العقل الجمعي وأثره في تقديم الخطاب الديني المنحرف بعد عام 2003 في العراق

الدكتور علاء حسن مردان اللامي

كلية الامام الكاظم (ع) للعلوم الإسلامية الجامعة

اقسام البصرة

الدكتور علي طالب عبيد السلطاني

كلية الامام الكاظم (ع) للعلوم الإسلامية الجامعة

اقسام بابل

 

المقدمة :

في تطور العقل البشري الشيء الكثير، لكن هذا الكثير ربما نتج عن قاعدة رصينة من التعلم والتلقي، وهو امر غاية في الأهمية اذ يكون المرء قد تعلم وفق قواعد رصينة قادرة على قيادة الفكر بالاتجاه الصحيح، والكل بحاجة للتعلم وفق طرق رصينة قادرة على تنوير العقلية ومن ثم تبدأ فاعلية تلك الطرق في احتواء الازمات الفكرية وتعقبها والقضاء عليها قبل ان تنتشر، وهذا يعني ان الانسان كلما كان متعلما بصورة صحيحة كلما كان قادرا على تحليل وقراءة الأحداث من حوله، فلا يكون لقمة سائغة لمن يخطط جيدا لأكلته.

في حين هناك من يتأثر بأسلوب وطرق غيره في الكلام والتفكير وتقديم الخطاب الديني والفكري والثقافي، فيصدقه ويبدأ يتبع كل كلمة يسمعها او يقرئها فيساهم في ظهور ثقافة دينية او مدنية او أي ثقافة أخرى قادرة على ان تأخذ بالمجتمع في اتجاه ثقافي مبني على الايهام او الهوى الناتج من قلة التدبير او استيعاب الخطابات الدينة الصادرة من هنا وهناك، وهذا الامر يؤدي بالنهاية الى حدوث مشاكل جمه في المجتمع الإنساني، اذ سيتقاطع الفكر الديني في استقراء العقلية أولا، والحكم على معتقد الاخر ثانياً، وهذا الامر حدث في العراق بعد سقوط النظام البعثي، اذ ظهرت العديد من الأفكار التي لم يستوعبها مروجوها، لكنهم كانوا مقتنعين بان الفهم لها ينبغي ان يكون وفق مسلكهم او تفكيرهم، والنتيجة خلق عقلية جمعية او في بعض الأحيان جمعية نفعية همها تحقيق مكاسب وقتيه سرعان ما تنكشف وتنتهي لكنها تترك اثاراً سلبية تلازم  الحياة اليومية ولا تنتهي الا بمرور ربع قرن او نصف قرن من الزمن.

على هذا النسق من الأفكار سيكون موضوع البحث الذي سيقف عند بعض المحاور المهمة ويمكن تقسيمها الى:

المحور الأول: سيكولوجيه المجتمع العراقي بعد احداث 2003م.

المحور الثاني: العقل الجمعي وأثره في انحراف الفكر الإنساني.

المحور الثالث: أثر العقل الجمعي في تقديم الخطاب الديني.

فضلاً عن خاتمة وقائمة مصادر بالبحث، مع مناقشة بعض الآراء والأفكار السلوكية في المجتمع العراقي والتي أدت الى تفكيك المجتمع وانهيار ترابطه الوطني ومن الله التوفيق.

المحور الأول: سيكولوجيه المجتمع العراقي بعد احداث 2003م:

إن دراسة عقلية المجتمع العراقي بعد عام 2003 ميلاديه وما بعدها بحاجة الى تشخيص القيم والمفاهيم الثقافية والفكرية التي اعتاد عليها لقرابة نصف قرن من الزمن حدود (50 عام) اذ في هذه المدة الزمنية يمكن التعرف على الانقلابات الفكرية التي حدثت في المجتمع العراقي مع ازدياد الرغبة في مواكبة العصر لدى أغلب الناس لا سيما الذين يسكنون في مراكز المدن العراقية، اذ كانوا أقرب من غيرهم للتعرف بالثقافات الإنسانية الأخرى او الفكر الدخيل على ثقافة المجتمع، ومن ثم تنشأ ثقافة جديدة تكون في اغلب الأحيان مكتسبة من الغير، فيتأثروا بها على انها شيء مستحسن او واقع مرغوب به، وهذه الرغبة قد تتحقق في الجانب الديني او جوانب الحياة الأخرى، فتستقطب محبيها في مسار الميل الجماعي الموحد.

فهذه الأفكار تراكمت بعد احداث عام 2003 للميلاد وحتى وقتنا الحاضر، إذ تعددت الأفكار في المجتمع العراقي، مرة تندرج تحت خط الادعاء الديني ومراعاة الشريعة الإسلامية، ومرة تتحقق مع رغبة العشيرة الواجدة لعلاقة التعصب والانتماء من جهة النسب فتتأثر مرة وتأثر أخرى بعقلية أبنائها، فتساهم في إيجاد العقل الجمعي الذي يرفض كل نهج يتعارض او يمس سمعة عشيرته، فهو تأثر بعشيرته، والعشيرة أثّرت به ودفعته للتعصب الأعمى في نصرتها فأثره واضح في ازدياد قوتها.

