الفكر العلماني وانعكاساته السلبية على المجتمع العراقي

م . م. صادق كاظم مكلف

كلية الامام الكاظم(ع) للعلوم الاسلامية الجامعة

 

 

 

 

ملخص البحث:

في ظل تطور الاتجاهات العلمانية في العراق خصوصاً بعد عام 2003م, لتثبيت افكارهم داخل المجتمع العراقي, وفي ضوء التطورات العلمية الحديثة ووسائل الاتصالات الكثيرة حاولت القوى الغربية المعادية للدين الاسلامي تشويهه في نظر الاخرين.

تترك العلمانية عن طريق قنواتها الرئيسية آثار سلبية في اخلاق وقيم الاسرة والمجتمع العراقي, وهذه القيم السلبية التي تؤثر على الفرد والاسرة, وتقتل طموحهم وتؤدي الى إنحطاطهم في المجتمع وتعرضهم الى جملة مشكلات اجتماعية.

ويهدف هذا البحث الى معرفة حقيقة العلمانية والآثار السلبية التي تتركها في الاسرة العراقية.

ولا شك أن الغزو الفكري او الثقافي يؤثر سلباً في قيم الاسرة داخل المجتمع العراقي, ويكون تأثيره على المعتقدات والقيم وهذه ما يتركه الغزو على مجتمعنا المعاصر, وكما تظهر الظواهر الغزو في هذه العصر كظاهرة الألحاد وغيرها, وإن هذه الافكار قد أثرت على مستوى وقيم الاسرة في المجتمع العراقي, وجعل الله داخل الانسان الفطرة البشرية في الدفاع عن عقيدته ووطنه, وفي سبيل التقدم والازهار داخل المجتمع العراقي والاسرة العراقية. 

وقد قسمت البحث إلى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، وقد إعتمد على عدة مصادر ذات الصلة بالموضوع.

ومن الله تعالى التوفيق والسداد، والحمد لله رب العالمين. 

 

 

 

المقدمة :

الحمد لله ربّ العالمين وصل الله على سيدنا ونبيّنا خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

يُعدُّ بحث آثر الفكر العلماني في المجتمع العراقي من الموضوع المهمة, التي تبين لنا معرفة حقيقة العلمانية, والآثار السلبية التي تتركها في الاسرة العراقية, بعد عام 2003م, وهذا بخلاف ما جاء به الدين الإسلامي, الذي أكد على أساس التسامح والعفو في كافة جوانب الحياة، لما له من أهمية كبيرة في بناء المجتمع والحفاظ على وحدته, ومن اساسيات الفكر والعقل ينتج آراء وافكار مختلفة, تبدو مثارةً للإختلاف والفرقة ظاهراً، إلا إنها من الأمور الطبيعية للفكر البشري ودليل إيجابي على النشاط الفكري والعقلي عند البشر، شرط أن لا يخرج عن سبل الصلاح ويؤدي إلى تخريب المجتمع بالأفكار السلبية, وبهذا تعدُ الأسرة أهم خلية يتكون منها جسم المجتمع البشري إذا صلحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدة فسد المجتمع كله، في دائرتها يتعلم الإنسان أفضل أخلاق, وهي أول لبنة في بناء المجتمع، هي أساس الحياة الاجتماعية, والمجتمع المتكامل، ويتعلم أفرادها كيفية اكتساب الاخلاق الاسلامية, والعيش الامن داخل المجتمع, وستناولها بنحو من العرض والتحليل في المباحث الثلاثة في هذا البحث.

 

 

قسمت البحث الى ملخص ومقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.

أمّا المقدمة فقد تناولت فيها أهم المسائل الضرورية للبحث, وهي كالاتي:

والمبحث الأول : بيان العلمانية وصورها.

والمبحث الثاني:  العوامل التي دعت الى ظهور العلمانية قبل عام 2003م.

والمبحث الثالث: آثار العلمانية بعد عام 2003م.

وأخيراً ذكرنا خاتمة للبحث لخصنا فيها ما توصلنا إليه من نتائج .

 

المبحث الاول

التمهيد

المطلب الاول: تعريف العلمانية لغةً واصطلاحاً :

أولاً: تعريف العلمانية لغةً :

أثارت موضوعات العلمانية جدلاً واسعاً بين عموم المفكرين والباحثين على اختلاف معنى العلمانية, هي:( ترجمة للكلمة اللاتينية secular ومعناها في اللغات الأوربية  اللاديني)([1]), وقد ذُكرت العلمانية على أنها:( مأخوذة من كلمة secularism)) وتعني الدنيا))([2]), وتعني: دنيوي أو مادي, ليس بديني أو ليس بروحاني, ليس بمترهب.

ثانياً: تعريف العلمانية اصطلاحاً :

وبيان معنى كلمة العلمانية, فقد جاءت في قاموس اللغة الإنكليزية, وهي نظرية التي تقول:(إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية)([3]).

والعلمانية هي:(حركة تاريخية حملت الافراد داخل المجتمع الغربي من المجتمع (الثيوقراطي) الديني الى المدنيّة الارضية)([4]), وهدف العلمانية: هو السير بأنظمة وضعية وترك أنظمة الدينية, يأتي هذا النفور من الدين نتيجة تغطرس رجال الدين المسيحي في الغرب أبان نشأت العلمانية ولكل فعل ردة فعل.

اذ تبين لنا من العلمانية: هي عزل الدين وقيوده عن كافة مجالات الحياة, لو دققنا بأسباب تلك الحركة الفكرية لو وجدنا السبب الرئيسي هو تغطرس رجال الكنيسة ولو تعمقنا في سبب تغطرسهم هل هو نابع من أنفسهم أو من التعاليم الدينية, لوجدناها من التعاليم الدينية فهيأة التفتيش وصكوك الغفران والعشاء الرباني هي من عقائد الدين المسيحي, ولو رجعنا أكثر هل هذه تعاليم الدين السماوي, بالطبع سنجدها لا صحه لها, اذن هل توجد أيادي خفيه وراءها لها الفائدة من تحريف الدين, نعم هم اليهود فأول الاسباط بولس الإسخريوطي كان يهودياً, وانهم قد حرًفوا الديانة النصرانية الى المسيحية لينفروا الناس منها, وفي المحصلة أن اليهود وراء كل حركات دينيه متعصبة التي تدعوا لنبذ الدين, حيث هي:(التأكيد على فصل الدين عن الدولة بمعنى أن تسيير آليات الحكم بمعزل عن النفوذ الديني وراء رجال الدين)([5]).

 

المطلب الثاني: الفكر لغة واصطلاحاً :

الامر الأول: الفكر لغةً :

   إنّ كلمة أو مفهوم الفكر في اللغة العربية مأخوذة من كلمة (فكَّر), ويقول الفراهيدي:(اسم التفكر, فكَّر في امره وتفكر, ورجلٌ فكّيرٌ: كثير التفكُر, والفكره والفكر واحد)([6]).

الامر الثاني: الفكر اصطلاحاً :

إن مفهوم الفكر اصطلاحاً هو:(اسم لعملية تردد القوى العاقلة المفكرة في الإنسان, سواء كان قلباً أو روحاً أو ذهناً بالنظر والتدبر, لطلب المعاني المجهولة من الأمور المعلومة، أو الوصول إلى الإحكام أو النسب بين الأشياء)([7]), أن للعقل واجب يقوم به عندما يتعرض لأمر مجهول فيذهب للمعلومات المخزنة في داخله ليطابق بعض مفرداتها ويركب بعضها ببعض للوصول لمعرفة الامر المجهول ليخرج بنتيجة يقتنع بها, واذا لم تكن المحصلة من تلك العملية فيذهب لأهل الاختصاص في مجال ما يجهله من ذلك الامر, ولكن ليس كل البشر يذهبون لأهل الاختصاص, لأننا نجهل كثيراً من الامور ولم نتحرَّ عنها إن الفكر ثقافة على الثقافة أو في الثقافة وحولها وبها, وهو التفكير موضوعة الفكر أو الثقافة, فالفكر هو اللغة الشارحة للثقافة, والتفكر([8]).

