انتصارات وقضايا حول حرب الدولة الإسلامية ( داعش)

حسين جلوب 

الفكر المتطرف والتكفيري المصحوب بالعنف والقسوة والهمجية والدموية المقرون بالموت والدمار والخراب .

هذا الفكر يعتمد على مقولة اسلامية مجزأة كالجهاد واقامة الحكومة الاسلامية ودعوة الشعوب والفرق والمذاهب والأديان للإسلام بطريقتهم الخاصة حتى تمكن هذا التوجه من اقامة الدولة الاسلامية في العراق والشام ونصب خليفة المسلمين ابو بكر البغدادي بعد السيطرة على المنطقة الغربية في العراق ومنطقة الجزيرة والفرات في سوريا ثم استجاب لهذه الدعوة مجاميع مسلحة في الجزائر وتونس وليبا وسيناء واعلنوا البيعة والطاعة للخليفة حتى اصبحت الدولة تحمل عنوان الدولة الاسلامية في العالم الاسلامي .

في هذه الأجواء المتصاعدة وحَدة العنف والقتال اعيد ترتيب الخارطة السياسية من مبادرات وتحالفات وهجمات فكان استنكار الامم المتحدة بجرائم الدولة الاسلامية ضد الاقليات والجرائم في العراق والشام وظهور التحالف الدولي لحرب الإرهاب ودعم العراق في حربه الذي استجاب له اكثر الدول في أوربا والعالم الغربي وحتى دول المنطقة المهتمة بدعها للإرهاب وانتقل التحالف الى خطوة عملية في شن الهجمات الجوية على معسكرات وتجمعات المتطرفين في العراق والشام والتي شكلت غطاءاً جوي للجيش العراقي في حربه واسرعت في تسليح البيشمركة في كردستان واعانتهم في تحرير سد الموصل وغيرها .

ثم كانت المبادرات الدبلوماسية في اجتماع جدة الى مؤتمر جنيف واجتماع نيويورك وحركة وزير الخارجية العراقي في المنطقة والعالم كلها تمثل ترتيب الخارطة من جديد وخصوصاً بعد رفع ذريعة وجود المالكي في السلطة الذي يمثل عقبة في ترتيب الاولويات في المبادرات في هذا الاجواء السياسية تشهد جبهة القتال انتصارات وتقدم فكانت تحرير العظيم وطوز خرماتو  وفتح طريق كركوك ـ بغداد واعادة الارتباط البري بين الشمال والعاصمة وكانت نتائج معارك امرلي في محافظة صلاح الدين غرت المعادلة في ساحات القتال بعد هزيمة التكفيرين ومن ثم الانتصارات في جرف الصخر والرمادي وبعد تحرير بيجي ومصفاها وطردهم من الاسحاقي وسامراء وغيرها .

فيما تشهد جبهة الشمال تقدم على ربيعة وزمار والاقتراب من مدينة الموصل في سهل شرق نينوى كل هذه الاجواء تمثل انتصارات وتحولات مهمة في ساحة المعركة فيما تصدرت قضايا سياسية وامنية اخرى.

 القضية الاولى : الحشد الشعبي المقاتل ودوره في المعركة وحقوقه ومستقبله في الاجهزة الامنية التي اختلف عنه الدول المعينة في العراق منهم اعتبره مشكلة تهدد الوجود السني ومنهم من ادرجه بالمنظمات الارهابية في العالم ومنهم اعتبره مليشيات غير منظبطة وآخرون يريدون تجريدهم من السلاح وتجريمهم على خوض المعارك ضد داعش فيما يعتبرهم اخرون ابطال ومجاهدون صدود اعش من الدخول الى بغداد وان استحقاقهم التكريم والاحترام والمدمج .

والقضية الثانية : وجود القوات الأمريكية في قاعدة الأسد وسبايكر للترتيب والجهد ألاستخباراتي والرصد الميداني ودعم الأجهزة الأمنية التي تعددت الاراء حولها بين معتبر ان وجودها ضروري وإقامة قواعد عسكرية وقوات برية تشارك في طرد داعش جزء من الاتفاقية الأمريكية العراقية فيما رفض اكثر المسؤولين وخصوصاً الشيعة القوات البرية وتحفظ على القواعد العسكرية الأمريكية .

القضية الثالثة : الحرس الوطني الذي يتم إعداده في المحافظات لتكون لكل محافظة فوج او لواء يشكل من أبناءها لينهض بحماية امن المحافظة وهذه القضية تشهد خلاف بين موافق او مخالف .

القضية الرابعة : الأفواج التي تم تكوينها من أبناء المنطقة الغربية من قبل القوات الأمريكية وإقامة معسكر في كردستان لتدريبهم وهذه القضية تشهد آراء متعددة .

تلك الانتصارات وهذه القضايا تشكل جوهر التحولات التي يجب إدارتها وحسم رؤية متزنة في التعامل معها ويكون دور مجلس الوزراء ومجلس النواب متميز في ترتيبها والوصول الى حلول لكي لا تتحول الى أزمات مستقبلية في أجواء التفاهم الذي تشهده الساحة السياسية العراقية وهي تعيش بشائر الانتصارات