ميسان في تاريخ الطبري

حسين جلوب 

نحن على موعد في إحياء صفحة تراثيات من صحيفة المرحلة الميسانية وقد كشفنا عن عدة زوايا من تراث ميسان وفي هذا العدد وما بعده نحاول أن نفتح نافذة عن ميسان والعمارة في مصنفات المؤرخين والباحثين لنسهم بالتعريف والكشف عن حضورها في التاريخ وكانت لديه عدة كتب أسير بين صفحاتها باحثاً ومدققاً عن وجود ميسان والعمارة في طياتها لكن وقعت يدي على تاريخ الطبري من غير قصد وبعد أن قررت الشروع بالكتابة وأخذت أبحث عن مسوغات الاختيار التي منها أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (310 هـ ) الذي عاش فترة ازدهار الحضارة الإسلامية وتطور منهاج الكتابة ومثل تاريخه من حيث منهج المحدثين وما جمع من الإخباريين وأطلع عليه من قصص القصاصين التي أدرجها في تاريخه الأول من كتابة مادة غنية وغزيرة في التاريخ الإسلامي وكما كان له قصب السبق في منهجه الذي يعتمد الحوليات في الكتابة او في تنوع مصادره وتعددها وتتبعه المضني في ما كتبه حتى أمسى شيخ المؤرخين وكل من أتى بعده فهم عيال عليه كابن الأثير وابن كثير وابن خلدون وابن الجوزي وغيرهم وعلى الرغم مما جمع من ملاحظات ليس محل اثارتها والدخول في مواضيعها وصفه من اهم من كتب التاريخ الإسلامي والعربي .

ولما أردت أن اكتب عن ميسان من خلال ما ورد من ذكر من تاريخ الطبري وجدتها تذكر فيه منذ بدأ الخليقة وقد اعتمدت في ذلك على طبعة القاهرة دار التعارف المفهرسة في عشرة إجزاء .

1/122 وقال آخرون : بل هبط آدم بسرنديب على جبل يدعى بوذ , وحواء بجدة من أرض مكة , وأبليس بميسان  , والحية باصبهان وقد قيل أهبطت الحية بالبرية وأبليس بساحل بحر الابلة .

2/40  سار أردشير ( كسرى الفرس ) من فارس الى الأهواز عن طريق جره وكازرون ثم حار من الأهواز إلى ميسان فقتل ملكاً كان بها يقال له بندواو فيدوا               ( وهي قرب هور الحويزة في جهة جزيرة شلوة ) .

2/ 50 ويقال ان سابور بني في ميسان شاذ سابور التي تسمى بالنبطية دريما او ديما 

2/ 233 وقال الذين قالوا : ملك بعدآ زرميدخت كسرى بن مهراجشنس : لما قتل كسرى بن مهرا جشنس طلب عظماء فارس من يملكونه من أهل بيت الحكمة فطلبوا من له عنصر من أهل ذلك البيت ولو من قبل النساء , فأتوا برجل كان يسكن ميسان يقال له فيروز بن مهر انجشنس ويسمى ايضاً جشنسده , وقد ولدته صهار بخت بنت يزداندار بن كسرى أنو شروان , فملكوه كرهاً وكان رجلاً ضخم الرأس فلما توج قال : ما أضيق هذا التاج فتطير العظماء من افتتاحه كلامه بالضيق وقتلوه بعد أن ملك أياماً ومن الناس من يقول : قتل ساعة تكلم بما تكلم به .

3 / 412 أحداث لسنة ( 13 هـ ) كتب شهر بزار الى المثنى اني قد بعثت اليك جنود من وخش (رذال الناس ) اهل فارس وقالوا ان اتى  شهر بزار من شؤم ولؤم منشئه وكان يسكن ميسان وبعض البلدان شين على من يسكنه .

3/ 472 أحداث لسنة ( 13 هـ ) خبر الخنافس وارسل المثنى جريراً الى ميسان وهلال بني عقبه الى دست ميسان ( الخفاجية والحويزة تسمى دست ميسان ) وخبر الخنافس من موضوعات سيف بن عمر الكذاب .

3/494 سنة ( 14 هـ ) وبعث سعد الى اسفل الفرات عاصم بن عمرو فسار حتى اتى ميسان فطلب غنماً او بقراً فلم يقدر عليها وتحصن منه في الاخدان ووغلوا في الاجام ووغل حتى اصاب رجلاً على طف اجمه فسأله واستدله على البقر والغنم فحلف له وقال : لا اعلم واذا هو راعي ما في تلك اجمة فصاح منها نور والله نحن اولاء فدخل واستاق الثيران واتى بها العسكر . القصة كذلك من موضوعات سيف بن عمر الكذاب وعاصم بن عمرو اخو القعقاع وكليهما من مختلف بها.

4/ 72 أحداث سنة ( 17 هـ ) فكان الهرمزان يغير على ميسان ودست ميسان من جهتين ... فأستمد عتبة بن غزوان سعداً فأمده سعداً بنعيم بن مطران ونعيم بن مسعود وأمرهما أن يأتي على ميسان ودست ميسان حتى يكونا بينهم وبين نهر تيري والحداثة وابطالها من موضوعات سيطرت عمر أيضاً .

4/ 84 أحداث سنة ( 17 هـ ) يواصل سيف روايته وخرج النعمان بن معرة من أهل الكوفة فأخذ وسط السواد وحتى قطع دجلة بجبال ميسان واخذا براري الاهواز

7/327 أحداث سنة  ( 127هـ ) ان عبد الله بن عمر (بن هبيرة ) صالح الضحاك على أن يبدأ الضحاك ما كان غلب عليه من الكوفة وسوادها ويبدأ بن عمر ما كان بيده من كسكسر وميسان ودست ميسان وكورة دجلة وفارس .

8/167 احداث سنة ( 168هـ ) فيها مات عمر الكلواذي صاحب الزندقة وولي مكان حمدويه وهو محمد بن عيسى من أهل ميسان .

هذا ما وقفنا عليه من ذكر ميسان في تاريخ الطبري اما الحوادث التي ذكر فيها المذار وهي كورة ميسان فقد ورد ذكرها في أحداث عدة منها فتح المذار ومقتل عبد الله بن علي وقتال الزبيريين وابن هبيرة وغيرهم .

وهذا ما نذكره في العدد القادم إن شاء الله ومن خلال الاستعراض المتقدم نجد أن ميسان ذكرها منذ بدء الخليقة وفي حكم الأكاسرة وبداية الفتح الإسلامي .