الاعتدال

حسين جلوب الساعدي

 

مفهوم يفرض نفسه على الواقع العراقي لأن ثقافة العنف وأخواتها من قتل وإبادة وإقصاء وتهميش وتوسع وتنافر وتقاطع وفئوية وحزبية وطائفية وعرقية ودموية أخذت مساحة واسعة من الواقع السياسي والاجتماعي ليكون البحث عن البديل مهمة المثقف والسياسي  المخلص والمصلح الاجتماعي فكان مفهوم الاعتدال البديل عن العنف بما يحمل في ثناياه من آفاق إنسانية وأخلاقية وتربوية لأنه يعني احترام الآخر والحوار والتسامح والتعايش والواقعية والوسطية والمحبة والانسجام والالتقاء والتواصل ليكون الاعتدال ثقافة  بديلة نابعة من الضروري التي تفرضها الحياة والدين والقيم والتطلع للسلام وليكون العراق يسخر بطاقات مجتمعة ومنسجمة وفاعلة في ظل مبادئ إنسانية رافضة الأساليب الحيوانية الهمجية فتلك المعاني بحاجة إلى مشروع ثقافي يعتمد ترويجها والالتزام بها فكانت مؤسسة الهدى للدراسات التي جعلت مبدأ الاعتدال أحد منطقاتها الأساسية في عملها المستقبلي.