتاب العواصم من القواصم لابن العربي المتوفى ٥٤٣ هـ اذ جاء في هذا المصنف كثير من الاجتهادات التاريخية التي لا نقول عنها تدوين تاريخي  لان التدوين التاريخي يعتمد منهجاً علمياً قائماً بذاته يعتمد اشباع حاجته الكاملة من ذكر الاراء والمواقف وتعدد المصادر ، حيث اعتمد هذا المصدر على ذكر الروايات الضعيفة مع انعاشها بشئ من الرأي الفقهي([10]) من دون النظر الى استيفاء الحقائق والمصادر التي تحدثت عن احقية اهل البيت في تولي امور المسلمين بعد وفاته (ص) ، ونلاحظ ايضاً في هذا المصنف السعي الجهيد ليس في الدفاع عن من أرادوا الإجهاز على نظرية الإسلام فحسب بل  اخذ يسعى وبالجهد نفسه الى اخفاء الحقائق وتجاهلها ، وقد اخذ هذا الاسلوب المنحرف في التدوين التاريخي المشوه يتناسل ويتكاثر بطريقة اثرت على وجود الإسلام وتهوينه بين من يريد ويسعى الى هذا الامر واخذت بعض المذاهب المحدثة تستقي رأيها من هذا المصنف وغيره وأخذت هي الاخرى تشق طريقها نحو تثبيت مقاصدها  في جسد الاسلام المحمدي الاصيل ومقارعته، فنجد الوهابية قد حذت حذو  ما ذكر في هذا المصنف التاريخي الخطير والتي اعتمدت هي الاخرى على مؤلفات ابن تيمية الذي لم يبتعد عن استاذه ابن العربي والعجيب في الامر ان هذه المذاهب انتهجت طرقاً ومناهج. خطيرة في نشر آرائها ومواقفها من الاسلام ومن هذه الطرق تحالفها مع اعداء الاسلام بطريقة لا ترتقي الى الشك فنجد ان الوهابية قد ولدت من رحم المخططات البريطانية لايجاد شرخ في منظومة العالم الاسلامي ، والبريطانيون وكما هو معروف اعتمدوا سياستهم المعروفة " فرق تسد " وهي سياسة قائمة على اساس تشجيع الاثنيات ومن ثم الاحتواء المزدوج اي تجزئة المجزأ فمنذ بدايات القرن السابع عشر وبدايات التغلغل البريطاني في العراق بدأت بوادر الرغبة البريطانية في الاستحواذ على العراق واضحة وذلك من خلال البعثات و النشاطات التجارية في عنوانها العام والاستخباراتي في شكلها ومضمونها الخفي وهذا من الأمور المثبتة في تحقيقات المنهجية التاريخية اذ لكل فعل تاريخي غاية ظاهرية واخرى جوهرية خفية وهي لاشك ان الاخيرة هي ذات المصداق الادق و المبتغى الذي يمكن ان يبنى عليه التصور التاريخي الحقيقي والدقيق .([11])

