أهمية فتوى الجهاد الكفائي في مواجهة الإرهاب

 

الباحث :د . حيدر محسن الشّويليّ·

جامعة ذي قار _ كلية التربية للعلوم الصرفة

 

الفصل الأول

التعريف بالبحث

أولاً : مشكلة البحث :

     ان إيمان الباحث بقدسية فتوى (الجهاد الكفائي) التي اطلقها المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) هو دافع أسمى إلى إجراء مثل هذا البحث ، فالمجتمع بشكل عام يتطلب الالتزام بمحددات ودساتير ولوائح قيمة ينطلق منها العاملون فى ممارستهم المختلفة ، وفى إطار التقدم الهائل فى مجالات التطبيق فإنه – أي المجتمع- أحوج ما يكون إلى تلك المحددات التي تدعم صواب ما يقرره وما يفعله كل فرد عامل بها.  

وفي ظل الظروف الراهنة والأحداث المتوالية وانتشار المفاهيم الخاطئة بين جماعات تتعارض مع الفهم الصحيح للقيم والإسلام والجنوح إلى التطرف والمبالغة فكراً وممارسة وإثارة نفوس الشباب وتعبئتها ضد الدولة وعلماء الدين.

 وقد ساهمت فتوى (الجهاد الكفائي) التي اطلقها المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) في الثالث عشر من حزيران من العام 2014 ضد تنظيم داعش الارهابي في سد الطريق امام كارثة كادت تحل بالعراق والمنطقة بصورة عامة .

وفي ضوء ما سبق جاء البحث الحالي لتسليط الضوء على اشـــراقــــات فتوى (الجهاد الكفائي) لما لها – أي فتوى (الجهاد الكفائي)- من دور مهم في حياة الفرد والمجتمع ، كما لعبت دوراً مهماً في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي ، وساعدت في إعطاء المجتمع وحدته .

ومن هنا تبرز مشكلة البحث الرئيسة من طريق الاجابة عن التساؤل الاتي : ما اهمية فتوى (الجهاد الكفائي) نحو حماية المجتمع من الإرهاب ؟.

ثانياً : أهمية البحث :

      يرى الباحث ان فتوى (الجهاد الكفائي) كانت ولا تزال منهجاً حياتياً متكاملاً ، منطلقاً من قوله تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } ([1]) .

      ولقد استلهمت فتوى (الجهاد الكفائي) واستمدت قواعدها من أصول القرآن الكريم ، لتزويد الانسان بمبادئ الدين والقيم الأخلاقية السامية ، ويعدّ النبي محمد ( صل الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) المثل الأعلى للإنسان في أخلاقه وسلوكه وفيما يتحلى به من محاسن الصفات والخصال ويشهد على ذلك قوله تعالى : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ([2]) . وفي قوله تعالى : ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) ([3])

 ونظراً للدور الفاعل لفتوى (الجهاد الكفائي) وأهميتها وخصوصاً للمجتمع ، ركز هذا البحث ايضاً التطلعات المستقبلية لهذه الفتوى لما لها من أهمية اذ ساهمت في وصول العراق الى بر الامان .

ومن خلال بيان موقع المرجعية تتضح المسؤوليات المناطة بالمرجعية ، حيث تبين انها امتداد للإمامة التي هي امتداد للنبوة ، وقد اشار القرآن الكريم إلى مسؤولية الأنبياء والرسل ، وبذلك تكون مسؤولية المرجعية هي ذات المسؤولية التي تحملّها الأنبياء ، وهي الافتاء ، والقضاء ، والولاية ، واخراج الناس من الظلمات إلى النور.

ومن هنا برزت أهمية هذا البحث في كونه يركز على دور فتوى (الجهاد الكفائي) وأهميتها في حماية الأبناء والمجتمع من الإرهاب.

خاصة ان المجتمعات بحاجة الى منظومة قيم تستند إليها ، عندما تقوم بالتفاعل الايجابي، بعضها مع بعض ويستلزم هذا التشابه في كل مجتمع ، إذ تستطيع هذه القيم أن تكفل قيم المجتمع وأهدافه ، ويعتمد ذلك على مدى قبول المجتمعات لمثل هذه القيم أو رفضها إذ ان قبولهم يؤدي فيما بعد الى وحدة بناء المجتمع أو تماسكه .

فالاهتمام بفئة الشباب في المجتمع، والانشغال ، بقضايا الشباب يعبر عن الاهتمام بمستقبل المجتمع الإنساني ككل ، كما أن مرحلة الشباب لا تقل خطورة وتأثيراً في التنشئة الاجتماعية الكلية للإنسان عن مرحلة الطفولة المبكرة ، وتعد مرحلة الشباب أكثر مراحل العمر تأثيراً بالتغيرات السريعة التي تطرح اختيارات عديدة فيما يتعلق بالالتزام بالحاضر والمستقبل([4]).

ويعد الشباب طاقة متجددة ، فهم أدوات الحاضر وأهم طاقاته وقدراته . والشباب هم العنصر الرئيس في بناء المستقبل، وعلى عاتقهم ستواجه التحديات المستقبلية ، وعليهم يتوقف نجاح المجتمعات وتطورها في حسن استثمار وتوظيف طاقاتهم وقدراتهم بعدِّهم رأس مال بشري للمساهمة في نهضة المجتمع وتقدمه . وقد تجلى ذلك عندما هبّ الكثير من الشباب العراقي عندما سمعوا فتوى (الجهاد الكفائي) تلبية لها وايماناً منهم بحماية العراق من دنس الارهاب والتكفير . بعدما ظهر الإرهاب في العراق ليكون مشكلة له مسبباته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ومما زاد من خطورة هذه المشكلة ، الآثار السلبية التي يتركها على المجتمع .

