دور المرجعية الرشيدة في اصلاح المجتمع 

السيد هبة الدين الحسيني  الشهرستاني (قدس) انموذجا

الباحث : ا.د. حسين لفته حافظ ·       الباحث : م.م. ليث عبد الحسين العتابي· ·

مركز دراسات الكوفة / جامعة الكوفة             كلية الامام الكاظم (عليه السلام ) للعلوم الاسلامية الجامعة

 

 

 المقدمة:

     بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد الأمين وال بيته الطاهرين وبعد...

فقد كان للمرجعية الرشيدة ومنذ بداية التأسيس وحتى يومنا هذا الأثر الفعال في حفظ وسلامة البلاد من كل أنواع الهجمات التي تتعرض لها سواء اكانت تلك الهجمات تستهدف استعمار البلاد ونهب ثرواتها او حملة الغزو الثقافي الذي يراد منه زعزعة الدين في النفوس وكل الثوابت التي تربى عليها الجيل الناشيء ، وقد وقع الاختيار على مرجع من مراجع الحوزات الدينية وشيخ من شيوخ الدين والهداية ذلك هو العالم الجليل السيد هبة الدين الشهرستاني الذي ترك مؤلفات علمية تشهد بغزارة علمه ودوره الريادي في اصلاح المجتمع وحفظه من النزعات الطائفية مقتديا بأجداده الكرام من اهل البيت عليهم السلام .

    اما عن منهج البحث فقد اعتمدنا المنهج التحليلي بالاستناد الى الوقائع التي قام بها السيد هبة الدين  (رحمه الله ) فضلا عن مؤلفاته وخطاباته الإصلاحية ، وقد تطلب الامر منا الرجوع الى مصادر كثيرة جمعت بين الدين والتاريخ والاجتماع بغية الوصول الى نتائج مرضية بهذا الشأن واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

نبذة عن حياته :

    هو السيد محمد علي ( هبة الدين ) بن السيد حسين بن السيد محسن بن السيد مرتضى بن السيد محمد بن الأمير السيد علي الكبير الحسيني([1]) الحائري الحسيني الشهرستاني ( 1301 ـ 1386 هـ ) ( 1884 ـ 1967 ميلادي ) العالم و المجتهد و الفقيه و المفسر و الرجالي و الفلكي و الجغرافي و التاريخي و  الشاعر و الأديب و الإصلاحي و السياسي . ( من علماء الدين المتنورين الداعين للأخذ بالعلوم العصرية )([2]) . فهو أحد رواد المدرسة الإصلاحية التوفيقية , و التي حاولت التوفيق بين الإسلام و العلوم الحديثة([3]) . ولد في سامراء يوم الثلاثاء ( 24 رجب 1301 هجري ) بعد هجرة والده([4]) العلامة السيد حسين العابد من كربلاء إليها للاستفادة من دروس و علوم الأمام المجدد الشيرازي ( ت 1312 هـ ) يومذاك . و هو الحسيني لقباً , الشهرستاني شهرةً نسبة إلى أخواله من آل الشهرستاني , درس في سامراء , و كربلاء , و النجف الأشرف . حصل على الإجازة العلمية في المنطق و علم الأصول من أساتذته العلماء . أصدر في النجف الأشرف مجلة ( العلم ) لمدة سنتين , و رحل بعدها إلى الجزر العربية و بلاد الهند ثم عاد في سنة 1914 ميلادي و الحرب العالمية الأولى قائمة فاشترك مع المجتهد محمد سعيد الحبوبي في قيادة الجيش الشعبي في معارك الشعيبة مع الانكليز , و كان من أعضاء المجلس العلمي الذي كان من مهماته بث الدعوى بين طبقات الناس في المدن و العشائر بلزوم الاشتراك في الثورة ضد الانكليز و توسيع نطاق العمل و توجيه الإرشادات الدينية فيما يخص الثورة  , و بعد احتلال الانكليز للعراق اشترك في ثورة العشرين فاعتقل و زج به في سجن الحلة , و حكم عليه بالإعدام , ثم أطلق سراحه بإعلان العفو العام في سنة 1921 ميلادي , تقلد عدة مراكز منها : ( وزير المعارف ) في وزارة عبد الرحمن النقيب 1921 ميلادي , و ( رئاسة مجلس التمييز الشرعي الجعفري ) 1923 لمدة 11 سنة , و عندما كف بصره أثر مؤامرة خبيثة للجاسوسة البريطانية ( المس بيل ) مع الدكتور ( طوبليان ) , أعتكف في بيته سنة 1934 دارساً و محققاً يكتب في اليوم الواحد أربعين صفحة رغم فقدانه للبصر .

له من المؤلفات المطبوعة و المخطوطة ما وصل إلى ( 361 )([5]) مؤلف .

قال عنه الكاتب و القاص جعفر الخليلي : ( كان أول من غامر و خاطر و ضحى بمستقبله الروحاني الذي لو حافظ عليه لكان اليوم أحد المراجع الكبرى إن لم يكن المرجع الذي ينفرد بالمرجعية )([6]) .

توفي يوم الاثنين 25 شوال 1386 هـ / 6 ـ 2 ـ 1967 ميلادي عن عمر ناهز الخامسة و الثمانين سنة , و شيعت بغداد عالمها الأكبر تشييعاً مهيباً من المسجد المعروف بـ( مسجد براثا ) إلى الكاظمية , و دفن وسط مكتبته ( مكتبة الجوادين العامة ) في صحن الروضة الكاظمية المطهرة , و أقيمت له مجالس العزاء          ( الفاتحة ) في بغداد و كربلاء و النجف([7]) .

قال جعفر الخليلي مؤبناً له ( رحمه الله ) : (( كم يشق على المسلمين ضياع مجتهد كبير , و مصلح قل نظيره بين دعاة الإصلاح , و زعيم جمع الشيء الكثير من المزايا التي تخلده بين عظماء التاريخ ))([8]) .

المنهج الإصلاحي عنده   :

لقد تميز السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني و منذ شبابه بيقظة و وعي , و طموح و همة , و نزعة إصلاحية , و لقد كان يسعى و بجد إلى بعث الهمم و تنمية الأفكار الحديثة غير الضارة بالعقيدة .

البناء الإصلاحي عنده أساسه و مبتنياته :

و هنا لابد من ذكر العوامل التي كان لها التأثير في بناء شخصية السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني الإصلاحية , و تميزه بين أقرانه بتلك النزعة الإصلاحية التي أصبحت سمة مميزة له , و ماهية تلك العوامل التي أثرت به نحو الإصلاح و التجديد غير الخارج عن أطار الدين و الشرع القويم , و المقاوم للخرافات الاجتماعية و الدينية في المجتمع العراقي بشكل خاص , و باقي المجتمعات الشرقية بشكل عام , و يمكن أجمال عدة عوامل ألا و هي :

1ـ تأثره بمدرسة المجدد الشيرازي  :

فلقد تربى السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني في جو هيمن عليه زعيم ديني كبير هو المجدد محمد حسن الشيرازي ( 1814 ـ 1895 ميلادي ) صاحب فتوى ( التبغ ) الشهيرة التي جعلت الدوائر الاستعمارية تحسب للقيادات الدينية ألف حساب . لذا فقد تأثر السيد الشهرستاني بتلك الشخصية , و تلك الزعامة و علم بما لا يقبل الشك إن رجل الدين الصالح القيادي و الوطني هو فوق رجل السلطة و رجل السياسة , بل فوق كل منصب . لقد كان للمجدد السيد محمد حسن الشيرازي و التي استمرت زعامته العلمية لمدة 23 عاماً الأثر الكبير في التجديد و الإصلاح , إذ سادت سمعته في أرجاء البلاد الإسلامية , فقد كان العالم و المجاهد و المصلح .