ومع هذه الأفكار ازداد العقل تعلقاً بقضايا أخرى يرى من الضروري الدفاع عنها بل ملزم بتطبيقها على نفسه أولا والناس ثانياً، وبما ان الاخرين لا يملكون الحجج الكبيرة او الثقافة القادرة على تمييز ما يسمعون اتبعوه على ان ذلك يحقق نجاتهم على الصعيدين الديني والدنيوي وهم سعداء بعد ذلك، اذ شعروا بتطابقهم وعدم اعتراضهم او اختلافهم مع من اتخذوا أنفسهم دعاة او اهلاً للإصلاح الاجتماعي، وهذا الحال ينطبق على بعض الجماعات التي تطرفت في أمور الدين حتى وصل بهم الحال الى تحريم منع باعة الخضار من عرض الطماطم والخيار جنبا الى جنب معتبرين ذلك أمر يستنكره الدين الإسلامي، وايضاً الزموا بعض مربي الماشية لا سيما الماعز بستر حيواناتهم أو الحبس في البيوت، من باب الحشمة والستر، وهذا الامر لم يذكر في شرائع الإسلام كافة، لكنه وجد من تلك العقلية الجمعية التي ما ان تسمع بخبر او ترى فعل الا واتخذته مكسب لأفعالها وتصرفاتها من باب تحقيق الصالح العام للمجتمع العراقي الذي تحرر من الدكتاتورية.

فكان الخطاب الديني  لسلطة العقائد والتقاليد والطقوس الاجتماعية المتوارثة، وسلطة قوانين – أعراف العشيرة- وشكليات العلاقات المهزوزة، كانت ولما تزل أشكالاً من قهر السلطة السوسيوتاريخية الارثية، وقمعها لنخبة الاستنارة والمثاقفة، فظهر تعارض مطلق ناشز بين الذات الاجتماعي المعقد الذي كان يريد إرضاء افق التفكير السائد بكل أنساقه الافقية، وبين الوعي الحقيقي بالتغيير، والنضال من أجل إجراء التحولات على الصعيد الفكري الحديث، صدامات متعددة بين الجهات الدينية في الجوامع وتدريس العلوم الدينية المتوارثة (المدارس الدينية) وبين المؤسسة التربوية والتعليمية الرسمية (المدارس الحديثة) ([1])، اصبح الوضع مرتبكا بعض الشيء، فبعض رجال الدين الذين لم يفقهوا من الدين شيئاً اصبحوا يخوّلون انفسهم لتوجيه الخطاب الديني في جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وجاء ذلك من الفراغ الثقافي والديني اذ تحلى رجل الدين بنوع من القداسة المطلقة لبرهة من الزمن، وكل ما يقوله او يميل اليه تتبناه العقول او بعض منها فتروج له وتجعل منه جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية، ومن يعارض يعتبر خارج حدود الشريعة، فساد نوع من الخشية والخوف من التصادم في توجيه او تعديل الخطاب الديني.

       وهذا الأمر أثّر كثيراً في عقلية بعض ممن يشعر بفراغ عقائدي، او الذين تطفلوا على غيرهم من خلال احتكار الخطاب الديني وتوجيه وفق الرغبة الشخصية لا المؤسسة الدينية، وهو الشيء الذي اوجد بعض المشاكل الاجتماعية والعقائدية، اذ ان المجتمع لازال يعيش حالة من القلق والتردد أثر تجربته زمن النظام البعثي، فهم يخشون من كلمة دين، لكنهم في الوقت نفسه يرغبون بتحصين أنفسهم جيداً لفهمه، والتعبد بطريقة صحيحة تجنبهم ارتكاب الذنوب، ولكي يحققوا النجاح او المعرفة الدينية التفوا حول كل ثقافة جيدة لم يسمعوا بها او لم يمتلكوا حولها ادنى فكرة، فصدقوها وهو امر شبيه بالشعور الجماعي اللاوعي الذي نادى به بعض علماء علم النفس([2]).

       هكذا كانت بعض من حالة الفوضى المعرفية للدين الإسلامي، وكان الخطاب الديني في أوج قوته الإصلاحية التي مالت نحو التعصب في تطبيق فكر الشريعة الإسلامية، مما خلق نوعاً من القلق في نمو العقلية الإسلامية التي كانت تنمو بشكل غير فاهم تماما لما يحيطه من خطاب او ثقافة دينية، وان سألت بعض الناس بشأن دينهم لا يملكون ابسط إجابة واقعية، ومع ذلك تقلدوا دور البطل الخارق الفاهم لدينه ومعتقده، بل أطلقوا لا نفسهم القدرة على توجيه الاخرين كيفما يرون ظانين انهم على الحق ويقدمون خدمة كبيرة للدين الإسلامي واتباعه. 

