التحولات الاجتماعية وظاهرة الغزو الثقافي في العراق بعد عام 2003م دراسة تحليلية   

الأستاذ الدكتور حسين لفته حافظ

مركز دراســـــات الكوفة / جامعة الكوفة

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد...

التغريب فكرة غايتها  تحقيق النجاح على الأمة العربية والإسلامية في غزو فكري بعد أن فشل الغزو العسكري, فالمجتمع العربي الإسلامي قد تأثر من الغزو الثقافي, لاسيّما مع اختلاف الأيدلوجيات والتي يذهب بعضها إلى أن القضية وهمية مصطنعة, إذ لا مجال في مثل هذا العصر الذي تنصهر فيه الثقافات وتتفاعل أنماط السلوك الإنساني إلى الخوض في مسألة قد أصبحت قديمة وبالأخص بعد أن سقطت الحجب بين بلدان العالم.

  من خلال الظروف التي مر بها العالم  وما خلفه سقوط الاتحاد السوفيتي, وظهور صحوة الفكر الإسلامي, وثورة المعلومات,  أثار رجال السياسة أمرا مهما على صعيد الفكر والسيطرة الأوحدية وهي مسألة الحكومة العالمية, لحساب دولة واحدة تتولى قيادة العالم.

لا نبالغ لو قلنا: إن هناك عملية غزو ثقافي يتعرض لها الإسلام، وقد غفل عنها المسلمون منذ أن فقدوا مؤهلات القوة في المعرفة والقدرة , وبدت عليهم سمات الضعف والتبعية وبان اثر الغزو في جيل الشباب ولعل من ابرز مظاهره محاكاة الغرب بطريقة عمياء دون الالتفات الى التراث العربي العريق.

و قضية الغزو الثقافي  ظهرت على محاور في الأمة العربية والإسلامية, منها الذي يقول: أننا لا نستطيع الأخذ بمقومات العلم والتكنلوجيا ما لم نأخذ بأسباب التطور الحضاري الغربي, وهي بلا شك دعوة لتسويغ الانسلاخ الحضاري, لكن في الحقيقة إننا أمام موقفين الأول الهزيمة وعدم المواجهة والإحساس بالضعف أمام الوافد الغربي, والثاني عدم الإيمان برسالة الله.

والبعض الآخر يمثل تيارات ثقافية وتعد قضية الغزو الثقافي قضية ذات فكر وهمي يرفع شعارها بعض التيارات الفكرية  المناوئة  للفكر العلماني لإدارة معركتهم الفكرية والاجتماعية معهم, كما هو أيضا رأي بعض القادة الفكريين والسياسيين.

يجب أن لا نغفل أيضاً أن هناك مواقف أخرى وهي تقر بالغزو الثقافي كقضية حقيقية لها واقعها وأطرافها.

يظهر من خلال هذا العرض أن ضيق نظرة بعض التيارات في التجاوب مع الآخر ورفض كل شيء والتنكر لجميع الرؤى، حتى أنهم يصفون الغزو الثقافي تهمة جاهزة للحدّ من التفاعل الثقافي وقيداً على الإبداع، وتبريراً للانزواء والتقوقع, لتسويغ الكسل عن العمل الثقافي الجاد الذي يحتاج إليه مجتمعاتنا, لكن الرؤية الأخرى  صريحة أكدت مراراً أن الغزو الثقافي لا ينبغي أن يتحوّل إلى ضرب التفاعل المشروع وضروب الإبداع، ولا أن يكون قيداً على التبادل الثقافي المتكافئ مع العالم, كما لا يجوز أن يتحوّل إلى ذريعة لتبرير الكسل عن الإنتاج الثقافي والاكتفاء بما هو موجود.

 لاشك ولا ريب في أنَّ العالم العربي الإسلامي واقع تحت مخططات الغرب وأهدافه   لاستلاب مجتمعاته والنيل من دينه وقيمه وصهر ثقافته وتبديل سلوكه وتغيير هويته، وإبقاء سمة التخلف مستمرة في هذا الجزء من العالم.

فضلاً عن كون الدين الإسلامي يكاد أن يكون الوحيد من الأديان الذي يعطي قضية مواجهة الغزو الثقافي أهمية قصوى مرتبطة بمصير الأمة العربية والإسلامية على حد سواء.

لكي نعالج القضية لابد من الوقوف على الأسس التخطيطية الجادة والبناءة  , وأن  نختار فكرا موضوعياً يحذّر من الغزو الثقافي وينبّه إلى المخاطر الشديدة المترتبة على الانفتاح، ويدعو في المقابل إلى إحياء الهوية والثقافة التراثية لبناء هويتنا المتميزة وذاتيتنا  وثقافتنا الخاصة. حتى يمكن الدعوة للانفتاح على الوافد, هذا أولاً ثم الالتزام بالنزعة القومية  والدينية المحضة كأسلوب من أساليب حماية الثقافة والذات القومية. قد يسمح للوافد ضمن دراسات مسبقة في مجال السياسة والمصالح الاقتصادية الوطنية بتحوّل نسبي لميزان التبادل التجاري الغربي، بيد انه لا يسمح باختراق منظومته الثقافية والقيمية الخاصة التي ما برحت تجمع المسلمين في إطار نسيج اجتماعي متين، ما يزال يستعصي على أدوات الاختراق الغربي. لذلك قسم البحث على مباحث تناول الاول منها :التعريف بالغزو الثقافي, اما المبحث الثاني فقد تناول :الأدوار التاريخية التي مر بها الغزو الثقافي, ودرس المبحث الثالث :مفاهيم مختلفة ولكن غايتها واحدة, اما المبحث الرابع فدرس: الأساليب, وتناول المبحث الخامس: الحلول, وأخيرا جاءت الخاتمة لتلخص أهم ما توصل اليه البحث وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين.