إن عملية التفكير تولد معلومات جديدة لدى العقل وتساعده على فهم الامور المجهولة التي تدعو للتفكر بها  وتزيد من ثقافته, والفكر اصطلاحاً هو نشاط إنساني عام لا يختص بحضارة معينة بذاتها أو قومية أو زمن أو مكان, أو أهل ديانة محددة فهو كالماء أو الهواء ولا يختص بشخص من دون آخر فهو ما نحتاجه أو لا يمكن الاستغناء عنه ويتميز الفكر عن كل فكر آخر حسب دين أو ثقافة ذلك الشخص أو مكانه مثل فكر المسلم يختلف عن فكر باقي أفراد الديانات الاخرى سواء أكانت وضعيه أم سماوية, أنّ للدين تأثيراً على ثقافة الفرد وتصرفاته, فطريقة تفكير المسلم تختلف عن طريقة تفكير الكافر كون الاول يخضع لضوابط وحدود نصت عليها شريعة الدين وبذلك تخضع نتائج التفكير لضابط الدين الاسلامي حسب معلوماته الإسلامية فإنْ وافقت مبادئ الاسلام أخَذَ بها وانْ لم توافق لا يأخذ بها([9]), وبذلك يمكن عرض صورة للعلمانية على النحو التالي:

المطلب الثالث: صور العلمانية :

للعلمانية قسمان هما:

أولاً: العلمانية الملحدة: وهي التي تنكر الدين كله: وتنكر وجود الله الخالق، ولا تعترف بشيء من ذلك، بل وتحارب وتعادي من يدعو إلى مجرد الإيمان بوجود الله، وهذه العلمانية على فجورها ووقاحتها في التبجح بكفرها، إلا أن الحكم بكفرها أمر ظاهر ميسور لكافة المسلمين، وإن كان لها خطر عظيم من حيث محاربة الدين الاسلامي ومعاداته.

ثانياً: العلمانية غير الملحدة([10]), وهي علمانية لا تنكر وجود الله، وتؤمن به إيمانًا نظريًا, لكنها تنكر تدخل الدين في شؤون الحياة، وتنادي بعزل الدين عن الحياة، وهذه العلمانية أشد خطرًا من حيث الكفر واللحاد داخل المجتمع الاسلامي، فعدم إنكارها لوجود الله، وعدم ظهور محاربتها للتدين, ولذلك تجد أكثير الأنظمة الحاكمة اليوم في بلاد أنظمة علمانية، والكثرة لا يعرفون حقيقة ذلك([11]).

إن العلمانية بصورتيها السابقتين كفر بواح لاشك فيها ولا ارتياب، وأن من آمن بأي صورة منها وقبلها فقد خرج من دين الإسلام، وذلك أن الإسلام دين شامل كامل، له في كل جانب من جوانب الإنسان الروحية، والسياسية، والاقتصادية، والأخلاقية، والاجتماعية، منهج واضح وكامل، ولا يقبل ولا يُجيز أن يشاركه فيه منهج آخر، قال الله تعالى مبينًا وجوب الدخول في كل مناهج الإسلام وتشريعاته: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ ([12]), وقال تعالى مبينًا كفر من أخذ بعضًا من مناهج الإسلام، ورفض البعض الآخر﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ ([13]), والأدلة الشرعية كثيرة جدًا في بيان كفر وضلال من رفض شيئًا محققًا معلوماً أنه دين الإسلام.

 

المبحث  الثاني :العوامل التي  دعت الى ظهور العلمانية قبل عام 2003م

حين ندرك ان العلمانية جاءت تنشد منحاً تغييرياً لحالة البلدان الأوربية, يتعزز لدينا اقتناعاً بإن حالة تلك البلدان لم تكن على أحسن حال, او يكون افضل او يتجه نحو الاحسن متباعداً عن اوضاع سابقة كانت دافعاً أساسياً  في ولادته ونشأته, فقد عُرفت أوربا سابقاً انها كانت تعيش نظاماً دينياً متعصباً من قبل الكنيسة ورجالاتها فكانوا يرسمون كل مخططات الحياة في أوربا وفق أهوائهم الكهنوتية, وكانوا يضيقون الخناق على كل فكر متحرر بل يكاد معدوماً, وهذا السبب جعل من أوربا تبحث عن مخرَج من ما هي فيه, وسنلخص الجوانب التي دعت لنشوء العلمانية.

اولاً: الجانب الديني :

للجانب الديني دور رئيسي لنشوء العلمانية, فبشكل عام يمكن ان نقول: أن نظام الحكم في أوربا كان دينياً, فالمذهب الكاثوليكي كان دين الدولة الرسمي, وقد تعدى إلى أن يكون دستوراً للحياة في اوربا, وعلى القائمين في كل مجالات الحياة أن يستمدوا تعاليمهم منهُ, فكان رجال الدين الكاثوليك مهمتهم رعاية مصالح الدولة وتنشيط الحركة الدينية وحمايتها وتقييد الناس بأحكام الكنيسة وقوانينها([14]). 

ومكافحة كل خروج على تعاليم الكنيسة، فكانت الغالبية العظمى من الروم من الاميين السذج وكان هؤلاء على درجه عالية من الضحالة الفكرية نتيجة الخضوع المستمر لتعاليم الكنيسة التي كانت تدعو مواطنيها الى التجرد من الدنيا والانقطاع للآخرة, فقد استغل رجال الكنيسة بعض الآيات من الانجيل تدعو الى التجرد من ملذات الدنيا وعدم اكتناز الاموال ومنها:(الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الى ملكوت السموات*اقول لكم ايضاً ان مرور جمل من ثقب ابره ايسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله)([15]), وايضاً:(لا تقتنوا اذهباً ولا فضه ولا نحاساً في مناطقكم*ولا مزودا للطريق ولاثوبين ولا احذية ولا عصا...)([16]), فقد استخدم رجال الكنيسة النص الديني في غير محله اجحافاً بالرعية لكي تبقى الاموال بيدهم، وقد سيطرة الكنيسة على معظم شؤون الغرب المسيحي فالكنيسة تنصب الملك وتعزله وهي من تدير أمور البلاد وكانت الكنيسة تبشر بأن الديانة المسيحية هي قادره على ان تأخذ بالإنسانية نحو الهدف المنشود وان رجال الكنيسة هم مقدسون ويجب طاعتهم والولاء لهم والايمان بما يقولون وتلبية جميع مطالبهم:(لإن الوضع القديم كان يعطيهم قداسه وميزة تجعلهم انصاف آلهة على الارض وهم وحدهم ينفردون بالمعرفة الالهية)([17]), فعلى الناس الخضوع لأفكار رجال الدين لأنها مستمده من السماء حسب تصورهم واخذ رجل الدين الكنسي يستغل الجانب الديني للوصول الى مبتغاه والحصول على المال والجاه بل وصل الامر بأن يأمروا الرعية بالنيابة عنهم في اعمال الزراعة بدون مقابل, وتعدت على فكر الرعية وتكميم الافواه ومحاربة كل فكر يتعارض مع تعاليم الكنيسة, فقد قتلوا العلماء والمفكرين والفلاسفة, فَنَفَرَ الناس من الكنيسة وثاروا عليها ودعوا لنظام حكم بعيداً عن الدين وهذا من اهم جوانب ظهور العلمانية, فبعد ان بينا ان الجانب الديني كيف ساعد على ظهور العلمانية فللجانب العلمي دور ايضاً لظهور العلمانية في بلاد الغرب, وسنتطرق للجانب العلمي بإيجاز([18]).