      وليس الامر مع الدين فقط بل الخطاب المؤثر في سايكولوجية المجتمع العراقي الانفتاح والتحرر الثقافي، فبين رغبة الشباب والانفتاح الذي تأثروا به، أصبح هناك تصادم بين الحين والأخر من منطلق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكثير ما وقعت في الجامعات العراقية مشاكل كثر بين الشباب المنفتح المتحرر الذي فهم الحرية ومواكبة العصر من منطلقة الضيق، وبين أولئك الذين اطلقوا لأنفسهم سمة الإصلاح الديني، اذ انهم فهموا ان النهي عن المنكر يكون بالضرب او القول او القلب من منطلق حديث النبي (صلى الله عليه واله وسلم): (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان)([3])، فوقعت الاختلافات بالرأي، وابتعدوا عن تحكيم العقول، ليصل الحال الى وقوع الشجار بالأيدي، تجسيداً للقول أعلاه، فازدادت سمة الاختلاف بين الشباب المثقف، وراحوا يقدمون أنواع من الأفكار والقيم التي لم ينزل الله بها من وحي، انما هي أفكار هوس الشباب واندفاعهم نحو تحدي الاخر، فأزادت الاجتهادات كل حسب سعته الفكرية والثقافية في تقديم الخطاب الديني وفق تلك العقلية التي تحاول ان تتمسك ولو بعود قش لتدفع عن نفسها وقت الحاجة.

       هذا الامر لم يتوقف عند حدود الجامعات بل وصل الى القرى النائية في ابعد نقطة استيطانية عن مراكز المدن العراقية، وتجد العقلية أصبحت متلونه عند اغلب الناس، وهذا الشيء نتج عن قلة الوعي او الادراك الحقيقي للدين الإسلامي، وبين هوس الانسان العراقي ورغباته المتصاعدة مع تغير الزمن والفسحة من الحرية التي حصلوا عليها، فاصبح هناك نوع من طغيان المجتمع العراقي بعد عام 2003 م، اذ اصبح هم الفرد العراقي الحفاظ على هويته الشخصية او صورته الفردية، اذ يصبح الفرد مذعناً للأعراف الاجتماعية بشكل مبالغ فيه، حتى يتمكن من الدفاع عن فردانيته من النقد والتهميش، حتى يصل الحال في ادراج الأعراف الاجتماعية ضمن مسائل الحلال والحرام([4]).

        فالعقل العراقي انحدر بتفكيره الرجعي، يريد ان يرجع كل شيء لأصوله الدينية كما يراه هو، ومن هذه الحاكمية الغير مبررة ازدادت سمة الاختلاف والتوتر في الخطاب الديني، فاثر في سلوك الكثير من الناس، وبدوا وكأنهم اقتنعوا بذلك الخطاب على المستوى الظاهري يخشون ان يعارضوا او يناقشوا مصداق هذه الأفكار، فتلوثت العقول وضاعت الأفكار بين ثقافة الفرد الواحد وثقافة المجتمع من جهة، وثقافة الجهات التي أطلقت لنفسها المسؤولية الدينية تحت ذريعة الإصلاح وما شابه ذلك.

         كذلك ان المجتمع العراقي شأنه شأن باقي المجتمعات الإنسانية الأخرى، يتأثر بالمظاهر من حوله، بل ينشد الى بعض الاعمال الفنية والدرامية التي يوجد لها صدى في مخيلته، وهذا الامر له أثر كبير في تنشأت الفكر الصائب من الفكر المنحرف، وبالتالي يؤثر في سايكولوجية المجتمع بصورة عامة، وهناك من يتأثر الى درجة انه ينصب نفسه بطلاً قوميا، او منقذاً اسلامياً، او مخلص الإنسانية من اعمالها الشريرة، فمثلاً في قاموس الكلمات الحماسية والوطنية، حرية مساواة، شجاعة، الخلاص من التبعية، العدو، فكل هذه الكلمات وغيرها توظف لمصلحة معينة، فتؤثر في العقل الاجتماعي([5])، والنتيجة انحراف المجتمع عن الوجهة الحقيقة، وبعد تراكم هذه الأفكار لمدة أيام وشهور وسنين، يكون هناك انحراف خطير يتفشى في العقلية العراقية، وهذا الامر حدث كثيراً بعد عام 2003م وحتى وقتنا الحالي لعام 2018م، اذ اصبح الوضع غير مرغوب به بالمرة، وبدايته وظهوره جاء عن طريق بعض الشخصيات التي تمكنت من اختيار طرق تأثيرها بالعقلية العراقية، وبالتالي ازدياد التخبط واتساع فوهة الاختلاف بين مكونات المجتمع العراقي.