المبحث الأول : التعريف بالغزو الثقافي

 لابد للباحث وهو يخوض في مسألة أكثر جدية والتي تُثير جدلاً ولها تأثير من الناحيتين الواقعية والنظرية ألا وهي مسألة الغزو الثقافي أن لا يتجاوز البديهيات ويشرع من البداية لتوضيح بعض المفردات المتعلقة بموضوع الغزو الثقافي.

فالغزو لغةً: غزا الشيء غزوا : أراده وطلبه, والغزوة : ما غزي وطلب ، ومغزى الكلام : مقصده والغزو: السير إلى قتال العدو وانتهابه ([1]).

الغزو اصطلاحا: (إغارة الأعداء على أمة من الأمم بأسلحة معينة، وأساليب مختلفة، لتدمير قواها الداخلية، وعزائمها ومقوماتها، وانتهاب كل ما تملك)([2]).

أو هو أن تشن قوة سياسية أو اقتصادية حرباً على المبادئ الثقافية لشعب من الشعوب، لتنفيذ أهدافها الخاصة والتحكم بمصير ذلك الشعب مع فرض عقائد جديدة بالقوة على تلك الدولة وعلى شعبها من أجل ترسيخها بدلاً من ثقافة ومعتقدات ذلك الشعب لاجتثاث أصول الثقافة الوطنية والقضاء عليها.

الثقافة لغةً: سرعة الفهم, والتعلم والضبط, والحذق والفطنة, والذكاء والتقويم والتهذيب والظفر بالشيء, والتغلب على الخصم([3]).

الغزو الثقافي: أن تقوم مجموعة سياسية أو اقتصادية بالهجوم على الأسس والمقومات الثقافية لأمة من الأمم بقصد تحقيق مآربها، ووضع تلك الأمة في إسار تبعيتها وفي سياق هذا الغزو تعمد المجموعة الغازية إلى أن تُحِّل في ذلك البلد -وبالقسر- معتقدات وثقافة جديدة مكان الثقافة والمعتقدات الأصلية([4]).

مع وجود نظرة قاصرة في الداخل تتعامل بسذاجة وسطحية مع قضية الغزو، سواء أكان ذلك على مستوى إدراك بواعث القضية أم على مستوى رصد مظاهرها فالغزو الثقافي هو قضية عالمية تعاني منه المجتمعات بأغلبها، لا فرق في أن تكون دوافع الغرب اقتصادية أو حضارية، وإنما العبرة بوجود القصد المسبق والخطة المدبّرة,  من ثم يبتعد عن حقائق الواقع فيشهّر مقولة ضرورة التفاعل ليواري مقولة الغزو، أو يذهب إلى أن الغزو وسيلة الضعيف للتغطية على صنعه وعجزه، وكأنه بذلك يقدم فتوحات عجز عنها الآخرون, (لكن التراجع الحضاري الذي كان كله يخيم على دار السلام يومئذ قد أفسح مكانا للنموذج الحضاري الغربي والفلسفة الوضعية الغربية والمنهاج العلماني الأوربي كي يكون له في دار السلام, وجود يزاحم المشروع الإسلامي للتغيير والنهضة, فعرفت بلادنا, منذ القرن التاسع عشر الميلادي, مشروعات للتغيير والنهوض)([5]).

الغزو الثقافي وان كان يأتي من جهة الغرب، إلاّ انه يتحرك بآليات محلية ويسري ثم يستفحل على أرضية ضعفنا في الداخل. بل لا معنى للغزو من دون ضعفنا, فلضعفنا وبضعفنا يتم الغزو، وضعفنا هو أرضية الغازي هناك فارق بين الغزو والتبادل الثقافيين، والموقف من ثقافة الغرب وعلومه وطريق المواجهة يتمثل بإبداع الفكر وابتكار الحلول وبناء الواقع وتقوية البناء, أي بتجاوز الضعف وتماسك الداخل فكرياً وموضوعياً, لقد كانت ضريبة الجري وراء الآخر أن كلفت أمتنا الكثير من استنزاف القدرات وإهدار الطاقات وهذه مؤشرات تدل على التبعية في الفكر والمنهج([6]), المسلمون يعترفون بتقدم الغرب، ففي معارف الغرب ما يناسبنا لذا كان لزاما أن نجذبه، ونتعاطى معه بل نفيد من تطوره، و نسعى إليها بجد. ولكن بشرط أن نملك حرية الاختيار، لا أن يدفع لنا الآخر ما يشاء، كيف يشاء من ثقافة استهلاكية.  