ومن الجدير بالذكر ومن الطبيعي أن تتعدد عطاءات فتوى (الجهاد الكفائي). اذ إنّ الفتوى هي رسالة الإسلام الحقيقي ، ومنهج الدعوة للإيمان والإصلاح والتكامل الإنساني .

وفي ضوء ما سبق فقد جاءت فتوى (الجهاد الكفائي) موضحة لمعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يقع الفرد ضحية لتلك الجماعات الإرهابية التي تحاول أن تضر بالمسلمين وغيرهم اعتقادا منهم أن ذلك هو طريق الصواب . ولكن هنا برز دور المرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) التي توضح للناس نهج القرآن الكريم والتي تعتمد في أساليب الدعوة على الحكمة والموعظة الحسنة ومخاطبة الناس بالأسلوب المناسب لهم .

وتأتي هذه الدراسة في وقت حاولت فيه أن تثري الدراسات المناظرة بصيغة أو أخرى، وتقدم نتائج يمكن مقارنتها مع نتائج تلك الدراسات.

وبناءاً على ما تقدم فقد تناول الباحث في هذا البحث موضوعاً يعتقد بأهميته القصوى في ظل التأثيرات المتنامية مما دفع بالباحث للقيام بهذا البحث ، وتكمن أهمية البحث الحالي في النقاط التالية :  

  1. أنه تناول أهمية فتوى (الجهاد الكفائي) التي اطلقها المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) لدى المجتمع ، لما لها من دور محوري في صياغة مستقبل العراق وقيمه ، والاعداد للحياة بأبعادها المختلفة.
  2. أن هذا البحث يحاول أن يبرز أهمية الموضوع من حيث انعكاساته على قيم المجتمع في ظل المستجدات المتسارعة من حوله: العالم الجديد ، العولمة والغزو الثقافي .
  3. يسعى البحث الحالي للوصول إلى مقترحات وتوصيات ، لكي يتمكن المجتمع من مواكبة المستجدات الحادثة ، والحفاظ على هويته الحقيقية في ذات الوقت.
  4. في ضوء ما سبق فإنه من المؤمل بأن يشكل هذا البحث خطوة على طريق تقدم المجتمع العراقي ويستفيد منها كل مطلع مهتم بشؤون المجتمع .

ثالثاً : تحديد المصطلحات

فتوى الجهاد الكفائي

      وهي الفتوى التي دعت من خلالها المرجعية الدينية ، يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من حزيران 2014، المواطنين الذي يتمكنون من حمل السلاح للتطوع في صفوف القوات الامنية للدفاع عن العراق، وفي حين اشارت الى ان العراق يواجه تحدياً كبيراً، فانها اكدت ان مسؤولية التصدي للارهابيين هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر وشدد ان طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن الوطن واهله واعراضه ومواطنيه وهو واجب كفائي وان من يضحي يكون شهيداً ان شاء الله([5]) .

تعريف الارهاب  (Terrorism)

           نشأت مشكلات عديدة حول تحديد مفهوم دقيق وواضح لمصطلح "الإرهاب" وتحديد أبعاده، نظرا لاختلاف نظرة كل مجتمع من المجتمعات لعملية الإرهاب والإرهابيين. وبناء عليه يكون هناك حكم نسبي في النظر إلى تلك الأعمال العنيفة والقائمين عليها.  فالإرهابي في نظر بعضهم مناضل من أجل الحرية والدين، وفي نظر بعضهم الآخر مجرم. وبالبحث عن المعنى اللغوي لكلمة "إرهاب"  في اللغة العربية، نجد أنها كلمة من أرهبه أي أخافه، أقرها المجمع اللغوي من الفعل "رهب" أي خاف، وفزع والإرهابيون لفظ يطلق على الذين يسلكون سبل العنف والقوة لتحقيق أهدافهم([6])

وتطلق كلمة "إرهاب" للدلالة على أي فعل يتضمن إحداث خلل في الوظائف العامة للمجتمع، وينطوي تحتها ألوان متعددة من العنف ابتداء من عمليات اختطاف الطائرات في الفضاء إلى إلقاء القنابل بلا تمييز، إلى عمليات الاختطاف ذات الطابع السياسي، والاغتيال، وحوادث القتل باسم الدين وإتلاف الملكيات العامة، أي أنه تهديد باستعمال عنف غير عادي لتحقيق غاياته السياسية والدينية، ويستخدم في إحداث تأثير معنوي أكثر منه مادي([7]) .

وقد عرفت وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (CIA) : الإرهاب هو التهديد باستعمال العنف لأغراض سياسية من قبل أفراد أو جماعات، بهدف إحـداث صدمة أو فزع أو ذهول أو رعب لدى الفئة المستهدفة والتي تتعدى الضحايا المباشرين للعمل الإرهابي([8]) .

أي أن الإرهاب هو العنف المنظم بمختلف أشكاله أو حتى التهديد باستخدامه والموجه لدول ما أو مجموعة من الدول أو جماعة سياسية أو عقائدية على يد جماعات لها طابع تنظيمي  بهدف محدد هو إحداث حالة من التهديد والفوضى لتحقيق السيطرة على هذا المجتمع أو التقليل من هيبة القائمين عليه([9]).

                                                                             

الفصـل الثانــي

خلفية نظــــــرية

فتوى الجهاد الكفائي والحشد الشعبي    

 لاشك أن الرسالات الالهية تهتم وتهدف إلى صنع مجتمع انساني متكامل يقوم على اسس صحيحة وسليمة تتجاوب وتتسق مع فطرته التي فطر الله تعالى الناس عليها، تضمن له حياة طيبة خيّرة في عالم التزاحم الدنيوي، وحياة خالدة منعمة في العالم الاخروي.