2ـ دور أساتذته في بناءه الفكري الديني الأصيل  :

أ ـ الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب ( الكفاية ) فقد تأثر السيد الشهرستاني بمنهج هذا العلم في عرض المسائل الأصولية , كما و تأثر بآرائه الناضجة و الرصينة في مجال السياسة و الإصلاح . (( لقد ترك الخراساني أثراً هاماً في حركته الإصلاحية السياسية و هو ما تمثل في التلامذة الذين تخرجوا على يديه , و الذين كانوا من المقربين إليه مثل السيد هبة الدين الشهرستاني الذي كان مندمجاً بنهجه إلى درجة كبيرة ))([9]) . و للسيد الشهرستاني كتاب ألفه عن أستاذه هو ( طي العوالم في ترجمة الآخوند المولى محمد كاظم )([10]) . (( لقد لمع أسم صاحب الكفاية المجدد الشيخ ملا محمد كاظم الخراساني عام 1911 ميلادي في النجف الأشرف , فهو العالم و المجاهد و المصلح المجدد )) . (( فهو ـ أي الآخوند الخراساني ـ أشهر مشاهير عصره , كان آية في الذكاء و الحفظ و سرعة الانتقال , متقناً لعلمي الحكمة و الكلام و أصول الفقه , و هو الذي تنبه لخلاص شعب من رق الاستبداد , و نزع عنه نير الاستبداد . له أياد مشكورة على العلماء و أهل العلم و حملة الدين إذ جدد لهم منهج الدراسة , و صنف في الأصول و الفروع فكشف عن غامضها الحجاب , و ميز القشور عن اللباب ... و كان عصره عصر العلم و العرفان , عصر الترقي , عصر تنور الأفكار . فيه حدثت المطابع و الصحف و أكثر المدارس الحديثة ... ))([11]) .

ب ـ شيخ الشريعة الأصفهاني .

و هو الميرزا فتح الله بن محمد جواد الأصفهاني ( 1266 ـ 1339 هـ ) . عالم و مجتهد و مجاهد , له مناظرات مع محمود شكري الآلوسي , يمتاز بالموسوعية , و المطالعة الطويلة في العلوم التي لا تدخل في نطاق الفقه من قريب , و هو من أشهر قادة ثورة العشرين في العراق . و للسيد الشهرستاني فيه كتاب هو ( منظومة في مدح الشيخ فتح الله الشهير بشيخ الشريعة الأصفهاني )([12]) .

ج ـ الشيخ الميرزا حسين النوري صاحب ( مستدرك الوسائل ) .

د ـ السيد محمد كاظم اليزدي صاحب ( العروة الوثقى ) .

3ـ تأثره بالنظريات الحديثة العلمية الموافقة للدين :

إن فكرته الإصلاحية مبنية على قدم العرب و المسلمين في مجال المعرفة قبل الغرب . (( ... و كان للبعثات الأوربية الوافدة على بلاد المسلمين بمدنيتها الجديدة و مستوياتها العلمية و الثقافية دور أساس في إثارة العقول و نمو التطلعات نحو التجديد و الإصلاح ))([13]) . (( و نجحت بعض رموز الإصلاح في القيام بنهضة فكرية كبيرة وسط مجتمعاتها تمهيداً لقيام مشروع إصلاحي داخلي شامل لمناهج الدراسات الدينية التي تطلبتها متغيرات الدولة الحديثة ))([14]). (( من هنا مارس رموز الإصلاح أدوارهم الإصلاحية في مدارس المؤسسة التعليمية الدينية و مذاهبها . و تفاعلت المدارس الإصلاحية مع بعضها البعض و تشابهت في أحيان كثيرة , و ترك بعضها آثاراً واضحة على بعضها الآخر , و كانت التحديات في غالبيتها مشتركة , سواء تلك الناتجة عن أوضاع التخلف أو الناتجة عن النظام السياسي و آثار المستعمر الوافد ))([15]) .

4ـ المطبوعات الحديثة و دورها المؤثر :

لقد كان للمطبوعات الحديثة الأثر الكبير في تطور ذهنية السيد الشهرستاني فكرياً و معرفياً , و الوقوف ضد الجمود الديني و العلمي , و المطالبة بالإصلاح . كما و أنه كانت بينه و بين رواد النهضة العربية و حركة الإصلاح أمثال محمد عبده و رشيد رضا مراسلات و مخاطبات . (( و من أوائل الذين ولعوا بالمطبوعات المصرية و تأثروا بها كانوا أثنين أحدهما في بغداد و الآخر في النجف , هما جميل صدقي الزهاوي , و هبة الدين الشهرستاني ... ))([16]) .

 5ـ ايمانه بكون العرب هم بناة الحضارة قبل الغرب :

فالسيد هبة الدين الشهرستاني :(( كان شديد التمسك بالدين و قصد من العلوم الحديثة ما لحق بالدين و واكبه و اتفق معه , و لهذا رأيناه في كتبه و مقالاته يسعى للبرهنة على أن الدين الإسلامي سابق للعلوم الحديثة بنظرياته , و إن تلك العلوم لم تأت بما يناقض الإسلام أبداً , و إذا ما ظهر بينهما شيء من التناقض فمرد ذلك إلى سوء الفهم و قلة الإطلاع ... كان الشهرستاني يريد عودة المجتمع إلى حضيرة الدين بعد تنقيته من الأدران التي لحقت به في العهود المتأخرة ... ))([17]) .

الآليات الإصلاحية عنده

1ـ الاستفادة من المنصب الديني في الحوزة العلمية .

و ذلك عن طريق التدريس , و الفتوى , و التصدي لأمور و شؤون الناس الدينية و الحياتية .

2ـ الاستفادة من المناصب السياسية و الإدارية التي تسنمها .

من خلال منصبه كوزير للمعارف في العراق و الذي تسلمه بتاريخ ( 12 / 9 / 1921 ) ميلادي في حكومة عبد الرحمن النقيب([18]) .

3ـ عن طريق الإعلام ( السلطة الرابعة ) .

عن طريق الصحف و المجلات و التي كانت من خلال عدة طرق منها :

أولاً : ـ تأسيسه لمجلة ( العلم ) و التي صدر العدد الأول منها في ( 29 / 3 / 1910 ) فكانت أول مجلة عراقية عربية تصدر بعد الثورة الدستورية العثمانية , و الثالثة من نوعها في النجف إلى جانب المجلتين الفارسيتين ( الغري ) و ( درة النجف ) .

و لقد أرخ صدورها المجتهد الكبير الشيخ المجاهد محمد الحسين آل كاشف الغطاء بقوله :

هبــــة الدين أتانا      بعلوم مستفيــــضة

و له التاريخ أهدى     طلب العلم فريضة

 (( كانت رغبة الشهرستاني واضحة من خلال الكتابة في الصحف , و كان يدعوا إلى إجراء إصلاح يهتم في المقام الثاني بعد تنقية الدين من الشوائب بما أنتجته البشرية من حضارة و تقدم مدني و علمي , و هو أمر كان يصعب على الأجواء التقليدية في النجف التفاعل معه بسرعة . فأسس السيد الشهرستاني عام 1910 ميلادي مجلة العلم في النجف , كانت ذات طابع تنويري , منفتح , و حاولت ربط النجف بالعالم الخارجي و بالتطورات الاجتماعية و العلمية و الثقافية الحاصلة فيه . و استقطبت هذه المجلة الطليعة من الشباب المتنورين كالشيخ محمد رضا الشبيبي , و محمد باقر الشبيبي , و غيرهما , و لكن السيد الشهرستاني لم يكتف بذلك , بل أنشأ علاقات قوية مع العالم الخارجي و أصبحت هذه المجلة منبراً يكتب فيه المجددون و المصلحون أمثال طنطاوي جوهري و غيره من مصر ))([19]) .

