العلامة السيد محمد بحر العلوم عطاءهُ وجهادهُ السياسي

•السيد محمد بحر العلوم

•ولد عام (1927) في مدينة النجف الاشرف

•نال شهادة الماجستير عام 1969من طهران

•أكمل الدكتوراه في كلية دار العلوم جامعة القاهرة في مصر 1980

•مارس التدريس في كلية أصول الدين عام 1967

•وتولى القضاء في الكويت من 1971 – 1977 .

•درس اللغة العربية وآدابها والفقه والأصول وواكب مرحلة التطور والوعي، فدرس في كلية الفقه للعلامة المظفر وتخرّج منها 

•وافاه الأجل في النجف الأشرف 7/4/2015 .

 

السيد محمد بحر العلوم عالم وفقيه مفكر وأديب وأستاذ ومربي وسياسي وحركي ومجاهد ,عاش أجواء الفكر والأدب والعمل السياسي والمشاريع الإصلاحية والحركة التغيرية والتألق القيادي والجهادي للحركة الإسلامية، وساهم وشارك ورعى ودعم وأيّد وساند ووجّه وسدّد في كل مفاصل العمل وميادين الجهاد والمحافل السياسية، فقد كانت لبيئة النجف الاشرف وموقعها القيادي والأسرة  الشريفة والمحافل العلمية والأدبية والحراك الفكري والسياسي أثر على شخصيته، وتولى رئاسة جمعية الرابطة الأدبية في النجف الأشراف 1967 وكان عضوا ً في جمعية الكتّاب والمؤلفين العراقيين وأحد أعضاء منتدى النشر الأصلاحية التي تركت أثرا ً في الأوساط العلمية والثقافية والفكرية ومثلت أنطلاقة العمل الأسلامي الحركي , وعاصر تأسيس حزب الدعوة الأسلامية وشارك في أنطلاق الحركة الأسلامية في بُعدها المرجعي عهد مرجعية الأمام الحكيم (قدّس) حيث كان أحد أقطاب التحرك مشاركا ً الشهيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الصدر والسيد مرتضى العسكري، أو في بُعدها الحركي حاضراً في كل محافلها وأعمالها .وشارك في تأسيس جامعة الكوفة وساهم في رعاية مواكب الطلبة ممثلاً عن مرجعية السيد الأمام الحكيم (قدّس) وكان محورا ً مهما ً وأساسيا ً في برنامج المرجعية السياسي وكان مشاركا ً في كل الخطوات في العمل والتصعيد والمواجهة حتى تعرض للمطاردة ومن ثم الهجرة الى الكويت وأخيرا ً أستقر في لندن .

وإذ كان مبادرا ً نشطا ً ومشاركا ًفعالاً في الحركة الإسلامية فقد أصبح زعيما ً قائدا ً موجها ً مخلصا ً راعيا ً لكل خطوات المعارضة العراقية حتى آخر أيام النظام المقبور، فقد كانت ملاذاً أضطر للجوء اليه أبناء الحركة الأسلامية وكان لوصول السيد محمد بحر العلوم دورٌ في تجمع القوى الأسلامية والإتصال بالقوى العربية والعمل لمعالجة الحالة السيئة في العراق، وسعى لتأسيس جمعية إسلامية لجمع الشيعة في إطارها العام على غرار المجلس الشيعي في لبنان .بعد أن أخذ النظام الصدّامي يضغط على الدولة بإبعاد قادة الحركة السلامية ،مما حدى بالسيد بحر العلوم بالاستقالة والانتقال الى مصر ثم الى لندن، ولما كان له وعي سياسي فعمل حين وصوله الى لندن مع رفيق دربه وصديقه السيد مهدي الحكيم والدعاة على مواصلة العمل الرسالي والحركي السياسي، شارك بتأسيس جمعية الشباب المسلم وواصل إلقاء المحاضرات والدروس وإحياء المواسم الفكرية والمناسبات السياسية ومن ثم تأسيس رابطة أهل البيت العالمية الإسلامية وأقامت مؤتمرها الأول ليتم إختيار الشهيد محمد مهدي الحكيم امينا ً عاما ً والسيد محمد بحر العلوم مساعدا ً للأمين العام وقد استقطبت العشرات من العلماء والجمعيات والشخصيات الشيعية في العالم .

