دور المرجعية في مواجهة النزعة الطائفية

الباحث : أ.م.د.سماهر محي موسى ·                                الباحث : أ.م.د.ظافر اكرم قدوري

جامعة ديالى/كلية التربية للعلوم الإنسانية /قسم التاريخ              جامعة ديالى/كلية التربية للعلوم الإنسانية /قسم التاريخ

··

المقدمة

       التنوع المجتمعي شكل من اشكال الوجود في المجتمعات البشرية منذ اقدم الازمنة ومنذ ان بدأ التشكل للوعي الديني ياخذ دورهُ في المجتمعات البشرية واحدى تلك النماذج العراق فهو بلد متعدد دينياً ومذهبياً وقومياً ، فهناك المسلم ،والمسيحي والصابئي ،واليزيدي وهناك الشيعي والسني ومذاهب مسيحية متعددة والعربي والكردي والتركماني ، والاشوري ، والكلداني اضافة الى الاختلاف الثقافي والفكري والعقدي وتنوع الاتجاهات السياسية .

اذن هو بلد لا كالبلدان احادية الدين والقومية والمذهب فعراق اليوم بحاجة الى أطار يوحد جميع الطوائف والاديان والشرائح الاجتماعية .

       والتسامح هو أحد القيم التي يعتمدها المجتمع للخروج من ازمة الصراع الديني والسياسي على أساس التكافؤ في الحقوق السياسية والعقيدية([1]) .و ان تاريخ المرجعية تاريخ حافل ومليء بالأحداث ،اذ كان لها الدور المميز فثمة الكثير من المواقف والرؤى والتحليلات حول أدوارهم في الحياة السياسة في العراق التي تركت بصماتها على مستقبل الشعب العراقي برمته.

       كانت ادوار المرجعية تتعدد وتتنوع حسب الظروف لتعطي في محصلاتها النهائية موقفاً موحداً يتمثل في حفظ الاصالة الاسلامية وتوجيه الامة للسير على الخط الصحيح .والسعي لتحقيق استقلال البلاد ومواجهة الاستعمار ، وكان لها الدور الأكبر في التأثير على حركة الأحداث .

التعددية الدينية والمذهبية :

       انَّ العديد من مدن العالم الاسلامي يعيش ابناؤها تنوعاً مذهبياً لكنهم يعجزون عن التعايش والتعاون والانسجام فيما بينهم ، ذلك الداء الخطير هو التعصب المذهبي، حيث تسود اجواء الامة تشنجات طائفية مذهبية في العديد من البلدان ، وقد قال رسول الله (r) :( من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية ، بعثه الله يوم القيامة مع اعراب الجاهلية )) ([2])، وقال (r) : ((ليس منا من دعا الى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ))([3]) .

       ان المذاهب الاسلامية على تعددها تستقي من ينبوع واحد ، هو الكتاب والسنة ، وتتفق على اصول مشتركة هو الايمان بالله والنبي محمد (r) وبالاخرة ، ويتجهون الى قبلة واحدة هي الكعبة ، وكذلك الصلاة والصوم والزكاة والحج ، وورثوا هذا التعدد المذهبي من أسلافهم ولم يخترعوه . فما هو مبرر التنافر والصراع اذاً؟

       هذا الصراع  ناتج عن الجهل بالاسلام وتعاليمه وجهود الاعداء الخارجيين الذين يزرعون الفتن ويبثون الاختلاف .اذ يتحصن اتباع كل مذهب في خندق مذهبهم ويعبئون افرادهم تجاه المذهب الاخر وتسود حالة التشنج والعداء ، وهكذا يدخل المجتمع في نفق الصراع الداخلي والذي ينتهي الى حرب أهلية ، وهنا يخسر الجميع وتكون الفرصة مؤاتية للاعداء ، لينفذوا من خلال هذا الصراع مخططاتهم ومؤامراتهم.