ثانياً : ـ من خلال مقالاته التي نشرت في العديد من الصحف و المجلات , و إسهاماته فيها كمجلة ( رسالة الإسلام ) التي تصدر عن دار التقريب بين المذاهب .

4ـ عن طريق الكتابة و البحث و التأليف .

5ـ عن طريق السفرات و الرحلات و الزيارات .

6ـ المناظرات العلمية .

7ـ الخطابات و المحاضرات و المحافل العلمية .

8ـ الجهاد و المعارضة و المقاومة .

التطبيقات الإصلاحية عنده   :

اهم الامور التي قام بها :

أ ـ أعداد الكادر القادر على الإصلاح , فقد كان طموح السيد الشهرستاني تأسيس جامعة أكاديمية عليا ذات مناهج علمية حديثة تخرج الكادر العلمي الإصلاحي . (( ... و قد اتخذ ( الشهرستاني ) له حلقة دراسية في جامع الطوسي كان يدرس فيها بعض مبادئ العلوم الحديثة التي استمدها من المجلات و الكتب المصرية , فأثار بذلك شيئاً من الضجة و اعتبره المتزمتون و المتعصبون متفرنجاً ))([20]) .

أما أشهر تلامذة السيد هبة الدين الشهرستاني و الذين تخرجوا من مدرسته الإصلاحية فهم : ـ

1ـ الشيخ محمد رضا الشبيبي ( ت 1385 هـ ) .

2ـ العالم الشاعر الأديب المجدد الشيخ علي الشرقي ( ت 1384 هـ ) .

3ـ آية الله العظمى السيد محمد حسين شهاب الدين المرعشي النجفي ( ت 1411 هـ ) .

ب ـ محاربة الخرافات التي دخلت في تراثنا الإسلامي , و التي ليس لها أي أصل عقلي أو ديني

ج ـ موقفه من قضية نقل الجنائز من المناطق البعيدة إلى النجف .

قال في شأن ذلك : (( يلحق الضرر الفاحش بصحة أبناء العراق من ورود هذه الرفاة و الجثث المتعفنة بحيث لو قدرت الحكومة ما تنتفع من رسومها , و قدرت الأضرار اللاحقة للأمة العراقية من الأمراض و الأوبئة و تأخر صحة الأهالي لاعترفت بخسران نفسها و غبنها في هذه الصفقة ))([21]) .

د ـ موقفه مما دخل إلى الشعائر الحسينية من بدع و تحريفات .

هـ ـ طرحه لـ( منهاج الإصلاح الروحاني )([22]) المكون من أثني عشر فقرة بهدف الإصلاح في الحوزة العلمية و المؤسسات الدينية التابعة لها . (( و في العراق حيث المؤسسة التعليمية الشيعية انتظمت علومها في الحوزة على المناهج القديمة و مؤلفاتها صعبة الاستيعاب و استمرت في منهج التدريس القائم على شرح العبارة و حفظها و استخدام الوسائل و الأدوات القديمة دونما رغبة في الإصلاح و التجديد إلا عند بعض رموز الإصلاح المضطلعة بأحوال العالم و تمدنه و لم تكن جهود الإصلاح في النجف مختلفة من حيث نمط صراعها مع المحافظين التقليديين حيث واجهت عقبات كثيرة لم يستطع على أثرها رموز الإصلاح إقامة بعض صور الإصلاح و التجديد إلا بشق الأنفس برغم ما كانوا يتصفون به من إرادة و شخصية علمية معتبرة و محترمة في الأوساط العلمية ... ))([23]).

و ـ تهيئة الكوادر الخطابية و التبليغية القادرة على التبليغ و نشر المذهب و رد الشبهات .

2ـ  اهم انجازاته في وزارة المعارف  :

فمن خلال منصبه كوزير للمعارف في العراق و الذي تسلمه بتاريخ ( 12 / 9 / 1921 ) ميلادي في حكومة عبد الرحمن النقيب([24]) .

سعى لإصلاح المؤسسة التعليمية في البلاد ما أمكن , من خلال أتباعه سياسة تعليمية و تربوية ذات طابع وطني و قومي , إلى جانب مواكبة العلوم و المعارف الحديثة حتى تكون نتائجها في المحصلة النهائية إعداد نشء واع و متنور , بالإضافة إلى بذل جهود حثيثة بالحد من تدخلات المستشارين البريطانيين في شؤون التعليم([25]) .

ففي هذا المنصب و رغم استنزاف الجهد و الوقت فأنه لم يتشاغل عن مواقفه المبدئية بمناصرة المعارضة السياسية في العراق([26]) , و المطالبة المشروعة بالحرية و الاستقلال من ربقة الانتداب البريطاني , و الذي أدى به إلى الاستقالة من منصبه في ( 14 / 8 / 1922 ) قائلاً : ( إن شعبنا العراقي الكريم , الذي جاهد في سبيل تكوين حكومته الوطنية لا يهدأ روعه إلا إذا وجد حكومته حرة في أعمالها ... فكيف نرجو سكون الشعب و اطمئنانه مع أنه من جهة يظن أن بقاء الانتداب عليه , و لم يسمع بإلغاء ذلك صريحاً )([27]) .

و كان ضمن منجزاته في وزارة المعارف : ـ

أ ـ محاربة المناهج التي تهدف إلى تفتيت الوحدة الوطنية , و القومية العربية كالمناهج التي كانت مقرة من قبل الدولة العثمانية أو ما جاء به ساطع الحصري .

ب ـ محاربة من يريد الترويج لثقافة التغريب على حساب الأصالة .

ج ـ محاربة سياسية ضرب طلاب المدرسة و أهانتهم بحجة الانضباط .

د ـ محاربة قضية التمييز التربوي .

هـ ـ محاربة قضية منع المرأة من التعليم .

و ـ تبديل الموظفين الأجانب بالعراقيين الوطنيين , و منها طرده لمستشار وزارة المعارف ( كابتن فاول ) .

ز ـ فتح المدارس العديدة في أنحاء العراق , و في القرى و الأرياف .

ح ـ تأسيس مجالس المعارف في الألوية العشرة ( يومئذٍ ) .

ط ـ جمع الإعانات و التبرعات من الأهالي للمدارس .

ي ـ أنشاء بنايات جديدة للمدارس و مؤسسات التعليم .

ك ـ إرسال أول بعثة من التلاميذ العراقيين إلى مدارس عالية في أوربا و سوريا .

ل ـ تغيير الأنظمة و تبديل منهاج الدراسة إلى المنهاج المطبوع سنة 1922 .

م ـ تأكيده على التعاليم الدينية , و أقامة الصلوات في المؤسسات التعليمية و المدارس .

و تولى رئاسة ( مجلس التمييز الشرعي الجعفري ) بتاريخ ( 14 / 8 / 1923 ) .