ثانياً: الجانب العلمي :

  إن الجانب العلمي له أهمية في ظهور العلمانية, فقد دعى العلماء والمفكرين إلى قيام ثورة وترويج فكر يخالف تعاليم الكنيسة, لان رجال الكنيسة كانوا يضيّقون الخناق على المفكرين والعلماء بل كانوا يُشرفون على نتاجاتهم, فاذا كان ضمن انتاج المفكر شيء يخالف تعاليم الكنيسة وما يملونه على الناس كان مصير ذلك النِتاج الحرق وفي بعض الاحيان يحُرق هو ومؤلفه، وكانت الابتكارات قليله او شبه معدومة لان الاهتمام كان يصب في مجال علم اللاهوت, وكان اصحاب  الفكر يتحاشون التصادم مع الآراء الدينية كونها مقدسة ولا يجوز المساس بها, وكان التعليم بيد رجال الدين داخل الأديرة فقط, ويتناول اللاهوت والناسوت وأما باقي العلوم تكاد أن تكون مختفيه([19]), والتأريخ حافل عن حروب رجال الكنيسة الكاثوليكية للعلم والعلماء في القرون الوسطى وكانت حروب تمتاز بالجرائم والإبادة الجماعية في حق الانسانية, بحيث كانت تمسك بيدها سلطة القرار وفرضت سيطرة  شبه كاملة على أوربا لمدة ألف عام, وفي هذه الفترة أتسمت بعدم التسامح والتعصب الديني وأخذَ العلماء نصيبهم من هذا التعصب من قتل وسجن وتعذيب وحرق, وكانت هذه المأساة هي الغالبة على تعامل الكنيسة مع العلماء مما عطّل أدوات البحث والاجتهاد في الغرب عندما فرضَ رجال الكنيسة قيوداً على العلماء وحرمهم من مزاولة أي نشاط خارج حدود الكنيسة, وكانت نتيجة ذلك أتهام الكثير من العلماء بالهرطقة([20]), وممارسة السحر, وبعد ان بينا كيفية محاربة الكنيسة للعلم والعلماء والمفكرين مما دعا لنبذ سلطان الكنيسة والدعوة إلى الكنيسة, سنتطرق لجانب الحكم في أوربا الذي مارستهُ الكنيسة.

ثالثاً: جانب الحكم (سلطة الكنيسة) :

   أن رفض رجال الديانة المسيحية ديانة الاسلام وعدم قبولها كرسالة سماوية مكملة لديانتهم, واضافت تحريفات التي ملأت الانجيل, هذا الامر دفع رجال الكنيسة إلى تطبيق وتسويغ أحكام تقف بالضد من الديانة الإسلامية ورفضها, وكانت النتيجة خروج إلى حيز الوجود حكم عُرف بالثيوقراطي([21]), وحكم الدولة رجال دين يدَعون انهم يحكمونها بأوامر ونواصب من السماء الأنهم بأتصال مباشر مع السماء، وساد التخلف في اوربا جراء ذاك الحكم عدة قرون وقد ولدَ هذا قلق ونفير لدى الفرد الاوربي فظهرت رغبه دفينه في ابعاد هذه السلطة عن حياتهم، فكانت الكنيسة تنصب الملوك وتعزلهم ولا يسمحوا للملوك بتولي مهامهم دون الرجوع للكنيسة، وعندما اراد:(هنري الرابع ملك المانيا، اراد ان يستقل بتعيين الاساقفة, فأختلف مع البابا غريفورس السابع عام 1075م حول هذه المسألة مما دفع البابا إلى أصدار الحرمان الديني عليه , فقاطعه شعبه, وأضطر إلى الحضور إلى البابا خاشعا راكعا مطالبا منه العفو وإلغاء الحرمان)([22]), فكانت الكنيسة تمارس دورها بإجحاف بكل أمور الحياة في الغرب وتهيمن على القرارات كلها التي تهم شؤون البلدان التي تخضع لسلطانها, فكانت الأنظمة في دول أوربا قائمة على رجال الدين المسيحي ولهم أمتيازات الأقطاعين كما كانت في بلداننا الشرقية, ولهم حرية في سن القوانين التي تلائم أهوائهم تحت غطاء ديني, فكانوا يستخدمون الناس بجمع الضرائب والعشور وبيع صكوك الغفران لمن يريد الخلاص من النار ودخول الجنة([23]), هذه الاوضاع وغيرها دعت المفكرين يطالبون بنظام بديل عن نظام سلطة الكنيسة وقد أنقسم الشعب الاوربي بين مؤيد للكنيسة وبين معارض, وقد اشتعلت حروب طاحنه لمدة ثلاثين عاماً وبعد معاهدة (ويستفاليا), اصبح نظام الحكم بيد الشعب، وعزل نظام الحكم عن الطقوس الدينية لتحل العلمانية بدل سلطة الدين الكنسي, وإن الجانب الديني كان له دور رئيسي في نشوء العلمانية ولا نقلل من الجانب العلمي إذ كان له دور أيضاً, فبحثَ المفكرون الغربيون في الخروج من المأزق الذي يعيشونه فوجدوا إن خروجهم من قبضة الكنيسة هو الحل والعلمانية كفيلة بخروجهم من مأزقهم, ولهم الحق في ذلك كوننا تعرفنا على واقع الغرب في تلك الحقبة وبينا تغطرس الكنيسة على رقاب الغربين, نتيجة فساد العقيدة النصرانية وتحريف الانجيل, إلا إن يوجد اختلاف جذري بين بيئة نشوء العلمانية في الغرب وبين واقع البلدان الإسلامية, لإن في الغرب أيادي شوهت الدين النصراني وجعلت الفرد الغربي يعيش في طقوس بعيده عن روح الدين الحقيقي, وأرادة منه أن يتجرد من الإيمان بالغيبيات ويؤمن بالعصر المادي ومتطلباته, وبعد أن نجحت تلك التجربة التي قادها اليهود ضد الدين النصراني وجميع الديانات الاخرى:( فيجب علينا أن نكنس جميع الاديان الاخرى على اختلاف صورها)([24]), فقد جردوا الفرد الغربي من ديانته وجعلوه ينفر منها, ولم يكتفوا بهذا بل صدّرت العلمانية لبلدان المسلمين أو أستوردها أتباعهم من المقيمين في بلاد المسلمين.

 

المبحث الثالث :آثار العلمانية بعد عام 2003م

المطلب الاول: الآثار السلبية للعلمانية :

إن من أخطر سلبيات العلمانية على الاسرة العراقية, هو زرع مفهوم أو فكر, إن الدين لا يصلح لقيادة الحياة العصرية, أو حصر الدين بداخل الروح فقط, وأن متطلبات العصر والزمان لا تتلاءم مع النص الديني, يوجد في كل مشروع الفكر العلماني في بلاد الإسلام, وراءه هدف تشويه الإسلام وجرهُ الى ميدانهم المادي، وأن رواد المادية الذين روجوا للعقل والمادة هم كانوا تلامذة الماسونية اليهودية التي قامت على انقاض الدين المسيحي([25]), وقد غزَت افكار هؤلاء المفكرين بلدان العالم الإسلامي فتبنى البعض الفلسفة المادية التي كانت احد روافد الالحاد ونكران الخالق، أو ان العلمانية تعطي الضوء الاخضر للعيش دون الالتفات للدين او جعله امراً ثانوياً، بل يريدون تطبيق النظرية او التجربة على الانظمة وليس على الافراد، ليصبح النظام مادي دون رادع اخلاقي او ديني للتحول الى ميدان لا يعطي وزناً للدين في ادارة شؤون الحياة، يريدون إخفاء شرع النبي محمد(صل الله عليه وآله وسلم), وحصره في داخل اروقة المسجد فقط, ويريدوا علمنة الاقتصاد وجعل ضوابط الاقتصاد من منظمة التجارة العالمية, وليس من شرع الله, ويريدوا علمنة الصناعة لتصبح تجارة تعود بالربح إليهم حتى لو كانت على حساب قيمة وسلامة البشر, كما يؤججوا الحروب لبيع منتجاتهم العسكرية, ومصالح مصانع التسليح العسكري, عكس قانون السماء, الذي يُحرم بعض الصناعات العسكرية, مثل السلاح النووي والسلاح الجرثومي, كونه يُدمر الانسان والطبيعة, العلمانية عدو للفكر الإسلامي, لكنه عدو متخفي بغطاء العقلانية والتطور ولا يمكن الجمع بينهما.

ومن سلبيات العلمانية أيضاً ما يلي:

  1. انهاء الحواجز المقفلة بين عالمي الروح والمادة.
  2. لا تنظر الى القيم الروحية نظرة ايجابية.
  3. تحكم على الانسان بالتشتت.
  4. تتناقض مع نفسها عندما تريد فصل الدين عن السياسة لإن هذه أداة غير اخلاقية.
  5. العلمانية تعتقد بأن الدين بعيد عن السياسة([26]).