المحور الثاني: العقل الجمعي وأثره في انحراف الفكر الإنساني:

         تبدو مسألة العقل الجمعي قد اخذت محتوى ثقافة العصر مع المتغيرات السياسية التي حدثت في اوانها، كالقراءة في مسألة اثبات الامامة واحقية الخلافة واثرها في انحراف الفكر الانساني، اذ لم يعد لمنصب الخلافة منذ منتصف القرن الثالث الهجري تقريباً سوى دلالته الرمزية الدينية، فأصبح في تلك المدة بالذات إشاعة الأفكار التي تبين حق الخليفة كما اعتادوا على تسميته وهو لقب إسلامي متوارث حتى سقوط اخر ملك من ملوك الدولة العثمانية ومعه انتهى لقب خليفة في اذار عام 1924([6])، وقبل هذه المدة كان المساس بهذا اللقب كفر والحاد، بل وفق قراءة البعض للنص الديني يرى من اللازم وجود بيعة في عنقه لحاكم شرعي حتى وان كان هذا الحاكم يكفّر الاخرين ويريق الدماء، فعبد الله بن عمر كان يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال: (من مات وليس عليه إمام فميتته جاهلية)([7])، لم يبايع الامام علي عليه السلام، فلما كان زمان الحجاج ذهب اليه ليلا فقال له: (ما حاجتك؟ وما جاء بك في هذه الساعة؟ قال: ابسط يدك حتى أبايعك لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان)([8])، وهناك من روى ان الحجاج استهزئ بابن عمر ومد له رجله فصافحها ابن عمر([9])، فابن عمر يتبع النص الديني وفق هواه لا وفق حقيقة الشريعة، وهذا الامر جاء نتيجة العقل الجمعي، اذ انه تماشى مع هواه أولا، والجماعة التي ينظر اليها انها صاحبة الحق ثانياً، فابن عمر أسس لانحراف العقل الإسلامي عن الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وهذا الامر له مردود سلبي في تغذية العقل الجمعي، الذي لا يملك حظاً من التحري والتأني في تقدير الأمور حق قدرها، بل ساهم في تمزيق اتباع الدين الإسلامي وأعطى تبريراً للبعض في اتباع السلطان الجائر، على انه الامام المفترض على الجماعة الإسلامية، فهل الجماعة هم أصحاب الحق ام لا؟

      نحن عندما نراجع الآيات القرآنية، نجد أن الآيات القرآنية تصب الذم على اتباع الأكثرية، أي تصب الذم على تحكيم العامل الكمي، دون العامل الكيفي وهو البرهان والدليل، لاحظ قوله تعالى: )وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ(([10])، وقال تبارك وتعالى )وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ( ([11])، وقال تبارك وتعالى: )اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ( ([12])، إذن كيف نستند إلى رأي الأكثرية، والحال أن القرآن يرى أن العامل الكمي وهو رأي الأكثرية ليس مناطا ً وليس ملاكا، المناط هو إتباع الحق المستند للدليل والبرهان، وهناك ملاحظات ثلاث على المنطق الديموقراطي المعتمد على العقل الجمعي:

الملاحظة الأولى: العقل الجمعي والعلم الجمعي في مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فإنّ مفادها -كما هو المعنى اللغوي -مداولة الآراء لاستخراج الصواب والصائب منها ويقال: الإستصواب، أي الفحص عن الصواب والحقيقة، أيّ ما روي عن امير المؤمنين(عليه السلام): (من جمع علم الناس إلى علمه)([13]).

وليس بمعنى حاكميّة الأكثرية - بل بمعنى الفحص وبناء الأمور على الرؤية العلمية ومسير الصواب وبناء القرارات على الجانب الخبروي والتخصّصي([14]).

الملاحظة الثانية: كثيرون يحكمهم العقل الجمعي الذي يتحكم بالشعوب عادة فضلا عن السذج، فهذه نقطة مهمة لمن أراد الإصلاح والتغيير، فالنبي إبراهيم (عليه السلام) يحدد لنا درسا في هذا الموقف فدعا أبيه إلى عبادة الله تعالى وترك عبادة الأصنام: )وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا*إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا(([15])، هذه الدعوة امتزجت فيها العاطفة مع الرسالة، امتزجت لتخط لنا منهاجا في التعامل مع من يفرض علينا طبيعة التعامل أن نتعامل معهم برقة وحنان فكلام إبراهيم (عليه السلام) لأبيه كلام في منتهى الرقة بقدر ما هو بمستوى الرسالة([16]).