كما أنه أنتخب عضواً في المجلس النيابي أثر انتخابات ( كانون الأول 1934 ).

ن ـ فقد كانت له المبادرة التي قدمت للملك فيصل حول(برنامج مدرسة العشائر )([28])

3ـ اصلاحاته في مجال نشر العلم و المعرفة :

افتتاحه مكتبة عامة لتتيح للجمهور الاطلاع على التيارات الجديدة في مصر و سوريا([29]) , و هي مكتبة ( الجوادين العامة ) كانت أولاً في منزله ( رحمه الله ) في مدينة بغداد , و ذلك قبل نشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1939 ميلادي , ثم انتقلت إلى مدينة الكاظمية المقدسة عند انتقال مؤسسها إلى هذه المدينة في الشهر السادس من سنة 1940 ميلادي , و في الشهر التاسع من سنة 1940 نقلها                  ( رحمه الله ) إلى القاعة الكبيرة الواقعة في الركن الجنوبي الشرقي من الصحن الكاظمي المقدس و ذلك بعد موافقة مديرية الأوقاف التابعة لمجلس الوزراء و موافقة رئيس الوزراء آنذاك رشيد عالي الكيلاني , و في مطلع سنة 1941 أوقف السيد                ( رحمه الله ) هذه المكتبة وقفاً عاماً بعد أن نقل إليها كتبه الخاصة و نفائس المخطوطات التي جمعها خلال خمسين سنة من حياته العلمية المباركة , و خصصت لها وزارة المعارف سنة 1945 نصيباً من مساعداتها المالية , و كذلك خصصت مديرية الأوقاف العامة حصة مالية لمساعدة المكتبة سنوياً , و في مطلع سنة 1947 أهدى نظام حيدر آباد الدكن في الهند و ملكها يومذاك ستمائة كتاب من الكتب الإسلامية المطبوعة عندهم باللغة الأوردية و الهندية .

و قد زار هذه المكتبة العديد من المستشرقين و علماء الغرب منهم : ( السنيور كارلو نالينو الإيطالي , و الدكتور لويس ماسنيون الفرنسي , و ألهر يوسف شاخت الألماني , و البروفيسور أندرسون الانكليزي ) .

كما و زارها من الهند : ( الراجا حيدر خان , و الراجا محمود آباد ) .

و كذلك : ( محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين ) .

و من علماء الشيعة : ( السيد أبو القاسم الخوئي , و الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء , و السيد صدر الدين نجل السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي , و الشيخ جعفر النقدي , و الشيخ محمد جواد مغنية ) .

4ـ  مجال الكتابة و التأليف :

تأليفه لكتاب حاول أن يوافق فيه بين الإسلام و العلوم الحديثة و الأساليب الجدية في التفكير([30]) .

و هذا الكتاب هو ( الهيئة و الإسلام ) و الذي قالت عنه مجلة المقتطف : ( إن هذا الكتاب لو يترجم إلى لغة غربية يوقع دوياً في الأندية العالمية ... )([31]) .

و قال عنه شيخ الشريعة الأصفهاني : ( إن هذا الكتاب صار همزة وصل بين القديم و الجديد ... )([32]) .

يقول جعفر الخليلي عن هذا الكتاب : ( ... و استخلص السيد هبة الدين من محاضراته التي كان يلقيها على تلامذته كتاباً باسم ( الهيأة و الإسلام ) فكان لكتابه هذا صدى عظيم في وقته إذ كان من العوامل المهمة في نسف المعتقدات الخرافية الراسخة في الذهن ... )([33])

بل أنه ألف الكتب العديدة في هذا المجال , و كتب المقالات و الكلمات في هذا المضمار , من أجل نشر الأفكار الداعية إلى الإطلاع على العلوم و النظريات الحديثة الغربية و غيرها , من أجل مواكبة الركب الحضاري , و الارتقاء بالأمة إلى سنام المعرفة .

كما و إن كتبه و مؤلفاته المتنوعة و التي وصلت إلى (361)([34]) مؤلفاً في مختلف العلوم و شتى المجالات المعرفية . فهو صاحب المقولة المشهورة ( خير المخلفات المؤلفات )([35]) , و التي ترجمها إلى كتاب بنفس العنوان .

قال الخاقاني عنه ( رحمه الله ) في ( شعراء الغري ) : ( و أروع جانب من حياته ـ أي السيد هبة الدين ـ هي هذه الآثار .. و قد سدت فراغاً كبيراً في المكتبة العربية الإسلامية )([36]) .

5ـ إنجازاته في مجال الإعلام  :

أولاً : ـ تأسيسه لمجلة ( العلم ) و التي صدر العدد الأول منها في ( 29 / 3 / 1910 ) فكانت أول مجلة عراقية عربية تصدر بعد الثورة الدستورية العثمانية , و الثالثة من نوعها في النجف إلى جانب المجلتين الفارسيتين ( الغري ) و ( درة النجف ) .

و قد قال الصحفي سلمان الصفواني في شأن مجلة العلم : ( فلها الفضل الأكبر في بث الأفكار السامية , و نشر دعوة العلم بين طبقات أفراد الأمة , في وقت كان الجهل ضارباً أطنابه في جميع الأنحاء العراقية ... كانت تضاهي المجلات الراقية بمواضيعها و حسن عباراتها , التي نالت استحسان أمهات الصحف العربية )([37]) .

و قال عنها جعفر الخليلي : ( و لما رأى الشهرستاني وجوب توسيع الحركة و بث الأفكار الحديثة و الدعوة إلى الإصلاح أصدر مجلة ( العلم ) في النجف , و لأول مرة يتخذ من هذه المجلة مدرسة سيارة لنشر دعوة إصلاحية عامة إلى جانب اهتمامه بنقل الأخبار العلمية و الاكتشافات الحديثة , و قد تولى الرد في هذه المجلة على بعض المستشرقين الذين نالوا في بحوثهم من الإسلام , و على رغم العراقيل التي جابهها السيد هبة الدين , و جابهتها مجلته فقد كان لها أثر ملموس في الوعي العام ... )([38]) .

  1. لقد تعرضت مجلة العلم لقضايا : ( التبشير , و الأستشراق , و الجمود الديني , و الإصلاح , و الحريات العامة , ... ) . كما و عرفت و من خلال صفحاتها باثنين و أربعين كتاباً متنوعاً في العلوم و الآداب و الفلسفة و التاريخ , ... و تناولت تسعين إصداراً ما بين جريدة و مجلة عراقية و عربية و أجنبية .
  2. تعرضه للنظريات و المؤلفات الغربية و النظريات العلمية الحديثة بالبحث و التحليل , بل و قراءة نقد الكتب و المقالات الغربية من جانب , و تبيين المفيد منها , بل مدحه و إطرائه .
  3. فقد عرف السيد الشهرستاني و من خلال مجلة العلم بعدد من كبار المستشرقين أمثال : ( أدموند مونتيه , و توماس كارلايل , و درانيور جوزيف , و ادوارد براون )([39]) .
  4. كما رد على مقالات المتعصبين ضد الإسلام من المستشرقين و الغربيين أمثال : ( المستشرق الروسي ألكسي([40]) , و سنت كلايبر تسد تسدل([41]) ) .
  5. كما و أثنى السيد الشهرستاني على جهود الباحثين منهم علمياً أمثال : ( الفرنسي درانبور جوزيف([42]) حول دراسته للفرق الإسلامية , و السويسري ادموند مونتيه([43]) عن عوامل انتشار الإسلام , و توماس كارلايل([44]) عن كتابه الأبطال و شخصية النبي محمد ( ص ) فيه , و ما قاله المستشرق                  ( مسمر ) عن الإسلام([45]) , و كذلك ما قاله ( كورتلمنت ) حول الإسلام أيضاً([46]) ) .
  6. كما و وضح السيد الشهرستاني النتاج العلمي المفيد للغربيين و أهميته و من أمثال ذلك : ( التعريف بالمفكر الفرنسي الكبير جان جاك روسو صاحب كتاب ( العقد الاجتماعي ) , و الروائي الروسي ليو تولستوي مبدع الرواية الإنسانية ( الحرب و السلام ) , و الكاتب النرويجي هنري أبسن الذي شدد على تأثير الظروف الاجتماعية في أبداع الفرد ) .