فالتعاليم الدينية إنما جاءت لتنظم حياة الانسان في جميع مفرداتها واختلاف اصعدتها، فهي تنظم من جهةٍ علاقته برّبة مربيةً فيه روح العبودية الحقة لله تعالى المحررة له من كل أشكال العبوديات الاخرى، وذلك من خلال العبادات المفروضة ومبدأ الطاعة والتسليم المطلق لأحكام الله وقضائه والانقياد التام لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفائه المنصوص عليهم، لتنسجم حركة الفرد والمجتمع ـ من خلال حركات افرادﻫ في نظام يكمل بعضه بعضاً، فتتوحد وجهة الامة وتسير وفق الغاية الالهية.

ومن جهة اخرى تنظم علاقة الانسان بالإنسان في مواضع التزاحم والاختلاف سواء كانوا اهل دين واحد او اهل اديان مختلفة " الناس صنفان إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق"  فتجعل مراتب للحقوق حسب درجات القرابة او الجيرة بالإضافة إلى الدين والانسانية، فتعطي للحياة البشرية نكهة خاصة تكتمل فيها انسانية الانسان ويمتلأ قلبه حباً للآخرين فيتحمل مسؤولياته تجاههم برحابة صدر ورضا نفس يستشعر خلالها انواع اللذائذ المعنوية، حتى يصل إلى درجة يتحول معها إلى باحث عن الواجبات والمسؤوليات الاجتماعية، والانسانية، والدينية، لا مبحوث عنه([10]).  

ولا تثور الحاجة إلا في مواجهة التحديات.  فالذين لا يشعرون بالتحدي، ويمارسون الاطمئنان اليومي إلى ما هم عليه في الثقافة والفكر لا يحتاجون إلى إعادة النظر فيما استقر عليه وضعهم الثقافي.

ولا تثور الحاجة إلا بالنسبة لمن لديهم أصل ثابت يعتزون به، ومرجع صادق يجعلونه معيار الصواب والخطأ والمقبول والمرفوض مما يعرض عليهم، أو من أفكار تتجدد بتجدد الزمان، وبتجدد الخصوم، أي بالتحديات الحادثة.

 ان فتوى الجهاد الكفائي لم تطلق منفردة دون ضوابط والتزامات تقع على عاتق المجاهدين، بل أن الامام السيستاني كللها بتوجيهات وارشادات للمتطوعين حثهم فيها على نظافة الحرب والالتزام بالمعايير الاسلامية والانسانية في التعامل مع النساء والاطفال وكبار السن ، فترجم رجال الحشد تلك التوجيهات على أرض الواقع، فجميعنا شاهدنا من خلال شاشات التلفاز وما ينشر في المواقع الالكترونية ، كيف أن مجاهدي الحشد يوفرون الممرات الآمنة لخروج المواطنين العزل ورأينا كيف يستقبلونهم محتضنين لرجالهم ومهدئين لروع نسائهم وأطفالهم، بل حتى أنهم تقاسموا معهم الماء والغذاء ،وفي مشاهد أخرى شاهدنا كيف أن أبناء الحشد يعتنون بالمزارع والحيوانات في المناطق المحررة، ولم يعتدوا عليها، بل أنهم وفروا لها كل سبل الحياة والانتاج([11]).

" إن مايحققه الأبطال من القوات الأمنية والحشد الشعبي من إنتصارات هي نتيجة إيمانهم بقضيتهم التي يحاربون من أجلها وغايتهم هي إرضاء الله سبحانه وتعالى وإرضاء ضمائرهم في تأدية واجباتهم تجاه بلدهم العراق العظيم . اذ إن الحشد الشعبي يضم الشيخ والشاب والعالم والمدرس والطالب والعامل ومن جميع الطوائف وبالآخر فهو يضم كل عراقي غيور وشريف ذهب ليدافع عن أرضه وعرضه ومقدساته " .
"لذا  يجب على الجميع الدفاع عن العراق من موقعه وعدم السماح لأي شخص كان أن يذكر قواتنا البطلة وأبناء الحشد الشعبي المقدّس بسوء أو ذميمة ويجب الرد عليهم بقوة وإسكات تلك الأصوات النشاز التي تريد أن تؤثر على معنويات الحشد الشعبي في حربهم ضد عصابات داعش الإرهابية وكذلك إسكات الثرثارين وأصحاب الشائعات الذين يحاولون إحباط معنويات العراقيين([12]).

نعم ان الحشد الشعبي المقدس وقواتنا الامنية الباسلة جسد واحد  في معارك شعبنا المقدسة مع قوى الظلام  التي بدأت بالرد على هجمات داعش الظلامية الوهابية ابتداءا بآمرلي وجرف الصخر وديالى  وصلاح الدين والانبار  والانتصار الكبير الذي كسر ظهر الارهاب في الفلوجة كان بمشاركة فعالة وكبيرة  في كل ذلك كانوا جسداً واحداً وعقلاً واحداً واتجاهاً واحداً انهما يشكلان جيش العراق الواحد الموحد .

لا شك ان الحشد الشعبي المقدس جسد هذه الحقيقة التي جاء بها الاسلام وما ارسلناك الا رحمة للعالمين والتي لم تطبق في كل تاريخ الاسلام الطويل حيث بقيت عبارة يتداولها الناس على الالسن فقط الا انها لم تطبق عمليا وعلى الواقع فجاء الحشد الشعبي المقدس وجسدها عمليا على ارض الواقع فكانت صرخته المدوية التي هي امتداد لصرخة الامام الحسين (عليه السلام)" كونوا احرارا في دنياكم" وكل صرخات الاحرار في الحياة من اجل حياة حرة كريمة لكل انسان لهذا نرى الصرخات الحرة تنال النصرة والتأييد والمساندة من كل انسان حر وفي كل عصر وفي كل مكان ابدا لم ولن تقتصر على زمن ولا على مكان ولا مجموعة معينة انها عابرة لكل ذلك فتدخل في عقل وقلب كل انسان حر محب للحياة ومحترم للإنسان .