      التحالفات السياسية : واحدة من اهم السبل والاتجاهات المرعية من جانب الفكر المتأسلم في مواجهة الاسلام المحمدي الاصيل هو اسلوب التحالفات السياسية القائم هو الاخر على اساس التشريع الذي تطفل على موائد النص الديني ، بطريقة ابتعدت كل البعد عن الدين الاسلامي الذي بعثه الله من خلال خاتم انبيائه الرسول محمد (ص) ، وقد مهد لهذه الظاهرة بادئ ذي بدء من خلال وضع التشريعات المناسبة لتحقيق هذا الهدف ، ومن هذه التشريعات وضع نصوص دينية وضعية جاءت اجتهادا تؤيد ان المذاهب الاسلامية من غير المذاهب الاربعة لا يجوز التعامل معها ومن ثم تكفيرها وهنا مفتاح الصراع الذي غذى ويغذي مسألة الصراع القائم بين المذاهب الاسلامية التي يجمعها سماء واحد لكن بطريقة ساعدت القوى المادية من النفوذ والتغلغل في جسد العالم الاسلامي ومن دون هوادة ، ومن المعروف ان العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية هي راعية انشاء الكيان الصهيوني , ومن قبلها بريطانيا , في الجسد العربي وفي مكان يعد من بين اقدس الأماكن احتراما وتبجيلاً لدى المسلمين وتعود فلسفة انشاء هذا الكيان الى خلق حالة من ظاهرة زرع الميول المتشابهة في المنطقة تحت شعار الديمقراطية الحديثة المبنية هي الاخرى على مرتكز حق تقرير المصير والحريات العامة والخاصة وهذا ما تسعى الاقليات الى اتخاذه اسوة و منحى يراد من خلاله تجزئة المجزأ ومن ثم السباق نحو اخذ الاحتراف لهذا الكيان وقد برزت هذه الظاهرة في تاريخنا الحديث والمعاصر لكن بطريقة تختلف عن اليوم . فمثلا وقف الانكليز بجانب الدروز خلال تنافسهم مع الجانب الماروني الذي ساندهم الفرنسيون خلال المرحلة ١٨٤٢- ١٨٦١، بدعوى الحماية والطلب من تلك الطوائف بتحقيق ذلك ([12])  وفي الحقبة المعاصرة تعامل الصهاينة مع الدروز معاملة خاصة قائمة على اساس منح الجنسية ومشاركتهم في الخدمة العسكرية للكيان الصهيوني وهو امر اريد من خلاله زرع التفرقة واظهار الكيان الصهيوني بمظهر الدولة الديمقراطية الحديثة ذات الابعاد الاجتماعية الحميدة للدولة المدنية التي امنت بمبدأ التعايش السلمي وهذا وبحسب المخطط يجعل ظاهرة تقارب المتشابهات هي الاقرب الى تحقيق المقاصد والغايات المرجوة ، وزحفت هذه الظاهرة الى المذاهب الاسلامية نفسها وذلك من خلال زرع ما يطلق عليه " الضد النوعي " وهو الاخر احد اهم جوانب تطبيق نظرية الاحتواء وتجزئة المجزأ من خلال ايجاد اسلام القاعدة ومن ثم داعش وافكارهم التي تطفلت على تفسير بعض النصوص الاسلامية المقتطعة ، مستعينة في ذلك على الخلافات السياسية التي باركتها  قوى الغرب برعاية الولايات المتحدة الامريكية ، فاخذت هذه القوى تتمايل على هذه الورقة بشكل مكّنها تحقيق امور عده يأتي في مقدمتها تصريف الاسلحة على الاطراف المتحاربة فضلاً عن الحفاظ على مناطق نفوذ في القارة الاسيوية المهمة لتلك القوى ([13])

وكأن الدول العظمى ارادت أن تعيد الى الواجهة مسألة الاستقطابات الدولية ولكن بصورة غير مباشرة تحت مظلة ما اطلق عليه اصطلاحا " حروب الجيل الرابع" ، وهي اسلوب جديد من اساليب الحروب يقوم على مرتكزات عدة من اهمها الحرب الناعمة ، والحرب بالنيابة ، وابعاد القارة الأوربية من معتركات الصراع المباشر ، ولو نظرنا الى المرتكزين الأولين سنجد ان العلاقة بين هذين العاملين قوية بل يكاد العقل الناقد والمتأمل لا يفصل بين الاثنين وهو ما يفرضه الواقع فالأحزاب و التكتلات البشرية ذات الانتماءات السياسية والدينية والعرقية بحاجة الى من يساندها في غضون موجة الديمقراطية الحديثة ، تلك الموجة التي اريد من خلالها زرع حالة من الفوضى العارمة تحت مسميات الحقوق والواجبات ، سيما تلك التي اكتسحت العالم العربي بموجات اطلق عليها الربيع العربي ،([14]) وهنا لابد من التنويه الى ان الربيع العربي وان كان قد ازاح دكتاتوريات معروفة في ترسيخ ظاهرة الاستبداد و نبذ الحريات على اقل مستوياتها الا انه استطاع من جانب اخر ان يهيء البيئة الملائمة لزرع الاثنيات ذات التوجهات المختلفة والتي وصلت بالشعوب العربية الى حد الانفلات والاقتتال فيما بينها ، ان الدول العظمى وقي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكة اعتادت ان تبتعد عن ساحات الصراع المباشر تحديداً بعد الحرب العالمية الثانية مع تطور المفهوم وصياغته بمنطلقات جديدة ارتقت بمفهوم الديماغوجية بأعلى المستويات مستعينة في ذلك بالديمقراطية التي منحت بالطريقة الموجهة مما  ادت بالنتيجة الى عدم استجابة تلك البلدان استجابة ناجحة أو ايجابية وهذه ، ما حددها المفكر (ارنولد توينبي) في نظريته التحدي والاستجابة ، ومن خلال تلك المقايسس الغربية التي اريد من خلالها تفكيك الأواصر التي رسمها الاسلام من خلال حضور فرضية الضد النوعي ، مستعملة في ذلك مفهوم الديمقراطية و مفاهيم حقوق الانسان الاخرى وهي معادلة تقتضي جهداً كبيراً لوقف زحفها وتحييد عوامل نجاحها فيما اذا حققت الغايات الكاملة لا سامح الله([15]) .