كما قد تعرض للآراء و النظريات لدى علماء الغرب التي منها : ( تعرضه لما قاله الباحث و الدكتور الانكليزي ( ليتن ) حول مضار المسكرات على كريات الدم الحمراء([47]) , و رأي العالم الفلكي الدنماركي ( تيخو براهة ) و العالم الفلكي الألماني ( بلر )([48]) , و كذلك ( نيوتن , غاليلو , كلود برنار واضع علم التشريح الحديث , و الفلكي دنودن , كومندون مخترع السيماتوغراف , وري كامبل فيدل , مارتسين هال , و بنجرتر و اختراعه للمدفع )([49]) .

  1. و تعرضه للصغار من المخترعين أمثال : ( رونالد مورفي مخترع ألعاب , و مايل هوارد مخترعة ألعاب , و ألبرت سميث مخترع آلة للتجديف , و جورج روهنستيد مخترع طريقة للنجاة من الحريق , و صموئيل كولت مخترع المسدس الذي سمي باسمه )([50]) .

ثانياً : ـ من خلال مقالاته التي نشرت في العديد من الصحف و المجلات , و إسهاماته فيها كمجلة ( رسالة الإسلام ) التي تصدر عن دار التقريب بين المذاهب .

منها المقالة التي نشرت في العدد الثالث من مجلة رسالة الإسلام ص 250 تحت عنوان ( رمضان رمز تقريب القلوب و تأليف الشعوب ) و التي قال فيها : ـ ( كم لهذا الشهر الكريم من مزايا في الدين والتاريخ : فيه بدأ نزول القرآن وهو دستور الإسلام ، ومنبع علومه ، وحارس شريعته وفيه انتصر المسلمون في أول غزوة وهي غزوة بدر الكبرى ، فاستقرت دولتهم وقويت شوكتهم ، وأمر أمرهم ، و أصبحوا أمة ذات سلطان وهيبة ، بعد أن كانوا قوماً مهاجرين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن يقولوا ربنا الله ، وفيه ليلة القدر التي هي بنص القرآن خير من ألف شهر .  يمتاز شهر رمضان في الدين والتاريخ بهذه الميزات الثلاث وكل واحدة منهن ذات معنى خاص وشأن خطير : فأما القرآن الكريم فإنه أفضل كتب الله أنزله على أفضل رسله فكان آيته الخالدة على الزمان ولم يكن خلود هذا الكتاب وأعجازه لقوى البشرية راجعاً فحسب إلى البلاغة وقوة البيان مما أدى إلى سجود العرب البلغاء له ، و خفضهم للرؤوس إذعانا واعترافاً ، وإنّما كان أيضاً لما أودعه الله إياه من علم وإيحاءات وإرشادات ومن تهذيب للنفوس وتقويم للأخلاق وانه لا ينافي علما ثبتت صحته بالدليل والبرهان ولا يعارض صلاحا يمكن البشر أن يعتمدوا عليه في ترقية شئونهم وإقرار السلام والأمن بينهم وما تزال مبادئه ومثله وقواعد أحكامه ومناهجه هي النور الذي يهدي الحيران ويرد الشارد ويضيء آفاق الحياة ، ولم يزل كذلك في مستقبل الدهور والأزمان حتّى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ... )([51])

ثالثاً : أشرافه على ( مجلة المرشد )([52]) : و هي مجلة شهرية كانت تصدر في بغداد و كانت تحت نظر السيد ( رحمه الله ) و رعايته , و كان أغلب بحوثها العلمية و مقالاتها له .

و هو القائل ( رحمه الله ) عن الصحافة : ( إن نطاق البحث أضيق من أن يحصي منافع الصحافة و فوائدها الخاصة و العامة في العوالم الدينية و المدنية ... أليست هي للأمة عيناً مراقباً و لساناً ناطقاً و خطيباً صادقاً ... و معلماً هادياً و مؤدباً ناصحاً و صراطاً واضحاً تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر )([53]) .

6ـ أما عن طريق سفراته :

عن طريق سفراته الدائمة في الداخل و الخارج .

و ذلك للتعرف على ( الأنظمة السائدة ) و ( التطور ) و ( التعرف على علماء الأمصار ) .

يقول الدكتور محمد باقر البهادلي : ( بدأ رحلته بنية القيام بمشروع جليل كثير النفع و الأهمية للعالم الإسلامي يهدف إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي , قطع فيها نحو خمسة عشر ألف ميل من المسافات و شاهد فيها أثنتي عشرة حكومة و إمارة , و زار أكثر من ستين بلداً , و وفق في أثنائها لتشكيل إحدى عشرة مؤسسة على اختلاف أسمائها ... )([54]) .

و من هذه المؤسسات : ـ

1ـ ( جمعية خدمة الإسلام ) في الأعظمية ببغداد في شوال 1330 هـ .

2ـ ( الجامعة الإسلامية ) في مدينة العمارة العراقية 1330 هـ .

3ـ ( جمعية الاتفاق العماني ) في سلطنة عمان / مسقط .

4ـ ( جمعية جنود الله ) في كلكتا الهند ربيع الأول 1331 هـ .

5ـ ( جمعية أهل الحق ) في اليمن في ذي الحجة 1331 هـ([55]) .

و لقد أسلم أثر رحلاته هذه العديد فمن رحلاته الخارجية ( الشاب يوسف بطرس الإيراني , و مرزة بنت جورج السورية , و الهندي البرهمي كل ماني مسرا , و الألماني ويرنر ألفريد ) .

أما في رحلاته الداخلية فقد أسلم : ( خضوري الموصلي و كان يهودياً , و فون غولنج و هو القائد العسكري الألماني في بغداد وقت الاحتلال العثماني )([56]) .

و له مؤلفات تحدث فيها عن رحلاته منها : ـ

( زيارة خراسان , أو جولة في بلاد ساسان )([57]) . و ( الساحليات )([58]) , و فيه جمع فوائد سفراته إلى سواحل الخليج . و ( سياحة الهند )([59]) .

7ـ  مناظراته :

و نذكر منها المناظرة التي طبعت في كتاب أسمه ( حديث مع الدعاة )([60]) و هي مناظرة مع بعض الدعاة البروتستانتيين في بغداد .

و له ( الأبيات الفاخرة في فن المناظرة )([61]) .

و ( إسلام برهمي )([62]) , و ( الرد على البابية )([63]) , و ( فتح الباب في جواز تقبيل الأيدي و الأعتاب )([64]) ,

و ( المأثور في زيارة القبور )([65]) , و ( مسيح الأناجيل أو مسيح القران )([66]) .

