العمامة لبس نساء ميسان

حسين جلوب 

أزياء عهدنا وشاهدنا واحببناها لأنها لباس الأمهات الكبار والجدات العزيزات (العمامة) التي كانت النساء تلبسها بعد الزواج وتحمل المسؤولية العائلية بمثابة لبس العقال عند الرجال فقد كانت المرأة تلبس العمامة الكبيرة في مناطق ميسان ودشت ميسان (الخفاجية والحويزة ) هذا اللباس الجميل المحبوب المثير عند غيره أهلها أخذت بالاقتراض بعد ان دخلت الحداثة والحياة الجديدة حتى كادت ان تختفي ولم نجد ونشاهد نساء ميسان ولباسها رغم تقدم اعمارهن واستبدالها بالعصابة والشيلة والربطة والمقنعة هذا اللباس مقرون بسكان الاهوار وعندما نسمع ونقرأ ونتأمل بداية هذا اللباس لم نجد من المؤرخين والباحثين من يسجل ملاحظاته او بدون معلوماته وذلك يعود بعدم الاهتمام لتاريخ الاجتماعي ويظل كيف نعرف بدايته وذلك نعود للروايات الشفوية والتحليلات الاجتماعية والتفسير للحوادث التاريخية التي نذكرها ولا ندعي صحتها وثبوتها بقدر إثارتها لتتسع بإعادة صور أمهاتنا للذاكرة والذوق والجمال والحب .ان من الروايات الشفوية في الموضوع يقال: إحدى نساء الأمراء أو الشيوخ كانت في غاية للجمال والأناقة وأصيبت بقراح في اعلى جبهتها وبعد الشفاء تركت أثراً فيها فأخفت الأثر بلبس العمامة فأضافت جمال الى جمالها فأخذت النساء بتقليدها حتى أصبح لباس مشهور في المنطقة . 

وفي مجال التحليل والتأمل نجد أن النساء البدويات والعربيات يلبسن الشدة ما هو قريب للعمامة في الجنوب ويميل الناس للبالغة في الأشياء التي من اللباس فأخذ النساء في لبسها وتكويرها بشكلها الذي انتهى ما عليه في جنوب العراق وفي الروايات التاريخية التي يمكن ذكرها هي أن محمد بن فلاح المشعشع قوس الدولة المشعشعية في الحويزة أول من ألبس النساء العمائم وأصبح زياً لهن في المنطقة جاء في تاريخ العراق بين الاحتلالين ومجالس المؤمنين للتستري بعد ان توجه المشعشع من الجزائر للحويزة جمع حاكم الحويزة عساكر  كثيرة لا يستطيع المشعشع مواجهتها لقلة العدة والعدة فعمل حيلة لاظهار كثرة جيشه وقوته فألبس النساء العمائم وقدم الرجال على مراتب وسلو السيوف وجعل بعدهم النساء وهن يلبسن العمائم وساق البقر خلفهم فلما رؤوا الكثرة من جيش المشعشع هرب جيش حاكم الحويزة وانكسروا ودخل المشعشع فاتحاً واتخذ الحوزية عاصمة لحكمه . 

ويمكن القول بعد تلك الحادثة أخذت النساء تعتز بهذا اللباس واصبحت زياً للنساء في المنطقة. ومهما كان الامر سواء في الحكاية الشفوية أو التأمل أو الرواية التاريخية ظل لبس العمامة زياً اصيلاً في ميسان ودشت ميسان لكنه في طريقه للانقراض وتسجيله في ذاكرة التراث الميساني .