إن هدف المفكر العلماني, هو عزل الدين الإسلامي عن حياة المسلمين لكي يخفوا الإسلام من قيادة الحياة, وإذا فُرِغَ المسلم من إيمانه بالإسلام, أصبح أرض هشة لزرع أفكار تأتي بها عجلة الحياة والغزو الفكري, والتطور المزعوم من مفكري العلمانية, وبالتالي يبقى المسلم مفرّغ الجوهر يركض خلف أصحاب الفكر المادي, بداعي أن الفكر الانساني متجدد والدين ثابت, ولا يتلاءم الدين الإسلامي مع متطلبات العصر والزمان, فقد نشر الاستعمار قوانين علمانية في بعض الدول الإسلامية المستعمرة. 

ففي كل موقع من البلدان الإسلامية قامت فيه للإستعمار سلطة ودولة, أخذَ هذا الإستعمار يحل النزعة العلمانية في تدبير أمور الدولة وحكم المجتمع, محل الاحكام والتدابير الإسلامية ليقتلع شريعة الإسلام وفقه معاملاته, وأدخل الاستعمار الغربي قانون العلمانية([27]), وقوله تعالى:           ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ ([28]), فهذه القسمة الشبيهة بالمفهوم العلماني لشعار الدين لله والوطن للجميع, هي سوء حكم الجاهلين بدين الله وقد سفهها القرآن, وقال اتباع الفكر العلماني:(لقد التزمنا امام أوربا أن نذهب مذهبها في الحكم, ونسير سيرتها في الإدارة ونسلك طريقها في التشريع, التزمنا هذا كله امام اوربا, وهل كان إمضاء معاهدة  الاستقلال ومعاهدة إلغاء الامتيازات إلا التزاما حريصا قاطعا اما العالم المتحضر بإننا سنسير سيرة الاوربيين في الحكم والإدارة والتشريع)([29]), وهذا اكبر أثر على وعي المثقف المسلم داخل المجتمع العراقي, وكيف تناغم مع العلمانية ويروج لها, أنها تحل محل الشريعة الإسلامية, وإذا تهاونا بمثل هذه الأفكار لدخلت كل يوم أفكاراً جديدة لتزاحم الفكر الإسلامي, وإن العلمانية بهذا المعنى تعتبر محاولة من محاولات سوء التفاهم الكثير التي لا بد أن يقع المسلم في غياهبها بإعتبار أن يختار بنفسه التنحي عن طريق الله ومنهجه في الحياة, وبالأخير يشعر إنه بعيد عن نهج رب العالمين, ومضطر إلى إبتكار من تلقاء نفسه, وهكذا تظهر علينا كل يوم مناهج وضعية ما أنزل الله بها من سلطان([30]).

المطلب الثاني: آثار الغزو الفكري على الاسرة داخل المجتمع العراقي :

يترك الغزو الثقافي الاجنبي عن طريق قنوانه الرئيسة آثار سلبية في قيم الاسرة الاسلامي داخل المجتمع العراقي, وذلك يحمل الفرد على التخلي عن القيم الايجابية كالصدق والامانة والدين والشجاعة والغيرة والصراحة والعدالة..., ويقودهم بأساليب خبيثة وضارةً لهم, وهذه القيم السلبية التي تصدع شخصياتهم وتقتل طموحهم وتسئ الى تكفيرهم في المجتمع وتعرضهم الى جملة مشكلات اجتماعية.

ولعل من اهم ما يؤديه الغزو الفكري الثقافي الاجنبي في تخريب سلوك الفرد داخل المجتمع وتجاهل القيم الاسلامية والدين وعدم الالتزام بفروضه وأوامره والخلاعة والمجون والتخنث والتبرج وعدم احترام الكبار والتطاول عليهم والنيل من مكانتهم وعزتهم وكرامتهم, ومع الترافع على الاسلام وتقليد الغرب واقتضاء طريقة الدعارة والفساد والخمر والميسر والاعتداء على الخرين وغمط حقوقهم والاساءة إليهم وتشويه سمعتهم, وهذا ينقسم على النحو التالي([31]).

أولا : تأثير الغزو على الاسرة والفرد في الوقت المعاصر :

لا شك أن الغزو الفكري او الثقافي يؤثر سلباً في قيم الفرد داخل المجتمع العراقي, وهذا تأثير يكون في سلوكهم وعلاقاتهم مع بعض, ويكون تأثيره على المعتقدات والقيم وهذه ما يتركه الغزو على مجتمعنا في الوقت المعاصر ويجعل الفرد في معتقدات سلبيه لا تليق في الاسرة العراقية([32]), كما تظهر الظواهر الغزو في هذه العصر كظاهرة الألحاد وغيرها, وإن هذا الافكار قد أثرت على مستوى وقيم الاسرة في الوقت المعاصر([33]).

وإن هذه تحدياتٌ التي تواجه الاسرة العراقية، والتي لها علاقة بالبيئة الداخلية للمجتمع، وهي تحديات متعددة وقد تختلف باختلاف هذه البيئة، وأهم هذه التحديات:

أولاً: التحديات التي تتعلق بالفرد, ومدى نموها واستعداداتها الفطرية لمراحل الفرد, وهي أحدَ الأسباب الرئيسية التي تدفع الفرد إلى التعلم وارتقاء سلم التعليم الجامعي بنجاحٍ وتفوق، وبالعكس قد تدفع به الإعاقة إلى محاولة الانعزال والهروب من واقعه.

ثانياً: ضعف التنشئة الاجتماعية والعلميَّة في الأسرة والمدرسة في سنوات التعليم الأولى والمتوسطة, إذ تبرز أهمية الأسرة في العناية بالطفل في المراحل المبكرة من تكوّن معالم شخصيته، حيث تزوده بثقافةٍ متكاملةٍ بالتعاون مع المدرسة طوال سنوات طفولته وشبابه مما يسهمُ في إكسابه المناعة الثقافية المستقبلية، كما أنَّ دور التعليم الإلزامي والثانوي يبدو جلياً في إعدادِ الطالب وبناءِ شخصيته للسنوات اللاحقة، وهذه المرحلة تعزز لدى الطالب حبَّ المعرفة الذاتية, لذلك يواجه الشاب تحديات التخلف الأسري من جهلٍ، وأميَّة، وفقر، ومرض وغيرها كالتفكيك الأسري.

ثالثاً: دور الجامعات في التأكيد بمناهجها وطرائق تدريسها وأهدافها على إتمامِ معالمِ الشخصية الواعية المتمثلة بأهداف أمتَّها، والمنفتحةِ على الواقع الإنساني بعيداً عن التقليد الأعمى بكافة أنماطه والمُلِمَّة بأساليب البحث العلمي ومناهجه.

رابعاً: التحدي الذي يواجها الشاب أثناء رغبته الدراسية في اختيار كلية أو اختصاص علمي لا يتوافق و رغبة الأهل, على الرغم من أنَّ اختيار الأهل لن يجعلَهُ بارعاً في هذا المجال لأنه ربما لا يتلاءم و ميوله ورغباته، الأمر الذي سينعكسُ مستقبلاً على مدى إبداعه في هذا المجال, فعلينا أن نؤكدَ حق الشاب في اختيار مهنةٍ واختصاصٍ مناسبٍ، وخير مثلاً على إنَّ أينشتاين الذي كان كسولاً في دروس الرياضيات برع في الحساب، ولو أننَّا قيمناه تبعاً لدراسته لما كنَّا تمتعنا بمعرفة شيء عن النسبية([34]).

خامساً: إنَّ معظم المناهج الدراسية لا تولي اهتمامات الشباب قدراً كافياً من العناية ، ولا تجيب عن الأسئلة التي تدور في رؤوسهم ، ولا تمكنّهمْ من فهم الواقع بل تقدّمُ لهم المعلومات والأفكار بأسلوب لا يصلح معه إلا الحفظ عن ظهر قلب، في حين أننّا في عصرٍ نحتاج فيه ملكات الإبداع والابتكار والقدرة على إيجاد الحلول للمشكلات التي تعترض طريقنا بشكل منطقي وواعٍ وهي ملكات يعجز نظام التعليم الجامعي بأساليبه التقليدية عن منحها للشباب داخل المجتمع العراقي, وهذا يعني أنّ بعض الجامعات العراقية بمناهجها ونظمها لا تؤدي هذا الدور المهم المنوط بها.