المبحث الثاني : الأدوار التاريخية التي مر بها الغزو الثقافي

أشار بعض الباحثين الى  الاعتراف (بوجود الغرب بوصفه قوة حضارية متقدمة علينا في علومها وصناعاتها وتقنياتها, وقد يمتلك أصحابها أفكاراً وأشياء أفضل مما هو موجود في دائرتنا الحضارية)([7]).

     وقد مرَّ الغزو الثقافي بأدوار تاريخية تبلور من خلالها مفهوم ودوافع الغزو الثقافي, فبدءاً كان الغزو عن طريق الاحتلال العسكري، أما الغزو الفكري فطرقه إلى تحقيق أهدافه مختلفة وإن كان الهدف واحد وهو الهيمنة الاقتصادية, لهذا بدأ بغزو المجتمع فكرياً وثقافياً مبتدئاً بالأسرة وهي اللبنة الأساسية في المجتمع.

إن الغزو الفكري الغربي ليس محصور ببقعة جغرافية معينة, فما يقع في أقصى الأرض من أحداث يتأثر بها من يعيش في أدناها, لأن الغزو الفكري ليس وهماً بل هو حقيقة , وقد اختلف الباحثون في ذلك إلى عدة اتجاهات: منهم من قال إن الغزو الثقافي ليس ظاهرة جديدة بل هو ظاهرة قديمة بقدم التاريخ, عندما كانت حضارة ما تتصدر باقي الحضارات وتقود العالم, وهي ليست ظاهرة اقتصادية أو سياسية أو تقنية أو معلوماتية فحسب بل هي أساساً ظاهرة تاريخية مستمرة تعبر عن رغبة القوي المسيطر([8]), ولو تتبعنا الجذور التاريخية للعالم القديم بما فيه أوروبا بدأ من الإغريقيين إلى الفرنسيين, وبعدها محاولة اليونانيين نشر ثقافتهم في البلاد التي تحت وطأتهم ومن ثم انتقل هذا الفكر إلى شعوب أوربا الأخرى, فقد  شنت أوربا النصرانية الحروب ضد سكان شمال أوروبا لإدخالهم في النصرانية.

كما أن لهم في تاريخهم أدوار في  الحروب الدينية التي اشتعلت فيها عدة قرون بسبب ما سمي عندهم " الإصلاح الديني" وكان من نتيجة هذه الحروب الدينية أن انقسمت أوروبا إلى كاثوليكية وبروتستانتية حتى إن الملك البريطاني جعل نفسه رأساً للكنيسة الانجليكانية([9]).

    هذا فيما بين الأوروبيين أنفسهم، وما يهمنا هنا هو كيف خرجت أوروبا إلى العالم بعد أن ضاقت فيما بينها من جراء الحروب, والتسابق في التسلح, فبدأت هجمتها  على الشعوب الأخرى، ومنها أطماع الغرب في بلاد المسلمين كونها ليست جديدة على أوربا بل هي أطماع قديمة، لكن الدولة الإسلامية كانت تدافع عن المسلمين وتقف ضد أعدائه, وكانت الدولة العثمانية آخر مظهر من مظاهر الدولة الإسلامية، حيث ذهبت تلك الدولة بذهابها، وأصبحت بلاد المسلمين مفتوحة أمام أطماع الغربيين.

    وفي آخر أيام الدولة العثمانية ضعفت ضعفاً شديداً، في الوقت الذي كان العالم الغربي يشهد نهضة ويقظة وتقدماً، فركز أطماعه على بلاد المسلمين، مستغلاً ضعف الدولة العثمانية، التي أطلق عليها اسم "الرجل المريض", وخطط الغربيون لغزو المسلمين غزواً عسكرياً، بهدف "تغريبهم" وإبعادهم عن إسلامهم, وقد شارك في هذا التغريب الفرنسيون والانجليز وسائر الأمم الأوروبية.

     لم يكن توسع الدول الأوربية على حساب العالم القديم محض صدفة إنما كانت هناك دراسات منظمة ومعد لها، فأوروبا تعرف تفاصيل  عن الدول التي تروم غزوها, فقد بدأت أوربا غزو مصر وكيف  هجم نابليون في حملته وأحضر معه مئات من العلماء والباحثين والفنانين([10]).

ثم محاولات الدول الاستعمارية وما فعلته بالشعوب العربية المسلمة التي وقعت تحت  الاحتلال, الذي جعل العلاقة بين المسلمين وغيرهم مسألة مصالح وصراع اقتصادي وليس مسألة إيمان أو كفر.

وظهر الغزو الثقافي في مجال الأدب فكم ظهرت من دعوة في العالم الإسلامي تنادي بتبني المذاهب الأدبية الغربية في الكتابة وفي النقد حتى غفلنا أن لنا تاريخاً عظيماً ولغة من أعظم اللغات في العالم.

ومن الغزو الثقافي اللغوي أننا في معظم جامعاتنا العربية الإسلامية ما زلنا ندرّس العلوم والطب باللغات الأوروبية.

 وقد تأثر الفكر المسلم بالغزو الفكري في نطاق الحكم أيضاً,  ومن ذلك الذي أدى إلى انتشار المذاهب الشيوعية والاشتراكية في الحكم في العديد من البلاد العربية الإسلامية ، وحتى طغى الفكر الاشتراكي المادي على كثير من المثقفين في عالمـنا الإسلامي.

