المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع فاسدة ( الحلقة الخامسة)

المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع فاسدة. 

 الحلقة الخامسة.

حسين جلوب الساعدي.

أولا. الظروف التي انطلقت فيها المظاهرات.

نتناول في هذه الحلقة الفقرة ١٠ من الدراسة ضعفت برامج القوى السياسية في البناء الداخلي والبرامج الانتخابية والمشاركة فى إدارة الدولة.

١٠ . ضعف البرامج الحزبية في إدارة العملية السياسية واعداد الكوادر والخطاب السياسي وتفسير الاحداث.

 فقد عجزت القوى السياسية عن عرض رؤية سياسية عملية من خلال برامجها وانما خطابات فضفاضه مكررة ومتشابهة ليس فيها ملامح برنامج وانما كان جل عملها على أساس الاستقطاب في الدعاية للرموز السياسية والحزبية وان الولاء الشخصي والعاطفي هو المهيمن على الانتماء السياسي وليس الأفكار والمشاريع والبرامج.

 واخفقت القوى السياسية من تقديم شخصيات سياسية مهنية متزنة نزيهة في المواقع الإدارية والترشيح للانتخابات المحلية والمركزية.

وقد قامت القوى السياسية بستجداء الأشخاص من خارجها لإدراجهم في قوائم الانتخابات بطريقة ارتجالية تكشف عن فراغها من وجود شخصيات مؤهلة لتلك المواقع وحيث مرت فترة خمسة عشر عاماً والقوى السياسية غير مدركة على افلاسها من الشخصيات المؤثرة وفاشلة في اعداد الكوادر الحزبية والسياسية القادرة على المشاركة مما اوجد تناقض بين القوى السياسية والمرشحين والفائزين لذا تجد انها تفقد السيطرة على الذين جاءوا لهذه المواقع من خلالها وهم بدورهم ليس لديهم انتماء او ولاء لهم في الدفاع عن العملية السياسية التي ينتمون اليها وقد تجدهم ضمن المحرضين عليها او يسعى لمزيد من الكسب الذاتي والشخصي على حساب التزامه السياسي وانتماءه الحزبي وموقعه الإداري ويستفرق بالمحسوبية والمناطقية والعشائرية بعيداً عن الانتماء والموقع الحكومي الذي هو فيه.

وينعكس كل ذلك علىالأداءوالخطاب والممارسة التي تكون عادة بعيدة عن توجه الحكومة.

ويلحظ على جميع القوى السياسية انها تختفي سنين ولم يلحظ أي برنامج واعداد للامة وتظهر بشكل ارتجالي انفعالي في أيام الانتخابات لتكون مجال نقد لدى المواطن.

هذه القضايا يدركها المواطن ويحتفظ بها لتكون مصدراً لتقييم القوى السياسية وعاملاً في اثارة مشاعره وقناعاته.