 فالحشد الشعبي المقدس لم يؤسس لمصلحة شخصية ولا فئوية ولا يطلب ثأرا ولا ضد فكر او مجموعة او دين وانما تأسس بفتوى ربانية دعت كل العراقيين اولا وكل الناس الاحرار الشرفاء المحبين للحياة والمحترمين للإنسان للدفاع عن القيم الانسانية عن الارض والعرض والمقدسات وفعلا لبى الدعوة كل العراقيين الاحرار الشرفاء من كل الاطياف والالوان والافكار الا انهم متوحدون في حب الحياة الحرة الكريمة واحترامهم للإنسان الذي هو سيد هذا الوجود وشكلوا الحشد الشعبي المقدس وصرخ الجميع كونوا احرارا في دنياكم لا تكن عبدا لغيرك الحياة حرية وكرامة الانسان حريته والانسان بدون حرية يصبح دون الحيوان منزلة ما اجمل الحياة وانت تشاهد المسيحي والمسلم والصابئي والايزيدي والسني والشيعي يقاتلون معا من اجل حياة حرة كريمة وضد اعداء الحياة انصار الموت والظلام . فألف تحية للحشد الشعبي المقدس ولكل قطرة دم زكية هدرت من اجل الحياة ولكل روح طاهرة زهقت من اجل انقاذ انسان حر([13]).

أسباب الإرهاب :

إذا أمعنا النظر في التراث النظري لمشكلة البحث وجدناه قد برز في محاور معينة لها أكبر الأثر في تشكيل الشخصية واتجاهاته حيث أيدت الكثير من الدراسات على أهمية تلك العوامل.

وقد حرص الباحث على تناول التراث النظري بمنظور نقدي يقوم على الموضوعية والتحليل العلمي وسوف يعرض تلك الموضوعات على النحو الآتي وفي إيجاز شديد نعرض لتلك الموضوعات على النحو الآتي:

1.الأسباب الفكرية للإرهاب والعنف والتطرف

تعود الأسباب الفكرية للإرهاب والعنف والتطرف في أغلبها إلى:

1- معاناة العالم الإسلامي اليوم من انقسامات فكرية حادة، بين تيارات مختلفة. ومرجع هذه المعاناة وما ترتب عليها من مشكلات وانقسامات هو الجهل بالدين والبعد عن التمسك بتوجيهات الإسلام، ومن أبرز التيارات المعاصرة، هي:

أ- تيار علماني: يدعو إلى بناء الحياة على أساس دنيوي وغير مرتبط بالأصول الشرعية ولا بالتقاليد والعادات والموروثات الاجتماعية الأصيلة، هي من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه، عوائق في طريق التقدم والانطلاق نحو الحضارة.

ب- تيار ديني متطرف: يعارض المدنية الحديثة وكل ما يتصل بالتقدم الحضاري، فهي من وجهة نظرهم ليست إلا فسادا في الأخلاق، وتفككا في الأسر وجمودا في العلاقات الاجتماعية، فهم يرون أن الحضارة تجعل الفرد يعيش لنفسه ملبيا لرغباتها متنكرا للآداب والفضيلة. ولذا فكل جانب يرفض فكر الآخر ويقاومه، وينظر إليه نظرة ريب وشك دون تمحيص وتقويم، ليصل إلى الحق والمبادئ الأساسية فيها، ليقارنها بما عنده من أصول ومبادئ يمكن أن تكون عاملاً مشتركاً يجمع بينها ويكون فيه الخير لكلا التيارين([14]).

2- تشويه صورة الإسلام والمسلمين:

إن دين الإسلام هو دين العدالة والكرامة والسماحة والحكمة والوسطية، وهو دين رعاية المصالح ودرء للمفاسد.  وإن أفعال الناس المنتسبين إلى الدين، تنسب عادة إلى الدين ذاته، فإذا غلا امرؤ في دينه فشدد على نفسه وعلى الناس، وجار في الحكم على الخلق، نسب الناس ذلك إلى دينه فصار فعله ذريعة للقدح في الدين. وإن الغلو في الدين في العصر الحديث شوه الدين الإسلامي الحنيف، ونفر الناس منه، وفتح الأبواب للطعن فيه، فتجرأ أناس على أفعال وأقوال لم يكونوا ليجرأوا عليها لولا وجود الغلو والغلاة، فسمع الطاعنون في الشريعة([15]) .

 2.الأسباب الاقتصادية للإرهاب والعنف والتطرف

- عدم القدرة على إقامة تعاون دولي جدي من قبل الأمم المتحدة، وحسم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية للدول.

ويكون ذلك عن طريق النمو، والتقليل من الهوة السحيقة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، وتحقيق مستوى حياة أفضل للغالبية العظمى من الشعوب بكرامة وشرف.

2- عدم قدرة المنظمة على إيجاد تنظيم عادل ودائم لعدد من المشكلات الدولية. مثل اغتصاب الأراضي والنهب والاضطهاد وهي حالة كثير من الشعوب([16]).