والملاحظ أن بعض المفكرين المسلمين يرفضون مصطلح الغزو الثقافي أو الفكري لأن الغزو مصطلح عسكري , ويطالبون بأن نتحدث عن استيراد فكري أو إيديولوجي بمعنى التفاعل مع الغرب, وعدم الانغلاق على الهوية.

وهذا ما دأب إليه  أعداء الإسلام لترسيخ هذه المفاهيم في أذهان بعض المسلمين وكأنها أمر واقع لا سبيل إلى تغييره,  وحتى يعترف المسلمون بأن هذه المفاهيم قد تكونت لدى كثير من الأجيال المعاصرة واستطاعت أن تحدد للدين دوره بمعزل عن الحياة وفي زاوية ضيقة يلخصها شعار- فصل الدين عن الدولة -أو تلغي دوره من الحياة أساساً , فهو لا يرتبط بالواقع من خلال المعاني التي تصنع القوة والحركة والتقدم , بل ينظر إليه باعتباره سبب الضعف والجمود والتأخر.

أما الاتجاه الآخر يرى أن الغزو الثقافي ظاهرة حديثة ومعاصرة لها عللها وأسبابها فهي ظاهرة كونية تحققت بعد انهيار الكتلة الشرقية وما تبعها من تجزئة, وحيث كان الانهيار في كل الجوانب مما أدى إلى أن يضطر الاتحاد السوفيتي بربط نفسه بشبكة الاتصال العالمية, وبالشبكة المعلوماتية, حتى أنها دخلت تحت مظلة السوق الأوربية, وأصبح نظامها هو أيضا مقترحا من الغرب .

وهناك اتجاه يقول: إن الغزو الثقافي بدأ في منذ القرن التاسع عشر ولكنه بحاجة إلى فضاء لكي يكتمل, وقد وجد هذا الفضاء في الفضائيات التلفزيونية التي جعلت من العالم قرية صغيرة وجعلت من اللحظة المعاشة في أي ركن صغير من العالم لحظة معاشة على مستوى العالم كله([11]).

المبحث الثالث: مفاهيم مختلفة ولكن ذات غايات متشابهة

تعددت مفاهيم الغزو الثقافي بتعدد الأدوار التي مر بها الغزو الثقافي فأول غاياته هو احتلال العقل ومن ثم التمهيد لاحتلاله  اقتصاديا والفرق بينه وبين الاحتلال العسكري بالطرق والآليات فالغزو العسكري يستمد قوته من آليات الإخضاع الخارجي فقد تطور من شكله القديم العسكري المباشر، إلى شكله الجديد الاقتصادي, سواء تأمين المصادر أو الطاقة أو الثروات الطبيعية، أو البحث عن أسواق ، بينما ييسّر الغزو الثقافي آليات الإخضاع الداخلي وهي احتلال العقل، من أجل الهيمنة الاقتصادية  لدوام النهب الاستعماري لخيرات الشعوب وثرواتها الطبيعية ومواقعها الإستراتيجية، وهو الأوقع تأثيراً, لأنه يضمن بعد ذلك في حالات الضعف الذاتي والتخريب دوام الهيمنة على الإدارة والإمكانات. فالغزو الثقافي مزود بسلاحه الفتاك الداخلي من خلال آلية صناعة العقل([12]), ومن تلك المفاهيم:

الاستقطاب والهيمنة:

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي انهارت معه منظومة الدول الاشتراكية, تشكل مفهوم الاستقطاب إلى جهة واحدة مهيمنة وهي الولايات المتحدة، وترافق الاستقطاب مع التقنية، المعلوماتية، الاتصالات، ولا شك في أن سلطان الواحدة منها يفوق السلاح التقليدي أضعافاً مضاعفة، إنها الثروة والمعرفة، وهما تتبادلان الأدوار، وتتكاملان فيما بينهما([13]).

التبعيَّة:

ظهر مفهوم التبعية الاقتصادية في منتصف القرن المنصرم، لما ظهر من التخلف في اقتصاد بلدان العالم الثالث, مما أدى إلى احتياج هذه الدول إلى النمو للنهوض بالواقع الاقتصادي، غير أن هذه الظاهرة أدت إلى الانصهار والانقياد للاقتصاد العالمي أو ما عرف باسم التنمية الموجهة للخارج، وقوامها تغذية المركز بالمواد والخامات والنفط، وتصريف منتجات المركز.

وهذا هو مفهوم التبعية، بدأ اقتصادياً، ثم ما لبث أن امتد إلى المجالات الفكرية، ولا سيما الاتصالات والمال والاقتصاد والمعلوماتية([14]).

التغريب:

 والتغريب: هو أن يؤثر الغرب بالمسلمين ، بهدف إبعادهم عن إسلامهم، وجعلهم تابعين له, وفك الروابط الوثيقة بينه وبين تاريخه وتراثه، وابعاده عن هويته الثقافية.

 ولذلك يطلق عليهم المستغربون وهم المتأثرون بالأفكار الغربية، بحيث ابتعدوا عن إسلامهم وأمتهم، وصاروا دعاة لقبول الحضارة الغربية، ونشرها بين المسلمين, وهي نزعة مؤداها الاحتذاء بالغرب،  و شعور المغترب بأنه مبعد عن البيئة التي ينتمي إليها([15]).

