سكان الاهوار والبيئة

حسين جلوب الساعدي

رئيس مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية

(ذات النفع العام)

في لقاءات الأحبة تنبعث الذكريات وتتوالى الخواطر في استحضار ايام الماضي الجميل وتجمعنا الاماسي في الحديث عن الاهوار وسكانها واحراش القصب والبردي ومواسم صيد الاسماك والطيور واساليب العيش والانس والسعادة.

 وفي يوم من الايام اكتشفت حقيقة غائبة عن ابناء الاهوار وهي ان لسكان الاهوار عادات وتقاليد واعراف في الحفاظ على البيئة , ناتجة من حبهم وعشقهم للطبيعة والتزامهم الصارم في الحفاظ عليها الذي يوحي ان الانسان في الاهوار هو جزء من منظومة التوازن الطبيعية وتتجلى هذه الحقيقة في عدة اعراف يمارسها في التعامل معها .

منها : يرفض سكان الاهوار رفضا قاطعا يصل حد الاستهجان والازدراء للذين يمارسون صيد الاسماك بطريقة ما يطلق عليها الكرافي ويعبر عنهم باسم البربرة فهم غير محترمين عند ابناء الاهوار لان عملية الصيد عندهم فيها نوع من الجشع والطمع.

ويفضل ابن الاهوار عملية الصيد ثالة الفالة حيث يقوم باختيار فريسته قبل ان يطلق سهمه (الفاله) لصيده .

ومنها : يصيب ابناء الاهوار عملية الصيد في موسم التكاثر خصوصا بشباك ضيقه ما يسمونه عشيري حتى الثاني عشر (اسماءالشباك) والذي يصيد بهذه الشباك يسمونه زفيري وابو زفرة .

ومنها : عندما يعلق بشبكة من الكائنات الحية يحرص دائما ان يعيدها الى الماء حية.

ومنها : حين يقوم بحطب القصب والبردي وخصوصا في فصل الصيف يحرص ان يترك مقدارا (عشرة سنتمترات) من النبت عن الماء لانه اذا قام بالحطب من سطح الماء او تحته لا يمكن ان تنبت تلك النبته فهو حريص ان يواصل القصب والبردي نموه في دورة الحياة .

ومنها : منع صيد الطيور في اوقات تكاثرها او صيد طيرة معها افراخها ويعطي ابعاد اخلاقية وغيبية في هذا المنع حيث يعتقد ان عملية الصيد هذه تجلب الشؤم و سوء الطالع .

 

وغيرها التي يرصدها أبناء الاهوار في حياتهم اليومية ويضيفها على ما ذكرنا ان ابناء الاهوار كانوا أجزاء في توازن الطبيعة وهم حماة البيئة التي حطمها غيرهم .