المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع فاسدة ( الحلقة الاولى)

المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع فاسدة

الحلقة الأولى. 
حسين جلوب الساعدي


 شهد العراق مظاهرات متتالية وحراك مستمر منذ قرابة خمس سنوات وتزاد وتيرتها في بعض المواسم السياسية والظروف المناخية وتقل في أوقات لانتظار الفرصة لتعود مرة أخرى وفي بعض فصولها كادت تسقط الحكومة واستطاعت اسقاط هيبة الدولة حين دخول المتظاهرون الى مجلس النواب ومجلس الوزراء والسيطرة على بعض البنيات الحكومية ليطلقوا عنان العبث والفوضى في محتوياتها ويشعلوا الناس في بعضها ويحطموا ما تصله أيديهم وكان نصيب المقرات للأحزاب السياسية الإسلامية الحرق والدمار والاعتداء والقتل فان مظاهر المظاهرات السلبية واضحة للعيان لكل مراقب من حيث التوقيت الذي انطلقت في ظروف صعبة يمر بها الحراق وهو يفقد ثلث ارضه وداعش على اسوار بغداد عام (2014) وهو يلملم عناصر القوة والاستعداد للمواجهة وعاودت مرة أخرى والعراق يشهد فراغاً تشريعياً وترقباً حذراً فيما تؤول اليه نتائج الانتخابات وادارتها لتشكيل حكومة مرتقبة تلبي مطالب الشعب وحاجاته.

فالمظاهرات ظاهرة تفرض نفسها لدراسة أسبابها ودوافعها والقائمين بها ومطالبها وإمكانية تحقيقها وان قراءتها بعناية من اجل ادراك حجم اثارها وإمكانية علاجها والقدرة على التمييز بين المطالب الصادقة الصحيحة التي تدفع الناس للحضور والمشاركة والانفعال والدوافع الخفية لمحركيها والذين يسعون لاستمرارها لتحقيق أغراض معادية للعراق لأفشال التجربة الديمقراطية الجديد، هذه الاثارات والقضايا التي نتناولها في ورقتنا هذه عسى ان نساهم في إيجاد حلول ومعالجات لتحقيق المطالب الصادقة وتشخيص وتصدي للأغراض الفاسدة والدوافع العدوانية التي تعمل بعض الأطراف المعادية للنظام السياسي وكيان الدولة والأكثرية السكانية في العراق ونتناول المحاور التالية:
اولاً- الظروف التي انطلقت فيها المظاهرات.
ثانياً- مطالب المتظاهرين التي اعلنوها في بياناتهم وشعاراتهم.
ثالثاً- الاعمال التي رافقت المظاهرات.
رابعاً- الجهات المنظمة للمظاهرات والمحركة لها.
خامساً- التعاطي مع مطالب المتظاهرين من قبل الحكومة والقوى السياسية والأجهزة الأمنية.
سادساً- الحلول والمعالجات والتمييز بين المطالب الصادقة والدوافع الفاسدة.
 فأن وصف هذه الفقرات بشكل واضح قد يساعد في فهم المظاهرات وخلفياتها وسبل معالجتها او توجد وعي في القضايا المطروحة فيها او تفتح الحوار الجاد من خلال الاثارات والأفكار التي تضمنتها عسى ان تتحول الى عامل اثراء مجال للتامل والتخطيط ومحفز للعمل الجاد بحجم التحدي الذي يحيط في العراق وتجاوز التعثرات التي تشهدها الدولة العراقية وارجو ان يتلقاها القارئ بدرجة من الموضوعية و تقويم الأفكار فيها والحمد لله رب العالمين.