التنميط:

وهو إنتاج نمط ثقافي واحد وفق إرادة المنتج المهيمن، ويكون ذلك عبر وسائل السيطرة المختلفة كالتقنية والمعلوماتية والاتصالات، ولا سيما استعمال الأقمار الصناعية, ولا شك أن أخطر مظاهر التنميط وسيلة، هو شيوع ثقافة الصورة بديلاً عن ثقافة الكلمة، وانتشار الكتاب الإلكتروني بديلاً عن الكتاب المطبوع, مما يؤدي إلى الاستبداد التقني الذي يقلل الخيال والإبداع و سرقة الوقت، وهدر الطاقة الجسمية، والمشاعر والأفكار، وفرز عطالة ذهنية وثقافية أمام منتجات التنميط الثقافي وقوتها الهائلة([16]).

التغطية:

وهو أسلوب إعلامي هدفه تضليل وتزييف الوعي، بقصد قلب الحقائق ، وتشكيل العقل وفق إملاء شروط الهيمنة، وينبغي الوعي بمدى قوة الغزو الثقافي لهذا الأسلوب في عمليات احتلال العقل([17]).

العولمة:

   هي نقل الشيء من النطاق الوطني أو القومي إلى النطاق العالمي وهو توحيد الاستهلاك،

وتؤثر سلبياً في الطرف المستهلكً، المتلقي، المستلب الإرادة والفاعلية، في الاقتصاد والمال، ويتفاقم التأثير في مجالات العلم والتقنية والمعلوماتية والاتصالات، لأنها لا تنتج، أو لا تشكل مشاركتها في الإنتاج العالمي , وهي ضد مراعاة البعد الثقافي للتنمية، وتأكيد الهوية الثقافية وإثرائها، وتوسيع نطاق المشاركة في الحياة الثقافية، وتعزيز التعاون الثقافي الدولي([18]).


المبحث الرابع :الأساليب

تنوعت أساليب الكيد للإسلام ومحاولات استئصاله عبر التاريخ قديماً وحديثاً، ولكنها في النهاية تبوء بالفشل الذريع, لأن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ هذا الدين وأهله وأتباعه الملتزمين به والظاهر أن لا مجال لهذا التوهم, لأن الغزو الثقافي وكما يشهد التاريخ على محاولات غزو ثقافي سابق لم يستطع أن يبيد ثقافة شعب من الشعوب مهما كانت ديانته وثقافته إلا إذا أبيد شعبه, (لأن الثقافة, كما يذهب بعض الباحثين ليست عرضا وإنما جوهر, والثقافة هي عنصر الهوية والمحفز نحو الاستقلال والحرية فرموز كل ثقافة وفعاليتها في أنفس أفرادها إنما تتحول عند الأزمات إلى ثورات تحيي هذه الثقافة وتجدد صورها بأبهى الشعارات, صحيح أن الثقافات العالمية تتحول وتتغير مفاهيمها عبر التفاعل الذاتي والخارجي إلا أن هذا التحول عادة ما يكون طوعياً ذاتياً وليس أمراً يقرره أو يرفضه الآخر)([19]) , وكان من هذه الأساليب لتشويه الإسلام داخلياً, وعدم انتشار أفكاره:

  1. الإعلام: من خلال الكلمة المقروءة والمسموعة والمنظورة.
  2. توظيف الكتاب والمؤلفين ليكتبوا ما يشوّه صورة الإسلام.

    3. إثارة الخلافات المذهبية وإثارة النعرات الإقليمية والتوجهات, وإحياء النزعات الجاهلية قبل

    الإسلام كالفرعونية والفارسية والإغريقية , ثم إبرازها للمسلمين عبر الإعلام على أنها تمثل

    الإسلام لهدمه ثم القضاء عليه، وذلك بتجزئة الأمة الإسلامية وتفتيتها.

4. التشكيك في أحكام الإسلام وصلاحيته للحياة، فقد صوروا الإسلام بأنه مفصول عن السياسة.

  1. الطعن في اللغة العربية، وذلك لإحلال الحروف اللاتينية محلها في بعض البلدان الإسلامية.

    6.تجديد مناهج التعليم القائمة على أساس فلسفة الحضارة الغربية.

7.تشويه التاريخ الإسلامي وذلك بتشويه صورة رموز الإسلام.

  1. محاولة الطعن في القرآن الكريم، والسُنة النبوية.
  2. عملية تشويه نظام الحياة الإسلامية ومحاولة تشويه التراث الإسلامي.
  3. العمل على نشر الأفكار والحركات ودعمها، كالعلمانية،والوجودية، ونظرية فرويد، ونظرية

      دارون، والماركسية، والماسونية، والبهائية، والقاديانية.

11. إبعاد العلماء والمفكِّرين المؤمنين عن مراكز التوجيه والسلطة.

12. إرسال البعثات الدراسية إلى بلاد الغرب.

  1. تمكين المستغربين، وتسليمهم المسؤولية والقيادة، لاتخاذ القرارات المحققة لذلك الهدف.
  2. إنشاء الجمعيات والمؤسسات الثقافية والأدبية والفنية والخيرية وخصوصا النسائية منها.