       اذن لم يبق سوى خيار واحد وهو التعايش بان يعترف كل طرف للاخر بحقه في التمسك بقناعاته ومعتقداته ، وممارسة شعائره الدينية ، وهذا ما يأمر به الاسلام وما يدعو اليه العقل والمنطق ، وتفرضه طبيعة الاشتراك في ظروف حياتية واحدة وضمن وطن واحد وكما يقول الأمام محمد ابن علي الباقر(u) : ((صلاح شأن الناس التعايش))([4]) .

       ان مسؤولية مواجهة الطائفية تقع على عاتق الجميع ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، وكذلك تقع بالدرجة الاولى على الحاكمين في البلاد الاسلامية يتحملون مسؤولية رئيسة في توحيد شعوبهم وتوفير أجواء التعايش والانسجام فيما بينهم على اساس الحق والعدل ومنع أي تمييز قومي أو طائفي ، فقد روي عن رسول الله (r) : (( خير الولاة من جمع المختلف ، وشر الولاة من فرق المؤتلف))([5]) .

       وكان للمرجعية الدور المهم في الدعوة الى الوحدة والوئام ،وتحذير الناس من النعرات والفتن الطائفية، ومحاربة توجهات التشدد والتطرف التي يغذيها الاعداء مستندين لقول الامام علي بن ابي طالب (u)، المروي عن الامام جعفر الصادق (u): ( فلا تخاصموا الناس لدينهم فأن المخاصمة ممرضة للقلب))([6]).

       وان منح الحقوق في الدولة يكون على اساس المواطنة وليس على اساس الدين أو المذهب او القومية ، والشواهد كثيرة في حياة أمير المؤمنين علي (u)كثيرة كحادثته مع النصراني المكفوف حيث كان الامام(u) في شوارع الكوفة ...فمر بشخص وهو شيخ كبير السن ، فوقف (u)متعجباً وقال عليه السلام :"ماهذا؟ قالوا: يا امير المؤمنين إنه نصراني قد كبر وعجز ويتكفف ، فقال الامام(u): ما أنصفتموه ..أستعملتموه حتى كبر وعجز تركتموه"([7]) .اراد ان يبين الامام بان الجميع متساوون في حقوق المواطنة دون أختلاف بينهم. بل تصل حالة التعاطف والنظرة المتساوية للجميع على حد سواء الى درجة يتقطع قلب امير المؤمنين(u) أسفاً ويجد الموت أهون عليه لما بلغه أن جنداً لمعاوية أغاروا على الانبار وسلبوا النساء وفيهن غير مسلمات (معاهدات) ، قال (u):( لقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المراة المسلمة ، والاخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعثها ، ما تمتنع منه الا بالاسترجاع والاسترحام ثم انصرفوا وافرين ، ما نال رجلا منهم كلم ولا اريق لهم دم فلو ان إمرأً مسلما مات من بعد هذا اسفا ما كان به ملوما ، بل كان به عندي جديرا )([8]) . أي أن المرءُ لو مات كمداً بسبب هذه الحادثة لما كان ملوماً وذلك لان فتاة غير مسلمة تعرضت للاذى في ظل الدولة الاسلامية أن مثل هذا التعامل مع أتباع الاديان الاخرى هو من مزايا الاسلام ومفاخره ([9])،وأن المسيحين والصابئة واليهود تبوؤا مواقع رفيعة في الدولة وبرعوا في انواع العلوم وهذا دليل على انهم نالوا فرصاً متساوية مع المسلمين([10]).

       نلاحظ هنا مدى أهتمام الاسلام بالاديان الاخرى حيث يوجد في مدينة واحدة المسيحي والزراشتي واليهودي يعيشون سوية ، وهذا ما لا يحظى بالاهتمام في اي نظام ديني ومذهبي وسياسي مثلما في الاسلام .