و له ( رحمه الله ) في الجواب عن سؤال وجه أليه و هو : ـ

إن بعض الناس يسمون الشيعة ( رافضة ) فما المقصود من ذلك , و ما حقيقة الأمر فيه ؟

فأجاب ( رحمه الله ) : ( لا يخفاكم أن الشيطان قد نزغ بين فرق المسلمين الأقدمين , و نشر بينهم العداوة و البغضاء بعد ما فرقهم شيعاً , فصارت كل فرقة تعبر عن خصومها بألقاب الذم بينما تعبر عن نفسها بعبارات المدح , فكان الشيعة الأولون يعبرون عن جماعتهم بالمؤمنين أو الخاصة بينما كان خصومهم يسمونهم في عهد معاوية ( شيعة أبي تراب ) و كانوا يسمونهم في عهد الحجاج ( علوية ) ثم من بعد قضية زيد الشهيد أخذ المتعصبون ضدهم يسمونهم ( الرافضة ) مع أن جمهور الشيعة نصروا زيداً و لم يرفضه سوى شرذمة قليلة من فرق الكيسانية و السبئية , و طوائف قد انقرضت , و لم يبق منهم باقية , و لكن خصوم الشيعة عمموا أسم الرفض حتى على الجعفرية نكاية بهم , في حين أن الجعفرية في الكوفة كانوا أنصار زيد و شهداء بين يديه )([67]) .

8ـ خطاباته في المناسبات و الاحتفالات الخاصة و العامة :

و هي كثيرة جداً نذكر منها كلمته الموسومة ( ذكرى عاشوراء ) و التي ألقيت في الاحتفال الذي أقامه شباب الكاظمية بذكرى يوم عاشوراء في شهر محرم 1360 هـ , و التي نشرته مكتبة النجاح في كتيب صغير و التي قال فيها : ـ

( في ثنايا التاريخ العربي ثلمه من الزمان خطيرة . ليس في وسع الخطيب البليغ أن يبلغ حد خطورتها و مدى تأثير حادثتها .

حادثة تشع من نوافذها أنوار حقائق متنوعة من أخلاقية و اجتماعية و حربية هي حادثة عاشوراء في محرم سنة 61 من الهجرة . حيث حوصر هناك سبط النبي و ريحانته الحسين بن علي ( ع ) بجملة من آله و فتية من بني هاشم , و جملة أصحابه من أبطال العراق الأشاوس , لا ذنب لهم سوى تمسكهم بمبادئهم القويمة .

حادثة أقامت العالم الإسلامي و أقعدته من يومها إلى يومنا . و من يومنا إلى ما شاء الله من أيام الدهر . و لم تكن الهمم و الأنظار مجذوبة لهذه الحادثة الفذة لمجرد أنها فذة لم تلد الأيام أختها في كر الغداة و مر العشي , بل لأنها مدرسة العبر و معهد الثقافة العالية . تأخذ الأفراد و الأمم من ذكرها و ذكراها دروساً جمة و مهمة من نواحي شتى فيستجلي المعتبر منها حدود النفس في درجات الفضائل و الرذائل من رحمة أو قسوة أو عفة أو شهوة أو عفو أو انتقام و تمسك بالشريعة أو استرسال في ميول الطبيعة .

كذلك استفادوا من ذكرى هذه الحادثة المؤلمة تحديد الظلم و تهديد الظالمين و تخفيف الآلام على المظلومين و تسلية المفجوع الحزين . حادثة فذة لم تلد أم الدهر أختها دهشة و غرابة من اقتران أقطاب الفضيلة بأقطاب الرذيلة . غرابة أفعال الجانبين أو بالأحرى في غرابة الرواية و عظمة بطلها الفذ سيدنا الحسين ( ع ) , و كما كانت الآفاق العربية تردد صداها كانت العائلة النبوية تجدد ذكراها صباحاً و مساء و تبكي عليه رجالاً و نساء . كلما رأوا الماء ذكروا عطش قتلاهم . فهم لا يهنأون بطعام و لا بمنام حتى نهضت بالعراق ثلة من أرومة أريافه و زعماء العرب الأقحاح أمثال المختار الثقفي , و إبراهيم النخعي , و سليمان الخزاعي , و المسيب الفزاري . شعارهم ( يا لثارات الحسين ) , و قتلوا قتلة الحسين ( ع ) أمثال أبن زياد , و أبن سعد , و سنان , و شمر , و حرملة .

فخفت من ذلك لوعة الأشجان من بني هاشم و هدأ منهم نشيج الزفرات و نزيف العبرات . فصارت المآتم منهم تقام في السنة مرة بعد ما كانت مستمرة .

ففي ذلك العهد ( عهد السلف الصالح ) يحدثنا التاريخ عن أعلام أهل البيت النبوي أنهم كانوا يستشعرون الحزن كلما هل هلال محرم , و تفد عليهم وفود من شعراء العرب لتجديد ذكرى سيدنا الحسين ( ع ) لدى أبنائه الأماجد ...

أجل إن إقامة العزاء الحسيني يرتقي تأريخه إلى عهد قديم في الإسلام . أو هو قريب العهد من الصحابة و التابعين ... )([68]) .

9ـ  جهاده و نضاله :

لقد كان السيد الشهرستاني المجاهد و المناضل و المحارب من أجل استقلال العراق و عزته , و كرامته اشترك مع المجتهد محمد سعيد الحبوبي في قيادة الجيش الشعبي في معارك الشعيبة مع الانكليز , و كان من أعضاء المجلس العلمي الذي كان من مهماته بث الدعوى بين طبقات الناس في المدن و العشائر بلزوم الاشتراك في الثورة ضد الانكليز و توسيع نطاق العمل و توجيه الإرشادات الدينية فيما يخص الثورة  , و بعد احتلال الانكليز للعراق اشترك في ثورة العشرين فاعتقل و زج به في سجن الحلة , و حكم عليه بالإعدام , ثم أطلق سراحه بإعلان العفو العام في سنة 1921 ميلادي . و له كتاب أسمه ( أسرار الخيبة من استرجاع البصرة و الشعيبة )([69]) ألفه ( رحمه الله ) سنة انكسار المجاهدين في البصرة , و خيبتهم في فتح الشعيبة سنة  ( 1333 هـ ) و قد كشف فيه ( رحمه الله ) الأسرار الخفية لتلك الخيبة . لقد قاد السيد هبة الدين ( رحمه الله ) قوة من عشائر آل فتلة و بني حسن و العوابد تحركت في أوائل محرم من عام 1333 هـ عن طريق الفرات إلى أن التحقت بالشعيبة من الجناح الأيمن الذي كان في مقدمته المجاهد الكبير السيد محمد سعيد الحبوبي             ( رحمه الله ) . كما قاد السيد هبة الدين ( رحمه الله ) حملة أخرى عن طريق كوت الأمارة كان النصر حليفهم فيها حيث استطاعوا محاصرة جيش الانكليز و أسر قائده ( طاوزند ) مع جميع جيشه البالغ أثني عشر ألف رجل . كما و كان ( رحمه الله ) الممثل عن الأمام محمد تقي الشيرازي في الجلسة مع السير ولسون الحاكم السياسي البريطاني العام في العراق لنقل مطالب العراقيين في الحرية و الاستقلال , و التي لم ينفذها الانكليز لتندلع الثورة العراقية الكبرى بقيادة رجال الدين , و منهم السيد هبة الدين ( رحمه الله ) . لقد أسس أبن الميرزا الشيرازي منظمة في كربلاء ضمت إلى جانبها علماء دين و شخصيات عراقية معروفة كالسيد حسين القزويني , و السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني  . و عن دور علماء الدين في تحرر العراق الجديد و قيام الثورات الكبرى من أجل أستقلالة كثورة العشرين المباركة و غيرها لذا يقول حسن العلوي : (( أن هؤلاء الفقهاء و زعماء الفرات الأوسط و قادة الحركة الوطنية في بغداد هم مؤسسو العراق الحديث و ليس عبد الرحمن النقيب , و نوري السعيد , و عبد المحسن السعدون , و ياسين الهاشمي , و جعفر                      العسكري ))([70]) . لذ فأن المس بيل تقول: (( لم يكن يدور بخلد أحد و لا حكومة صاحبة الجلالة , أن يمنح العرب مثل الحرية التي سنمنحهم إياها ألا كنتيجة للثورة ـ ثورة 1920 ـ ))([71]) . دلالة على الأثر الكبير لعلماء الدين في أستقلال العراق و حريته .