    15. الترويج للقيم والثقافات والأفكار الغربية بين المسلمين، وتسويق السلع الاستهلاكية الغربية،

      والدعوة الممارسات الغربية، وإيجاد المراكز والمؤسسات الثقافية المستغربة.

نستنتج من ذلك أن ما أصاب المسلمين كان سببه عدم تمسكهم بدينهم، وعدم تفقههم فيه وإعراضهم عنه، والجهل بأحكامه، وتقصير من العلماء في إبراز محاسنه وحكمه وأسراره وبيان فضائله الشريفة وهذا يحتاج الى الصدق والصبر في الدعوة إليه, مما أدى إلى التباس الأمور ومن أجل ذلك حصل ما حصل اليوم من الفرقة والاختلاف.

المبحث الخامس: الحلول

إن مسألة التصدي للغزو الثقافي الذي يستهدف المسلمين يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد وهو واجب الأمة الإسلامية حتى تعرف دورها، وتدرك واجبها تجاه هذا الغزو الثقافي، وأن تقف منه الموقف الذي يجعلها أهلاً لحمل رسالة الإسلام وحتّى يتأتى لها ذلك لابدّ من اتخاذ الحلول من خلال الطرق الموصلة إلى السلامة من هذا الخطر والبعد عن مساوئه وأضراره فيتلخص في:

    1.إحياء دعوة حكم الشريعة بإيجاد الوعي الكافي بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة   وضرورة حث الشباب المسلم الى التنبه الى المخاطر التي تحدق بهم نتيجة تأثرهم الكبير بمظاهر الغزو الثقافي ومحاولة مجاراة الغرب في كل شيء .

  1. يقوم العلماء والقادة بتحمل المسؤولية لشحذ الهمم وبث روح الترابط بين الإسلام وقيمه ومبادئه في الأمة الإسلامية.
  2. نشر الوعي الثقافي الكفيل بتكوين المسلم المتمتع بالشخصية الإسلامية الحقيقية التي تملك تصوراً شاملاً عن الكون والإنسان, و تأمين الوسائل الإعلامية الحديثة بتقنياتها المتطورة والقادرة على التصدي للوسائل الإعلامية المعادية ([20]) .
  3. التعريف بالتاريخ الإسلامي المضيء وقدرة الثقافة الإسلامية على الوقوف في ساحة الحياة وقدرتها على قيادة الأمة.
  4. إنشاء الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة بكافة اختصاصاتها للحد من البعثات إلى الخارج، وتدريس العلوم بكافة أنواعها مع العناية بالمواد الدينية والثقافة الإسلامية في جميع الجامعات والكليات والمعاهد, حرصا على سلامة عقيدة الطلبة، وصيانة أخلاقهم، والواجب التقليل من البعثات إلى الخارج إلا في علوم معينة لا تتوافر في الداخل([21]).
  5. 6. إصلاح المناهج وحسب تعاليم الإسلام، والاستكثار من المؤسسات العلمية التي يستغني بها أبناء البلاد عن السفر إلى الخارج واختيار الكادر الإداري من المعروفين بالأخلاق الفاضلة والعقيدة الطيبة والسيرة الحسنة، والقوة والأمانة.

7.الرد على أصناف الغزو الثقافي عن طريق دعاة الإسلام, وذلك بكتابة البحوث، لتفنيد شبهات الغزو الثقافي، وعرض الإسلام عقيدة وتشريعا وأحكاما وأخلاقا ([22]).

وإن الحلول لا يمكن أن تكون فعالة ما لم يلتق المسلمون على صعيد واحد وعلى هدف  واحد , والالتقاء يجب أن يكون مبنياً على حب الخير والمصلحة لجميع المسلمين دون تمييز([23]).

نخلص من ذلك أن ظاهرة الغزو الثقافي هي معركة لا تخص شعب دون آخر بل هي تخص كل شعوب الأرض, وتشمل كل القوى الديمقراطية والتقدمية وأنصار الإسلام في العالم بتياراتهم الايدلوجية وتنظيماتهم السياسية ونقاباتهم ومؤسساتهم المدنية وعلمائهم المهتمين بالوضع العالمي, المعركة هي ضد الهيمنة لمصلحة عدد محدود من الدول الكبرى والشركات الجشعة المتعدية ,اذا يجب ان نعمل على   تحويل هذا الغزو الثقافي الشرس إلى تبادل ثقافي إنساني تسوده المشروعية الدولية والتضامن العالمي واحترام حقوق الدول في تنوع خصوصياتها الثقافية وهوياتها القومية([24]).

 

الخاتمة 

      من خلال ما تقدم تبين أن قضية الغزو الثقافي هي قضية واقعية حقيقية يعيشها العالم وهي بلا شك قضية العصر, لذلك فاثرها لا يقتصر على شباب  الأمة العربية والإسلامية.

     ثم هناك أمر لابد من طرحه وهو أن الغرب نفسه قد عانى من مسألة الغزو الثقافي ولكنه لم يطرح شعار المعاناة من قضية الغزو الثقافي على هذا المستوى الذي تعاني منه الأمة العربية والإسلامية, والباعث لذلك ليست أسباب نفسية وتاريخية, لأن الغرب يفتقر إلى العمق الحضاري والهوية التاريخية المتميزة اللتين تخشى عليهما إزاء تهديدات الثقافات الأُخرى، فضلاً عن أن هناك من الدول التي أصابها الغزو الثقافي من لا تملك مقدرات السلطة في مجالات القوة والقدرة والمعرفة.