الملاحظة الثالثة: إذا طغت الميول النفسية الجمعية على العقل الجمعي فهنا يكون المؤشّر خطيراً، وقد حدّثنا التاريخ والقرآن عن حوادث طغت فيها الميول النفسية الجمعية على العقل الجمعي، كما حدث لقوم نوح (عليه السلام) وقوم لوط (عليه السلام) الذين كانوا يمارسون تلك الفاحشة التي تهدّد استمرار النسل البشري، وتوجب انتشار الجريمة، وتهدّد النظام الاجتماعي بأكمله، وكذلك قوم شعيب (عليه السلام)الذين طغوا في الميزان والمكيال - وليس المقصود من المكيال خصوص المكيال الاقتصادي - وإذا طغت الميول النفسية الجمعية على العقل الجمعي فسنفقد صمّام الأمان، وصمّام الأمام يتمثّل فيما ذكرته الآية : )فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى(([17])، لأنّ العقل الجمعي قد يضعف أمام الميول النفسانية الجمعية([18]).

     إذن سيطرة العقل الجمعي أمر حسن، ولكن لا ضمان لضعف سيطرة العقل الجمعي أمام الميول العاطفية الجمعية التي تخضع للضعف أمام الشهوة والغضب والطمع وغير ذلك، وفي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فإنّ الأكثرية ليس لها الضمانة المطلقة، لأنّ الأكثرية قد تتعرّض للوهم وتنجر الى الانخداع دون أي تمييز لا سيما من قبل الإقطاع والأنظمة الحاكمة، وسيد الشهداء (عليه السلام) اتّخذ لغة الحوار حتّى آخر لحظة إلى أن استعملوا العنف معه        (عليه السلام)، ولكن عندما استجابت له الأكثرية تجاوب معها، ولكن هذه الأكثرية التي حكّمت العقل الجمعي خضعت للميول النفسية الجمعية التي خضعت للخوف من النظام الحاكم ، وسيد الشهداء (عليه السلام) يعطينا درساً بأنّ العقل الجمعي لا يمثّل ضمانة، وأنّه قابل للهزيمة أمام الميول النفسية الجمعية([19])، ونقل عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: (وكم من عقل أسير تحت هوى أمير)([20]).

       وكم في وقتنا الحالي يقع الناس في هوى البعض فيتخذونهم اربابا من دون الله تعالى، وهذا الامر ينتج وفق مسألة العقل الجمعي، فليس بمقدور أولئك الناس التخلص من تبعية ذلك الشخص، اذ تحكمهم لغة الميول والاهواء لا لغة العقل والدليل والبرهان، ومن الصعوبة جدا التعامل مع هذا العقل الجمعي الذي يرفض كل أنواع النقاش والآراء التي تطعن او تمس شخصيتهم المقدسة. 

المحور الثالث: أثر العقل الجمعي في تقديم الخطاب الديني المتطرف:

       ان العقل الجمعي يستمد تحديثه من القراءة الصحيحة للتراث والخاطئة ايضاً، لكن هذا الامر ليس قطعي الحصول، اذ كثير ما يكون البعض منشغل بتفكيره المحدود او الفكر الذي يستورده من مخيلة غيره لاسيما الذي يتأثر بمفاهيم واقوال بعض المتطرفين في تقديم فكرة الدين الاسلامي، وهنا الحالة تسوء كثيراً اذ انه يصبح اسير فكر الاخرين وهو امر في غاية الخطورة، فالإنسان يكون مسير في تفكيره يتبع أثر الاخرين او ما يلتزمونه على انه منهاج للإسلام او فكرة الدفاع عنه، ويأتي هذا النسق بالتزامن مع الثقافة التي يتلقاها الانسان من جهة، ومن ناحية أخرى يكون ضحية بيئته الفكرية سيما مع ما هو سائد من احداث يومية لها اثر كبير في توجيهه لمتابعة الفكر المخيل عليها، وهذا ما هو سائد في الوقت الراهن من التفكير بشأن الجماعات التكفيرية والارهابية، اذ غالباً ما تثار الأسئلة بشأنهم، وطبيعة تفكيرهم، وهل هم في طريق صحيح ام خاطئ؟ ومن ثم ينشأ عن ذلك اثر اخر وهو امر سلبي وهو تأثرهم بخطاب المرحلة، كما هو ظاهر لدى الذين وقعوا تحت قبضة داعش، اذ كثير ما تأثروا بهم وبأفكارهم التي تعكس ثقافتهم الدينية حسب زعمهم، وهنا حاول البعض ان يقتفي اثرهم على انه في الطريق الصحيح، وبالتالي يكون في ازمة من التفكير هو لا يدركها في المدى القريب، بل يكون اسير رغبته اولاً، على اعتبار انه يسلك الطريق الصحيح، وثانياً لغة الانا التصاعدية، اذ كل يوم يجد نفسه متأثر بدوره، على انه بدأ ينجز اعمال مشرفة، فيزيد انغماسه في لهجة التطرف بتلك الفكرة، يرتكب جريمة مصادرة حقوق الاخرين بداعي مسميات الجهاد.