الآخر المعرفي  في فكره  :

و هنا نذكر جدولاً بأهم العلماء الذين ذكرهم السيد هبة الدين الشهرستاني في مجلة العلم مناقشاً و معلقاً على كتاباتهم , و متناولاً لأفكارهم بالنقد و التحليل و هم : ـ

1ـ الكاتب الفرنسي ( هنري ) و المناقشة حول كتابه ( الإسلام ) و ما ذكر فيه من مدح للإسلام .

2ـ الفيلسوف السويسري ( أدموند مونتيه ) الأستاذ في جامعة جنيف , و كتاباته المادحة للإسلام .

3ـ ذكره للقضايا الإصلاحية في فكر ( مارثن لوثر ) و إنه إصلاح سياسي و ليس بديني .

4ـ ذكره للقضايا الإصلاحية في فكر ( كالفان أو كالفن ) و إنه إصلاح سياسي و ليس بديني .

5ـ ذكره للعالم الفلكي الإيطالي المشهور ( غاليلو ) و دوره في اكتشاف كوكب المشتري .

6ـ العالم و المستشرق الفرنسي ( مسمر ) و مديحه للإسلام .

7ـ ذكره للمدام ( كوري ) مستكشفة عنصر الراديوم الكيميائي .

8ـ في مجال ترجمة القرآن للغات الأجنبية ذكر أسماء أشهر من ترجم القرآن الكريم و هم : ـ

   أ ـ العالم الانكليزي ( روبرت ) و قد ترجم هذا العالم القرآن سنة ( 1143 ميلادي ) , و نشرت هذه الترجمة سنة ( 1543 ميلادي ) .

   ب ـ العالم الألماني ( سالمون شويغر أو أشقجر ) ترجم القرآن للألمانية عام ( 1616 ميلادي ) .

   ج ـ ( دي ريير ) ترجم القرآن للفرنسية عام ( 1647 ميلادي ) .

   د ـ ( كاريميرسكي ) ترجم القرآن للفرنسية .

   هـ ـ ( ألكسندر روس ) ( Alexander Ross  ) ترجم القرآن للإنكليزية عام ( 1649 ميلادي ) .

   و ـ ( جورج سيل ) ( George Sale ) ترجم القرآن للإنكليزية عام ( 1734 ميلادي ) .

   ز ـ ( القس رودويل ) ترجم القرآن للإنكليزية .

9ـ المهندس الإنكليزي ( تيبر ) المشرف على بناء سدة الهندية , و ما جرى بينه و بين السيد ( رحمه الله ) من مناقشات علمية , و مناقشات حول الإسلام .

10ـ المفكر الفرنسي ( جان جاك روسو ) صاحب كتاب ( العقد الاجتماعي ) و منظر الثورة الفرنسية .

11ـ العالم الفرنسي ( بريل ) مستكشف الحروف البارزة للعميان .

12ـ العالم الفرنسي ( فالانتين هوي ) و هو أول من أنشأ مدارس للعميان في باريس .

13ـ العالم ( لوينهوك ) مستكشف الجراثيم سنة ( 1683 ميلادي ) .

14ـ العالم الروسي ( روسين ) مخترع السونار البحري .

15ـ مناقشاته للكاتب ( دينالي ) في كتابه ( الإسلام و العلم ) الذي مدح فيه الإسلام .

16ـ كتاباته عن الكاتب و القاص و المؤلف الروسي ( ليو تولستوي ) .

17ـ مناقشاته لمقال الكاتب الفرنسي ( جوزيف ) حول ترقيات الفرقة الشيعية و أسباب انتشارها .

18ـ مناقشاته للكاتب و المستشرق الانكليزي ( توماس كارليل ) ( 1795 ـ 1881 ميلادي ) صاحب كتاب ( الأبطال ) الذي مدح فيه النبي محمد ( ص ) .

قائمة المصادر :

  • أوراق أيامي ( 1900 ـ 1948 ) , طالب مشتاق , دار الطليعة , بيروت , 1968 .
  • تاريخ الوزارات العراقية , عبد الرزاق الحسني , ج 1 , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 1988 .
  • الجذور السياسية و الفكرية و الاجتماعية للحركة القومية العربية ( استقلالية ) في العراق , وميض جمال عمر نظمي , ص 77 ـ 78 , منشورات مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت , 1984 .
  • ذكرى الحسين ، مجموعة الخطب و القصائد التي ألقيت في الاحتفال الذي أقامه شباب الكاظمية بذكرى عاشوراء ، الناشر عبد علي الكاظمي محرم 1360 ، مطبعة المعارف بغداد .
  • السيد محمد علي هبة الدين الحسيني آثاره الفكرية و مواقفه السياسية ، الدكتور محمد باقر احمد البهادلي ، بغداد : شركة الحسام للطباعة ، 2001م.
  • الشيعة و الدولة القومية في العراق 1914ـ 1990 , حسن العلوي , الهامش , الطبعة الثانية , دار الثقافة للطباعة و النشر , إيران ـ قم .
  • لمحات اجتماعية , علي الوردي ، الناشر: انتشارات الشريف الرضي الطبعة: الاولى الجزء الأول .
  • ماضي النجف و حاضرها , الشيخ جعفر الشيخ باقر ال محبوبه الناشر: دار الاضواء للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الثانية 1986م.
  • مجلة العلم (مجلة شهرية دينية فلسفية سياسية علمية صناعية ) المجلد الأول ،العدد 11، 1910م .
  • المرجعية الدينية من الذات إلى المؤسسة , حسين بركة الشامي ، إصدار 1419 للهجري .
  • معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين. مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، 2012.
  • مناهج الدراسات الدينية التطور الاجتماعي ومحنة التحول الثقافي والبدائل المؤسسة ، كريم المحروس ، دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع ،2009م
  • نقد العقل الإصلاحي قراءة في جدلية الفكر العراقي الحديث , رسول محمد رسول , دار النايا للدراسات و النشر و التوزيع , سوريا ـ دمشق ،الطبعة الأولى 2008.
  • هبة الدين الحسيني الشهرستاني حياته و نشاطه العلمي و الاجتماعي , السيد عبد الستار الحسني , ص 85 ـ 198 , الطبعة الأولى 1429 هجري , مؤسسة تراث الشيعة , قم – إيران .
  • هكذا عرفتهم , جعفر الخليلي ، انتشارات المكتبة الحيدرية الطبعة: الاولى 1426هـ .
  • الهيئة و الإسلام ، هبة الدين الشهرستاني  تقديم :  السيد احمد الحسيني الناشر: منشورات دار الثقافة الدينية الطبعة: الاولى 1961م .