ثم أسّس مركز أهل البيت الإسلامي واصدر عنه جريدة الرافدين لتغطي النشاط الثقافي والسياسي للحراك السياسي للعراقيين في لندن .

ثم شارك في مؤتمر نصر الشعب العراقي عام 1987 .

بعد سقوط النظام كان محورا ً بارزا ً في توجه المعارضة وترتيب أجوائها والتقائها وإدارة قضاياها وكان موضع الاحترام عند الجميع لما يملك من تاريخ حافل بالجهاد ووعي يدرك أبعاد القضية العراقية وعلما ً وعمقاً فالتقى عليه الجميع ليكون رمزا ً وقائدا ً وزعيما ً حتى تجلّى ذلك في مؤتمر صلاح الدين للمعارضة العراقية ليكون بحر العلوم ممثلاً عن الشيعة بالمؤتمر وعضو هيئة الرئاسة واستمر في جهاده حتى مؤتمر لندن عام 2002 الذي اتخذ فيه القرار الشجاع في الاعتماد على العامل الدولي لإسقاط النظام الدكتاتوري وشارك في ترتيبات الوضع السياسي لاستقبال التغيير وكان شاخصا ً يرجع إليه جميع الأطراف السياسية لأنه يحمل عمقاً تاريخياً جهادياً كبيراً وجهوداً سياسية بارزة حيث واكب العمل السياسي منذ بدايته وتطوراته .

وبعد سقوط النظام الدكتاتوري كان أول رئيس لمجلس الحكم باعتباره أكبر الحضور سناً ثم رئيسا ً دوريا ً ثم عضوا ً في المجلس الوطني العراقي المؤقت وظل راعيا ً للعملية السياسية في العراق موجها ً وداعما ً .

أما الجانب العلمي فأن السيد محمد بحر العلوم ينتمي لعائلة آل بحر العلوم الطباطبائية العلمية بالنجف الاشرف التي شاع صيتها في المحافل العلمية والأدبية وتصدرت لقيادة العالم الإسلامي الشيعي عهد الجد الأكبر المرجع الديني السيد محمد مهدي بحر العلوم المتوفي  (1228 ) هجرية وكان السيد علي بحر العلوم أبو العلامة السيد محمد مرجعا ً متصديا ً للفتوى ورجع اليه الناس في التقليد .

فهو من سليل هذه الدوحة المباركة فكان نتاجه العلمي واسعاً متعدد الجوانب، فقد كتب في السيرة والتراجم (بين يدي الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم) من جزئين ويترجم بها لأصحاب الرسول (ص) ويركز على البطولات والمواقف لهم وباسلوب أدبي مؤثر وقد تثقفنا وتأثرنا في قراءة تلك البطولات وبالطريقة التي كان يعرضها السيد العلامة بحر العلوم .

وله كتاب ثورة الإمام الحسين (ع) وابعادها ،وكتاب دور الإمام الصادق (ع) في سيرة الدعوة الإسلامية، وكتاب من هدى الامام الحسن (ع) والمنهج التربوي عند الامام الكاظم (ع) ،وله في مجال الفكر من الكتب ( دليل العقل بين السلب والإيجاب ) و ( الكندي الرائد الأول للفلسفة الإسلامية ومفخرة الفكر العربي ) و( الحركة الإسلامية وموقف الفرد المسلم في الوقت الراهن من أولويات العمل الإسلامي ) وله دراسات قانونية منها الشهادة على الزواج والطلاق، والرجعة في الشريعة والقانون، وكتاب أضواء على قانون الأحوال الشخصية ، وغيرها من المؤلفات التي تربوا على خمسين كتاباً إضافة للبحوث والدراسات والمحاضرات والكلمات التي كان العلامة الفقيد يمثل حضوراً متميزاً فيها وكللّ جهوده العلمية بتأسيس معهد العلمين للدراسات العليا في النجف الاشرف التي حاول فيه العلامة الراحل أن يسدّ الحاجة في الدراسات القانونية والسياسية وصرف كل طاقته في سبيل إنجاح المشروع الذي يعد من آثاره الطيبة والمفيدة والنافعة .