الإتفاقية والفصل السابع مهمة سياسية في عامّنا الجديد

 

 

 

انتهى العام الماضي وهو مثقل بكثير من الأحداث والولادات المهمّة التي رسمت مستقبل العراق وحققت نجاحات وحددت مسارات لعمل قادم.

كانت أهم أحداث العام عمليات فرض القانون، وقانون مجالس المحافظات، وقانون إنتخابات مجالس المحافظات، والعفو العام، وعمليات صولة الفرسان، وبشائر السلام، وبشائر الخير، وأم الربعيين، وتأسيس مجالس الإسناد في الوسط والجنوب، ودمج مجالس الصحوات في المناطق الساخنة، وانفتاح سياسي في فتح بعض السفارات، وزيارات مهمّة لرؤساء الدول كأمريكا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وإيران وغيرها، وفي الأشهر الأخيرة شهد العراق تأسيس أحزاب جديدة وتحرك بعض الأحزاب القديمة ليكون عدد الكيانات يربو على (500)، وأخيراً التصويت على الإتفاقية في مجلس النواب، تلك الأحداث يُسجّل في بعضها بدايات نجاح تشكر وتحمد عليه الحكومة، وفي بعضها تأسيس لعمل مستقبلي يمكن أن يُستكمل أكثره في العام الجديد، كالإنتخابات الثلاثة (مجالس المحافظات ومجالس الأقضية والنواحي ومجلس النواب) وتنفيذ بنود الإتفاقية الأمنية والسعي للخروج من الفصل السابع.

لم يكن القبول بالإتفاقية ناتج عن رغبة سياسية طارئة ومن انجاز سياسي مقصود وإنما نتاج مسيرة طويلة منذ انقلاب 1968 وتداعيات البعث المقبور وخيار الاحتلال الذي طرحته المعارضة للخروج من الأزمة التي عاشها العراق، ان قضية الإحتلال كانت هي النتيجة الحتمية لسياسة النظام السابق، وبعدها كان تواجد قوات متعددة الجنسيات بقرار من الأمم المتحدة الذي يتجدد بنهاية كل عام، وإذا ظلت القرارات تلك تتجدد يكون العراق منقوص السيادة ولا يمكن له الخروج من الفصل السابع، وبين هذا وذاك تأتي الإتفاقية الأمريكية العراقية لتضع إطاراً قانونياً لتواجد القوات الأمريكية واستمرارها ويصوّت عليها ويضع قانون جديد في مجلس النواب يسمح للحكومة عقد اتفاقيات متماثلة للقوات الأجنبية الأخرى.

وبعد هذهِ يأتي التنفيذ في تطبيق البنود، وفعلاً قد باشروا التنفيذ في بداية العام الجديد في تسليم حماية المنطقة الخضراء للأجهزة الأمنية العراقية وأخذت القوات الأمريكية في الانسحاب إلى داخل المنطقة، وهي خطوة إيجابية واختبار جديد لمدى جاهزية القوات العراقية في حماية الحكومة المحصّنة في الخضراء ،وكذلك تعكس الالتزام في التنفيذ ،وينظر الشعب العراقي بعين الرضا لتلك الخطوات ويريد سيادة مستقلة يعيش فيها العراق آمناً، وفي نفس الإطار بدأت المساعي والتصريحات حول الخروج من الفصل السابع ويرفع عنه الحضر الذي فرضته عليه الأمم المتحدة منذ عام 1991 بإعتباره يهدد أمن المحيط الدولي مما أدّى لفرض حصار سياسي واقتصادي وتجميد الأموال، والعراق في عامه الجديد يسعى لتجاوز تلك الأزمة الذي يجب أن تتحرك فيه الدبلوماسية العراقية في إقامة علاقات صداقة مع الدول وخصوصاً الأعضاء في مجلس الأمن للحصول على قرار الخروج من الفصل السابع، لكن بعض الدول كروسيا والصين وإيران وسوريا تشعر أن نتائج بنود الإتفاقية لصالح النفوذ الأمريكي، لذا حُرج الروس بمعارضتهم لخروج العراق من الفصل السابع ناظرين للنفوذ الأمريكي الذي يهدد الأمن الدولي في محور تلك الدول، لكن الحكومة العراقية مصرّة لإنتزاع السيادة العراقية من خضم الأجواء المتصارعة، ان تلك القضايا التي نستقبلها في عامنا هذا تستدعي وقفة وطنية كدعم مشاريع الدول وخوض التجربة الديمقراطية والانتخابات بنجاح لنرسم لأفق جديد ومستقبل واعد ونحن معكم على مواعد عدّة إنشاء الله تعالى.

 

 

حسين جلوب الساعدي

جريدة المرحلة العدد 19