الانتخابات

  حسين جلوب الساعدي

 

تجربة جديدة ومخاض جديد يمر به العراق من خلال مجالس المحافظات بعد إقرار قانونها حيث تبدأ عملية التنافس السلمي والمشاريع الجديدة وبرامج أعمال الأحزاب وخطاباتها التي تعكس الأفكار والرؤى التي تحملها لمستقبل العراق والمحافظات، وهنا يأتي دور المواطن ووعيه وإرادته واختياره ليساهم في رسم الخارطة السياسية المرتقبة وما اختزلته تجربة خمس سنوات في ذهنيته من نجاحات وإخفاقات وإرهاصات مرت بها التجربة المنصرمة، ان الوعي الذي يملكه المواطن هو الذي يحدد المسار ويمهد لمجيء سلطة محلية نابعة عن إرادته واختياره، ان نقد التجربة السابقة وتقييمها قضية مهمة ينبغي الاستغراق بها لنكّون وعياً جماهيرياً حراً بعيداً عن الدعاية المعلبة والكاذبة في كثير من الأحيان، ان القوانين الصادرة في منع استخدام الرموز الدينية ومنع استخدام السلطة في الدعاية الانتخابية لهي اختيار جديد لوعي الأمة وقوة خطاب القوى السياسي المؤثر، ان الاختباء خلف الدعاية الضالة والشعارات المظلمة التي راح ضحيتها الملايين من أبناء الشعب العراقي بين القتل والتهجير والترحيل، وتأخير قضية مهمة تطرح في الأوساط الشعبية لتكون حاكمة على نزاهة الانتخابات وان عملية التزوير والتهديد والقتل والإرهاب التي حدثت في الانتخابات السابقة تضع التجربة الديمقراطية الفتية أمام تقييم صعب،

 

ان المواطن ووعيه وحضوره الحد الفاصل لكل القضايا  وهو المسؤول عن كل اختيار.

جريدة المرحلة العدد الثالث عشر  الصادر في يوم  1/10/2008