       اما بالنسبة للمرجعية فانهم  يرفضون النعرات القومية والعنصرية ، ولا يرون معياراً للفضل بين المسلمين الا التقوى ولا قيمة لديهم للانتماء القومي والعنصري من خلال بناء جمهور يفكر بطريقة اسلامية ولا يفكر بطريقة مذهبية من خلال تعريف الانسان بقسوة ان يكون في بيته ويهجم عليه انسان يريد أن ينهبه أو يقتله أو يعتدي على عرضه أنها من الامور القاسية ان تصادر حرية الناس وكراماتهم ، لكن لماذا لا نجعل الناس يفكرون في أن المسألة ليست مسألة سُنّة وشيعة ، الماسأة تقع على الجميع وان كانت بدرجات متفاوته لان المسألة مسألة المحاور التي تتصارع في الساحة .علينا ان نفهم ان الحالة الأمنية القلقة ليست من صنع خط مذهبي هنا وخط مذهبي هناك ، ولكنها من صنع الذين صنعوا الفتنة في حياة المسلمين([11]) .

الطائفية ودور المرجعية في مواجهتها:

       الطائفية هي نزعة سياسية لا علاقة لها بالعقائد الدينية أو المذهبية، وإنما استغلت الخلافات المذهبية لأغراض مصلحية بعيدة عن الدين([12])، وتطورت هذه الخلافات لتصبح تعصبا أعمى أشبه بالعصبية القبلية
وأخذت مؤخرا أبعادا عنصرية لا تختلف عن الفاشية، والنازية بالمعنى الحديث، ولكن بغطاء ديني ومذهبي، يستخدمها سياسيون علمانيون هم أبعد ما يكونوا عن روح الدين والتديُّن الحقيقي، بل يستغلون أبناء طائفتهم لتحقيق أغراضهم السياسية، ومصالحهم الشخصية المادية، والحفاظ على نفوذهم وسلطاتهم في الدولة على حساب أبناء الطوائف الأخرى . 

       تهدد الطائفية امن المجتمعات واستقرارها لانها تؤدي الى الاقتتال والمجازر وكأنها أحتراب مذهبي والترويج لخطر داهم من قبل الشيعة على السنة ومن قبل السنة على الشيعة .وفجأة سادت لغة الطائفية وامام هذه الفتنة الهوجاء اتخذت المرجعية موقفها وحرصها على وحدة الامة لاسيما السيد السيستاني عندما أصدر فتوى تحرم اي نوع من انواع الانتقام لا سيما ما يخص نشر الوثائق حول عملاء النظام السابق أجاب سماحته :" لا يجوز ذلك بل لابد من حفظها وجعلها تحت تصرف الجهة ذات الصلاحية "([13]) .

       نلاحظ أن أكبر مشاكل العراق التي كان الاحتلال المسبب لها والمؤسس لها هي مشاكل الطائفية والارهاب واول الخطوات التي قام بها المحتل الامريكي هي حل الجيش العراقي ووزارة الدفاع ، فكانت أولى مبادرات سماحة الشيخ اليعقوبي المطالبة باعادة تشكيل الجيش ووزارة الدفاع وطالب بخروج تظاهرة حاشدة في ساحة الفردوس وسط بغداد بتاريخ 20 محرم 1425ه الموافق 12/3/2004 وتلي في هذه التظاهرة بيان باللغتين العربية والانكليزية وبعد أيام قامت القوات الامريكية بمهاجمة جامع الرحمن المعقل الاساسي لمؤسسات المرجعية في بغداد ولكن ذلك لم يثن المرجعية عن الاصرار بمطالبها التي ارغمت المحتل على تنفيذها خشية من تصاعد وتيرة التظاهرات.

       ولاحظ الشيخ اليعقوبي ان التغيير الديمغرافي من أهداف الاحتلال لانها ستضمن التغيير السياسي وتسهل من تفعيله على ارض الواقع وبالرغم من فشل المحتل في تحقيق أجندته هذه في جنوب العراق حيث ما لازال السنة متعايشين مع الشيعة من دون مشاكل معتد بها وتجاوز حالات الاحتقان في السنوات الماضية ، الا أنه نجح في المناطق الغربية والشمالية بامتياز ، وبتعاون ملاحظ من دعاة الطائفية والانفصال عن البلد وتم تهجير مئات الآلاف من الشيعة (خاصة التركمان) الى الجنوب وهذا سيضمن الهدف الامريكي الاقليمي بلا شك ([14]) .

