التأييدُ التلقائي والرفضُ التلقائي (فلسطينُ وجدانُ الأمّةِ الإسلاميّة)

التأييدُ التلقائي والرفضُ التلقائي (فلسطينُ وجدانُ الأمّةِ الإسلاميّة)

الحلقة الثانية

حسين جلوب الساعدي

القضيّة الوجدانيّة الإيمانيّة العقائديّة الإنسانيّة العادلةُ  يكونُ قبولُها تلقائياً بلا تكلّف ولا تحشيد وتكونُ مناصرتُها وتأييدها بلا مستأجر ولا أجير وإنّما عطاءٌ وفداءٌ وصمودٌ وتحدي وانتصار

    والقضيّة العدوانيّة والممارسات الإرهابيّة والنزعة الدمويّة يكون رفضها تلقائيًا لأنّها تجانب الوجدان والحق والعدالة .

هكذا المعادلة في القضيّة الفلسطينيّة ومناصرتها وتأييدها ودعمها والوقوف بجنبها لأنّها قضيّة عقائديّة تاريخيّة انسانيّة وحقوقية عادلة

 وهكذا هي اسرائيل متعصبةٌ عدوانيةٌ إرهابيةٌ دمويةٌ مجرمةٌ .

فمناصرة القضية الفلسطينية الواسعة والكبيرة والحاضرة والمتميزة عند عموم الأمّة الإسلامية كانت تلقائيةً لأنّها قضيةٌ وجدانيةٌ .

فالملحمة التي خاضها المجاهدون الفلسطينيون في مواجهة اسرائيل والصهاينة أصبحتْ بوصلةً توحّد الأمّة وتوجهها لقضاياها المركزيّة وأمست شاخصًا يُستدل به في تمييز عدالة القضيّة الفلسطينية وعدوانية اسرائيل .

وإنّ استمرار الزخم المعنوي والتأييد الواسع والتلاحم والحضور في حمل القضيّة نابعٌ من وجدان الأمّة لأنّها دخلت في ضميرها من عدة مسارب وهي :

  1. مكانةُ القدس الدينية عند المسلمين لأنّها أولى القبلتين ومنها معراج النبي (ص) وفيها قبّة الصخرة ولها أحكامها والصلاة فيها وأنّ المسلمين يقصدوها للزيارة والعبادة. وبعد الأعمال العدوانيّة لإسرائيل والصهاينة للسيطرة عليها استحضر المسلمون كلّ مكامن الوعي والاعتقاد لقدسيّة ومكانة القدس لتكون أحد مسارب الوجدان لقضيّة فلسطين .
  2. استحضار الأحداث التاريخيّة في الحروب الصليبيّة التي غزت بلاد المسلمين من أجل السيطرة على القدس وقد تمكّنت اكثر من مرّة وانتصر عليها المسلمون في معركة حطين وفي جنوب لبنان ودور الفدائيين الشيعة من الشهابيين في لبنان والجبل والشّيعة الاسماعيلية (جماعة حسن بن الصباح) وهزمت لغير رجعة ان استذكار الحروب الصليبية على ارض المقدسات في فلسطين أحد مسارب عمق الوجدان الإسلامي للقضيّة الفلسطينيّة .
  3. فَهم الشخصيّة اليهوديّة في التاريخ والتّراث والشّريعة حيث ُعُرف عنها الجدلُ والغدرُ والدسائسُ وقتلهم الأنبياء ونكثهم للعهود وحربهم لله ورسوله في المدينة وحصن خيبر ومعركة الخندق وطردهم من الحجاز .إنّ فهم المسلمين للشّخصية اليهوديّة الصفراء مثل احد مسارب الوعي في وجدان الأمّة .
  4. جمع اليهود من أصقاع الدنيا بعد وعد بلفور الذين لا ينتمون لأرض فلسطين بأي شكل من الاشكال لا باللغة ولا بالوطن لإعطائهم الحق في فلسطين بعد التحالف الصليبي والصهيوني وبمساندة الغرب وبريطانيا ، إنّ استحضار ظروف وعد بلفور؛ حيثُ كان العالم الاسلامي يرزح تحت القوى الصليبيّة الاستعماريّة من الانكليز والفرنسيين والطليان وجمع اليهود في فلسطين أحد الآثار الاستعمارية التي يقاوم المسلمون آثارها لحد اليوم لتكون أحد مسارب الوجدان عند الأمّة الإسلامية اتجاه قضيّة فلسطين .
  5. عدوان الصهاينة الذين اجتمعوا من شتات البلدان على سكّان بلد آمن ومستقر وأخذ اراضيهم وتهجيرهم وسلب املاكهم وحرمانهم من حق العيش والاستقرار في اوطانهم قضية يتفاعل معها ادنى ذي ضمير وانصاف ووجدان لذا اصبح هذا أحدَ موارد ومسارب دخول القضيّة الفلسطينيّة في وجدان الأمّة .
  6. عملية القتل والإبادة والترويع والقصف على المدنيين وقتل الأطفال والنّساء والشّيوخ وزج الأحرار في السجون وترويع الناس وأخذ اراضيهم هدم بيوتهم  وبناء المستوطنات فيها، إنّ جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني لا تعد ولا تحصى وكلما ازدادت وتكررت تعمّقت القضيّة في وجدان الأمّة الإسلامية وأحرار العالم .
  7. القضيّة الفلسطينيّة قضيّةٌ إسلاميّةٌ؛ حيثُ يتعرض الشعب الفلسطيني المسلم لاغتصاب أرضه وتهجير شعبه وسحق ما تبقى منه وحكمه بالحديد والنار والإرهاب والعنف والقسوة تدفع الشعوب المسلمة التفاعل مع إخوانهم في الدين وهم يتعرضون لاحتلال غاشم مجرم مما يجعلهم يتفاعلون معهم وجدانيًا وبدافع ديني عقائدي انساني إنّ مكانة القدس في عقيدة وتاريخ الأمّة الإسلامية واستحضار الحروب الصليبية الغازية لفلسطين وفهم طبيعة الشّخصية اليهوديّة الغادرة وجمع الغرباء بعد وعد بلفور في ظروف الاحتلال والاستعمار وعدوان الصهاينة على الشعب الفلسطيني والمجازر التي قاموا بها واسلاميّة وانسانية القضيّة الفلسطينيّة جعلها قائمةً شاخصةً ماثلةً في وجدان الأمّة لذا جاء تأييدها ومساندتها والافتخار بانتصاراتها بشكل تلقائي ووجداني لتمثل ردًا حازمًا حاسمًا للمغرضين والمأجورين والخانعين والمهزومين والمنساقين وراء التّطبيع والذل والاستسلام .

إنّ تلاحمَ الأمّة الإسلاميّة بقيادة المقاومة وبشجاعة الفلسطينيين ودعم ومساندة الجمهوريّة الإسلاميّة والقوى المقاومة وتأييد الأمّة الإسلامية يدل على بشائر النصر والانتصار .

والحمدُ لله ربّ العالمين

حسين جلوب الساعــــــــــــــــــــدي

23/5/2021