حسين جلوب الساعدي
شكلت الأزمة الأمنية الهاجس الكبير والعقدة المستعصية في العراق حيث عمل القاعدة والميليشيات المسلحة والحرب الطائفية والصراع العرقي والنزاع الفئوي وضعف الأجهزة الأمنية وعجز قوات متعددة الجنسيات عن ضبط الأمن كما ان الواقع السياسي العراقي المغذي الرئيسي لكل تلك الأسباب وفي هذه الأجواء تأتي مشاريع الحلول والتجارب التي قد تضفي عقدة جديدة منها مجالس الصحوات التي تشكلت في المنطقة الغربية وبدأها رئيس الوزراء في الأنبار وأعجبة الأمريكان بعد نجاحها فكان تعميمها في تكريت والموصل وديالى وبعض ضواحي بغداد التي اعتمدت وبشكل أساسي على العشائر والأعيان و شيخ العشيرة المعتمد في تشكيل المجلس وتحديد الأسماء التي تصرف لها المبالغ فكانت قوات مجالس الصحوات تقارب عدد قوات الجيش العراقي أكثر من (100) ألف مقاتل ومن هنا تنشئ العقد ما هو مصير قوات الصحوات بعد الاستقرار؟ فكان الجواب من الأمريكان بالسكوت والحكومة بضغط من قوات متعددة الجنسيات أن تخوض تجربة الدمج مرة أخرى فالتجربة الجديدة شكلت عقدة أخرى في العراق حيث شكلت مجالس الصحوات مشكلة امنية وازمة سياسية وحتى لو كانت عملية الدمج ممكنة فانها تحمل نفس سلبيات واخفاقات عملية دمج المليشيات التي سببت الترهل والفئوية داخل اجهزة وزارة الداخلية وفي مناطق الوسط والجنوب طرح مشروع مجالس الإسناد الذي ولد مشوهاً من حيث عدم وضوح الأهداف والمبادئ والآليات والمشاريع التي يعمل بها ومن حيث الشروط والقيود التي حددها القائمون بها منها منع الشيوخ من الانتماء السياسي أي منعهم من المشاركة السياسية وإبداء الرأي في حين ان المهمة التي ينبغي أن ينهض بها مجلس الإسناد سياسية وليست اجتماعية كما أوجدت مشاكل اجتماعية في تمزيق العشائر وتنافس المشايخ على عضوية المجالس أثقلت المجتمع.
ان مبررات وجود مجالس الصحوات ومجالس الإسناد كانت لضرورة أمنية ومن أجل دعم العملية الأمنية لكنها في نفس الوقت تركت ثقلاً مالياً وسياسياً على البلد ينبغي استيعابها وتجاوزها بروح وطنية.