       حين توالت التفجيرات والاغتيالات من قبل الزرقاوي كالتفجير الذي استهدف السيد محمد باقر الحكيم بتاريخ 1/رجب/1424ه وتفجيرات الكاظمية والحلة والعمارة وغيرها وتفجير الامامين العسكريين في سامراء ، لكل فعل ردة فعل مشابهة ،لكن وعي السيد السيستاني وحكمته الذي رفض اتهام أي جهة مذهبية ويؤكد على التحلي بالوعي والحذر من الفئات المعادية لكل العراق ولكل المذاهب .هذه الرؤية العميقة التي يقدمها السيد السيستاني للتعايش بين ابناء المذاهب الاسلامية ، ليست فكرة أثارتها في ذهنه التطورات السياسية ، بل تنطلق من جذور دينية راسخة ،فهو يشيد برموز الجهاد من أهل السنة وَيُعُدُّ من يقتل منهم في سبيل الله شهيداً يدعو له بالرحمة والمغفرة ، وحينما بلغه أقتحام بعض الجهلاء من الشيعة في بعض مناطق العراق لبعض مساجد أهل السنة وطرد أئمة الجماعة منها ،وطرد أئمة الجماعة منها ، أصدر السيد السيستاني فتوى في الإجابة على سؤال عن الموضوع بتاريخ18/صفر/1424ه بالنص التالي :" هذا العمل مرفوض تماماً ولابد من رفع التجاوز وتوفير الحماية لإمام الجماعة وإعادته الى جامعه معززاً مكرماً"([15]) .

       بل أمر بالإسهام في بناء مساجد أهل السنة وإعادة تعميرها و بَرّأ أهل السنة من جريمة الاعتداء على مقام الامامين العسكريين (u)بسامراء وجاء في بيان حول الذكرى السنوية بتاريخ (23/ محرم/1428ه) حيث قال مانصه : " ندعو المؤمنين وهم يحيون هذه المناسبة الحزينة ، ويعبرون عن مشاعرهم الجياشة تجاه ما تعرض له أئمتهم من هتك وأعتداء ، أن يراعوا أقصى درجات الانضباط ، ولايبدر منهم قول او فعل يسيء الى المواطنين من إخواننا أل السنة الذين هم براء من تلك الجريمة النكراء ولا يرضون بها ابداً"([16]) .

       انّ هدف المرجعية هو تحقيق التعايش السلمي على اساس الاعتراف والاحترام المتبادل وحفظ الحقوق الانسانية ونبذ المشاحنات الطائفية والمذهبية .

       لاتخلو الساحة من التطرف المذهبي لكلا الطرفين الشيعي والسني بدغتدغتهم للمشاعر الطائفية  وهكذا تستمر لعبة الفعل ورد الفعل لكلا الطرفين على حساب مصلحة الدين والأمة ، وهنا يأتي دور كبار العلماء عند السنة والمرجعيات العليا عند الشيعة لترشيد توجهات الجمهور والانتصار لخط الاعتدال وكبح جهات التطرف والتشدد ومواقفهم الوحدوية الداعية للتسامح والتعايش المذهبي([17]) .