بالتالي فهذه الثقافة التي اكتسبها بعض أبناء المجتمع انما مردها الى النصوص التاريخية او الشرعية التي جعلتهم يزدادوا تمسكاً بفكرة الجماعات التكفيرية والارهابية، اذ انهم يسوقون تلك النصوص على انها ادلة تلزمهم اتباع أثرها اولاً، وتطبيق فكرتها ثانياً، وفق ذلك يكون الامر اكثر صعوبة فهو ليس كما نتصوره، من انه خطاب مرحلة، بل انه خطاب مراحل تجمع في مرحلة تعد بيئة مناسبة وملائمة جداً لإحياء الرؤيا المتطرفة التي انتهت زمانا قبل اكثر من الف عام على اقل تقدير او اقل من ذلك، اذ تستمد قوتها من جذور نشأتها، وبالتالي فهي فكرة يبقى احتمال تجددها على الزمن والعقل الذي يتبناها ويبث فيها الحياة من جديد، وهذا ما يتبناه التكفيريين والإرهابيين في الوقت الحالي، اذ عملوا على احياء ذلك الفكر الذي يبرر افعالهم، بل يجعلهم يظهرون بصورة البطل المنقذ، وهو امر له اثر في اغراء فئة الشباب ويأتي الطالب في المقدمة، اذ تناقلت مواقع الاخبار الالكترونية قصص بعض الطلاب بالخصوص من السعودية، اذ تركوا الدراسة وفجروا انفسهم بالعراق واحدهم كان عمره سبعة عشر عاماً وهو أحمد إبراهيم التميمي([21]).

والشيء الاخر الأثر التقليدي في استيعاب الثقافة الإسلامية، وهذا بدوره ايضاً يعتبر إشكالية في توجيه العقل الجمعي، فتقليد الاخرين يصنع الجمود في التفكير، فلا يستطيع الانسان ان يكسر ذلك الطوق، وبالتالي نمو هكذا عقلية تكون متطرفة في استيعاب الفكر الإسلامي، وهذا الامر يعطي قراءة أخرى لنصوص التراث الإسلامي وبشكل اخر، اذ بعضها فيه تكفير لطوائف من المسلمين من خلال ادانتهم واخراجهم من الدين الإسلامي او طريق الحق، وهناك شواهد تاريخية كثيرة تبين هذه الفكرة، اذ يقول الذهبي: (فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا عرج عليه، ولا كرامة، فأكثره باطل وكذب وافتراء، فدأب الروافض رواية الأباطيل، أو رد ما في الصحاح والمسانيد، ومتى إفاقة من به سكران؟!)([22])، إذا هذا النص يعكس قابليته على تلويث عقول انصاره بصورة خاصة، اذ يأخذونه على انه وثيقة معتمدة في تكفير بعض المسلمين، وبالتالي يزيد من حدة التطرف الديني.

وهناك نصوص نقلت على انها قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهي تجسد لغة العنف والسب، والادهى فيها انها تنسب تلك الأفعال لشخص النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وهو امر غريب جداً لا ينطبق مع قوله تعالى: )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ( ([23])، فالنص ينقل عن لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فيقول فيه: (أما بعد فإنه قد دنا مني خفوق من بين أظهركم من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد مني ومن كنت شتمت له عرضاً فليستقد مني ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه ولا يقل أحد أني أخشى الشحناء من رسول الله ألا إن الشحناء ليست من طبيعتي ولا شأني)([24])، ونحن نسطر عليه بعض الملاحظات التي تلائم موضوع البحث وكالاتي: -

  1. ان الحديث لا يتفق مع خلق الرسول الذي ذكر في القرآن الكريم، اذ انه الرحمة المبعوثة للعالمين كيف به ان يسيء الادب بحق الاخرين! هذا امر لا يتطابق مع أفعال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم).
  2. من الناحية العملية فالحديث له اثار وخيمة لا سيما إذا سلم بصحته من له أثر في توجيه العقول الإسلامية، فيستند عليه على انه عمل جيد يليق بالرسول من باب القصاص وحسب الظاهر، لكنه في جوهره يحوي فكر الضرب والإساءة، وبالتالي يستند عليه المتطرف وعوام الناس على ان ما يقومون به من ضرب الاخرين او من هذا القبيل هو تطبيق لسنة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، ومن ثم يكون هناك أخطاء تفعل وتنسب للنبي ولو علم من يفعل ذلك انها أفعال لا تمت بالصلة للسنة النبوية فانه لا يفعلها.
  3. مثل هذه النصوص تساهم بإحياء بيئة العنف والتطرف باسم الدين، على انها أفعال يراد منها القصاص لا أكثر حسب تصور الفاعل، وبالتالي تكون هناك ثقافة خاطئة اكتسبها الناس من المتعلمين، فتصبح واقع حال يلتزمه البعض في تعاملهم اليومي.
  4. لغة الضرب معمول بها وهي مستحسنة لمن يسيء الادب، لكنها غير مستحسنة بالمرة ان تكون صادرة عن رسول الله وبهذه الكيفية فنحن نسيء للسنة النبوية، فعلينا تزكيتها من الفكر المنحرف، وايضاً نزكي أنفسنا ومن نستطيع من لغة العنف ونسبها للدين الإسلامي.