سادسا: معظم افراد الاسرة لا يجدونَ فرص عملٍ تتلاءم واختصاصهم الأمر الذي انعكس على المقررات التي يدرسونها في الكليات، إضافةً لازدياد نسب البطالة بين صفوف الشباب حيث أكد الدكتور علي بو عناقة أنَّ الإحصاءات التي تصف وضع الشباب تشيرُ إلى أنّه:(ضمن 17مليوناً من المتعطلين الحاليين عن العمل ونسبتهم40%، تقل أعمارهم عن 25 سنة)([35]).

سابعا: عدم وجود تنسيق ثقافي بين الأجهزة التربوية وغياب التنظيمات المسؤولة عن الشباب في عدد من البلاد العربية، الأمر الذي يحرم الشباب من التعبير عن آرائه ومعاناته الحقيقية.

ثامنا: وتعد الحالة المادية لمعظم دخل الفرد في الاسرة, هي من أخطر التحديات التي يواجها المجتمع، لأنها قد تعيق الفرد عن إكمال دراستهم الجامعية, أو دراسة الاختصاص الذي يرغبون في إحدى الجامعات الخاصة([36]).

ثانيا: مشكلات العالم المعاصر :

إن عالمنا اليوم يواجه مشكلات كبيرة ومعقدة, ولابد أن تنتهى به الى التحول والتغير, بل لا بد أن تسقط هذه الحضارة الغربية تحت هذه المشكلات, ويحصل التحول, ونحن نأمل ان يكون هذا العصر عصر ظهور الامام الحجة (عج), فقد ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام, أن هذا عصر الظهور لأن المشكلات التي يواجها الانسان, وهي مسألة التضاد بين طبيعة الشعارات والمفاهيم التي يرفعها الانسان, ويتحرك فيها في هذا العصر من ناحية ثانية, والواقع الذي يعيشه من خلال هذه المشكلات, ويفرض وجود هذا التحول المستقبلي في وضع العالم, ومن يكمن ان نعرف أهمية هذه النهضة الاسلامية, داخل المجتمع العراقي.

ثالثاً : مشكلة الأسرة :

في البناء والتصميم الإلهي للمجتمع البشري اخذت الأسرة اولية لهذا البناء الانساني, وعندما نرجع للقران الكريم نجد معالم ذلك منذ خلقة آدم وحواء الى يومنا هذه الأسرة, بحيث أن الأسرة إذا هددت في وجودها فسوف تنزل النقمة والغضب الإلهي على الجميع.

وقضية قوم لوط ترتبط بهذا الموضوع, فقوم لوط ارتكبوا ذنباً, والذنوب الكبائر كما نعلم كثيرة وليست منحصرة بهذه الكبيرة, بحيث ينزل العذاب الالهي على القوم, لارتكابهم لهذه الكبيرة, وإنما القضية مرتبطة بأن وحدة المجتمع البشري أصبحت مهددة, بسبب هذا العمل الذي يقوم به هؤلاء القوم, فنزل الغضب الإلهي, والهلاك المطلق على هؤلاء البشر([37]). 

والان تعتبر الأسرة من المفردات التي تواجه مشكلة حقيقية في المجتمع الإنساني وخصوصاً في الحضارة الغربية, وأحد الشواهد العجيبة على هذا الموضوع هو أنه عندما عقد في العصر الماضي والمؤتمر العالمي للأسرة في بكين, وهو أعظم مؤتمر عقد في العصر الحاضر وبحيث فيه موضوع الاسرة فهؤلاء الغربيون الحمقى يرون, أن للأسرة ثماني عشرة شكلاً, ومن جملتها علاقة إنسان بحيوان أو علاقة حيوان بحيوان, فأدخلوا الحيوان ضمن الأسرة البشرية, باعتبار أن الحيوانات تعيش مع الناس وكأنما جزء من حياتهم, بحيث جعلوا هذه الأسرة في صورة ظلامية ضبابية غائمة غير واضحة, كأن لا وجود لها في المجتمع الإنساني, فعلاقة رجل برجل اعتبروها أسرة, وعلاقة امرأة بامرأة اعتبروها أسرة, وهكذا علاقة رجل بحيوان, أو امرأة بحيوان, أو حيوان بحيوان, والان توجد قوانين وتشريعات بهذا الخصوص, وكل هذا التحولات لا أخلاقية في المجتمعات الغربية, ولا تطاق المنهج الاسلامي الصحيح([38]). 

رابعاً: هداية الفرد في المجتمع الاسلامي :

  إنّ هداية الفرد أحد المفاهيم الأساسية في الاسلام، والمقصود من هداية الفرد هنا توجيهه في مختلف الجوانب المؤثرِّة على نموّ شخصيّة, وكما نعلم فإنّ شخصيّة الإنسان ذات أبعاد أساسية، يمكن عرضها على النحو التالي:

  1. البعد العقلي.
  2. البعد الاجتماعي.
  3. البعد العاطفي.

4 . البعد البدني.

  فإذا قمنا بتحليلٍ لسلوك الفرد، فسوف نكون قادرين على تمييز الجوانب الإيمانية، أو الاعتقادية، والعقلية، والاجتماعية، والعاطفية بعضها عن بعض، وسيتجلّى لنا أنّ الجانب البدني أكثر الجوانب محسوسيّة في شخصيّة الإنسان، وهو يتّصل بالجوانب الأُخرى عن طريق الدماغ والأعصاب.

  إنّ حبّ الاستطلاع في مجال حقيقة العالم، وتدوين نوع من النظرة الكونية، والطموح نحو الكمال، والهدفيّة، وإعداد وجهة نظر اعتقاديه، وتكوين نظام أخلاقي، كلّها إفرازات تترشّح عن البعد الايماني أو العقائدي للإنسان, وتتغاضى عن آثاره في حياته ونموّه.

  فإنّ الحافز لدراسة الكون، وإعداد نظرة كونيّة، وانتخاب أهداف أساسيّة، والسعي لكشف معنى الحياة، والجدّ في تدوين فلسفة أو وجهة نظر اعتقادية له، ومحاولة التنازل عن المسائل الشخصية، وبناء علاقات جوهرية مع الآخرين, وكذلك ترسيخ نظام أخلاقي في شخصيّته، كل هذه الأشياء أُمور واقعيّة حقيقيّة لا سبيل إلى إنكارها، وإنّ اهمال هذا البعد نابع من الأرضيّة الذهنيّة لعالم النفس، وقبول فرضيات سابقة ليس لها نصيب من الواقع في أغلب المواطن([39]).

ثانياً: إنّ أتباع مدرسة السلوك، وكذلك علماء النفس الذين يريدون أن يفسّروا سلوك الإنسان وجميع ممارساته من منطلق بدني أو بيولوجي..., ومضافاً إلى ذلك فإنّ أنصار هذه المدرسة يؤمنون بوجود شيء ذي طابع حسّي في وجود الإنسان، يخضع للمشاهدة والقياس, إنّ قبول هذا المبدأ أوقع علماء السلوك في ورطة عند تفسيرهم لأبسط عمل نفسي، وهو التعلّم، وكذلك التفكّر والإبداع في الإنسان, لا محالة، أنّ هذا الفريق من علماء النفس قاصر عن تفسير السلوك النابع من البعد الإيماني أو الإعتقادي.

يتصوّر بعض علماء النفس أنّ الخوض في البعد الإيماني من وظيفة علماء الدين أو المتكلِّمين، بيد أنّهم غافلون عن أنّ مهمّة عالم النفس هي تفسير أكبر قدر ممكن من سلوك الإنسان, وفي ضوء التفسير العلمي  ينبغي الأخذ بنظر الاعتبار كل ما يلحظ على سلوك الإنسان, واذا ما انبرت نظرية إلى تفسير جانب أو عدد من الجوانب في سلوك الإنسان، وأهملت الجوانب الاُخرى، فإنّ هذا يدل على ضعفها، كما أنّه لا ينفي حقيقة وجود تلك الجوانب([40]).