        هدف الغزو الثقافي هو خلخلة البناء الاجتماعي لمجتمع الدولة  والانحراف بالشباب وهزّ الثقة في صحة الاختيار الإسلامي, ومعنى ذلك أن المعركة تستهدف تحقيق أغراض عملية بالدرجة الأولى، لذلك يتوجه الغزو إلى الواقع مباشرة ليقارع الدولة على أرضها ويحاول ضربها في مواطن قوتها.

                كما يهدف الغزو الثقافي فرز قطاعات من الشعب ولاسيّما قطاعات الشباب وعزلها عن الدولة من خلال تحويلها إلى فئات عاطلة فاسدة ومخربة أيضاً.

ومن النتائج التي توصل اليها البحث ان الغزو الثقافي ظاهرة عالمية شاملة لا يمكن الفرار من رؤيتها, لكن ذلك يعني أنها نظام حتمي إجباري, فهناك قيم إنسانية ثقافية ومادية يمكن التفاعل معها دون التضحية بالقيم المحلية والوطنية والقومية مثلما هناك قيم يمكن تجنبها كما يحصل في التاريخ الذي يشهد على بقاء التمايزات حتى في عصر الاستعمار العالمي الذي انتهى.

     ومن آثار التغريب الثقافي نجاحه في مهمته في بلاد المسلمين، وذلك تم له من خلال ظهور فئة من أبناء المسلمين اتصفت بجهلها ونفورها  وكراهيتها  للإسلام ومبادئه وقيمه وثقافته, ومحاربة أحكامه وتشريعاته, وبالمقابل فضلت اعتناق المبادئ والأفكار والفلسفات والثقافات الغربية, وممارسة الحياة على الطريقة الغربية،  وتقليد الغرب في الجانب السلبي من حياتهم, والانسلاخ عن التراث، وفقدان الهوية الذاتية، وضياع الأصالة, ومحاربة الظواهر الإسلامية، ونشر الظواهر والمظاهر والممارسات الغربية .

                ورغم نجاح تيار التغريب الثقافي إلا أن هناك فئة من أبناء المسلمين وهي النخبة الثقافية التي تنحدر من ذات المبادئ التي نهضت بها النخبة الثقافية في التاريخ الإسلامي ، بقيت ثابتة على إسلامها، داعية إليه، تقف أمام أساليب التغريب، وتفند دعاوى المستغربين، وتعمل على إنقاذ الأجيال الجديدة من سمومهم, عبر محاور التصدي في الداخل والخارج لكبح التهديدات الثقافية الغربية لقيم وسلوك المجتمع في الثقافة والسلوك الاجتماعي وفي الاقتصاد أيضاً عبر طغيان النزعة الاستهلاكية.

    وينبغي أن نعلم أن لا سبيل إلى صدّ الغزو الثقافي، إلاّ بتحقيق شروط النهضة, وذلك بالتأكيد على التزام الحذر في التمييز بين الغزو والتبادل، وألاّ يُصار إلى الرفض المطلق,  لأن في ذلك قمع الإبداع والحدّ من الحريات وتسويغ الجمود.


المصادر والمراجع

ابن منظور

1.لسان العرب .

سنة الطبع : محرم 1405-الناشر : نشر أدب الحوزة - قم – إيران.

 أحمد عبد الرحيم السائح

  1. في الغزو الفكري .

إصدارات كتاب الأمة .

حسن بحر العلوم

3.العولمة بين التصورات الإسلامية والغربية.

معهد الدراسات العربية والإسلاميون- لندن2003م.

حسن حنفي

  1. ما العولمة- حورات لقرن جديد ، دار الفكر المعاصر ، بيروت ، 2010م.

ختام محمد

  1. خطر الغزو الإعلامي والثقافي على المجتمع العربي.

بحث منشور على موقع في مجلة النبأ- -www.annabaa.org/nbanews .

رعد شمس الدين كيلاني

  1. العولمة وتاريخ الصراع مع الغرب.

الوقف السني- بغداد-2011م.

سليم علي جواد

7.نحن والآخر.

مجلة الراية - العدد 203 - بيروت –لسنة  1988 م.

عبد الرحمن حمادي

  1. صورة المسلمين في السينما العالمية .

مجلة البيان - العدد171- الكويت – لسنة 1997م .

عبد الرزاق هادي صالح

  1. الحراك الثقافي ظاهرة التأثير والتأثُر المتبادل.

بحث منشور في مجلة المنهاج-العدد32.لسنة 2015م.

عبد الله أبو هيف

  1. الغزو الثقافي والمفاهيم المتصلة به.

بحث منشور  في مجلة النبا العدد 63، لسنة 2001م.

الغزو الثقافي.

  1. منتديات احتاجك.

بحث منشور على موقع احتاجك ، سنة النشر نوفمبر 2016م.

محمد باقر الصدر

  1. اقتصادنا.

الطبعة الثانية, بيروت, دار الفكر ، سنة الطبع 1425هـ.

محمد عمارة

  1. المشروع الإسلامي للتغيير ومطاعن العلمانيين.

بحث منشور في مجلة الجامعة الإسلامية-العدد3-1994م.