3.الأسباب السياسية للإرهاب والعنف والتطرف

شيوع الإرهاب الدولي لا يخلو من أسباب أو دوافع سياسية يتمثل أهمها في الآتي:

1- التناقض الفاضح بين ما تحض عليه مواثيق النظام السياسي الدولي من مبادئ وما تدعو إليه من قيم إنسانية ومثاليات سياسية رفيعة، وبين ما تنم عنه سلوكياته الفعلية والتي ترقى به إلى مستوى التنكر العام لكل تلك القيم والمثاليات:

هذا التناقض مدعاة لظهور بعض الممارسات الإرهابية الدولية كصرخة احتجاج مدوية على ما يحمله هذا التناقض الصارخ بين القول والفعل من معان.

2- افتقار النظام السياسي الدولي إلى الحزم في الرد على المخالفات والانتهاكات التي تتعرض لها مواثيقه بعقوبات دولية شاملة ورادعة ضد هذا المظهر الأخير من مظاهر العبث.

إن التسيب الدولي هو الذي يفتح المجال واسعا أمام أخطبوط الإرهاب الدولي الذي يجمع في صفوفه بين القتلة والمحترفين والمرتزقة المأجورين وغيرهم من المغرر بهم دينيا أو سياسيا أو عقائديا، وتشجيعه على التمادي في احتقار القانون الدولي، والاعتداء على سيادة الدول والإساءة إلى حقوقها ومصالحها المشروعة بوسائل تدينها الأخلاقيات والأعراف الدولية كالتهديد والتشهير والابتزاز والقتل واختطاف الطائرات وتعذيب الرهائن من المدنيين العزل الأبرياء. إن هذا التخاذل الدولي في رأي أصحاب هذا التفسير قد ينتهي بكارثة دولية لا حدود لها([17]).

4.الأسباب الاجتماعية للإرهاب والعنف والتطرف

1.عدم الحكم بما أنزل الله في كثير من البلاد الإسلامية: من واجب الأمة كلها: أن تسلم بدين الله وتحكم بشرعه سبحانه وتعالى وعند تتبع مظاهر الغلو العقدية أو العملية في كثير من البلاد العربية - على مر التاريخ - نجد غالبها يرجع إلى مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، وهذا الانحراف العقدي أنتج انحرافا عقديا مقابلا.

2.الفساد العقدي: الأصل أن الدين الإسلامي واحد، وقد تركنا الرسول عليه الصلاة والسلام على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، ولكن أقواما سلكوا سبل الأمم السابقة فتفرقوا في دينهم.

3 - اختلال العلاقة بين الحاكم والمحكوم:

إن قيام أمور حياة الناس الدينية والدنيوية معتمد - بعد الله - على وجود الآمر الناهي المنظم لشؤون الأمة وأمورها.

ومن كمال هذا الدين أنه ضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم، لأن من شأن ضبط هذه العلاقة انضباط أمور الأمة، وسيرها في حياتها على السواء.

4.عدم تكوين روح التعلق بالمجتمع الإسلامي أو بالأمة الإسلامية: وهذه الروح ضرورية للفرد للعيش في الحياة الاجتماعية ولدوامها.

5.غياب دور العلماء وانشغالهم: إن للعلماء منزلة عظيمة في المجتمع المسلم فهم ورثة الأنبياء كما أخبرنا بذلك رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، وأن غياب أثر العلماء أو انشغالهم يعرض المجتمع للهلاك .

6 .التفكك الأسري والاجتماعي: وهذا الحال تشهد عديد من البلاد الأجنبية وعدد من البلاد العربية مما يؤدي إلى انتشار الأمراض النفسية ونسبة المجرمين والمنحرفين والشواذ.

5.الأسباب النفسية للإرهاب والعنف والتطرف

تتعدد الأسباب النفسية المؤدية للعنف والإرهاب والتطرف ويمكن تصنيفها إلى الآتي:

1 - الدوافع التدميرية النفسية المتأصلة :هناك من يرى من علماء النفس التحليليين أن ذلك يرجع إلى غريزة الموت والميل التدميري ( العدواني ) الذي هو ميل متأصل ضارب الجذور في تكوين البشر منذ خلقه الله تعالى ومن أولئك: ( فرويد، وميلاني كلاين ).([18])

2 - ضعف الأنا العليا ( النفس اللوامة أو العقل والضمير ) وسيطرة الذات الدنيا ( " الهوى" أو النفس الأمارة بالسوء، على الشخصية الإنسانية: فيتصرف الشخص في هذه الحالة وفق هواه أو الإيحاءات الخارجية الصادرة ممن يعتقد أنهم رمز للقوة والحرية والمثل الأعلى له وتتكون هذه الشخصية عادة لدى الأشخاص الذين يشعرون بالنقص في ذواتهم، ولدى من تعرضوا لتربية والدية أو أسرية قاسية أو لدى الأشخاص الذين لم يحققوا ذواتهم ولم يجدوا من يأخذ بأيديهم أو يحتويهم([19]) .

3 . تضخم الأنا العليا بسبب الشعور المتواصل بوخز الضمير: وهذا من الحيل النفسية الدفاعية التي يلجأ إليها الشخص لتطهير ذاته والتكفير عن تقصيره تجاه نفسه أو معتقده الديني أو مجتمعه وغالبا ما يقترن ذلك بالخجل والاشمئزاز من النفس والاكتئاب ويبلغ في مرضى الوسواس والاكتئاب النفسي حدا من القسوة والخطورة ما يجعل الحياة جحيما من العذاب وعبثا لا يطاق، هنا تستحوذ على الشخص حاجة ملحة لانتقاد نفسه والسعي إلى إنقاذها من الهلاك أو الشعور بالخطيئة والعمل وفق ما يرضى عنه ضميره.  هذا نوع من قلق ( الأنا ) إزاء ( الأنا الأعلى ).. كأن الأنا الضمير المتجهم لا يطيب له أن تطيب لنا الحياة.([20])  

                                                                 

4.الإحباط في تحقيق بعض الأهداف أو الرغبات أو الوصول إلى المكانة المنشودة:  فقد يأخذ الإحباط لدى بعض الشباب صورة الشعور بالاكتئاب، وهناك من يتمرد ويظهر السلوك العدواني أو المتطرف نتيجة شعور الفرد بالهزيمة أو الفشل.