المرجعية الدينية ومواجهة التحريف:

      عملت المرجعية الدينية " القيادة النائبة "([16]) سواء أكانت الأولى منها أم المتأخرة على مواجهة الفكر الانحرافي وتشويه التاريخ سيما وان التاريخ وكما سبق ذكره انه كان يكتب من مؤرخين لا يحسبون على مجال التاريخ فحسب وانما ينتمون الى المدارس الفقهية وما تكتنف هذه المدارس من اساليب بنيت على اساس الاعتقاد ، على صعيد التفسير القراني وتأويلاته المختلفة و مدارس الحديث وادوات تحقيق التاريخ ، سيما ان علم التاريخ قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً  بالخبر والحديث الشريف اي ان المحدثين هم انفسهم اصحاب المدونات التاريخية ، وللتذكرة ، ان التدوين التاريخي جاء بوصفه ضرورة متلازمة مع الحاجات العقائدية والمجتمعية والسياسية ، فبالنسبة  الى تفسير التاريخ احتاج الى سبب نزول النص القرآني وهو بالضرورة يحتاج الى الدخول في مناخ التاريخ كي تتضح العبرة التي نزل النص القرآني من اجلها ومن ثم يفهم من خلال ذلك التأويل الاقرب  الى الموضوعية ومن هنا جاءت الصراعات العقائدية التي انبرت مدارسها في اثبات احقيتها من خلال حدث تاريخي يفيد باثبات قربها من القرآن ونحو ذلك ، ولم تبتعد مدارس الحديث عن هذا فهي الاخرى خضعت لتلك الصراعات الفكرية لكن ما تعرض له الحديث ليس كما تعرض له القرآن الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم " إِنا نحنُ نزَّلنا الذِّكرَ وَإِنا لهُ لحافظونَ " ([17]) ولو تتبعنا انواع الحديث لوجدنا ان أنواعه متعددة من خلال طريقة تناقلة من الرواة فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك المتواتر وهناك القوي والضعيف… .الخ وهي امور جاءت بقصد أو عدم ذلك فاختص بهذ الخصوص علم الجرح والتعديل ، وهو علم اختص بتدقيق الاحاديث النبوية الشريفة وتحقيقها والاخذ بها بحسب ما اختص به هذا العلم من شروط وخصائص وضعها كشرطٍ اساسٍ لقبولها ([18])، وقد أدت المرجعية الدينية دوراً اساسياً وموضوعياً يرتقي الى مستوى العقل المتوافق مع العقل والنقل في مسألة التحقيق لمدارس الحديث والاخذ بما هو منسجم مع القرآن الكريم والسنة النبوية وسلسلة الحديث الذهبية كما يعبر عنها في ادبيات الدراية الاثني عشرية ، وهو امر معروف ولا غبار عليه اذ اعتادت المؤسسة العلمية الشيعية اعتماد سلسلة السند المتفق عليها بمختلف المدارس الاسلامية - ومن هنا اكتسبت مدارس الحديث الاثني عشرية قوة طرحها - وترك ما هو ضعيف ([19]) .

    