       وشددت المرجعية على حرمة دم كل مسلم سنياً كان أم شيعياً بالقول: " لقد أوصى السيد السيستاني أتباعه ومقلديه في العراق بالتعامل مع أخوانهم من أهل السنة بالمحبة والاحترام وأكد مراراً على حرمة دم كل مسلم سنياً كان ام شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيا كان صاحبه"([18])

       يبين هنا موقف المرجعية بصورة عامة وموقف السيد السيستاني بصورة خاصة بحرصهم على حقن دماء العراقيين خصوصاً والمسلمين عموماً بغض النظر عن انتمائهم وطوائفهم وليس بالامر الجديد على سماحته اذ لايزال يتذكر الجميع الدور الرئيس والمحوري الذي قام به سماحته ، والذي أدى الى حقن دماء مئات الالاف من العراقيين عندما حرم أعمال الثار والقصاص من البعثيين الا على وفق قانون ، وكذلك موقفه الشهير من "ازمة النجف" والذي انقذ بلاد الرافدين من بحر دموي وشيك بعد أن اثبت للجميع أنه طوق النجاة الوحيد والآمن من الغرق في بحور الدماء والذي يضع مصلحة الشعب العراقي فوق كل أعتبار([19]) .

       لم تكن مواقف المرجعية الدينية حول الاوضاع في العراق مقتصرة على السيد السيستاني بمعزل عن مواقف تاريخية ففي اوائل القرن الماضي كان دور المرجعية الدينية ريادياً في اندلاع ثورة العشرين وكان موقف المرجعية الشيعية في العراق بقيادة الشيخ محمد تقي الشيرازي بعيداً عن الطائفية ، وأيد حكماً عراقياً بغض النظر عن المجموعة العرقية او المذهبية التي تتولى شؤون الحكم في البلاد على رغم ان ادارة الدولة كان من استحقاق الاغلبية الشيعية ، وعبر فتاواه ودعواته الى لم الشمل حث الناس على الوقوف الى جانب الدولة والمساهمة في بناء اعراق المستقبل([20])، وشيخ الشريعة بالمجلس التاسيسي ، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بالقضية الوطنية على جميع الاصعدة المحلية والاقليمية ، والامام الحكيم حفظ الدين الحنيف من المد الاحمر والانحراف الفكري ، والسيد ابو القاسم الخوئي كان صراع مع الطائفية .

اذن العراقيون مدينون للخط المرجعي في كل عهد وفي كل زمان([21]) .

       ان هدف المرجعية من الوحدة الاسلامية من الناحية العملية هو لقاء المسلمين من السنة والشيعة في أكثر من موقع وفي أكثر من تجمع وأشتراكهم في أكثر من لقاء فكري وايضاً تحرك المسلمين في المواقع الاجتماعية سواء سنة أو شيعة والتزاوج الكثير بينهم مايثبت الوحدة الاسلامية بين المسلمين ([22]) .

الخاتمة

       ان التعددية الدينية نتاج تنوع ديني واقعي ونتاج فهم لنصوص الدين نفسه أو المذهب نفسه ، وهي حالة يمكن جعلها اداة لبناء مجتمع متحَّضر ومساحة للحوار ورسم العلاقة مع الاخر بما يخلق مجتمعاً منسجماً وفهماً عصرياً ،وكذلك يجب الاعتراف بأن الشعب العراقي منقسم على نفسه أكثر من أي شعب آخر، متعدد الأعراق، والأديان، والمذاهب. وأن تعددية مكونات الشعب وليدة الجغرافية والتاريخ، وليست لعنة أو سبة، بل هي مدعاة للفخر والتآخي والوحدة في بوتقة الوحدة الوطنية والولاء للوطن، وإثراء المجتمع لو أحسن التعامل مع هذه التعددية بعقلانية وعدالة ،ولكن الوحدة في التعددية لن تتحقق إلا إذا تعاملت الدولة مع مواطنيها جميعهم بالتساوي في الحقوق، والواجبات، وتكافؤ الفرص، لتشعرهم بأنهم ــ حقاً ــ مواطنون من الدرجة الأولى وليسوا مواطنين على درجات متفاوتة.