5 - هذاءات العظمة: تعد هذاءات العظمة عاملا نفسيا آخر، يمكن أن ييسر التورط في عنف أو حرب مدمرة، ويؤدي إليها. فهذاءات العظمة هو عرض مرضي عقلي، ويعني اعتقادا يسود فكر المريض بأنه شخص عظيم، دون أن يسند هذا الاعتقاد واقع يدعمه([21]).

6 - هذاءات الاضطهاد: تعد هذاءات الاضطهاد من أعراض المرض العقلي، ويمكن أن يحفز الرئيس أو القائد المضطرب إلى بدء حرب أو شن إرهاب أو عمل إرهابي، أو إلى تفضيلها. ففي هذا  يعتقد القائد في دعاوى زائفة بأن الآخرين يكيدون للإضرار به، أو تدميره هو، أو بلده الذي يحكمه ويقوده، أو إلى فكره أو منطقه أو قيمه التي يؤمن بها، ولذا فإنه يصبح متشككا ويفضل أن يأخذ موقف الهجوم ([22]).

                                                        

7 - الشخصيات المتبلدة أو الفصامية: الشخصية المتبلدة أو الفصامية هي العامل النفسي المهم والأخير من العوامل النفسية لظهور العنف والإرهاب والتطرف وهذه الشخصية تمثل حالة مرضية تجعل صاحبها منفصلا عن الواقع، مخطئا في تقدير ظروفه، خاليا من المشاعر، وغير مكترث بشيء ( أي غير مبال )([23]).

                                                     

6.الأسباب التربوية للعنف والإرهاب والتطرف

على الرغم من أن العوامل التربوية ليست من الأسباب المباشرة للإرهاب، إلا أن النقص والسلبيات في الأنظمة والمناهج الدراسية تؤدي إلى ظهور مشكلة الإرهاب في بعض المجتمعات الإسلامية.  ويمكن حصر الأسباب التربوية فيما يأتي:

1 - نقص الثقافة الدينية في المناهج التعليمية من الابتدائي وحتى الجامعة في معظم البلاد الإسلامية.

فما يدرس في مراحل التعليم الأساس، لا يؤهل شخصا مثقفا بثقافة مناسبة من الناحية الإسلامية، ليعرف ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو الحد الأدنى للثقافة الإسلامية، وقد أدى ضعف المقررات الدينية، وعدم تلبيتها لحاجات الطلاب في توعيتهم في أمور دينهم وتنوير فكرهم بما يواجههم من تحديات في هذا العصر؛ إلى نقص الوعي الديني بوجه عام مما يكون له الأثر السلبي على سلوك واتجاهات الأفراد واتجاهاتهم([24])

                                                                    

2 - عدم الاهتمام الكافي بإبراز محاسن الدين الإسلامي والأخلاق الإسلامية التي يحث عليها الدين:

ومما يحث عليه الدين الإسلامي ويدعو إليه الرفق، والتسامح، وحب الآخرين ومراعاة حقوق المسلمين منهم وغير المسلمين، والسلام، والتعاون، والرحمة، والبعد عن الظلم والاعتداء والبعد عن الحكم بالأهواء الشخصية، وغير ذلك مما يدعم الأمن والحب والعدالة بالمجتمعات ولاسيما الإسلامية فالإسلام هو دين السلام والعدل والحرية. ولا بد من إظهار هذه المحاسن والأخلاقيات منذ بداية التعليم في الصفوف الأولى مع التركيز عليها في الصفوف الثانوية وبداية الجامعي.

3 - عدم الخضوع للنظام في مرحلة الطفولة في مختلف المراحل التربوية:  والسبب في ذلك إهمال تدريب الإرادة بممارسة أعمال الضبط في ظروف الثورة والهيجان النفسي وبمقاومة الرغبات النفسية الشهوية ولا شك أن للإنسان نوازع وانفعالات سلبية لا بد من التحكم فيها وضبطها كالغضب، والشح والبخل عند الضيق والحاجة، والانتقام عند القوة والانتصار، وغيرها. ولهذا كله فإن بعض الأحداث الاجتماعية تحدث نتيجة عدم تكوين مثل هذه الروح الخاضعة للنظام([25]).

خاتمة البحث

        يتميز المجتمع الإسلامي بالقيم والفضائل السمحة التي تحلى بها من خلال ارتباطه بالقيم الروحية والتقاليد الدينية ، وهي التي تحكم حياتنا وتوجه سلوكنا وتكسبنا ما نحن عليه اليوم من تماسك وتعاون وتوحد في الفكر والعمل ، و الانثربولوجيا مهمتها الأساسية هي تمكين الإنسان من فهم نفسه عن طريق فهم مجتمعه حيث يجعلنا أكثر وعيا بالوحدة الأساسية للإنسان مما يسمح لنا أن نقدر ونفهم بعضنا البعض. وفي هذا البحث حاولنا أن نحدد بعضاً من اشراقات فتوى الجهاد الكفائي التي ساهمت بدفع حركة الحياة للمحافظة على شخصية الأمة ووقوفها أمام التحدي والتذويب .