محمد عمارة

  1. الغزو الفكري وهم أم حقيقة ، مطبعة روز اليوسف ،الإسكندرية ،2003م.

محمد عمارة

15.التعددية الرؤية الإسلامية والتحديات الغربية.

 بحث منشور في مجلة الجامعة الإسلامية- العدد2- 1994م.

نبيل علي صالح

  1. قراءة في كتاب الغزو الثقافي المقدمات والخلفيات والنتائج.

مجلة المنهاج – العدد: 14، لسنة 2010م.


 

([1]) لسان العرب : 15 / 123.

 

 

([2]) في الغزو الفكري ، دكتور احمد عبدالرحيم  من إصدارات كتاب الأمة  ، 2010م ص: 33.

 

([3]) ابن منظور - لسان العرب:2/111.

([4]) منتديات احتاجك  ،الشبكة العالمية للانترنت  ، الامارات العربية المتحدة ، 2014م.

 

([5]) محمد عمارة-المشروع الإسلامي للتغيير ومطاعن العلمانيين- حث منشور في مجلة الجامعة الإسلامية-العدد3-1994م:16.

 

([6]) محمد باقر الصدر-اقتصادنا-مقدمة الطبعة الثانية, بيروت,دار الفكر,:7-27.+ظ:عبد الرزاق هادي صالح-الحراك الثقافي ظاهرة التأثير والتأثُر المتبادل-بحث منشور في مجلة المنهاج-العدد32: 66. لسنة 2004م.

 

([7]) نبيل علي صالح-قراءة في كتاب الغزو الثقافي المقدمات والخلفيات والنتائج-مجلة المنهاج –العدد:268.14 ،لسنة 2010م.

([8]) حسن حنفي- ما العولمة-حورات لقرن جديد:17-22+ ظ:حسن بحر العلوم-العولمة بين التصورات الإسلامية والغربية-معهد الدراسات العربية والإسلاميون-لندن2003م:50.

([9]) محمد عمارة – الغزو الفكري وهم أم حقيقة.

 

([10]) محمد عمارة- التعددية الرؤية الإسلامية والتحديات الغربية- بحث منشور في مجلة الجامعة الإسلامية-العدد2-1994م:86.

 

([11]) حسن بحر العلوم-العولمة بين التصورات الإسلامية والغربية-معهد الدراسات العربية والإسلاميون-لندن2003م:60.

 

([12]) عبد الله أبو هيف -الثقافي والمفاهيم المتصلة به:بحث منشور على موقع-  www.annabaa.org/nba.

 

([13]) عبد الله أبو هيف -الثقافي والمفاهيم المتصلة به:بحث منشور على موقع-  www.annabaa.org/nba + رعد شمس الدين كيلاني-العولمة وتاريخ الصراع مع الغرب-الوقف السني- بغداد-2011م:23-44.

([14]) عبد الله أبو هيف -الثقافي والمفاهيم المتصلة به:بحث منشور على موقع-  www.annabaa.org/nba + رعد شمس الدين كيلاني-العولمة وتاريخ الصراع مع الغرب-الوقف السني- بغداد-2011م:23-44.

([15]) عبد الله أبو هيف -الثقافي والمفاهيم المتصلة به: بحث منشور على موقع-  www.annabaa.org/nba + رعد شمس الدين كيلاني-العولمة وتاريخ الصراع مع الغرب-الوقف السني- بغداد-2011م:23-44.

 

([16])عبد الله أبو هيف -الثقافي والمفاهيم المتصلة به:بحث منشور على موقع-  www.annabaa.org/nba + رعد شمس الدين كيلاني-العولمة وتاريخ الصراع مع الغرب-الوقف السني- بغداد-2011م:23-44.

 

([17])عبد الله أبو هيف – الغزو الثقافي والمفاهيم المتصلة به :بحث منشور على موقع-  www.annabaa.org/nba + رعد شمس الدين كيلاني-العولمة وتاريخ الصراع مع الغرب-الوقف السني- بغداد-2011م:23-44.

 

([18])عبد الله أبو هيف –الغزو الثقافي والمفاهيم المتصلة به :  بحث منشور على موقع-  www.annabaa.org/nba + رعد شمس الدين كيلاني-العولمة وتاريخ الصراع مع الغرب-الوقف السني- بغداد-2011م:23-44.

 

([19]) حسن بحر العلوم-العولمة بين التصورات الإسلامية والغربية-معهد الدراسات العربية والإسلاميون-لندن2003م:110.

 

([20]) عبد الرحمن حمادي - صورة المسلمين في السينما العالمية - مجلة البيان - العدد171- الكويت - 1997 .

 

([21]) سليم علي جواد - نحن والآخر - مجلة الراية - العدد 203 - بيروت - 1988 .

 

([22]) منتديات احتاجك - من قسم: البحث العلمي , بحث علمي كامل , تقارير جاهزة.

 

([23]) خطر الغزو الإعلامي والثقافي على المجتمع العربي-بحث منشور على موقع في مجلة النبأ-ختام محمد -www.annabaa.org/nbanews  .

 

([24]) حسن بحر العلوم-العولمة بين التصورات الإسلامية والغربية-معهد الدراسات العربية والإسلاميون-لندن2003م:199.