  إنّ الإدراك والمعرفة، وعقد مقارنة بين الأشياء، وتمييز الأشياء بعضها عن بعض، والتقويم والخوض في مختلف الأُمور، والتنبؤ والتخيّل، كلّها تدخل ضمن البعد العقلي من الشخصيّة.

  أمّا التكلّم، والاختلاط مع الآخرين، والتكيّف الجماعي، والتعاون، والمعارضة، والتوافق، والتشابه، وممارسة الأُمور المهنيّة، فجميعها تعود إلى الجانب الاجتماعي من شخصيّة الفرد.

  وأمّا السرور والحزن، والخوف والغضب، والحب والكره، والحقد والانفتاح على الآخرين، وأُمور نحوها فتدخل في دائرة الجانب العاطفي من شخصيّة الإنسان([41]).

  إنّ الإحساس, بصورة عامّة, وسائر النشاطات البدنية تشكّل جزءاً آخر من شخصيّة الإنسان.

  فمـا ينبغي أن نأخذه بنظر الاعتبار في هذا المجال هو وجود صلة قريبـة بين هذه الجوانب بعضها مع بعض, والنشاطات الحسيّة الملموسة لا تنفصل عن النشاطات العقلية، فتنمو قوّة الإدراك لدى الإنسان, بحجم كبير, في المجال الاجتماعي, اما كسب المهارات الاجتماعية فهي ثمرة من ثمار التعلّم, وكيفيّة ظهور العواطف والسيطرة عليها تتّصل بالجانب البدني من جهة، وتأخذ شكلها في المجال الاجتماعي من جهة أُخرى، علماً أنّ للنموّ العاطفي جانباً عقليّاً, وما يجب أن نأخذه في الحساب هو كيفيّة هداية وتوجيه كلّ واحد من هذه الجوانب([42]).

خامساً : التحدي الثقافي والاجتماعي :

 وهي تحدياتٌ تنشأ من خارج المجتمع ولعلَّ أبرز أسبابها الغزو الفكري الثقافي الغربي، حيث يقولون اليهود:(نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه, ومحركين الفتن فيه وجلادية)([43]), ويقولون أيضاً:(لقد قمنا بخداع وتسفيه وافساد شباب, ... وذلك من خلال تربيتهم على المبادئ والنظريات كلنا نعلم خطأ ومع ذلك شجعناهم عليها)([44]), وتيار العولمة الجارفِ، بالإضافة إلى السّرعة المتزايدة في التّقدم التكنولوجي الذي يأتي إلينا من الخارج، في الأوقات التي ليس لدينا فيها ما يكفي من الثقافة والوعي والقدرة اللازمة للتعامل مع هذه التكنولوجيا الباهرة، مما يجعلنا عرضة للتبعية الدائمة  للغرب، وسنبقى على هذه الحال حتى نستطيع َاستردادَ زمام الأمور لمواكبة ركبِ التطور, وأهم هذه التحديات هو التحدي الاجتماعي,  وهو من أخطر التحديات الثقافية على شبابنا العربي في عصرٍ طغت فيه الثقافة الغربية خاصة الأمريكية, حتى أنَّ بعض الكتب ربط بين العولمة والأمركة برباط وثيق  يقول برهان غليون:(العولمة تعني إذن بالضرورة الأمركة، إذا قلنا إن للأمركة أرجحية المساهمة الأمريكية في الإنتاج الثقافي المادي           والمعنوي ...), ويترافق ذلك بأنماطٍ من َالسلوك الاجتماعي الذي تفرضه بطرق مختلفة ، أبرزها مجمل ما تبثّهُ من برامجَ وأفلامٍ لا يكون مضمون مادتها الإعلامية إلا كما وصفته الدكتورة مي العبد الله:(إنها أفلام تهدف إلى الغلو واللامنطقية, وإلغاء العقل في فهم الشباب والعلاقات والأحداث، ويشمل ذلك مجموعة كبيرة من الأفلام التي تجسد الخرافة، وتعمل بذلك على تمجيد المغامرة الفردية والشعور بالعظمة وقتل الإحساس بالجماعة)([45]).

  ولا ننسى أبداً أنَّها تُرّوجُ للعنف والوحشية بالدرجة الأولى، وما جرى في لبنان 2006، وفي فلسطين عام (2008-2009)، وما جرى في العراق بعد الاحتلال الأمريكي له، 2003م, ولا يزال أبرز الشواهد التي لا تخفى على أحد في مشارق الأرض, وربما لا نجانب الصواب إذا قُلنا إنها تسعى لنشر ثقافة الفساد في المجتمعات ، بمعظم الأفلام والألعاب, وغيرها, والبرامج التي تنتشر في البلدان العربية ولعلّ هذا يحول العنف الذي تحمله هذه الأفلام أو الألعاب إلى أرض الواقع وحياة الناس، وقد ألمح إلى ذلك الدكتور جابر عصفور بقوله:(يُنقَل العنف من مفردات اللغة إلى معطيات الواقع، فيستبدل بالكلمة الرصاصة)([46]).

 

 

سادساً: دور الفرد والأسرة في الوقت المعاصر ومواجهة التطرف :

أولاً: دور الفرد نفسه طفلاً ومراهقا وشاباً وشيخا في الوقاية من التطرف وعلاجه, لقد لوحظ أن التطرف لا يتخذ شكلاً واحدا فقد يكون تطرفاً دينياً أو مذهبياً شيوعاً أو علمانياً غير ذلك، كان يتخذ شكلاً لفظيا عقائديا فقط قد يتخذ شكلاً فعليا عمليا كالاشتراك في أعمال التحريض أو التخريب أو معارضة ويما يتعلق بالدور الذي يتعين على الفرد القيام به حيال نفسه وحيال أسرته ووطنه ومجتمعه عليه أن يميز بين الأفكار ويدرك خطورة وأثارها على نفسه وحياته ومجتمعه.

ثانياً: دور الأسرة في مقاومة التطرف :

 يقع على الأسرة تقع المسؤولية الكبرى في إعداد الافراد، ذلك خيرات الطفولة تترك بصماتها في الشخصية فيما بعد، حيث تكون الشخصية غضة لينة يمكن تشكيلها وصقلها بسهولة وعليها أن تهتم بغرس القيم الدينية والخلقية والوطنية السليمة مع الاعتدال في نظم تأديب أبنائها فلا إفراط القسوة والشدة والصبر والحرمان ولا تفريط في التزام وإنما الاعتدال وتربية الشاب على الديمقراطية والشورى والمناقشة والحوار.

ثالثا : دور الإعلام في مواجهة الغزو الثقافي :

  يتمثل دور الإعلام في البعد عن البرامج والأفلام المثيرة للغرائز والتي تشجع على العنف والجريمة والتي تظهر المنحرفين بالصورة البطولية مما يدفع الشاب إلى تقليدهم واتخاذهم مثلاً أعلى وإفساح المجال الإعلامي لعرض نماذج النبوغ والإبداع حتى تكون القدوة والدافع للأطفال والشباب([47]).

رابعا: دور المؤسسات الدينية في مواجهة العلمانية :

يجب أن تقوم المؤسسات الدينية بدور التوعية والتنوير وتوضيح كافة المفاهيم الغامضة في الشرائع السماوية حتى يكون النشء على بصيرة وعلم ودراية بأمور دينهم ودنياهم ويتطلب ذلك علماء دين أن ويجيبون على تساؤلاتهم التي تطرح من الافكار العلمانية, وعلى المؤسسات الدينية بيان حقيقة الامور التي  يجهلها  المجتمع والاسرة خصوصاً، وذلك بسبب جهل الأمة لأمور دينها، فاستغفلتها العلمانية إلى حد كبير في نشر افكارها داخل الاسرة العراقية, فترى أكثر العالم الإسلامي لا يحكم بما أنزل الله واستبدلوا بالقرآن بقوانين الشرقية فأفسدوا البلاد والمجتمع, من خلال برامج تواصل الاجتماعي وعدم حظر المواقع الاخلاقية, التي لا تليق في الاسرة, ولا في المرأة المسلمة داخل المجتمع العراقي, وبذلك وصل الحد أن الأجيال تطبعت على طباع علمانية يظنها الجهلة([48]).