وقد دلت هذه الفتوى على مفهوم التسامح والتعايش السلِّمي وهي مرتكزات ومبادئ جاء بها الإسلام ، من خلال الدعوة إلى التسامح ونبذ الخلافات والفرقة ، بل تعتبر ضرورة اجتماعية وسبيلا لضبط الاختلافات وٕادارتها إلى درجة أن المسلم أصبح ملزما بمقتضيات التسامح والعدالة ، حيث انعكس ذلك على منظومته الأخلاقية والسلوكية وبرزت في مفاهيم الرفق ، والإيثار، والعفو، والإحسان، والقول الحسن ، والألفة والأمانة .

رؤية الباحث

أولاً : إن الإسلام دين ، وعبادات ومعاملات ، وشعائر وشرائع ، وهو مادة وروح ، وهو منهج حياة ، تتفاعل فيه القيم الإيمانية والقيم الأخلاقية لتفرز سلوكيات سوية للمستهلك نحو اتخاذ القرار الرشيد فى جميع أموره .

ثانياً : هناك أثر فعال لفتوى الجهاد الكفائي دفعت الانسان نحو اتخاذ القرار الرشيد الذى يحقق له مقاصد الشريعة الإسلامية والتى تتمثل فى : حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، كما يجب التحذير من المفاهيم المستوردة والتى تتعارض مع قيم الإسلام لا سيما في ظل العولمة . 

ثالثاً : إن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام . وهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية، والسلام مبدأ من المبادئ التي عمق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين، وأصبحت جزءاً من كيانهم، وهو غاية الإسلام في الأرض . وقد تجلى ذلك في فتوى الجهاد الكفائي  ، اذ يمكن الاستدلال من خلالها ان الإسلام والسلام يجتمعان في توفير السكينة والطمأنينة ولا غرابة في أن كلمة الاسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع .

ومما لا شك فيه أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله ) جاء سلاماً ورحمةً للبشرية ولإنقاذها وإخراجها من الظلمات الى النور حتى يصل الناس جميعاً إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية في كل تعاملاتهم في الحياة.

رابعاً : يمكن استنباط الكثير من المفاهيم والقيم التي تضمنتها فتوى الجهاد الكفائي ، اذ بينت إن السلام هو أمنية ورغبة أكيدة يتمناها كل إنسان يعيش على هذه الارض، فالسلام يشمل أمور المسلمين في جميع مناحي الحياة ويشمل الأفراد والمجتمعات والشعوب والقبائل، فإن وجد السلام انتفت الحروب والضغائن بين الناس، وعمت الراحة والطمأنينة والحريّة والمحبة والمودة بين الشعوب.

كما أن الوفاء بالعهود، ومنع العدوان، وإيثار السلم على الحرب الا للضرورة وإقامة العدل والانصاف، ودفع الظلم، من القواعد الأساسية لتحقيق السلام بين الشعوب والمجتمعات، فلا يعتدي أحدٌ على حق أحدٍ، ولا يظلم أحدٌ أحدًا، فالإسلام يسعى دائماً الى استقرار الأمة الاسلامية، كما يسعى الى استقرار علاقات المسلمين بالأمم الاخرى.

خامساً : هناك دور وأثر واضح لفتوى الجهاد الكفائي ، فقد ساهمت في تحقيق السلام العالمي وتعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وكذلك في نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية وتعزيز جهود المؤسسات الدينية والثقافية في ذلك.

سادساً : تعد فتوى الجهاد الكفائي شأناً عظيماً ، فما كانت أمراً شخصياً ولا هدفاً قومياً او وطنياً بل كانت امراً  عالمياً وشمولياً، اذ شجعت على السلام الذي هو الأصل الذي يجب أن يسود العلاقات بين الناس جميعاً، فالمولى عز وجل عندما خلق البشر لم يخلقهم ليتعادوا أو يتناحروا ويستعبد بعضهم بعضاً، وإنما خلقهم ليتعارفوا ويتآلفوا ويعين بعضهم بعضا، فالإسلام يدعو الى استقرار المسلمين واستقرار غيرهم ممن يعيشون على هذه الارض، ويكشف لنا التاريخ أن جميع الحضارات كانت تواقة من أجل تحقيق السلام العالمي.

سابعاً : تعد فتوى الجهاد الكفائي ضرورة حضارية باعتبارها ضرورة لكل مناحي الحياة البشرية ابتداء من الفرد وانتهاءً بالعالم أجمع فبها يتأسس ويتطور المجتمع.

وقد حان الوقت لنقف على عتبات المجتمع الدولي ونقود أجيالنا إلى لغة الحوار ونصرخ بصوت عال لا للحروب لا للإرهاب لا للقتل لا للدمار ولا للعنف.

 

التوصيات:

1-     التأكيد على أن تعمل جميع المؤسسات لمواجهة التحديات الفكرية بالنسبة لكل من الحاضر والمستقبل.

2-     ضرورة تطوير نظم وأساليب تربوية بصفة مستمرة في ضوء المتغيرات والتطورات المعاصرة، بما يتناسب واحتياجات المجتمع .

3-  يجب على الأسرة فى ظل الظروف الراهنة العمل على غرس القيم الدينية والخلقية فى نفوس الأبناء وإكسابهم القيم الأخلاقية والاتجاهات والأنماط السلوكية المحمودة التى يمكن عن طريقها مواجهة الغزو الفكرى وحملات التشكيك التى تستهدف القيم والمعتقدات والمقدسات الإسلامية.

4-   أن تعمل كلا من المدارس والجامعات على تكوين الاتجاهات الصالحة والقيم البناءة والهادفة فى نفوس الطلاب من خلال المناهج الدراسية وأسلوب التدريس، وإحلالها محل الاتجاهات العدائية نحو المجتمع ونحو الآخرين حتى يمكن تغيير نظرتهم إلى ذاتهم وإلى الآخرين.