  

الخاتمة

       ان ثقافة العقل الجمعي تشكل نقطة تخلف واحلال للمشاكل مع قلة الحلول لمن يتأثر بها، او يقع في نمط من التفكير المحدود على انه الأفضل والامثل في توجيه الاخرين نحو حياة سعيدة ومتكاملة على المستوى الروحي، ويمكن اجمال ما توصل اليه البحث ووفق ما تقدم في النقاط الاتية: -

  1. ان العقل الجمعي يولد من أفكار يرى من الضروري الدفاع عنها بل ملزم بتطبيقها على نفسه أولا والناس ثانياً، وبما ان الاخرين لا يملكون الحجج الكبيرة او الثقافة القادرة على تمييز ما يسمعون اتبعوه على ان ذلك يحقق نجاتهم على الصعيدين الديني والدنيوي وهم سعداء بعد ذلك، اذ شعروا بتطابقهم وعدم اعتراضهم او اختلافهم مع من اتخذوا أنفسهم دعاة او اهل للإصلاح الاجتماعي، وهذا الحال ينطبق على بعض الجماعات التي تطرفت في أمور الدين حتى وصل بهم الحال الى تحريم وتشريع أمور ابتدعوها ونسبوها للشريعة الاسلامية.
  2. أصبح هم الفرد العراقي الحفاظ على هويته الشخصية او صورته الفردية، بحث يصبح الفرد مذعاً للأعراف الاجتماعية بشكل مبالغ فيها، حتى يتمكن من الدفاع عن فردانيته من النقد والتهميش، حتى يصل الحال في ادراج الأعراف الاجتماعية ضمن مسائل الحلال والحرام.
  3. انّ العقل الجمعي لا يمثّل ضمانة، وأنّه قابل للهزيمة أمام الميول النفسية الجمعية، وهذا الامر يؤثر كثيرا في تركيبة المجتمع ويجعله متناقضاً دون أي ثوابت يعتاد عليها.
  4. يلاحظ في بعض العقول العراقية انحدر بتفكيرها الرجعي، تريد ان يرجع كل شيء لأصوله الدينية كما تراها، ومن هذه الحاكمية غير المبررة ازدادت سمة الاختلاف والتوتر في الخطاب الديني، فاثر في سلوك الكثير من الناس، وبدوا وكأنهم اقتنعوا بذلك الخطاب على المستوى الظاهري يخشون ان يعارضوا او يناقشوا مصداق هذه الأفكار، فتلوثت العقول وضاعت الأفكار بين ثقافة الفرد الواحد وثقافة المجتمع من جهة، وثقافة الجهات التي أطلقت لنفسها المسؤولية الدينية تحت ذريعة الإصلاح وما شابه ذلك.
  5. الأثر التقليدي في استيعاب الثقافة الإسلامية، وهذا بدوره يعتبر إشكالية في توجيه العقل الجمعي، فتقليد الاخرين يصنع الجمود في التفكير، فلا يستطيع الانسان ان يكسر ذلك الطوق، وبالتالي نمو هكذا عقلية تكون متطرفة في استيعاب الفكر الإسلامي، مفتقدة للثوابت الاخلاقية.

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وال الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.

قائمة المصادر

أولا: المصادر الأولية :

1.القران الكريم.

- البرقي، أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد (ت274ه/ 888م).

2.المحاسن، تصحيح وتعليق: السيد جلال الدين الحسيني (نشر دار الكتب الإسلامية – طهران).

- البياضي، علي بن محمد بن علي بن محمد بن يونس النباطي (ت877ﻫ/1472م). 

3.الصراط المستقيم، تصحيح وتعليق: محمد باقر البهبودي (المطبعة الحيدرية، الطبعة الأولى 1964م).

- البيهقي، ابي بكر احمد بن الحسين بن علي (ت 458ﻫ/1065م).

4.السنن الكبرى (دار الفكر د.ت).

- ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي (ت597ﻫ/1200م).

 5.المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا (الطبعة الأولى، بيروت 1992م).

- ابن أبي الحديد، عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائني (ت 656هـ/ 1258م). 

  1. شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (الطبعة الاولى 1978م).

- ابن حنبل، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد، الحافظ أبو عبد اللَّه الشيباني (ت241ﻫ/855م).