  • مركز دراسات الكوفة / جامعة الكوفة
  • · كلية الامام الكاظم (عليه السلام ) للعلوم الاسلامية الجامعة

 

[1] : و ينتهي نسبه إلى أبي عبد الله الحسين ( ذي الدمعة ) أبن زيد الشهيد أبن الأمام زين العابدين ( ع ) .

[2] : الشيعة و الدولة القومية في العراق 1914ـ 1990 , حسن العلوي , ص 298 الهامش , الطبعة الثانية , دار الثقافة للطباعة و النشر , إيران ـ قم .

[3] : نقد العقل الإصلاحي قراءة في جدلية الفكر العراقي الحديث , رسول محمد رسول , ص 58 , الطبعة الأولى 2008 , النايا للدراسات و النشر و التوزيع , سوريا ـ دمشق .

[4] : كان والده من أعلام عصره .

[5] : هبة الدين الحسيني الشهرستاني حياته و نشاطه العلمي و الاجتماعي , السيد عبد الستار الحسني , ص 85 ـ 198 , الطبعة الأولى 1429 هجري , مؤسسة تراث الشيعة , قم – إيران .

[6] : هكذا عرفتهم , جعفر الخليلي , ج 2 , ص 212 .

[7] : السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني حياته و نشاطه العلمي و الاجتماعي , عبد الستار الحسني 23 ـ 60 , الطبعة الأولى 1429 هجري , مؤسسة تراث الشيعة , إيران ـ قم / مجلة ينابيع النجفية , العدد 29 ـ 30 , ربيع الأول ـ جمادي الثانية 1430 هـ , ص 130 .

[8] : هكذا عرفتهم , جعفر الخليلي , ج 2 , ص 212 .

[9] : المرجعية الدينية من الذات إلى المؤسسة , حسين بركة الشامي , ص 326 .

[10] : هبة الدين , عبد الستار الحسني , ص 128 .

[11] : ماضي النجف و حاضرها , جعفر آل محبوبة , ص 132 .

[12] : هبة الدين , عبد الستار الحسني , ص 167 .

[13] : مناهج الدراسات الدينية , كريم المحروس , ص 8 .

[14] : مناهج الدراسات الدينية , كريم المحروس , ص 31 .

[15] : مناهج الدراسات الدينية , كريم المحروس , ص 91 .

[16] : لمحات اجتماعية , علي الوردي , م 3 , ص 8 ـ 11 .

[17] : لمحات اجتماعية , علي الوردي , م 3 , ص 8-11 .

[18] : تاريخ الوزارات العراقية , عبد الرزاق الحسني , ج 1 , ص 73 ـ 75 , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 1988 .

[19] : الدكتور إبراهيم العاتي , مجلة النور , العدد 87 , أغسطس , 1998 ميلادي .

[20] : لمحات اجتماعية , علي الوردي , م 3 , ص 8 ـ 11 .

[21] : مجلة العلم , العدد الخامس , أول ذي الحجة 1329 .

[22] : هبة الدين , عبد الستار الحسني , ص 166 .

[23] : مناهج الدراسات الدينية , كريم المحروس , ص 200 .

[24] : تاريخ الوزارات العراقية , عبد الرزاق الحسني , ج 1 , ص 73 ـ 75 , دار الشؤون الثقافية العامة , بغداد , 1988 .

[25] : السيد محمد علي هبة الدين الحسيني آثاره الفكرية و مواقفه السياسية 1884 ـ 1967 , ص 90 ـ 103 .

[26] : أوراق أيامي ( 1900 ـ 1948 ) , طالب مشتاق , ص 114 ـ 115 , دار الطليعة , بيروت , 1968 .

[27] : تاريخ الوزارات العراقية , ج 1 , ص 212 .

[28] : الشيعة و الدولة القومية , حسن العلوي , ص 298 .

[29] : الجذور السياسية و الفكرية و الاجتماعية للحركة القومية العربية ( استقلالية ) في العراق , وميض جمال عمر نظمي , ص 77 ـ 78 , منشورات مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت , 1984 .

[30] : المصدر السابق .

[31] : الهيئة و الإسلام هبة الدين الشهرستاني , المقدمة , ص 5 , الطبعة الثانية 1978 .

[32] : المصدر السابق , ص 6 .

[33] : هكذا عرفتهم , جعفر الخليلي , ج 2 , ص 202 .

[34] : السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني , عبد الستار الحسني , ص 85 ـ 198 .

[35] : هبة الدين , عبد الستار الحسني , ص 111 .

[36] : شعراء الغري , ج 10 , ص 75 ـ 76 .

[37] : جريدة المعارف , العدد السابع عشر , 24 كانون الأول 1926 , الكاظمية بغداد .

[38] : هكذا عرفتهم , جعفر الخليلي , ج 2 , ص 202 .

[39] : مجلة العلم المجلد الأول العدد 11 , و المجلد الثاني العدد 2 .

[40] : العلم المجلد الأول العدد 7 .

[41] : العلم المجلد الثاني العدد 9 .

[42] : المجلد الثاني العدد الخامس .

[43] : العلم المجلد الثاني العدد الأول .

[44] : العلم المجلد الثاني العدد 7 و 8 .

[45] : العلم المجلد الثاني العدد الأول , ص 27 .

[46] : العلم , المجلد الثاني , العدد 3 , ص 177 .

[47] : العلم , مجلد 1 , عدد 1 , ص 21 .

[48] : مجلد 1 , عدد 1 , ص 24 .

[49] : مجلد 1 , العدد 1 , ص 25 ـ 34 , العدد 5 , ص 204 ـ 217 .

[50] : المجلد الأول , العدد 10 , ص 455 ـ 456 .

[51] : مجلة رسالة الإسلام , العدد 3 , ص 250 ـ 253 .

[52] : هبة الدين , الحسني , ص 159 .

[53] : مجلة العلم , العدد الأول , آخر ربيع الأول 1328 هـ / 29 آذار 1910 , ص 6 ـ 7 .

[54] : السيد هبة الدين الشهرستاني , محمد باقر البهادلي , ص 110 .

[55] : السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني , عبد الستار الحسني , ص 39 ـ 40 .

[56] : نابغة العراق , السيد محمد مهدي العلوي , ص 11 .

[57] : هبة الدين , الحسني , ص 119 .

[58] : هبة الدين , الحسني , ص 120 .

[59] : هبة الدين , الحسني , ص 123 .

[60] : هبة الدين , الحسني , ص 106 .

[61] : نفس المصدر , ص 89 .

[62] : نفس المصدر , ص 92 .

[63] : نفس المصدر , ص 117 .

[64] : نفس المصدر , ص 147 .

[65] : نفس المصدر , ص 155 .

[66] : نفس المصدر , ص 161 .

[67] : الدلائل و المسائل , السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني ( رحمه الله ) .

[68] : ذكرى الحسين , مجموعة الخطب و القصائد التي ألقيت في الاحتفال الذي أقامه شباب الكاظمية بذكرى عاشوراء , الناشر عبد علي الكاظمي محرم 1360 , ص 5ـ 8 , مطبعة المعارف بغداد .

[69] : هبة الدين , الحسني , ص 92 .

[70] : الشيعة و الدولة القومية , حسن العلوي , ص 135ـ 136 .

[71] : الشيعة و الدولة القومية , حسن العلوي , ص 135 .