حسين جلوب الساعدي
تجري مفاوضات واسعة بين العراق وسوريا بوساطة من الحكومة التركية وجامعة الدول العربية لتطويق الأزمة التي عصفت بالعلاقات العراقية السورية اثر تفجيرات يوم الأربعاء الدامي الذي شهده العراق والتي شملت الوزارات والأحياء في بغداد وبابل،وبعد ظهور الاعترافات كان موقف الحكومة العراقية قطع العلاقات الدبلوماسية وطرح الموضوع على المحكمة الدولية والمطالبة بتسليم المجرمين الذين تثبت عليهم الإدانة ،وفي الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة التصريحات المتبادلة حيث ادّت الى توسيع الهوّة والتباعد وإعلان العداء، كانت هناك آراء لدى الحكومة العراقية من الطعن في قرار المقاطعة لان هذا الموقف لم يعرض على مجلس الأمن الوطني والهيئة الرئاسية مما ادخل الواقع السياسي في تناقض بين مؤسسات الدولة العراقية بنفسها، وفي هذه الأجواء تطرح عالمية الإرهاب الذي يشمل جميع الدول والمجاورة منها حيث لم تسلم دولة منها من أعمال العنف والإرهاب، لكن العراق كان حظه الأسود، حيث أصبح مسرحاً للعمليات الإرهابية، فكان من حق العراق عرض الموضوع على المحكمة الدولية والمفترض منها دعوة جميع الدول المجاورة ومنها سوريا بطريقة دبلوماسية في تفصيل ملامح وأوكار الإرهاب وفي نفس الوقت مطاردة البعثيين المجرمين في كل مكان ومنها في العراق خاصة ،حيث ان تغلغل ووجود حزب البعث في أجهزة الحكومة العراقية بات واضحاً للعيان0
ان الانفجارات الأخيرة أخذت ابعاداً من شأنها تثبيت قضايا الإرهاب في المحكمة الدولية وبدعم ومساندة الدول الإقليمية، لأن العراق بحاجة لحماية سيادته ومواطنيه وفي نفس الوقت الى إقامة علاقات ودّية صادقة مبنية على المصالح المشتركة مع جميع الدول وليس فتح جبهات جديدة تؤثر على مسار السياسة الخارجية والتي نحن بحاجة الى تطويرها0