  1. المسند (دار صادر، بيروت د.ت).

-الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748 ه‍/ 1374 م).

  1. سير اعلام النبلاء، إشراف وتخريج: شعيب الأرنؤوط/ تحقيق: حسين الأسد (الطبعة التاسعة، 1993م).

- الزمخشري، جار الله محمود عمر (ت583هـ/1187م).

  1. ربيع الابرار ونصوص الاخيار، تحقيق: عبد الأمير مهنا (الطبعة الأولى 1992م).

- الشريف الرضي، أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى (ت406هـ / 1015 م).

  1. نهج البلاغة، تحقيق: محمد عبده (مطبعة دار المعارف ـ بيروت د. ت).

-ابو الفداء، عماد الدين إسماعيل بن نور الدين الكردي الهذباني الروادي الدويني (ت732ﻫ/1331م).

  1. المختصر في أخبار البشر (مطبعة شركة علاء الدين للطباعة والتجليد، بيروت د.ت).

- الكليني، أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الرازي (ت 329 هـ / 941 م).

12.الكافي، تحقيق: علي أكبر غفاري (مطبعة حيدري، الطبعة الخامسة، طهران 1968 م).

- ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت275ﻫ/888م).

13.السنن، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي (دار الفكر: للطباعة والنشر، د.ت).

ثانيا: المراجع (المصادر الثانوية):

- باتريك، ماري ملز .

  1. سلاطين بني عثمان (الطبعة الأولى 1986م).

-الحسني، نذير يحيى .

  1. سياسة الأنبياء (د.ت. ط).

- سيد سابق .

  1. فقه السنة (الطبعة الأولى، بيروت -1971 م).

- السند، محمد .

17.أسس النظام السياسي عند الإمامية، تحقيق: محمد حسن الرضوي/ مصطفى الإسكندري (المطبعة سرور، الطبعة الأولى، 2005م).

  1. بحوث معاصرة في الساحة الدولية (المطبعة ستارة، الطبعة الأولى، قم 2007م).

- شحرور، محمد .

  1. الدين والسلطة قراءة معاصرة للحاكمية (الطبعة الأولى، بيروت 2014م).

- لوبون، غوستاف .

  1. سيكولوجية الجماهير، ترجمة وتقديم: هاشم صالح (الطبعة الأولى، دار الساقي، 1991م).

- مركز الرسالة.

  1. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (المطبعة مهر، الطبعة الأولى، قم 1999م).

 

 

 

([1]) http://www.sayyaraljamil.com/Arabic/viewarticle.php?id=Lectures-20060213703.

 

 

([2]) ينظر: غوستاف لوبون، سايكولوجية الجماهير، ص10.

 

 

([3]) احمد بن حنبل، المسند، ج3، ص49؛ مسلم، الصحيح، ج1، ص50؛ ابن ماجه، السنن، ج2، ص1330؛ البيهقي، السنن الكبرى، ج6، ص95سيد سابق، فقه السنة، ج2، 366, مركز الرسالة، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ص68.

 

 

([4]) محمد شحرور، الدين والسلطة قراءة معاصرة، ص310.

 

 

([5]) ينظر: غوستاف لوبون، سيكولوجية الجماهير، ص116.

 

 

([6]) ماري ملزبا تريك، سلاطين بني عثمان، ص204.

 

 

([7])  الكليني، الكافي، ج1، ص376. 

 

 

([8])  ابن شاذان، الايضاح، ص74.

 

 

([9]) البياضي، الصراط المستقيم، ج3، 118. 

 

 

([10]) سورة الانعام، الآية: (116).

 

 

([11]) سورة يوسف، الآية: (130).

 

 

([12]) سورة سبأ، الآية: (13).

 

 

([13])  البرقي، المحاسن، ج1، ص230.

 

 

([14]) محمد السند، أسس النظام السياسي عند الامامية، ص322.

 

 

([15]) سورة مريم، الآيات: (41 42).

 

 

([16]) نذير يحيى الحسني، سياسة الأنبياء، ص65.

 

 

([17]) سورة الحشر، الآية: (7).

 

 

([18]) محمد السند، بحوث معاصرة في الساحة الدولية، ص356.

 

 

([19]) محمد السند، بحوث معاصرة في الساحة الدولية، ص357.

 

 

([20]) الشريف الرضي، نهج البلاغة، ج4، ص48؛ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج19، ص31.

 

 

([21]) http://www.snyar.net.

 

 

([22]) سير اعلام النبلاء 10/93.

 

 

([23]) سورة الأنبياء، الآية: (107).

 

 

([24]) الزمخشري، ربيع الابرار ونصوص الاخبار 5/150؛ ابن الجوزي، المنتظم 4/29؛ أبو الفداء، المختصر في اخبار البشر 1/151.