المرجعية ومواجهة المنعطفات السياسية

نظرة استقرائية

     منذ انطلاق الغرب الرأسمالي نحو منطقة الشرق الأوسط لما يمتلكه هذا المحدد الجغرافي من اهمية استراتيجية واحتوائه على اثمن ثروه طبيعية من حيث الاهمية والاستعمال الا وهي مادة النفط- بشكل علمي ومدروس -في القرن التاسع عشر([20]) ، اخذت هذه القوى استعمال الطرق والاساليب كافة من اجل تحقيق الغايات والاهداف المرسومة فمنها ما هو – ان جاز التعبير - ناعم ومنها ما هو العسكري المباشر ، ففي صدد الامر الأول حأولت القوى الغربية استعمال اساليب التغلغل ذات البعد التجاري و التبشيري وهو في الحقيقة لم يكن سوى حجة ارادت من خلالها التغلغل في جسد البلدان الغنية بالثروات الطبيعية([21]) واخذ مخططاتها الكاملة من الاستفادة منها في حال تطلبت الحاجة وقد جاء هذا الامر بشكل ملحوظ بعد الثورة الصناعية([22]) ، فضلا عن اشتداد حالة التنافس بين الدول الأوربية التي سعت الى تقسيم ارث الرجل المريض ( الدولة العثمانية) وقد وصل هذا التنافس ذروته عام ١٩١٤ عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى وجعل الدول التي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية في مرمى المطامع الأوربية (دول الحلفاء) وهو امر قد بيت له مسبقا مما سهل عملية احتلال العراق بشكل كامل من (١٩١٤- ١٩١٨) ، وقد عانى الشعب العراقي منذ لحظة الاحتلال الأولى له شتى انواع الابتزاز السياسي و الاقتصادي الذي انهك مرتكزاته البشرية و الاقتصادية فضلا عن فرض بعض انواع الضرائب ، وان السلطات البريطانية استعانت وبشكل ملحوظ بسياسة فرق تسد من خلال زرع بذور الشقاق بين ابناء الشعب العراقي وحتى بين ابناء القبيلة نفسها مما عزز حاله الفوضى السياسية وانعكاس ذلك سلبا على معطيات السياسة الداخلية وسيطرتهم بشكل واضح على زمام الامور  ، وهنا برز دور المرجعية التي سعت الى تحجيم التواجد البريطاني منذ بداية التوجه البريطاني لاحتلال العراق ، ففي عام ١٩١٤  اصدرت المرجعية فتاوى مفادها مواجهة الاحتلال والوقوف بوجه زحفه بكل ما أوتي من قوة ، حيث لبى ابناء الشعب العراقي تلك النداءات وتطوعوا للجهاد الى جانب الحاميات العثمانية وذلك من مطلق الدين الواحد ، وقد انقسم المتطوعون الى جبهتين الأولى سميت (بجبهة الفرات) و الثانية                                 (جبهة دجلة ) واخذت المقاومة تتجه نحو البصرة وحدثت معارك معروفة في تاريخ العراق المعاصر من بين اهمها معركة الشعيبة ، واسهم المجاهدون في محاولة ايقاف الزحف البريطاني من جانب دجله الا أن اختلاف الامكانات العسكرية قد حال دون تحقيق الهدف المنشود ، مما ادى الى احتلال العراق بشكل كامل ([23]).

غير ان هذا الامر لم يقف عند هذا الحد بل كانت مقاومة الاهالي تأخذ اشكالا وابعاداً اخرى وذلك من عام ١٩١٤- ١٩٢٠ حيث شاغل السكان القوات البريطانية بأساليب مبتدعة منها قطع اسلاك الاتصال و الغارات الليلية التي انهكت قوة العدو وجعلته يحس بالقلق الدائم ، وقد تكبدت القوات البريطانية الكثير من جراء تلك المقاومة.  وقد ترك البريطانيون شاهدا على هذه المقاومة ظل الى هذه الحقبة وهي مقبرة البريطانيين في لواء العمارة ([24]) ،

 

[1] . حسن الأمين، دائرة المعارف الاسلامية الشيعية، المجلد العاشر، ط6، بيروت، 2002، ص 234- 235.

 

[2] . المؤمنون 115.

 

[3] . http://ar.m.wikipedia.org، مادة السامري

 

[4] . للاستزادة ينظر ، قطب الدين سعد بن هبة الله الروندي، قصص الأنبياء ،ط1، مجمع البحوث الاسلامية ، طهران ، 1409هـ .

 

[5] . التوبة 97.

 

[6] . آل عمران 103.

 

[7] . للتفاصيل ينظر هاشم معروف الحسني، سيرة الأئمة ألاثني عشر ، ج2 ، بيروت ، 2007، ص ص 513- 560.

 

[8] . نقلا عن محمد باقر الصدر ، الفتأوى الواضحة وفقا لمذهب اهل البيت ، ج1، ط8، بيروت ، 1992، ص 93.

 

[9] . هاشم معروف الحسني، المصدر السابق ، ج1و ج2.

 

[10] . المصدر نفسة وينظر في ذلك الموضوع الجزئين ؛ ويمكن ملاحظة زيف المدرسة الاموية من خلال الاطلاع على انحرافات ما جاء في كتاب العواصم من القواصم لابن العربي

 

[11] . حول هذا الموضوع ينظر فاروق صالح العمر ، حول السياسة البريطانية في العراق (١٩١٤-١٩٢١) بغداد، ١٩٧٧، ص ٦- ١٧; محمد حسين زبون الساعدي ،  العمارة في عهدي الاحتلال والانتداب البريطاني ١٩١٥- ١٩٣٢، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى مجلس كلية الاداب ، جامعة البصرة ، ٢٠٠٠، ص ٢٢.