       كانت للمرجعية مواقفها المتميزة من الطائفية فقد حرصت على حماية جميع طوائف الشعب العراقي من أخطار الفتنة الطائفية التي تحاول بعض الجهات الخارجية تأصيلها وتكريسها في اواسطهم ، ودعت المرجعية الى أن يكون الانتماء السياسي انتماء للوطن ولقضايا المجتمع والدولة والى ترسيخ الوحدة الوطنية على قاعدة القيم والأخلاق والمبادئ ، وليس على قاعدة الحصص والمكاسب الفئوية ، على قاعدة التزام كل فريق بالاخر بما له من مخاوف وآلام والتزام الكل بالكل بالحقوق المتساوية للجميع والواجبات المتساوية للجميع .

  • جامعة ديالى/كلية التربية للعلوم الإنسانية /قسم التاريخ
  • · جامعة ديالى/كلية التربية للعلوم الإنسانية /قسم التاريخ

 

[1] . الغرباوي ، ماجد ، التسامح ومنابع اللاتسامح  ، مركز دراسات فلسفة الدين ، مطبعة سرور ،(بغداد-2006) ، ص14.

[2] . الكليني ، محمد بن يعقوب ، الاصول من الكافي ، ط3 ، (طهران-1388هـ) ،ج2، ص308.

[3] . ابو داود ، سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (ت 275هـ) ، سنن ابي داود ، تحقيق شعيب الارنوؤط ومحَمَّد كامِل قره بللي ، ط1 ،دار الرسالة العالمية(د.م - 2009 م) ، ج7،ص441.

[4] . المجلسي ،محمد باقر،بحار الانوار ، دار احياء التراث العربي ،(بيروت-1983) ،ج71،ص167.

[5] . الشيرازي ، السيد محمد ، السبيل الى انهاض المسلمين ، ط7 ، مؤسسة الفكر الاسلامي ، (بيروت-1994) ،ص312.

[6] . المجلسي ، بحار الانوار ، ج2، ص133.

[7] . المجلسي ، بحار الانوار ، ج2، ص133.

[8] . نهج البلاغة : الخطبة 27 وقد قالها يستنهض بها الناس حين ورد خبر غزو الانبار بجيش معاوية .

[9] . اليزدي ، آية الله محمد تقي مصباح ، النظرية السياسية في الاسلام ،دار الولاء ، (بيروت -2011) ،ج1،ص190.

[10] . السراي ، رشيد ، التعددية الدينية وتوظيفها في حوار الحضارات ، مجلة الاصلاح ،العدد1 ، مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة ، (النجف الاشرف-2016) ،ص240.

[11] . فضل الله ، السيد محمد حسين ،احاديث في قضايا الاختلاف والوحدة ،اعداد نجيب نور الدين ، دار التوحيد ،(د.م-د.ت) ، ص90.

[12] . حسين ، عبدالخالق ، الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق ، دار ميزو بوتيميا، (بغداد-2011) ، ص44.

[13] . الخفاف ، حامد ، النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسالة العراقية ، ط1 ، دار المؤرخ العربي ، (بيروت-2007)،ص204-205.

[14] . الزيدي ، عباس ، المرجعية وشمولية الرؤية ، مجلة الاصلاح ،العدد1 ، مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة ، (النجف الاشرف-2016) ،ص132.

[15] . الخفاف ، النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني ،ص11.

[16] . الفاضلي ، حسين محمد علي ، الامام السيستاني أمة في رجل ، مؤسسة البلاغ ، دار سلوني ، (بيروت-2011) ، ص103.

[17] . المصدر نفسه ، ص104.

[18] . الخفاف ، النصوص ، ص12.

[19] . المجالي ، نصر ، السيستاني والوحدة الاسلامية  منهج ورؤية ، ص264.

[20] . الحسني ، سليم ، دور علماء الشيعة في مواجهة الاستعمار،مؤسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي ،ط2،(د.م-2004) ،ص227.

[21] . النفيسي ، عبدالله فهد ، دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث ، نشر دار النهار ، (بيروت -1973) ، ص371.

[22] . فضل الله ، أحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة ، ص346.