 

الخاتمة والتوصيات

وفي الختام سنوجز أهم ما توصلنا إليه في البحث بالنقاط التالية:

  1. بعد أن أستشعر العالم الغربي الكائن بوقت مبكر الخطر الحقيقي الذي يشكله النظام الاسلامي على وجوده في عالم اليوم, عمل جاهداً وبكل ما يستطيع من قوة وبكل ما يملك من أساليب ودهاء ومكر في سبيل تقويض دور الاسلام في الساحة العالمية وافراغه من محتواه وتعطيل مبادئه وقيمه وتعاليمه ليجْعل منه كياناً هشاً وسهل التأثير فيه.
  2. قامت فلسفة الفكر العلماني على أساس المذهب المادي المعارض لعقائد الدين الاسلامي, إذ أن المذهب المادي يرى أن الوجود قديم وقائم على أساس المادة وهي مصدر كل الكون, وبهذا التعارض قد أتضح  لفكر العلماني, ودخلت العلمانية إلى المجتمعات الإسلامية أسوأ الأثر على المسلمين في دينهم ودنياهم, وبعض الآثار السيئة التي جنتها المجتمعات الإسلامية من تطبيق العلمانية:

أولاً: رفض الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، ومحاولة إقصاء الدين الاسلامي عن كافة مجالات الحياة، والاستعاضة عن ذلك بالقوانين الوضعية، واعتبروا الدين الاسلامي متخلفاً.

ثانياً: تحريف النصوص الاسلامية, والتاريخ الإسلامي.

ثالثاً: جعل التعليم خادماً لنشر افكارهم, وبث الأفكار العلمانية في مختلف مراحل التعليم.

رابعاً: إن العلمانية تدعوا الى القومية أو الوطنية، وهي دعوة تعمل على تجميع الناس تحت جامع وهمي من الجنس أو اللغة أو المكان أو المصالح على أن لا يكون الدين عاملاً من عوامل التجميع، بل الدين من منظار هذا الدعوة يعد عاملاً من أكبر عوامل التفرق.

خامساً: تهدف العلمانية الى نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية، وتهديم بنيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية، وتشجيع على قوانين التي تبيح الرذيلة ولا تعاقب عليها وتعتبر ممارسة الزنا والشذوذ من باب الحرية الشخصية, ونشر وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات وتلفاز التي تحارب الدين الاسلامي.

  1. وفي الوقت الذي نجد فيه العلمانيين العراقيين يجاهرون في إعلان العداء للدين وللتقاليد فإن العلمانيين الغربيين لم يكونوا على منهج واحد فبعضهم كانوا ينكرون وجود الله أصلاً، وبعضهم الآخر كانوا يؤمنون بوجود الله، لكنهم يعتقدون بعدم وجود علاقة بين الله وبين حياة الإنسان، ومن هنا كانوا يطالبون بفصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي, ولكنهم دعوا أيضا إلى اعتماد مبدأ النفعية البراغماتية (Pragmatism) على كل شيء في الحياة, وهذا يعني أنهم لا يعترضون على نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية، وهي الأمور التي يتملص منها العلماني العراقي حينما تضعه على المحك، ولكنه لا يعترض على من يأتي بها.
  2. أوصي الباحثين والمؤسسات العلمية بالإهتمام بالفكر التربوي الإسلامي وترسيخ تعاليم الدين الحنيف في المجتمع العراقي والتأكيد على القيم الأخلاقية السامية لديننا الحنيف والإسهام في محاولة تطبيقها عملياً وفرز الأفكار المسمومة التي تقوم على أساس الإنحراف وهدم القيم وتخريب المجتمع، وتقديم معالجات جادة بالتعاون مع المؤسسات العلمية والتربوية لتقليل الأثر السلبي للأفكار العلمانية والغربية.

 

                            والحمد لله رب العالمين

المصادر والمراجع

القرآن الكريم

  • ابن منظور, لسان العرب.
  • الانجيل المقدس, دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط, 1991م.
  • أنعام احمد قدوح, العلمانية في الاسلام, الطبعة الاولى,(مطبعة بضعة الرسول, لبنان, 2012م).
  • بو عناقة، علي, الشباب ومشكلاته الاجتماعية في المدن الحضرية, ط1,(الناشر مركز دراسات الوحدة العربية, سلسلة أطروحات الدكتوراه العدد(61)، بيروت، 2007م).
  • الحسن, إحسان محمد , تأثير الغزو الثقافي على سلوك الشباب العربي, ط1,(الناشر أكاديمية نايف العربية للعلوم, 1998 م ).
  • حسين, طه, من الشاطئ الاخر, ترجمة وجمع عبد الرشيد الصادق المحمودي, ( بيروت – لبنان, 1990م).
  • الحكيم, محمد باقر, موسوعة الحوزة العلمية المشروع الفكري والحضاري, ط1,(الناشر مؤسسة تراث الشهيد الحكيم, النجف الأشرف- العراق ,2005 م ).
  • خليل, عماد الدين, (الدكتور) تهافت العلمانية, ط1,0(الناشر دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع, دمشق – سوريا, 2008م ).
  • دوريندا اوترا , ترجمة ماجد موريس ابراهيم, التنوير, ط1,(مطبعة دار الفارابي, بيروت-لبنان, 2008م).
  • الرومي, فهد عبد الرحمن, اتجاهات التفسير في القرن الرابع, د. ط,(الناشر مؤسسه الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع, بيروت- لبنان, د . ت).
  • الريحاني, راميا, تاثير الأعلام على الشباب العربى إحباطات الواقع وأمال المستقبل.
  • الزيات, احمد حسن واخرون, المعجم الوسيط.
  • زيعور, علي, انحرافات السلوك والفكر في الذات العربية, مطبعة الدار البيضاء, ط1, بيروت , لبنان, 1992م.
  • صالح ، أحمد محمد, الأصولية والعنف الاجتماعي,(الناشر مجلة الهلال، القاهرة - مصر، العدد7، يوليو 2009م).
  • صبري محمد حسن, نحن والشيوعية, (مطبعة القضاء – النجف, 1959م).
  • العلواني, طه جابر, ألازمه الفكرية المعاصرة بين القدرات والعقبات, الدار العلمية للكتاب الإسلامي, ط4, الرياض, السعودية, 1994م.
  • عمارة , محمد , الغزو الفكري وهم أم حقيقة , مطبعة روز اليوسف , مصر,2003م .
  • عماره, محمد, العلمانية بين الغرب والإسلام, ط,(الناشر دار الدعوة للنشر والتوزيع, الكويت, 1996م).
  • العيسمى, شبلي, العلمانية والدول الدينية, ط1(الناشر دار الشؤون الثقافية العامة, بغداد – العراق, 1986م).
  • فاضل, علي رمضان, العلمانية.
  • الفراهيدي, كتاب العين.
  • قدوح, انعام احمد, العلمانية في الإسلام.
  • لعبد الله، مي،قضايا الاتصال في عالم متغير, ط1,(دار النهضة العربية، لبنان، 2006 م).
  • محمد هادي الاميني, الشيوعية, ط1,( منشورات مخزن الاميني- النجف, 1960م).
  • نظمي, رانيا, الفراغ الفكري وتأثيراته على الاستخدام السيئ لتقنية الاتصالات الحديثة.
  • نويهض, عجاج , بروتوكولات حكماء صهيون, ط9 (الناشر مكتبة دار طلاس للترجمة والنشر, دمشق – سوريا, 2005م).
  • منير البعلبكي، المورد، ط ٨) بيروت، دار العلم للملايين، ١٩٧٥م).

  The new Encyclopedia Britannica , Helen tterning way publisher, USA , 1974, vol, lx , p.19, 

 

([1]) العيسمى, شبلي, العلمانية والدول الدينية, ط1(الناشر دار الشؤون الثقافية العامة, بغداد – العراق, 1986م), ص19.

([2]) الزيات, احمد حسن واخرون, المعجم الوسيط, ج2/64.