 

[12] . محمد حسين الساعدي، الدروز ودورهم الساسي في لبنان 1943- 1989، اطروحة دكتوراه غير منشورة ، جامعة البصرة، كلية الآداب ،2008 ، ص ص 27- 33.

 

[13] . للتفاصيل ينظر محمد خليفة التونسي، الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون ، ط4، بيروت، ب.ت .

 

[14] . حسن محمد الزين ، اخر عمليات الشرق الأوسط الكبير، بيروت، 2013، ص ص 25- 30.

 

[15] . المصدر نفسة ؛ وينظر :عبد الوهاب الكيالي ، موسوعة السياسة ، ج1، مصدر سابق ، ص 833.

 

[16] . بعد غيبة الحجة (عج) سنة ٣٢٩هـ كأنه حضوره نيابيا من خلال السفراء الاربعة وهم كل من، عثمان بن سعيد العمري السمان،  محمد بن عثمان العمري، أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي و أبو الحسن علي بن محمد السمري وقد امتدت حقبة نيابتهم من ٢٦٠هـ - ٣٢٩هـ بانتهاء الغيبة الصغرى ، مرّت غيبة الإمام المهدي بمرحلتين عرفت الأولى منهما بالغيبة الصغرى والثانية بالغيبة الكبرى ، وإنما سميت الأولى بالصغرى لوجهين : محدودية زمن هذه الغيبة . طبيعة نوع التواصل مع الشيعة. أما من الناحية الزمانية فقد استغرقت ما يقرب من سبعين عاماً ، ومن ناحية التواصل مع الشيعة لم تكن العلاقة منقطعة عن الجميع بل كان السفراء والنواب الأربعة المذكورون يمثلون الواسطة بينه وبين شيعته، فكان يعالج مشاكل الشيعة من خلال هذه الواسطة وعلى المستويات المالية والعقائدية والفقهية جميعها ، ينظر اللجنة العلمية في مؤسسة

 

[17] . الحجر 9

 

[18] . الامام الصادق، موسوعة طبقات الفقهاء،ج4،ط1، 1418هـ، ص 24،315،426.

 

[19] . المصدر نفسة.

 

[20] . فاروق صالح العمر ، مصدر سابق، ص ٦- ١٧.

 

[21] . زكي صالح ،بريطانيا والعراق حتى عام 1914، بغداد، 1968، ص80؛ عبد العزيز سليمان نوار ، المصالح البريطانية في انهار العراق (1600-1914) ، القاهرة ، 1968، ص27.

 

[22] . الثورة الصناعية تحولاتٌ علمية واقتصادية واجتماعية كبرى شهدتها بريطانيا ثم أوروبا نهاية القرن الـ18، نتيجة نشوءِ التقانة مع اكتشاف الآلة البخارية، مما أثر بعمق في تراتبية قطاعات الإنتاج من حيث إسهامها في الاقتصاد ، وهكذا احتلت الصناعة مكانة ريادية بدل الزراعة بعد أن تحولت الأولى من النمط التقليدي اليدوي إلى نمط أكثر حداثة وأغزر إنتاجا وتتمتع الآلة فيها بمكانة مركزية. ينظر عبد الوهاب الكيالي ، موسوعة السياسة ، ج١، بيروت ، ١٩٧٩، ص٩٠٣.

 

[23] . عبد الله الفياض، الثورة العراقية الكبرى 1920، بغداد،1963، ص164؛ عبد الرزاق الحسني، تاريخ العراق السياسي الحديث، ط6، 2008، بيروت ، ص ص 120-121.

 

[24] . محمد حسين الساعدي ، لواء العمارة في عهدي الاحتلال والانتداب البريطاني، مصدر سابق ، ص 30-32؛ محمد حسين الساعدي و مؤيد عاصي سلمان ، مقبرة حرب العمارة البريطانية ١٩١٦-١٩٢٠ دراسة تاريخية ميدانية وثائقية  ، بحث منشور في مجلة ميسان للدراسات الاكاديمية ، مجلد ١٢، العدد ٢٤، ٢٠١٤،ص ص 131-137.