5-  تضافر جهود المؤسسات كافة في الحفاظ على وحدة الصف العراقي لدى أفراد المجتمع.

المصــادر

  • القرآن الكريم
  1. التل، أحمد، الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي، دار الأمل، عمان، 1998م.
  2. الحسين، أسماء عبد العزيز : المدخل الميسر إلى الصحة النفسية والعلاج النفسي. الرياض: دار عالم الكتب 2002.
  3. حسين، محي الدين أحمد . القيم الخاصة لدى المبدعين ، دار المعارف، القاهرة ،1981.
  4. دعبس، محمد يسري. الإرهاب ، الإسكندرية، وكالة البنا للنشر والتوزيع، 1994 .
  5. راجح، أحمد عزت ( 1985 ): أصول علم النفس. الإسكندرية: دار المعارف.
  6. زاهر، ضياء . القيم في العملية التربوية ، مؤسسة الخليج العربي، الرياض ،1984.
  7. زقوت، حنان . الاتجاه نحو التحديث لدى طالبات الجامعة الإسلامية بغزة في ضوء بعض القيم السائدة ، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، غزة ،2000.
  8. سمارة ، سامي محمد . القيم التربوية المتضمنة في شعر علي بن أبي طالب ، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، غزة ،2000.
  9. الشبلي ، اسعد كمال. سلوك الحشد الشعبي بين الحقيقة والتضليل ، مؤسسة كتابات ، 2016.
  10. الشرقاوي، حسن . نحو تربية إسلامية ، مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر والتوزيع، مصر ،1983.
  11. صالح، عايدة شعبان ديب . برنامج مقترح لتنمية القيم الأخلاقية لدى أطفال الرياض بمحافظة غزة ، اطروحة دكتوراة غير منشورة، كلية التربية، جامعة عين شمس، مصر،2001.
  12. صباغ، مازن يوسف .الإعلام العربي..واقع آمال وتطلعات، مجلة الدراسات ، تصدر عن المركز العربي الإقليمي للدراسات الإعلامية للسكان - الإعلامية، العدد161والتنمية والبيئة ، يناير- يونيو، القاهرة ،2002.
  13. طهطاوي، سيد أحمد . القيم التربوية في القصص القرآني ، الطبعة الأولى ، دار الفكر العربي، القاهرة ،1996.
  14. الظاهري، خالد بن صالح بن ناهض ( 2002 ): دور التربية الإسلامية في الإرهاب. رسالة دكتوراه منشورة. الرياض: دار عالم الكتب.
  15. عبد الرحمن، عواطف . قضايا إعلامية معاصرة في الوطن العربي ، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الفكر العربي1997.
  16. عفيفي، محمد الهادي . في أصول التربية الأصول الفلسفية في التربية ، مكتبة الأنجلو المصرية،القاهرة ،1996.
  17. علي، علي إبراهيم والباسل، ميادة .القيم السائدة لدى معلمات رياض الأطفال وعلاقتها بمستوى مؤهلاتهن ، مجلة التربية، جامعة الأزهر، العدد خمسون، تصدر عن جامعة الأزهر، ص 58، القاهرة،1995.
  18. العويني، محمد علي . الإعلام العربي والدولي ، الطبعة الأولى ، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة ،1984.
  19. اللويحق، عبد الرحمن بن معلا ( 1998 ): مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر. الجزء الثاني. الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
  20. محفوظ، محمد جمال الدين ، تربية المراهق في المدرسة الإسلامية ، الطبعة الثانية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ،1984.
  21. محمد، محمد سيد . الغزو الثقافي والمجتمع العربي المعاصر ، مجلة الأزهر،الجزء الخامس، السنة السابعة والستون ،ص671،1984.
  22. محمد، هناء السيد . التلفزيون والتنشئة الثقافية لطفل الريف - دراسة تطبيقية بالقرية المصرية ، الطبعة الأولى ، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة ،1999.
  23. منصور، سيد أحمد والشربيني، زكريا أحمد ، سلوك الإنسان بين الجريمة العدوان الإرهاب. القاهرة: دار الفكر العربي. 2003 .
  24. موريس، إريك . الإرهاب التهديد والرد عليه ترجمة الدكتور أحمد محمود القاهرة - الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1991 .
  25. يالجن، مقداد ( 1987 ): التربية الإسلامية ودورها في مكافحة الجريمة. مطابع الفرز دق التجارية.

  • .جامعة ذي قار _ كلية التربية للعلوم الصرفة

[1] .   سورة آل عمران :110

  1. 2. سورة الأحزاب : 21

[2]  . سورة النحل آية : 125

 

[4]  . محمد ،1985،ص5

[5] . المزيد :  www.qanon302.net/news/2014/06/13/21173

[6] .  المعجم الوجيز،1990،ص 32

[7] .  موريس،1991،ص53

[8] . التل، 1998،ص 23

[9] . دعبس، 1994، 9

[10] . http://al-hakim.com

[11] . (الشبلي ، 2016،ص1)

[12] . http://hathalyoum.net

[13] . http://www.sotaliraq.com

[14] . الظاهري: 2002، 61 - 62

[15] . اللويحق: 1998، 693

[16] . الظاهري: 2002، 57 - 58

[17] . منصور، والشربيني: 2003، 244 - 245

[18] . منصور والشربيني: 2003، 249

[19] . الحسين: 2002، 397

[20] . راجح: 1985، 574

[21] . . منصور، والشربيني: 2003، 247- 284

[22] . منصور والشربيني - المرجع السابق: 384

[23] . منصور والشربيني، مرجع سابق، 248 - 249

[24] . الظاهري: 2002، 60 - 61

[25] . يالجن: 1987، 53 - 54