(3) The new Encyclopedia Britannica , Helen tterning way publisher, USA , 1974, vol, lx , p.19                ؛ منير البعلبكي، المورد، ط ٨) بيروت، دار العلم للملايين، ١٩٧٥م، ص ٨.

([4]) أنعام احمد قدوح, العلمانية في الاسلام, الطبعة الاولى,(مطبعة بضعة الرسول, لبنان, 2012م), ص9.

([5]) دوريندا اوترا , ترجمة ماجد موريس ابراهيم, التنوير, الطبعة الاولى, (مطبعة دار الفارابي, بيروت - لبنان , 2008م), ص31.

([6]) الفراهيدي, كتاب العين, ج3 , فكر, ص334.

([7]) العلواني ,  طه جابر, ألازمه الفكرية المعاصرة بين القدرات والعقبات, الدار العلمية للكتاب الإسلامي, ط4, الرياض, السعودية, 1994م, ص27.

([8]) ينظر: زيعور , علي , انحرافات السلوك والفكر في الذات العربية, مطبعة الدار البيضاء, ط1, بيروت , لبنان, 1992م, ص51.

([9]) ينظر: عمارة , محمد , الغزو الفكري وهم أم حقيقة , مطبعة روز اليوسف , مصر,2003م , ص15.

([10]) العلمانية في جميع صورها وأشكالها هي في الحقيقة ملحدة، سواء منها ما ينكر وجود الله، وما لا ينكر؛ لأن أصل الإلحاد في لغة معناه: العدول عن القصد، والميل إلى الجور والانحراف, وإنما قلنا علمانية ملحدة، وغير ملحدة، جريًا على ما اشتهر عند الناس اليوم: أن الإلحاد يطلق على إنكار وجود الله فقط. ينظر: محمد شاكر, العلمانية, د. ن, ط1, مكة المكرمة, ص7-8.  

([11]) كثير من الناس لا يظهر لهم محاربة العلمانية غير الملحدة للدين؛ لأن الدين انحصر عندهم في نطاق بعض العبادات، فإذا لم تمنع العلمانية مثلاً الصلاة في المساجد، أو لم تمنع الحج إلى بيت الله الحرام، ظنوا أن العلمانية لا تحارب الدين، أما من فهم الدين بالفهم الصحيح، فإنه يعلم علم اليقين محاربة العلمانية للدين، حيث قال مرجع الطائفة الإمام السيّد محسن الحكيم فتواه الخالدة بأنّ: (الشيوعية كفر وإلحاد وترويج للإلحاد), والإلحاد: هو يعني الميل عن القصد، وألحد في الدين أي حاد عنه, ويخطئ بعض الناس فلا يكاد يذكر عنده الإلحاد إلا ويتبادر إلى ذهنه الكفر، والحق فيما يظهر لي أن بين الكفر والإلحاد خصوص وعموم ؛ فالإلحاد أعم من الكفر؛ إذ كل كفر إلحاد وليس كل إلحاد كفرًا, اي الإلحاد في الدين، بمعنى العدول عن الدين الحقّ إلى غيره. ينظر: ابن منظور, لسان العرب, 3/ 388-389؛ الرومي, فهد عبد الرحمن, اتجاهات التفسير في القرن الرابع, د. ط,(الناشر مؤسسه الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع, بيروت- لبنان, د . ت),3/1057؛ احمد الحسيني, الامام الحكيم, ص85-86؛ صبري محمد حسن, نحن والشيوعية, (مطبعة القضاء – النجف, 1959م), ص94-95؛ محمد شاكر, العلمانية, ص9؛ محمد هادي الاميني, الشيوعية, ط/1,( منشورات مخزن الاميني- النجف, 1960م), ص64.

([12]) سورة البقرة: الآية208.

([13]) سورة البقرة: الآية85.

([14]) ينظر: قدوح, انعام احمد, العلمانية في الإسلام, ص24.

([15]) الانجيل المقدس, دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط, 1991م, أنجيل متى, الاصحاح التاسع عشر, آية/ 24-25.

([16]) المصدر نفسه, الاصحاح العاشر, الآية /10-11.

([17]) فاضل, علي رمضان, العلمانية, ص18.

([18]) ينظر: المصدر نفسه, ص18.

([19]) ينظر: قدوح, انعام احمد, العلمانية في الإسلام, ص26.

(3) الهرطقة: ويطلق عليها أيضاً الزندقة وهي تغيير في عقيدة او منظومة معتقدات مستقرة, وخاصةً الدين بأدخال معتقدات جديدة عليها أو أنكار أجزاء اساسية منها, بما يجعلها بعد التغيير غير متوافقة مع المعتقد المبدئي الذي نشأت فيه هذه الهرطقة .

([21]) ينظر: قدوح, انعام احمد, العلمانية في الإسلام, ص28.

([22]) العيسمي, شبلي, العلمانية والدولة الدينية, ص20.

([23]) ينظر: فاضل, علي رمضان, العلمانية, ص26.

([24]) نويهض, عجاج , بروتوكولات حكماء صهيون , ط9 (الناشر مكتبة دار طلاس للترجمة والنشر, دمشق – سوريا , 2005م) ج2, البروتوكول الرابع عشر, ص243.

 

([25]) ينظر: قدوح, انعام احمد, العلمانية في الإسلام, ص52.

([26]) ينظر: العيسمي, شبلي, العلمانية والدولة  الدينية, ص61.

([27]) ينظر: عماره, محمد, العلمانية بين الغرب والإسلام, ط,(الناشر دار الدعوة للنشر والتوزيع, الكويت, 1996م), ص10.

([28]) سورة الانعام: الآية/136.

([29]) حسين, طه, من الشاطئ الاخر, ترجمة وجمع عبد الرشيد الصادق المحمودي,( بيروت – لبنان, 1990م), ص191.

([30]) ينظر:خليل,عماد الدين, (الدكتور) تهافت العلمانية, ط1,(الناشر دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع, دمشق– سوريا, 2008م ), ص67.

([31]) ينظر: الحسن, إحسان محمد, تأثير الغزو الثقافي على سلوك الشباب العربي, ط1,(الناشر أكاديمية نايف العربية للعلوم, 1998 م ), ص180.

([32]) ينظر: الحسن, إحسان محمد, تأثير الغزو الثقافي على سلوك الشباب العربي, ص180.

([33]) ينظر: المصدر نفسه, ص181-182 .

([34]) ينظر: الريحاني, راميا, تاثير الأعلام على الشباب العربى إحباطات الواقع وأمال المستقبل, ص10-11.

([35]) بو عناقة، علي, الشباب ومشكلاته الاجتماعية في المدن الحضرية, ط1,(الناشر مركز دراسات الوحدة العربية, سلسلة أطروحات الدكتوراه العدد(61)، بيروت، 2007م), ص45.

([36]) ينظر: المصدر نفسه.

([37]) الحكيم, محمد باقر, موسوعة الحوزة العلمية المشروع الفكري والحضاري, ط1,(الناشر مؤسسة تراث الشهيد الحكيم, النجف الأشرف- العراق ,2005 م ), 1/260.

([38]) ينظر: المصدر نفسه , 1/260.

([39]) ينظر: شريعتي, علي, التربية والتعليم في الإسلام, ص47-48.

([40]) ينظر: المصدر نفسه, ص49-50.

([41]) ينظر: شريعتي, علي, التربية والتعليم في الإسلام, ص50.

([42]) ينظر: المصدر السابق, ص51.

([43]) نويهض, عجاج, بروتوكولات حكماء صهيون,2/153.

([44]) المصدر نفسه,1/84.

([45]) العبد الله، مي، قضايا الاتصال في عالم متغير, ط1,( دار النهضة العربية، لبنان، 2006 م), ص258.

([46]) صالح ، أحمد محمد, الأصولية والعنف الاجتماعي,(الناشر مجلة الهلال، القاهرة - مصر، العدد7، يوليو 2009م), ص50-55 .

([47]) ينظر: نظمي, رانيا, الفراغ الفكري وتأثيراته على الاستخدام السيئ لتقنية الاتصالات الحديثة, ص31-32.

([48]) ينظر: شريعتي, علي, التربية والتعليم في الإسلام, ص52-55.